نداء الحق لامة الاسلام {{فاعتبروا يا أولي الأبصار}}

 نداء الحق لامة الاسلام {{فاعتبروا يا أولي الأبصار}

Translate واق

الثلاثاء، 9 أغسطس 2022

مجلد 2. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني

 

مجلد 2. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني

مات مروان فدعا عبدالملك إلى نفسه فعقد للحجاج في جيش إلى مكة فورد مكة وظهر على أبي قبيس ونصب عليه المنجنيق يرمي به ابن الزبير ومن معه في المسجد فلما كان الغداة التي قتل فيها ابن الزبير دخل ابن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر وهي يومئذ ابنة مائة سنة لم يسقط لها سن ولم يفسد لها بصر فقال يا عبدالله ما فعلت في حربك قال بلغوا مكان كذا وكذا وضحك وقال إن في الموت لراحة فقالت أسماء يا بني لعلك تتمناه لي ما أحب أن أموت حتى آتي على أحد طرفيك إما أن تملك فتقر بذلك عيني وإما أن تقتل فأحتسبك ثم ودعها فقالت يا بني إياك أن تعطى خصلة من دينك مخافة القتل وخرج عنها فدخل المسجد فقيل له ألا تكلمهم في الصلح فقال أو حين صلح هذا والله لو وجدوكم في جوف الكعبة لذبحوكم ثم أنشأ يقول ... ولست بمبتاع الحياة بذلة 1كذا في ز وفي ح نسيئة ... ولا مرتق من خشية الموت سلما ... ثم أقبل على آل الزبير يعظهم ويقول ليكن أحدكم سيفه كما يكن وجهه ولا ينكسر سيفه فيدفع عن نفسه بيده كأنه امرأة والله ما لقيت زحفا قط إلا في الرعيل الأول وما ألمت جرحا قط إلا أن يكون ألم الدواء ثم حمل عليهم ومعه سيفان فأول من لقيه الأسود فضربه بسيفه حتى أطن رجله فقال الأسود أخ يا ابن الزانية فقال له ابن الزبير اخس يا ابن حام أسماء زانية ثم أخرجهم من المسجد فما زال يحمل عليهم ويخرجهم من المسجد ويقول لو كان قرني واحدا كفيته قال وعلى ظهر المسجد من أعوانه من يرمي عدوه بالآجر فأصابته آجرة في مفرقه حتى فلقت رأسه فوقف قائما وهو يقول ... ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما ... قال ثم وقع فأكب عليه موليان وهما يقولان العبد يحمي ربه ويحتمي قال ثم سير إليه فجز رأسه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن المبارك ثنا زيد بن المبارك أخبرنا

صاحب لنا قال أخبرني إبراهيم بن اسحاق قال سمعت أبي إسحاق يقول أنا حاضر قتل الزبير يوم قتل في المسجد الحرام جعلت الجيوش تدخل من أبواب المسجد فكلما دخل قوم من باب حمل عليهم وحده حتى يخرجهم فبينا هو على تلك الحالة إذ جاءت شرفة من شرفات المسجد فوقعت على رأسه فصرعته وهو يتمثل بهذه الأبيات يقول ... أسماء إن قتلت لا تبكيني ... لم يبق إلا حسبي وديني ... وصارم لانت به يميني 1 ... حدثنا فاروق بن عبدالكبير الخطابي ثنا عبدالعزيز بن معاوية العتبي ثنا جعفر بن عون ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال كان عبدالله بن الزبير يحمل عليهم حتى يخرجهم من الأبواب وهو يرتجز ويقول ... لو كان قرني واحدا كفيته ... ويقول ... ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو الأحمسي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر وحدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا دحيم ثنا شعيب بن اسحاق عن هشام بن عروة وفاطمة بنت المنذر قالا خرجت أسماء بنت أبي بكر مهاجرة إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهي حبلى بعبدالله بن الزبير فوضعته فلم ترضعه حتى أتت به النبي صلى الله عليه و سلم فأخذه فوضعه في حجره فطلبوا تمرة يحنكه بها حتى وجدوا فكان أول شيء دخل بطنه ريق رسول الله صلى الله عليه و سلم وسماه عبدالله قال شعيب في حديثه فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بتمرة فقالت عائشة فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها فمضغها ثم وضعها في فيه
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا ابو حصين الوادعي ثنا أحمد بن يونس ثنا ابو المحياة يحيى بن يعلى التيمي عن أبيه قال

دخلت مكة بعد ما قتل ابن الزبير بثلاثة أيام وهو حينئذ مصلوب قال فجاءت أمه عجوز طويلة مكفوفة البصر فقالت للحجاج أما آن لهذا الراكب أن ينزل فقال الحجاج المنافق فقالت والله ما كان منافقا إن كان لصواما قواما برا قال انصرفي يا عجوز فإنك قد خرفت قالت لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يخرج من ثقيف كذاب ومبير فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فأنت
حدثنا علي بن حميد الواسطي ثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا محمد بن حسان ثنا عبدالوهاب بن عطاء ثنا زياد الجصاص عن علي بن زيد بن جدعان عن مجاهد قال كنت مع ابن عمر فمر على ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما فوقف عليه فقال رحمك الله فإنك ما علمت صواما قواما وصولا للرحم وإني لأرجو أن لا يعذبك الله عز و جل ثم التفت إلي فقال أخبرني أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من يعمل سوءا يجز به
حدثنا ابو بكر الطلحي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا أحمد بن يونس ثنا مندل عن سيف أبي الهذيل عن نافع قال أدنيت عبدالله بن عمر من جذع ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما فقال يرحمك الله فوالله إن كنت لصواما قواما
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق الثقفي ثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا ابو عاصم عن عمر بن قيس قال كان لابن الزبير مائة غلام يتكلم كل غلام منهم بلغة أخرى فكان ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته فكنت إذا نظرت إليه في أمر دنياه قلت هذا رجل لم يرد الله طرفة عين وإذا نظرت إليه في أمر آخرته قلت هذا رجل لم يرد الدنيا طرفة عين
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن الصباح ومحمد بن ميمون قالا ثنا سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال ذكرت ابن الزبير عند ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال كان عفيفا في الإسلام قارئا للقرآن أبوه الزبير وأمه أسماء وجده أبو بكر وعمته خديجة وجدته صفية وخالته عائشة والله لأحاسبن له نفسي محاسبة لم

أحاسبها لأبي بكر ولا لعمر
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا مسلم بن خالد الزنجي قال سمعت عمرو بن دينار يقول ما رأيت مصليا قط أحسن صلاة من عبدالله بن الزبير
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان قال سمعت هشام بن عروة يقول قال لي ابن المنكدر لو رأيت ابن الزبير وهو يصلي لقلت غصن شجرة يصفقها الريح إن المنجنيق ليقع ههنا وههنا ما يبالي
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا أحمد بن يونس ثنا زائدة عن منصور عن مجاهد قال كان عبدالله بن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود وكان يقول ذلك من الخشوع في الصلاة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم عن عبدالرازق عن ابن جريج عن عطاء قال كان ابن الزبير إذا صلى كأنه كعب راتب 1 الأمبوبتين من القصب والراتب الثابت لم يتحرك عن القاموس
حدثنا محمد بن علي بن عاصم ثنا الحسين بن محمد الحراني ثنا عبدالوارث بن عبدالصمد حدثني أمي قالت حدثتنا ماطرة المهدية قال حدثتني خالتي أم جعفر بنت النعمان أنها سلمت على أسماء بنت أبي بكر وذكر عندها عبدالله بن الزبير فقال كان ابن الزبير قوام الليل صوام النهار وكان يسمى حمام المسجد
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن سعيد ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قال لي عمر بن عبدالعزيز إن في قلبك من ابن الزبير قال قلت لو رأيته ما رأيت مناجيا مثله ولا مصليا مثله
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد الحراني ثنا محمد بن بشار عن روح بن عبادة عن حبيب بن الشيهد عن ابن أبي مليكة قال كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام ويصبح يوم السابع وهو أليثنا 2 القوي والمليئة من الابل الشديدة عن القاموس
حدثنا سليمان ثنا زكريا الساجي ثنا حوثرة بن محمد ثنا أبو أسامة ثنا سعيد بن المرزبان أبو سعيد العبسي ثنا محمد بن عبدالله الثقفي قال شهدت

خطبة ابن الزبير بالموسم خرج علينا قبل التروية بيوم وهو محرم فلبى بأحسن تلبية سمعتها قط ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فانكم جئتم من آفاق شتى وفودا إلى الله عز و جل فحق على الله أن يكرم وفده فمن كان جاء يطلب ما عند الله فان طالب الله لا يخيب فصدقوا قولكم بفعل فان ملاك القول الفعل والنية النية القلوب القلوب الله الله في أيامكم هذه فانها أيام تغفر فيها الذنوب جئتم من آفاق شتى في غير تجارة ولا طلب مال ولا دنيا ترجون ما هنا ثم لبى ولبى الناس فما رأيت يوما قط كان أكثر باكيا من يؤمئذ
حدثنا ابو عمرو بن حمدان ثنا الحسين بن سفيان ثنا حبيب بن موسى ثنا عبدالله بن المبارك ثنا مالك بن أنس عن وهب بن كيسان قال كتب إلي عبدالله بن الزبير بموعظة أما بعد فان لأهل التقوى علامات يعرفون بها ويعرفونها من أنفسهم من صبر على البلاء ورضى بالقضاء وشكر النعماء وذل لحكم القرآن وانما الامام كالسوق ما نفق فيها حمل اليها إن نفق الحق عنده حمل اليه وجاءه أهل الحق وإن نفق الباطل عنده جاءه أهل الباطل ونفق عنده
حدثنا ابو بكر اللحى قال حدثني محمد بن الحسين الوادعي قال ثنا أحمد بن عبدالله بن يونس قال ثنا معاوية عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال ما رأيت عبدالله بن الزبير يعطي سلمه رجلا قط لرغبة ولا لرهبة سلطانا ولا غيره
حدثنا أبو بكر الطلحي قال حدثني محمد بن الحسين الوادعي قال ثنا أحمد بن عبدالله بن يونس قال ثنا ابو معاوية عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال كان أهل الشام يعيرون ابن الزبير يقولون له يا ابن ذات النطاقين قالت له أسماء يا بني إنهم ليعيرونك بالنطاقين وإنما كان نطاق شققته بنصفين فجعلت في سفرة رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدهما وأوكيت قربته بالآخر قال فكانوا بعد إذا عيروه بالنطاقين يقول انها ورب الكعبة ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
حدثنا فاروق بن عبدالكبير الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا إبراهيم

ابن بشار ثنا سفيان بن عيينة ثنا محمد بن عمرو عن يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب عن ابن الزبير قال لما نزلت هذه الآية ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال الزبير يا رسول الله أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب قال نعم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب عن ابن الزبير قال لما نزلت ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال الزبير يا رسول الله أي نعيم نسأل عنه وإنما هما الأسودان الماء والتمر قال أما إن ذلك سيكون
حدثنا سليمان حدثنا فضيل بن محمد الملطي وأبو زرعة الدمشقي قالا ثنا أبو نعيم ثنا عبدالرحمن بن الغسيل عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي الأنصاري قال سمعت ابن الزبير يقول في خطبته على منبر مكة يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول لو أن ابن آدم أعطي واديا من ذهب أحب إليه ثانيا ولو أعطي ثانيا أحب إليه ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ذكر أهل الصفة قال الشيخ قد ذكرنا بعض أحوال فريق من نساك الصحابة وعبادهم وأقوال جماعة من أئمة الصحابة وأعلامهم من المشتهرين بالمعبود وذكره المشغوفين بالفرد ووده الذين جعلوا للعارفين والعاملين قدوة وعلى المفتونين بالدنيا والمقبلين عليها حجة ونذكر الآن مستعينين بالله شأن أهل الصفة وأخلاقهم وأحوالهم وتسمية من سمي لنا اسمه بالأسانيد المشهورة والشواهد المذكورة وهم قوم أخلاهم الحق من الركون إلى شيء من العروض وعصمهم من الافتتان بها عن الفروض وجعلهم قدوة للمتجردين من الفقراء كما جعل من تقدم ذكرهم أسوة للعارفين من الحكماء لا يأوون إلى أهل ولا مال

ولا يلهيهم عن ذكر الله تجارة ولا حال لم يحزنوا على ما فاتهم من الدنيا ولا يفرحوا إلا بما أيدوا به من العقبى كانت أفراحهم بمعبودهم ومليكهم وأحزانهم على فوت الاغتنام من أوقاتهم وأورادهم هم الرجال الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ولم يأسوا على ما فاتهم ولم يفرحوا بما آتاهم حماهم مليكهم عن التمتع بالدنيا والتبسط فيها لكيلا يبغوا ولا يطغوا رفضوا الحزن على ما فات من ذهاب وشتات والفرح بصاحب نسب إلى بلى ورفات
حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا عبدالله بن وهب أخبرني أبو هانئ قال سمعت عمرو بن حريث وغيره يقولون إنما نزلت هذه الآية في أصحاب الصفة ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ذلك بانهم قالوا لو أن لنا فتمنوا الدنيا رواه حيوة عن أبي هانئ
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن عبدالله بن المبارك عن حيوة بن شريح عن أبي هانئ قال سمعت عمرو بن حريث يقول نزلت هذه الآية في أهل الصفة ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض قال لأنهم تمنوا الدنيا قال الشيخ رحمه زوى الله عز و جل عنهم الدنيا وقبضها إبقاء عليهم وصونا لهم لئلا يطغوا فصاروا في حماه محفوظين من الأثقال ومحروسين من الأشغال لا تذهلهم الأموال ولا تتغير عليهم الأحوال
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسين ين سفيان ثنا عبيدالله بن معاذ ثنا معتمر بن سليمان قال قال أبي ثنا أبو عثمان النهدي أنه حدثه عبدالرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس بسادس أو كما قال وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق نبي الله صلى الله عليه و سلم بعشرة هذا حديث صحيح متفق عليه
حدثنا سليمان ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا عمر بن ذر ثنا مجاهد أن أبا هريرة قال مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبا هر

فقلت لبيك يا رسول الله قال الحق أهل الصفة فادعهم قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل اليهم وأصاب منها وأشركهم فيها صحيح متفق عليه
حدثنا أبو عمر بن حمدان ثنا الحسين بن سفيان ثنا وهب بن بقية ثنا خالد بن عبدالله عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن طلحة بن عمرو قال كان الرجل إذا قدم على النبي صلى الله عليه و سلم وكان له بالمدينة عريف نزل عليه وإذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصفة قال وكنت فيمن نزل الصفة فوافقت رجلا وكان يجرى علينا من رسول الله صلى الله عليه و سلم كل يوم مد من تمر بين رجلين
حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن النضر الأزدي حدثنا موسى بن داود ثنا شريك عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن علي بن حسين عن أبي رافع قال لما ولدت فاطمة حسينا قالت يا رسول الله ألا أعق عن ابني قال لا ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره ورقا أو فضة على الأوفاض والمساكين يعني بالأوفاض أهل الصفة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرء ثنا حيوة أخبرني أبو هانئ أن أبا علي الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في صلاتهم لما بهم من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب إن هؤلاء مجانين رواه ابن وهب عن ابن هانئ 1ابن هانئ هو حميد بن هانئ الخولاني وهو أبو هانئ ويروي عن عمر بن مالك الجنبي أبو علي الجنبي المذكور كذا في الخلاصة
حدثنا محمد بن محمد بن اسحاق ثنا زكريا الساجي ثنا أحمد بن عبدالرحمن ثنا عمي عبدالله بن وهب عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال كان من أهل الصفة سبعون رجلا ليس لواحد منهم رداء
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عبدالله بن رسته ثنا أبو أيوب المقرئ ثنا جرير عن عطاء عن الشعبي عن أبي هريرة قال كنت في الصفة فبعث الينا النبي صلى

الله عليه وسلم عجوة فكنا نقرن الثنتين من الجوع ويقول لأصحابه إني قد قرنت فاقرنوا
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية عن هشام عن الحسن قال جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أهل الصفة فقال كيف أصبحتم قالوا بخير فقال رسول الله أنتم اليوم خير وإذا غدي على أحدكم بجفنة وريح بأخرى وستر أحدكم بيته كما تستر الكعبة فقالوا يا رسول الله نصيب ذلك ونحن على ديننا قال نعم قالوا فنحن يومئذ خير نتصدق ونعتق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا بل أنتم اليوم خير إنكم إذا أصبتموها تحاسدتم وتقاطعتم وتباغضتم كذا رواه أبو معاوية مرسلا
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا يونس بن بكير ثنا سنان بن سيسن 1 الحنفي حدثني الحسن قال بنيت صفة لضعفاء المسلمين فجعل المسلمون يوغلون اليها ما استطاعوا من خير فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتيهم فيقول السلام عليكم يا أهل الصفة فيقولون وعليك السلام يا رسول الله فيقول كيف أصبحتم فيقولون بخير يا رسول الله فيقول أنتم اليوم خير من يوم يغدى على أحدكم بجفنة ويراح عليه بأخرى ويغدو في حلة ويروح في أخرى وتسترون بيوتكم كما تستر الكعبة فقالوا نحن يومئذ خير يعطينا الله تعالى فنشكر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بل أنتم اليوم خير قال الشيخ رحمه الله وكان عدد قاطني الصفة يختلف على حسب اختلاف الأوقات والأحوال فربما تفرق عنها وانتقص طارقوها من الغرباء والقادمين فيقل عددهم وربما يجتمع فيها واردوها من الوراد والوفود فينضم اليهم فيكثرون غير أن الظاهر من أحوالهم والمشهور من أخبارهم غلبة الفقر عليهم وإيثارهم القلة واختيارهم لها فلم يجتمع لهم ثوبان ولا حضرهم من الأطعمة لونان يدل على ذلك ما حدثناه أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد

ابن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع حدثني فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال رأيت سبعين من أهل الصفة يصلون في ثوب فمنهم من يبلغ ركبتيه ومنهم من هو أسفل من ذلك فاذا ركع أحدهم قبض عليه مخافة أن تبدو عورته
حدثنا عبدالله بن جعفر بن أحمد ثنا اسماعيل بن عبدالله ثنا هشام بن عامر ثنا صدقة بن خالد ثنا زيد بن واقد حدثني بسر بن عبيدالله الحضرمي عن واثلة بن الأسقع قال كنت من أصحاب الصفة وما منا أحد عليه ثوب تام قد اتخذ العرق في جلودنا طوقا من الوسخ والغبار
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السرى ثنا أبو أسامة عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أمسى قسم ناسا من أهل الصفة بين ناس من أصحابه فكان الرجل يذهب بالرجل والرجل يذهب بالرجلين والرجل يذهب بالثلاثة حتى ذكر عشرة فكان سعد بن عبادة يركع كل ليلة إلى أهله بثمانين منهم يعشيهم
حدثنا عبدالله بن محمد أبو بكر ثنا عبدالله بن محمد بن النعمان ثنا أبو نعيم وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام 1 واللفظ له ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو نعيم عن موسى بن علي قال سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحاء والعقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم فقلنا يا رسول الله كلنا نحب ذلك قال أو لا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله تعالى خير له من ناقتين وثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل قال الشيخ رحمه الله فحديث عقبة يصرح بأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يردهم عند العوارض الداعية إلى تمني الدنيا والإقبال عليها إلى ما هو أليق بحالهم وأصلح لبالهم من الاشتغال بالأذكار وما يعود عليهم من منافع

البيان والأنوار ويعصمون به من المهالك والأخطار ويستروحون إليه مما يرد من الأماني على الأسرار
حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد ثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا يحيى بن بكير ثنا ابن لهيعة عن عمارة بن غزية أن ربيعة بن أبي عبدالرحمن أخبره أنه سمع أنس بن مالك يقول أقبل أبو طلحة يوما فإذا النبي صلى الله عليه و سلم قائم يقرئ أصحاب الصفة على بطنه فصيل 1 من حجر يقيم به صلبه من الجوع كان شغلهم تفهم الكتاب وتعلمه ونهمتهم الترنم بالخطاب وتردده شاهد ذلك ما حدثناه
جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد عن العلاء بن بشير عن أبي الصديق النادي عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال أتى علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن أناس من ضعفة المسلمين ورجل يقرأ علينا القرآن ويدعو لنا ما أظن رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرف أحدا منهم وإن بعضهم ليتوارى من بعض من العري فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده فأدارها شبه الحلقة فاستدارت له الحلقة فقال بما كنتم تراجعون قالوا هذا رجل يقرأ علينا القرآن ويدعو لنا قال فعودوا لما كنتم فيه ثم قال الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم ثم قال ليبشر فقراء المؤمنين بالفوز يوم القيامة قبل الأغنياء بمقدار خمسمائة عام هؤلاء في الجنة ينعمون وهؤلاء يحاسبون رواه جعفر بن سليمان عن المعلى بن زياد باسناده مثله ورواه جعفر أيضا عن ثابت البناني عن سلمان مرسلا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا يسار ثنا جعفر يعني ابن سليمان ثنا ثابت البناني قال كان سلمان في عصابة يذكرون الله عز و جل قال فمر النبي صلى الله عليه و سلم فكفوا فقال ما كنتم تقولون فقلنا نذكر الله يا رسول الله قال قولوا فاني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها ثم

قال الحمد لله جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم رواه مسلمة بن عبدالله عن عمه عن سلمان مطولا في قصة المؤلفة ذكرناه في نظائره في كتاب شرف الفقر قال الشيخ رحمه الله والمتحققون بالفقر من الصحابة وتابعيهم إلى قيام الساعة أمارة وأعلام الصدق لهم شاهرة وبواطنهم بمشاهدة الحق عامرة إذ الحق شاهدهم وسائسهم والرسول صلى الله عليه و سلم سفيرهم ومؤدبهم وحق لمن أعرض عن الدنيا وغرورها وأقبل على العقبى وحبورها فعزفت نفسه عن الزائل الواهي ونابذ الزخارف والملاهي وشاهد صنع الواحد الباقي واستروح روائح المقبل الآتي من دوام الآخرة ونضرتها وخلود المجاورة وبهجتها وحضور الزيارة وزهرتها ومعاينة المعبود ولذتها أن يكون بما اختار له المعبود من الفقر راضيا وعما اقتطعه منه ساليا ولما ندبه إليه ساعيا ولخواطر قلبه راعيا ليصير في جملة المطهرين ويحشر في زمرة الضعفاء والمساكين ويقرب مما خص به الأبرار من المقربين فيغتنم ساعاته عن مخالطة المخلطين ويصون أوقاته عن مسالمة المبطلين ويجتهد في معاملة رب العالمين مقتديا في جميع أحواله بسيد السفراء والمرسلين كذا حدثناه سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا محمد بن أبي خلف ثنا يحيى بن عباد ثنا محمد بن عثمان الواسطي عن ثابت عن أنس 1 قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أعجبه نحو 2 الرجل أمره بالصلاة قال الشيخ رحمه الله استوطنوا الصفة فصفوا من الأكدار ونقوا من الأغيار وعصموا من حظوظ النفوس والأبشار وأثبتوا في جملة المصطنع لهم من الأبرار فأنزلوا في رياض النعيم وسقوا من خالص التسنيم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن عبدالله بن نمير ثنا عمران بن عيينة عن إسماعيل عن أبي صالح ومزاجه من تسنيم قال هو أشرف شراب أهل الجنة للمقربين صرفا وللناس مزاجا

قال الشيخ رحمه الله وأهل الصفة هم أخيار القبائل والأقطار ألبسوا الأنوار فاستطابوا الأذكار واستراحت لهم الأعضاء والأطوار واستنارت منهم البواطن والأسرار بما قدح فيها المعبود من الرضا والأخبار فأعرضوا عن المشغوفين بما غرهم ولهوا عن الجامعين لما ضرهم من الحطام الزائل البائد ومسالمة العدو الحاسد معتصمين بما حماهم به الواقي الذائد فاجتزوا من الدنيا بالفلق ومن ملبوسها بالخرق لم يعدلوا إلى أحد سواه ولم يعولوا إلا على محبته ورضاه رغبت الملائكة في زيارتهم وخلتهم وأمر الرسول صلى الله عليه و سلم بالصبر على محادثتهم ومجالستهم
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن عثام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط بن نصر عن السدى عن أبي سعيد الأزدي عن أبي الكنود عن خباب بن الأرت ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه قال جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فوجد النبي صلى الله عليه و سلم قاعدا مع بلال وعمار وصهيب وخباب في أناس من الضعفاء المؤمنين فلما رأوهم حقروهم فخلوا به فقالوا إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلا فان وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا العرب قعودا مع هذه الأعبد فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا فإذا نحن فرغنا فاقعدهم إن شئت قال نعم قالوا فاكتب لنا عليك كتابا فدعا بالصحيفة ليكتب لهم ودعا عليا عليه السلام ليكتب فلما أراد ذلك ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل عليه السلام فقال ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه إلى قوله فتكون من الظالمين ثم ذكر الأقرع وصاحبه فقال وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين ثم ذكر فقال تعالى وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة فرمى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصحيفة ودعانا فأتيناه وهو يقول سلام عليكم فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته فكان رسول الله

صلى الله عليه و سلم يجلس معنا فاذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل الله عز و جل واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا يقول لا تعد عيناك عنهم تجالس الأشراف ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا أما الذي أغفل قلبه فهو عيينة بن حصين والأقرع وأما فرطا فهلاكا ثم ضرب لهم مثل الرجلين ومثل الحياة الدنيا قال فكنا بعد ذلك نقعد مع النبي صلى الله عليه و سلم فاذا بلغنا الساعة التي كان يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم وإلا صبر أبدا حتى نقوم رواه عمر بن محمد العنقزي عن أسباط مثله
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو وهب الحراني ثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبدالله عن عمه عن سلمان الفارسي قال جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم عيينة بن حصين والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله إنك لو جلست في صدر المسجد ونحيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون أبا ذر وسلمان وفقراء المسلمين وكان عليهم جباب الصوف لم يكن عندهم غيرها جلسنا اليك وخالصناك وأخذنا عنك فأنزل الله عز و جل واتل ما أوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه حتى بلغ نار أحاط بهم سرادقها يتهددهم بالنار فقام نبي الله يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم أمتي معكم المحيا ومعكم الممات
حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا علي بن عبدالعزيز حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان الثوري عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال نزلت هذه الآية في ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم منهم ابن مسعود قال كنا نستبق إلى النبي ندنو إليه فقالت قريش تدني هؤلاء دوننا فكأن النبي صلى الله عليه و سلم هم بشيء فنزلت ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي

يريدون وجهه الآية رواه اسرائيل عن المقدام بن شريح نحوه
حدثناه أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا عبيدالله بن موسى ثنا اسرائيل عن المقدام بن شريح الحارثي عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن ستة نفر فقال المشركون أطرد هؤلاء عنك فانهم وإنهم قال فكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت اسميهما قال فوقع في نفس النبي صلى الله عليه و سلم من ذلك ما شاء الله فحدث به نفسه فأنزل الله عز و جل ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه
حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا جرير عن أشعب بن سوار عن كردوس عن عبدالله بن مسعود قال مر الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعنده صهيب وبلال وخباب وعمار ونحوهم وناس من ضعفاء المسلمين فقالوا يا رسول الله أرضيت بهؤلاء من قومك أفنحن نكون تبعا لهؤلاء أهؤلاء الذين من الله عليهم أطردهم عنك فلعلك إن طردتهم اتبعاك قال فأنزل الله عز و جل وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم إلى قوله فتكون من الظالمين
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم ثنا محمد بن عبيدالله بن مرزوق ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت عن معاوية بن قرة عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان مر بسلمان وصهيب وبلال فقالوا ما أخذت السيوف من عنق عدو الله مأخذها فقال لهم أبو بكر تقولون هذا لشيخ قريش وسيدها ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بالذي قالوا فقال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم والذي نفسي بيده لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك فرجع اليهم فقال يا اخواني لعلي أغضبتكم فقالوا لا يا أبا بكر يغفر الله لك
حدثنا محمد بن محمد بن عبدالله ثنا عبدالمؤمن بن أحمد الجرجاني ثنا الحسين بن علي السمسار ثنا أبو عبدالرحمن المكتب ثنا المسيب بن شريك عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يرفع الله بهذا العلم

أقواما فيجعلهم قادة يقتدى بهم في الخير وتقتص آثارهم وترمق أعمالهم وترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا هارون بن ملول ثنا أبو عبدالرحمن المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب ثنا معروف بن سويد الجذامي أن أبا عشانة المعافري حدثه أنه سمع عبدالله بن عمرو بن العاص يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هل تدرون أول من يدخل الجنة قالوا الله ورسوله أعلم قال فقراء المهاجرين الذي تتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فتقول الملائكة ربنا نحن ملائكتك وخزنتك وسكان سمواتك لا تدخلهم الجنة قبلنا فيقول عبادي لا يشركون بي شيئا تتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يستطع لها قضاء فعند ذلك تدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالله بن محمد بن سوار ثنا أبو هلال الأشعري ثنا محمد بن مروان عن ثابت الثمالي أبي حمزة عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أولئك يجزون الغرفة بما صبروا قال الغرفة الجنة بما صبروا على الفقر في دار الدنيا قال الشيخ رحمه الله فأما أسامي أهل الصفة فقد رأيت لبعض المتأخرين تتبعا على ذكرهم وجمعهم على حروف المعجم وضم إلى ذكرهم فقراء المهاجرين الذين قدمنا ذكرهم وسألني بعض أصحابنا الاحتذاء على كتابه وفي كتابه أسامي جماعة موهوم فيها لأن جماعة عرفوا من أهل القبة نسبوا إلى أهل الصفة وهو تصحيف من بعض النقلة وسنبين ذلك إذا انتهينا إليه إن شاء الله تعالى فممن بدأنا بذكره 47
أوس بن أوس الثقفي
وقيل أوس بن حذيفة ونسبه إلى أهل الصفة وهو وهم فإنه قدم وافدا مع وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه و سلم في آخر عهده وهو

من المالكيين مع الأحلاف الذين أنزلهم النبي صلى الله عليه و سلم القبة لا الصفة روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم غير حديث ولا يحفظ عنه من حال أهل الصفة شيء فمما أسند ما حدثناه سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا زهير ثنا سماك بن حرب عن النعمان بن سالم عن أوس بن أوس الثقفي قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في قبته في مسجد المدينة فأتاه رجل فساره بشيء لا ندري ما يقول فقال اذهب فقل لهم يقتلوه ثم قال لعله يشهد أن لا إله إلا الله قال نعم قال اذهب فقل لهم يرسلوه فاني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فاذا قالوها حرمت علي دماؤهم وأموالهم إلا بأمر حق وكان حسابهم على الله عز و جل رواه شعبة وأبو عوانة عن سماك نحوه وقال شعبة في حديثه كنت في أسفل القبة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا عبدالله بن عبدالرحمن الطائفي ثنا عثمان بن عبدالله بن أوس الثقفي عن جده أوس بن حذيفة قال قدمنا وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزل الأحلافيون على المغيرة بن شعبة وأنزل المالكيين قبته فكان يأتينا بعد عشاء الآخرة فيحدثنا فكان أكثر ما اشتكى قريشا يقول كنا مستذلين مستضعفين بمكة فلما قدمنا المدينة انتصفنا من القوم 48
أسماء بن حارثة
وذكر أسماء بن حارثة الأسلمي أخا هند فكان أبو هريرة يقول ما كنت أرى أسماء وهندا إلا خادمين لرسول الله صلى الله عليه و سلم من طول لزومهما بابه وخدمتهما له قال بعض المتأخرين هو من أهل الصفة
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف الصرصري ثنا عبدالله بن محمد البغوي قال رأيت في كتاب محمد بن سعد الواقدي أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبدالله بن عباد بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة من مالك بن أقصى صحب

النبي صلى الله عليه و سلم فكان من أهل الصفة توفي بالبصرة سنة ستين وهو يومئذ ابن ثمانين سنة
فمما أسند ما حدثناه فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا سهل بن بكار ثنا وهيب ثنا عبدالرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند بن حارثة عن أسماء بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثه فقال مر قومك فليصوموا هذا اليوم قال أرأيت إن وجدتهم قد طعموا قال فليتموا آخر يومهم يعني يوم عاشوراء 49
الأغر المزني
وذكر الأغر المزني ونسب إلى موسى بن عقبة من غير اسناد أنه من أهل الصفة
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن ثابت عن أبي بردة عن الأغر بن مزينة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ليغان على قلبي حتى أستغفر الله مائة مرة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النصر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا بردة قال سمعت رجلا من جهينة يقال له الأغر يحدث ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول يأيها الناس توبوا إلى بارئكم فإني أتوب اليه في اليوم مائة مرة وذكر بلال بن رباح في أهل الصفة وقد تقدم ذكرنا له وأنه كان من السابقين المعذبين في الله عز و جل خازن النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا أيوب بن سيار ثنا محمد بن المنكدر عن جابر حدثني بلال قال أذنت الصبح في ليلة باردة فلم يأتني أحد ثم أذنت فلم يأتني أحد فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما لهم قلت منعهم البرد فقال اللهم اكسر عنهم البرد قال بلال أشهد لقد رأيتهم يتروحون في الصبح من الحر

البراء بن مالك
وذكر البراء بن مالك الأنصاري أخا أنس بن مالك وحكى عن محمد بن اسحاق أنه من أهل الصفة ولم يذكر اسناده والبراء شهد أحدا فما دونه من المشاهد استشهد يوم تستر وكان طيب القلب يميل إلى السماع ويستلذ الترنم أحد الشجعان والفرسان
حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة وأبو محمد بن حيان قالا ثنا محمد بن عبدالله بن رسته ثنا أبو معمر ثنا سعيد بن محمد عن مصعب بن سليم قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب أشعث ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك فلما كان يوم تستر انكشف الناس فقالوا يا براء أقسم على ربك فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك قال فاستشهد
حدثنا علي بن هارون ثنا موسى بن هارون الحافظ قال في كتابي عن الحسن بن حماد الوراق وعندي أني سمعته منه ثنا عبدة ثنا محمد بن اسحاق عن عبدالله يعني ابن المثنى عن ثمامة عن أنس بن مالك قال كان البراء بن مالك رجلا حسن الصوت فكان يرجز برسول الله صلى الله عليه و سلم فبينا هو يرجز برسول الله في بعض أسفاره إذ قارب النساء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إياك والقوارير إياك والقوارير
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك قال استلقى البراء بن مالك على ظهره ثم ترنم فقال له أنس أي أخي فاستوى جالسا فقال أتراني أموت على فراشي وقد قتلت مائة من المشركين مبارزة سوى من شاركت في قتله وذكر ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ونسبه إلى أهل الصفة من قبل عمرو بن علي وقد تقدم ذكرنا لثوبان أنه كان من القنعين الأعفاء الوفيين الظرفاء

حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن خليد ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام قال حدثني أبو أسماء الرحبي أن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه و سلم قال كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال جئت أسألك فقال سل فقال اليهودي أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هم في الظلمة دون الجسر قال فمن أول الناس اجازة قال فقراء المهاجرين
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا إبراهيم بن عبدالله بن ايوب ثنا أبو طالب عبدالجبار بن عاصم ثنا عبيدالله بن عمرو الرقي ثنا أيوب عن أبي قلابة عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أفضل دينار دينار أنفقه رجل على عياله أو على دابته في سبيل الله أو أنفقه على أصحابه في سبيل الله 51
ثابت بن الضحاك
وذكر ثابت بن الضحاك الأنصاري أبا زيد الأشهلي ونسبه إلى أهل الصفة وهو من أهل الشجرة أنصاري الدار ليس من أهل الصفة بشيء
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن بشر الحريري ثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة أخبره أن ثابت بن الضحاك أخبره أنه بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة وأن رسول الله قال من قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة قال حدثني ثابت الضحاك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من حلف بملة الاسلام كاذبا فهو كما قال 52
ثابت بن وديعة
وذكر ثابت بن وديعة الأنصاري ونسبه إلى أهل الصفة وإنما نزل الكوفة لا الصفة وروي له هذا الحديث

حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النضر ثنا شعبة عن الحكم عن زيد بن وهب عن البراء بن عازب عن ثابت بن وديعة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أتي بضب فقال أمة مسخت والله أعلم 53
ثقيف بن عمرو
وذكر ثقيف بن عمرو بن شميط الأسدي من حلفاء بني أمية استشهد بخيبر نسبه إلى أهل الصفة حكاه عن خليفة بن خياط وذكر جندب بن جنادة أبا ذر الغفاري وقد تقدم ذكرنا له ولحاله ولقدمه وأنه رابع الاسلام وأنه كان من قطان مسجد النبي صلى الله عليه و سلم لما قدم المدينة فكان متوحدا متعبدا فربما أحدث العهد بأهل الصفة مستأنسا بهم فذكر في جملتهم لهذا
حدثنا ابو عمر بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا جبارة بن المغلس ثنا عبدالحميد بن بهرام ثنا شهر بن حوشب حدثتني أسماء بنت يزيد أن أبا ذر رضي الله عنه كان يخدم النبي صلى الله عليه و سلم حتى إذا فرغ من خدمته آوى إلى المسجد فكان هو بيته فاضطجع فيه فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة فوجد أبا ذر نائما منجدلا في المسجد فركله برجله حتى استوى جالسا فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أراك نائما فيه فقال أبو ذر فأين أنام مالي بيت غيره فجلس إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثت عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد ثنا محمد بن عبيدالله العامري ثنا بكر بن عبدالوهاب ثنا محمد بن عمر الاسلمي ثنا موسى بن عبيدة عن نعيم المجمر عن أبيه عن أبي ذر قال كنت من أهل الصفة فكنا إذا أمسينا حضرنا باب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيأمر كل رجل فنيصرف برجل فيبقى من بقي من أهل الصفة عشرة أو أكثر أو أقل فيؤتى النبي صلى الله عليه و سلم بعشائه فنتعشى معه فإذا فرغنا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ناموا في المسجد قال فمر علي رسول الله صلى الله

عليه وسلم وأنا نائم على وجهي فغمزني برجله وقال يا جندب ما هذه الضجعة فانها ضجعة الشيطان 54
جرهد بن خويلد
وذكر جرهد بن خويلد وقيل ابن رزاح الأسلمي سكن الصفة متطرقا شهد الحديبية
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك بن أنس عن أبي النضر عن زرعة بن عبدالرحمن بن جرهد عن أبيه قال كان جرهد من أصحاب الصفة وأنه قال جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم عندنا وفخذي منكشفة فقال أما علمت أن الفخذ عورة 55
جعيل بن سراقة
وذكر جعيل بن سراقة الضمري وسكن الصفة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن قائلا قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم من أصحابه أعطيت يا رسول الله عيينة والأقرع مائة مائة وتركت جعيل بن سراقة الضمري فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما والذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة والأقرع ولكني تألفتهما ليسلما ووكلت جعيلا إلى إسلامه
حدثنا محمد بن عبدالله بن سعيد ثنا عبدان ثنا يونس بن وهب أخبرني عمر بن الحارث عن بكر بن سوادة عن أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له كيف ترى جعيلا قلت مسكينا كشكله من الناس قال وكيف ترى فلانا قلت سيدا من سادات الناس قال فجعليل خير من هذا ملء الأرض قلت يا رسول الله ففلان هكذا وليس تصنع به ما تصنع به قال إنه رأس قومه فأنا أتألفهم

جارية بن حميل
وذكر جارية بن حميل بن شبة بن قرط من أهل الصفة حكاه عن الدارقطني وذكره عن ابن جرير أن له صحبة 1 وذكر حذيفة بن اليمان خالط أهل الصفة مدة فنسب إليهم هو وأبوه من المهاجرين فخيره النبي صلى الله عليه و سلم بين الهجرة والنصرة فاختار النصرة وحالف الأنصار فعد في جملتهم تقدم ذكرنا له ولأحواله في الطبقة الأولى كان بالفتن والآفات عارفا وعلى العلم والعبادة عاكفا وعن التمتع بالدنيا عازفا بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الأحزاب سرية وحده وألبسه عباءته بعد أن كفى في سيره 2 ريحه وبرده
حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه ثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال كنا عند حذيفة بن اليمان فقال لقد ركبنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا رجل يأتيني بخبر القوم يكون معي يوم القيامة فأمسك القوم ثم قالها الثانية ثم الثالثة ثم قال يا حذيفة قم فاتنا بخبر القوم فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم فقال إئتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي قال فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم قال ثم رجعت كأنما أمشي في حمام فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته قال ثم أصابني حين فرغت البرد فألبسني رسول الله صلى الله عليه و سلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائما حتى الصبح فلما أن أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قم يا نومان
حدثنا محمد بن أحمد الغطريفي ثنا عبدالله بن محمد ثنا اسحاق بن راهويه قال أخبرني جرير عن عبدالله بن يزيد الاصبهاني عن يزيد بن

أحمر عن حذيفة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصفة فأراد بلال أن يؤذن فقال على رسلك يا بلال ثم قال لنا أطعموا فطعمنا ثم قال لنا اشربوا فشربنا ثم قام إلى الصلاة قال جرير يعني به السحور 57
حذيفة بن أسيد
وذكر حذيفة بن أسيد أبا سريحة الغفاري من أهل الصفة شهد الشجرة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا المسعودي عن فرات القزاز 1 عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري من أهل الصفة قال اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نتذاكر الساعة فقال إن الساعة لا تقوم حتى يكون عشر آيات الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وفتح يأجوج ومأجوج ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر قال الشيخ وأراه قال ونزول عيسى بن مريم
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان حدثني نصر بن عبدالرحمن الوشاء ثنا زيد بن الحسن الانماطي عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن وائلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون على الحوض فإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بايديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض 58
حبيب بن زيد
وذكر حبيب بن زيد بن عاصم الأنصاري الأزدي من بني النجار ونسبه إلىأهل الصفة وصحف وإنما هو من أهل العقبة

أخذه مسيلمة الكذاب فجعل يقول له أتشهد أن محمدا رسول الله فيقول نعم فيقول أتشهد أني رسول الله فيقول لا أسمع فقطعه مسيلمة وكانت أم حبيب اسمها نسيبة من أهل العقبة فخرجت في خلافة أبي بكر مع المسلمين إلى مسيلمة فباشرت الحرب بنفسها حتى قتل الله مسيلمة ورجعت إلى المدينة وبها عشر جراحات من طعنة وضربة
حدثناه حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن ايوب ثنا إبراهيم بن سعد عن ابن اسحاق بهذا 59
حارثة بن النعمان
وذكر حارثة بن النعمان الانصاري النجاري في أهل الصفة وحكاه عن أبي عبدالرحمن النسائي وكان من أهل بدر وأحد الثمانين الذين ثبتوا يوم حنين ولم يفروا وأصيب ببصره في آخر عمره
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ فقلت من هذا قالوا حارثة بن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كذلك البر كذلك البر وكان أبر الناس بأمه رواه ابن أبي عتيق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مثله
حدثنا ابو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا يعقوب بن يوسف الصفار ثنا ابن أبي فديك عن محمد بن عثمان عن أبيه قال كان حارثة بن النعمان قد ذهب بصره فاتخذ خيطا من مصلاه إلى باب الحجرة ووضع عنده مكتلا فيه تمر فاذا جاء المسكين فسلم أخذ من ذلك المكتل ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله وكان أهله يقولون له نحن نكفيك فيقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مناولة المسكين تقي ميتة السوء 60
حازم بن حرملة
وذكر حازم بن حرملة الأسلمي ونسبه إلى الصفة من قبل الحسن بن سفيان

حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا الحسن بن سفيان ثنا ابراهيم بن المنذر ثنا محمد بن معن بن نضلة الغفاري ثنا خالد بن سعيد قال أخبرني أبو زينب مولى حازم بن حرملة عن حازم بن حرملة قال مررت برسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاني أو نوديت له فلما وقفت عليه قال يا حازم أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فانها كنز من كنوز الجنة 61
حنظلة بن أبي عامر
وذكر حنظلة بن أبي عامر الراهب الانصاري ونسبة إلى أهل الصفة من قبل أبي موسى محمد بن المثنى وهو غسيل الملائكة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن حنظلة بن أبي عامر أخي بني عمرو بن عوف أنه التقى هو وأبو سفيان بن حرب يوم أحد فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود وكان يقال له ابن شعوب قد علا أبا سفيان فضربه شداد فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن صاحبكم يعني حنظلة لتغسله الملائكة فاسألوا أهله ما شأنه فسئلت صاحبته فقالت خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لذلك غسلته الملائكة 62
حجاج بن عمرو
وذكر حجاج بن عمرو الأسلمي ونسبة إلى أهل الصفة وأحال به على أبي عبدالله الحافظ وهو وهم لأن حجاجا الأسلمي هو حجاج بن مالك أبو حجاج بن حجاج وحجاج بن عمرو هو المازني الأنصاري ولا يعرف لواحد منهم ذكر في أهل الصفة وأخرج له هذا الحديث
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن أحمد بن ابي العوام ثنا

أبو عاصم ثنا الحجاج بن أبي عثمان حدثني يحيى بن أبي كثير ثنا عكرمة مولى ابن عباس عن الحجاج بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى 63
الحكم بن عمير
وذكر الحكم بن عمير الثمالي ونسبه إلى أهل الصفة سكن الشام
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية ثنا عيسى بن ابراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كونوا في الدنيا أضيافا واتخذوا المساجد بيوتا وعودوا قلوبكم الرقة وأكثروا التفكر والبكاء ولا تختلفن بكم الأهواء تبنون ما لا تسكنون وتجمعون مالا تأكلون وتأملون ما لا تدركون وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كفى بالمرء نقصا في دينه أن يكثر خطاياه وينقص حلمه ويقل حقيقته 1 جيفة بالليل بطال النهار كسول هلوع منوع رتوع
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عبدالباقي ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية عن عيسى بن ابراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استحيوا من الله حق الحياء احفظوا الرأس وما حوى والبطن وما وعى واذكروا الموت والبلى فمن فعل ذلك كان ثوابه جنة المأوى 64
حرملة بن اياس
وذكر حرملة بن اياس في أهل الصفة ونسبه إلى خليفة بن خياط وقيل هو حرملة بن عبدالله العنبري
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا قرة بن خالد ثنا ضرغامة بن عليبة بن حرملة ثنا أبي عن جدي قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في ركب من الحي فلما أردت

الرجوع قلت أوصني يا رسول الله قال اتق الله وإذا كنت في مجلس فقمت عنه فسمعتهم يقولون ما يعجبك فأته وإذا سمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز ثنا أبو خيثمة ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث أخبرني عبدالله بن حسان حدثني حبان بن عاصم حدثني حرملة بن إياس أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فأقام عنده حتى عرفه فلما أراد الانصراف قال أتيته فقلت يا رسول الله ما تأمرني قال يا حرملة إئت المعروف واجتنب المنكر قال فصدرت عنه ثم قلت لو رجعت فاستزدته فقلت يا رسول الله أوصني قال يا حرملة اجتنب المنكر وائت المعروف وما سر أذنك أن تسمع من القوم يقولون لك إذا قمت من عندهم فأته وما ساء أذنك أن تسمع من القوم إذا قمت من عندهم يقولون لك فاجتنبه رواه أحمد بن إسحاق الحضرمي عن عبدالله بن حسان حدثني حبان بن عاصم وحدثناني ابنتا عليبة أن حرملة أخبرهما أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر نحوه وزاد قال فلما خرجت إذا هما لم يدعا شيئا إتيان المعروف واجتناب المنكر وذكر خباب بن الأرت الأرض ونسبه إلى أهل الصفة من قبل كردوس وكان من السابقين الأولين من المهاجرين ذكرنا أحواله فيما تقدم وكان من المعذبين شهد بدرا والمشاهد
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سعيد بن عمرو ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال كان خباب من المهاجرين وكان ممن يعذب في الله
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثني عمي أبو بكر ثنا محمد بن فضيل عن أبيه قال سمعت كردوسا يقول كان خباب بن الأرت أسلم سادس ستة وكان له سدس الاسلام
حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا علي بن المديني ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبي اسحاق عن أبي ليلى الكندي قال جاء خباب إلى عمر فقال له ادن فما أرى أحدا أحق بهذا

المجلس منك فجعل خباب يريه آثارا في ظهره مما عذبه المشركون
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبدالله ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى بسبع كيات ثم قال إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعا إلا التراب ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطا فقال يؤجر المؤمن في كل شيء إلا شيء يجعله في التراب ولولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به رواه يزيد بن أبي أنيسة في جماعة عن اسماعيل مثله
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي وموسى بن عيسى قالا ثنا أبو اليمان ثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عبدالله بن عبدالله بن الحارث بن نوفل عن عبدالله بن خباب بن الأرت عن أبيه خباب أنه راقب رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة فصلى حتى إذا كان مع الفجر قال يا رسول الله رأيتك الليلة صليت صلاة ما رأيتك صليت مثلها قال أجل إنها صلاة رغب ورهب سألت ربي ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم فأعطاني ذلك وسألته أن لا يسلط علينا عدوا فيهلكنا فأعطاني ذلك وسألته أن لا يلبس أمتي شيعا فمنعني ذلك رواه صالح بن كيسان ومعمر والنعمان بن راشد والزبيدي في آخرين عن الزهري
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال عاد ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم خبابا قالوا أبشر يا عبدالله ترد على النبي صلى الله عليه و سلم فقال كيف بهذا وهذا أسفل البيت وأعلاه وقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما يكفي أحدكم من الدنيا كقدر زاد الراكب 65
خنيس بن حذافة
وذكر خنيس بن حذافة السهمي في أهل الصفة حكاه عن أبي طالب

الحافظ ومحمد بن إسحاق بن يسار وخنيس من المهاجرين الأولين زوجته حفصة بنت عمر من مهاجرة الحبشة وشهد بدرا توفي بالمدينة في أول الإسلام وتأيمت منه حفصة وتزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن عمر قال تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ممن شهد بدرا فتوفي بالمدينة فلقيت أبا بكر فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر فلم يرجع إلي شيئا فلبثت ليالي فخطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا قال قلت نعم قال فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئا حين عرضتها علي إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكرها ولم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو تركها نكحتها 66
خالد بن يزيد
وذكر خالد بن يزيد أبا أيوب الأنصاري في أهل الصفة وقال قاله محمد بن جرير وأبو أيوب هو صاحب الدار المشهورة التي نزل عليه العلم المنشور رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قدم المدينة إلى أن بنى المسجد والحجرة وداره اليوم أيضا بالمدينة مذكورة استغنى عن الصفة ونزولها شهد بدرا والعقبة وهو من أهل العقبة لا من أهل الصفة توفي بالقسطنطينية ودفن في أصل سورها
حدثنا فاروق الخطابي ثنا زياد بن الخليل ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري في تسمية من شهد العقبة أبو أيوب خالد بن يزيد فمن مسانيد حديثه

حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا ميسرة بن عبد ربه عن موسى بن عبيدة عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الرجلين ليتوجهان إلى المسجد فيصليان فينصرف أحدهما وصلاته أوزن من أحد وينصرف الآخر وما تعدل صلاته مثقال ذرة فقال أبو حميد الساعدي وكيف يكون ذلك يا رسول الله قال إذا كان أحسنهما عقلا قال وكيف يكون ذلك قال إذا كان أورعهما عن محارم الله وأحرصهما على المسارعة إلى الخير وإن كان دونه في التطوع هذا حديث غريب من حديث الزهري وحديث موسى بن عبيدة وتابع الزبيدي موسى بن عبيدة عليه ولم يذكر قول أبي حميد
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا عاصم بن علي حدثني أبي عن عبدالله بن خثيم قال حدثني قال حدثني عمي ابن جبير عن جده عن أبي أيوب قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني وأوجز قال إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ولا تكلمن بكلام تعتذر منه وأجمع اليأس لما في أيدي الناس قال الشيخ غريب من حديث أبي أيوب لم يروه إلا عبدالله بن عثمان بن خثيم وروى ابن عمر نحوه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن حماد بن زغبة ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل قال سمعت عباد بن ناشرة يقول سمعت أبا رهم أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول إن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إليهم فقال إن ربي خيرني بين سبعين ألفا يدخلون الجنة عفوا بغير حساب وبين الحثية عنده فقال رجل يا رسول الله يحثي لك ربك فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم خرج اليهم وهو يكبر فقال ان ربي زادني يتبع كل ألف سبعون ألفا والحثية عنده قال أبو رهم يا أبا أيوب وما تظن حثية الله فأكله الناس بأفواههم فقال أبو أيوب دعوا صاحبكم أخبركم

عن حثية النبي صلى الله عليه و سلم كما أظن بل كالمستيقن حثية النبي أن يقول رب من شهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك ثم يصدق قلبه لسانه وجبت له الجنة هذا حديث غريب تفرد به أبو قبيل عن عباد حدث به الكبار عن سعيد بن أبي مريم مثل محمد بن سهل بن عسكر وأشكاله 67
خريم بن فاتك
وذكر خريم بن فاتك الأسدي من أهل الصفة ونسبه إلى أحمد بن سليمان المروزي وخريم شهد بدرا وهو الذي هتف به الهاتف حين جنه الليل بابرق العراق فقال ... ويحك عذ بالله ذي الجلال ... والمجد والبقاء 1 والافضال ... واقرأ لآيات من الأنفال ... ووحد الله ولا تبالي فعمد إلى المدينة فقدمها فوافق النبي صلى الله عليه و سلم على منبره قائما يخطب فأسلم وشهد معه بدرا ومما أسند حدثنا عبدالله بن إبراهيم ثنا أبو برزة الفضل بن محمد الحاسب ثنا محمد بن الصباح ثنا سلمة بن صالح عن أبي اسحاق عن شمر بن عطية عن خريم بن فاتك قال نظر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أي رجل أنت لولا أن فيك خصلتين قلت وما هما يا رسول الله إن واحدة تكفي فما هما قال تسبيل إزارك وتوفير شعرك قال فرفع إزاره وأخذ من شعره رواه قيس بن الربيع عن أبي اسحاق مثله 68
خريم بن أوس
وذكر خريم بن أوس الطائي في أهل الصفة ونسبه إلى أبي الحسن علي بن

عمر الدارقطني وخريم من المهاجرين وهو الذي لما أن أخبر النبي أصحابه أن الحيرة رفعت له فرأى الشيماء بنت بقيلة معتجرة بخمار أسود على بغلة شهباء قال يا رسول الله إن نحن فتحناها فوجدناها على هذه الصفة هي لي قال هي لك ثم سار مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة فقتلوا مسيلمة ثم سار معه نحو الطف حتى دخلوا الحيرة فكان أول من لقيهم فيها بنت بقيلة على البغلة الشهباء كما نعتها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتعلق بها خريم وادعاها فشهد له محمد بن مسلمة وعبدالله بن عمر فسلمها إليه خالد بن الوليد فنزل إليها أخوها عبدالمسيح فقال له بعنيها فقال لا أنقصها والله من عشر مائة فدفع إليه ألفا وقال لو قلت مائة ألف لدفعتها إليك فقال ما كنت أحسب أن مالا أكثر من عشر مائة
حدثنا أبو محمد بن حيان حدثني يحيى بن محمد ثنا أبو السكين زكريا بن يحيى حدثني عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب حدثني خريم بن أوس قال هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقدمت عليه منصرفه من تبوك فأسلمت فقال له العباس إني أريد أن أمتدحك فقال قل لا يفضض الله فاك 69
خبيب بن يساف
وذكر خبيب بن يساف بن عتبة أبا عبدالرحمن في أهل الصفة حكاه عن أبي عبدالله الحافظ النيسابوري وحكى عن أبي بكر بن أبي داود أنه من أهل بدر
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا يزيد بن هارون حدثنا المسلم بن سعيد الثقفي ثنا خبيب بن عبدالرحمن بن خبيب عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو يريد غزوا أنا ورجل من قومي ولم نسلم فقلنا إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم فقال أسلمتما قلنا لا قال فإنا لا نستعين بالمشركين قال فأسلمنا وشهدنا معه فقتلت رجلا وضربني ضربة فتزوجت

بابنته بعد ذلك فكانت تقول لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح فأقول لا عدمت رجلا عجل أباك إلى النار رواه أبو جعفر الرازي عن مسلم 70
دكين بن سعيد
وذكر دكين بن سعيد المزني وقيل الخثعمي من أهل الصفة سكن الكوفة قدم على النبي صلى الله عليه و سلم في أربعمائة نفر يستطعمونه فأطعمهم وزودهم قال الشيخ رحمه الله لا أعلم لاستيطانه الصفة ونزولها أثرا صحيحا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا ثور بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان بن عيينة ثنا اسماعيل بن ابي خالد قال سمعت قيس بن أبي حازم قال حدثني دكين بن سعيد قال أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في أربعمائة راكب نسأله الطعام فقال يا عمر اذهب فأطعمهم وأعطهم فقال يا رسول الله ما عندي إلا آصع تمر ما تقيظني وعيالي 1 فقال أبو بكر اسمع وأطع قال عمر سمعا وطاعة فانطلق عمر حتى أتى علية 2 فأخرج مفتاحا من حجزته ففتحها فقال للقوم ادخلوا فدخلوا وكنت آخر القوم دخولا فأخذت ثم نظرت فاذا مثل الفصيل 3 من التمر هذا حديث صحيح رواه عن اسماعيل عدة وهو أحد دلائل النبي صلى الله عليه و سلم وذكر عبدالله ذا البجادين في أهل الصفة حكاه عن علي بن المديني تقدم ذكرنا له في جملة المهاجرين السابقين وسمي ذا البجادين لأن عمه كان يلي عليه وهو في حجره بكرمه فلما أسلم نزع منه كلما كان عليه فأبى إلا الاسلام فاعطته أمه بجادا من شعر فشقه باثنتين فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر ثم دخل على النبي صلى الله عليه و سلم فقال له ما اسمك قال عبدالعزى قال بل أنت عبدالله ذو البجادين ومات في غزوة تبوك ونزل النبي صلى الله عليه و سلم قبره ودفنه بيده

رفاعةأبو لبابة
وذكر رفاعة أبا لبابة الأنصاري وقيل اسمه بشير بن عبدالمنذر من بني عمرو بن عوف في أهل الصفة نسبه إلى أبي عبدالله الحافظ النيسابوري كان رفاعة بدريا بسهمه
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن محمد عن عبدالله بن محمد بن عقيلي عن عبدالرحمن بن يزيد عن أبي لبابة بن عبد المنذر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله من يوم الأضحى ومن يوم الفطر فيه خمس خصال خلق الله فيه آدم وفيه أهبط إلى الأرض وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه ما لم يسأل حراما وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبال ولا رياح ولا بحر إلا وهي يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم الساعة 72
أبو رزين
وذكر أبا رزين في أهل الصفة واستشهد بحديث رواه عمرو بن بكر السكسكي عن محمد بن يزيد عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لرجل من أهل الصفة يكنى أبا رزين يا أبا رزين إذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله فإنك لا تزال في صلاة ما ذكرت ربك إن كنت في علانية فصلاة العلانية وإن كنت خاليا فصلاة الخلوة يا أبا رزين إذا كابد الناس قيام الليل وصيام النهار فكابد أنت النصيحة للمسلمين يا أبا رزين إذا أقبل الناس على الجهاد في سبيل الله فأحببت أن يكون لك مثل أجورهم فالزم المسجد تؤذن فيه لا تأخذ على أذانك أجرا
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا عبدالملك بن محمد بن عدي ثنا عباس بن الوليد أخبرني أبي ثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن الحسن بن ابي رزين أنه قال له

رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلك على ملاك هذا الأمر الذي تصيب به خير الدنيا والآخرة عليك بمجالس أهل الذكر وإذا خلوت فحرك لسانك ما استطعت بذكر الله وأحب في الله وأبغض في الله هل شعرت يا أبا رزين أن الرجل إذا خرج من بيته زائرا أخاه شيعه سبعون ألف ملك كلهم يصلون عليه ربنا إنه وصل فيك فصله فإن استطعت أن تعمل بدنك في ذلك فافعل وروى علي بن هاشم عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي رزين من دون الحسن نحوه 73
زيد بن الخطاب
وذكر زيد بن الخطاب في أهل الصفة من قول أبي عبدالله الحافظ وزيد قتل شهيدا يوم مسيلمة وشهد بدرا يكنى أبا عبدالرحمن
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالعزيز ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبدالعزيز بن محمد بن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال عمر لأخيه زيد يوم أحد خذ درعي قال إني أريد من الشهادة مثل ما تريد فتركاها جميعا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال رآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب وأنا أطارد حية لأقتلها فنهاني وقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن قتل ذوات البيوت رواه إبراهيم بن سعد وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وزمعة بن صالح عن الزهري عن أبي لبابة وزيد بلا شك وذكر سلمان الفارسي أبا عبدالله في أهل الصفة وقد تقدم ذكرنا لبعض أحواله وأنه كان أحد النجباء والسباق من الغرباء
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن حبان ثنا عمر بن الحصين ثنا عبدالعزيز بن مسلم عن الأعمش عن أبي وائل عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت خطاياه كما تحات عذق النخلة
حدثنا أبومحمد بن حيان ثنا محمد بن عبدالرحيم بن

شبيب ثنا اسحاق الطائي الكوفي ثنا عمرو بن خالد الكوفي ثنا أبو هاشم الرماني عن زاذان أبي عمر الكندي عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا شفيع لكل رجلين اتخيا في الله من مبعثي الى يوم القيامة وذكر سعد بن أبي وقاص في أهل الصفة مستدلا بقوله فينا نزلت ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي الآية وقد تقدم ذكرنا له في السابقين المهاجرين يكنى أبا اسحاق توفي بالمدينة بالعقيق
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة وهشام وحماد بن سلمة كلهم عن عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم ألأمثل فالأمثل حتى يبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه وان كان في دينه رقة ابتلي على قدر ذلك أو حسب ذلك فما يبرح البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد سمعه يخبر عن أبيه سعد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يحب العبد التقي الغني الحفي وذكر سعيد بن عامر بن جذيم الجمحي في أهل الصفة حكاه عن الواقدي وأنه لا يعلم له دار بالمدينة تقدم ذكرنا لحاله وتجرده عن الدنيا وإيثاره الفقر في جملة المهاجرين 74
سفينة أبو عبدالرحمن
وذكر سفينة أبا عبدالرحمن مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أهل الصفة حكاه عن يحيى بن سعيد القطان أعتقته أم سلمة على أن يخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما عاش فخدمه عشر سنين وكان بهم خليطا ولهم أليفا
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين 1 ثنا يحيى الحماني ثنا

عبدالوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال اشترتني أم سلمة وأعتقتني واشترطت علي أن أخدم النبي صلى الله عليه و سلم ما عشت فقلت أنا ما أحب أن أفارق النبي صلى الله عليه و سلم ما عشت
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا حشرج بن نباتة ثنا سعيد بن جمهان قال سألت سفينة عن اسمه فقال إني مخبرك باسمي سماني رسول الله صلى الله عليه و سلم سفينة قلت لم سماك سفينة قال خرج ومعه اصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال ابسط كساءك فبسطته فجعل فيه متاعهم ثم حمله علي فقال احمل ما أنت إلا سفينة قال فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو خمسة أوستة ما ثقل علي
حدثنا ابراهيم بن عبدالله بن أبي العزائم ثنا أبو عمرو بن أبي غرزة ثنا عبيدالله بن موسى عن أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ركبت سفينة في البحر فانكسرت فركبت لوحا منها فطرحني في أجمة فيها أسد قال فقلت يا أبا الحارث أنا سفنية مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فطأطأ رأسه وجعل يدفعني بجنبه أو بكتفه حتى وضعني على الطريق فلما وضعني على الطريق همهم فظننت أنه يودعني
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا إسماعيل عن عبدالله ثنا مسلم بن ابراهيم ثنا حماد بن سلمة ثنا سعيد بن جمهان عن سفينة أن عليا أضاف رجلا فصنع طعاما فقالت فاطمة لعلي سل النبي ما رده فسأله فقال ليس لي ولا لنبي أن يدخل بيتا مزوقا 75
سعد بن مالك
وذكر سعد بن مالك أبا سعيد الخدري في أهل الصفة وقال قاله أبو عبيد القاسم بن سلام وحاله قريب من حال أهل الصفة وإن كان أنصاري

الدار لإيثاره التصبر واختياره للفقر والتعفف
حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي سعيد الخدري أن أهله شكوا إليه الحاجة فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليسأل لهم شيئا فوافقه على المنبر وهو يقول أيها الناس قد آن لكم أن تستعفوا من المسألة فانه من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله والذي نفس محمد بيده ما رزق عبد من رزق أوسع من الصبر وإن أبيتم إلا تسألوني لأعطيتكم ما وجدت رواه عطاء بن يسار عن أبي سعيد نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا خالد بن نزار ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من يصبر يصبره الله ومن يستغن يغنه الله ومن يسألنا نعطه وما أعطي عبد رزقا أوسع له من الصبر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا خالد بن نزار ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء فقال النبيون فقلت ثم أي قال ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا التمرة أو نحوها وإن كان أحدهم ليبتلى فيقمل حتى ينبذ القمل وكان أحدهم بالبلاء أشد فرحا منه بالرخاء
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو عبدالرحمن المقري ثنا حيوة عن سالم بن غيلان أنه سمع أبا السمح يحدث عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله إذا رضي عن العبد أثنى عليه سبعة أضعاف من الخير لم يعمله وإذا سخط على العبد أثنى عليه سبعة أضعاف من الشر لم يعمله وذكر سالما مولى أبي حذيفة في أهل الصفة وقد تقدم ذكرنا له كان ممن استشهد باليمامة أخذ اللواء بيمينه فقطعت ثم تناوله بشماله فقطعت ثم اعتنق اللواء وجعل يقرأ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل

أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم إلى أن قتل
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا صفوان بن صالح ومحمد بن مصفى ثنا الوليد ثنا حنظلة بن أبي سفيان عن عبدالرحمن بن سابط عن عائشة قالت استبطأني رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة فلما جئت قال لي أين كنت قلت يا رسول الله سمعت قراءة رجل في المسجد ما سمعت مثله قط قالت فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم وتبعته فقال لي ما تدرين من هذا قلت لا قال هذا سالم مولىأبي حذيفة ثم قال الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا رواه ابن المبارك عن حنظلة 76
سالم بن عبيد الأشجعي
وذكر سالم بن عبيد الأشجعي سكن الصفة ثم انتقل إلى الكوفة ونزلها
حدثنا ابو بكر الطلحي ثنا الحسن بن الطيب ثنا وهب بن بقية ثنا اسحاق بن يوسف ثنا سلمة بن نبيط وعن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد وكان من أهل الصفة أن النبي صلى الله عليه و سلم لما اشتد مرضه أغمي عليه فلما أفاق قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس قال ثم أغمي عليه فقالت عائشة إن أبي رجل أسيف فلو أمرت غيره قال إنكن صواحبات يوسف مروا بلالا ومروا أبا بكر يصلي بالناس 77
سالم بن عمير
وذكر سالم بن عمير في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله شهد بدرا من الأوس من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف كان أحد التوابين فيه وفي أصحابه نزلت تولوا وأعينهم تفيض من الدمع
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبدالغني بن سعيد ثنا موسى بن عبدالرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وعن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد

ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع قال هو سالم بن عمير أحد بني عمرو بن عمرو بن ثعلبة بن زيد في آخرين 78
السائب بن خلاد
وذكر السائب بن خلاد في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ
حدثنا علي بن هارون ثنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا اسماعيل بن جعفر عن يزيد بن حصيفة عن عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة أن عطاء بن يسار أخبره أن السائب بن خلاد أخا أبي الحارث بن الخزرج أخبره عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أخاف أهل المدينة ظالما لهم أخافه الله وكانت عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا 79
شقران مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
وذكر شقران مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أهل الصفة وقال قاله جعفر بن محمد الصادق
حدثنا عمر بن محمد الزيات ثنا عبدالله بن عمر المنيعي ثنا محمد بن عبدالوهاب ثنا مسلم بن خالد الزنجي عن عمر بن يحيى المازني عن أبيه عن شقران قال رأيت النبي صلى الله عليه و سلم على حمار متوجها إلى خيبر 80
شداد بن أسيد
وذكر شداد بن أسيد في أهل الصفة حكاه عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد عن أبيه عن جده أنه قدم على النبي صلى الله عليه و سلم فأسكنه الصفة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ثنا علي بن المديني ثنا زيد بن الحباب ثنا عمرو بن قيظى بن عامر بن شداد بن أسيد السلمي المدني قال

حدثني أبي عن جده شداد أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فبايعه على الهجرة فاشتكى فقال مالك يا شداد قال قلت اشتكيت يا رسول الله ولو شربت من ماء بطحان مرات قال فما يمنعك قال هجرتي قال فاذهب فأنت مهاجر حيث ما كنت وذكر صهيب بن سنان في أهل الصفة وقال قاله أبو هريرة تقدم ذكرنا له في جملة السابقين الأولين
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا عمرو بن الحصين ثنا الفضل بن سليمان ثنا سليمان ثنا موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن عبدالرحمن بن مغيث عن كعب الأحبار قال حدثني صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو يقول اللهم لست بإله استحدثناه ولا برب ابتدعناه ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه وندعك ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك تباركت وتعاليت قال كعب وهكذا كان نبي الله داود يدعو به 81
صفوان بن بيضاء
وذكر صوفان بن بيضاء في أهل الصفة حكاه عن أبي عبدالله الحافظ وهو أحد بني فهر شهد بدرا بعثه النبي صلى الله عليه و سلم في سرية عن عبدالله بن جحش فنزلت فيهم إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله 82
طخفة بن قيس
وذكر طخفة بن قيس الغفاري في أهل الصفة سكن المدينة ومات في الصفة
حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن قالا ثنا أبو مسلم ثنا حجاج بن نصير ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أنس بن طخفة بن قيس الغفاري عن أبيه وكان من أصحاب الصفة قال أمر رسول الله

صلى الله عليه و سلم أصحابه فجعل الرجل يذهب بالرجل والرجل يذهب بالرجلين حتى بقيت في خامس خمسة قال فقال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم انطلقوا فانطلقنا معه إلى عائشة فقال يا عائشة أطعمينا سقينا فجاءت بحشيشة 1 هي أن تطحن الحنطة طحنا جليلا ثم تجعل في القدر ويلقى عليها لحم أو تمر قال فأكلنا ثم جاءت بحيسة مثل القطاة فأكلنا ثم قال يا عائشة اسقينا فجاءت بقدح صغير من لبن فشربنا ثم قال إن شئتم بتم وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد قال قلنا ننطلق إلى المسجد قال فبينا أنا مضطجع في المسجد على بطني إذا رجل يحركني برجله فقال إن هذه ضجعة يبغضها الله قال فنظرت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه عبدالوهاب الثقفي وابن علية وخالد بن الحارث عن هشام مثله ورواه شيبان والأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير مثله 83
طلحة بن عمرو
وذكر طلحة بن عمرو البصري نزل الصفة وسكن البصرة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا ابن نمير ثنا حفص بن عياث وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا وهب بن بقية ثنا خالد بن عبدالله قالا عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي عن طلحة بن عمرو قال كان الرجل إذا قدم على النبي صلى الله عليه و سلم إن كان له عريف بالمدينة نزل عليه فاذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصفة قال فكنت فيمن نزل الصفة فرافقت رجلا فكان يجري علينا من رسول الله صلى الله عليه و سلم كل يوم مد من تمر بين رجلين فسلم ذات يوم من الصلاة فناداه رجل منا فقال يا رسول الله قد أحرق التمر بطوننا وتخرقت عنا الخنف 2 والخنف برود شبه اليمانية قال فمال النبي

صلى الله عليه و سلم إلى منبره فصعده فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر ما لقي من قومه فقال لقد مكثت أنا وصاحبي بضعة عشر ليلة مالنا طعام إلا البرير والبرير ثمر الأراك قال فقدمنا على إخواننا من الأنصار وعظم طعامهم التمر فواسانا فيه فوالله لو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكم ولكن لعلكم تدركون زمانا أو من أدركه منكم تلبسون فيه مثل أستار الكعبة ويغدى ويراح عليكم بالجفان السياق لوهب بن بقية 84
الطفاوي الدوسي
وذكر الطفاوي الدوسي في أهل الصفة قال وقاله أبو نضرة
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن الطفاوي قال قدمت المدينة فثويت عند أبي هريرة شهرا فأخذتني الحمى فوعكت فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد فقال أين الغلام الدوسي فقيل هو ذاك موعوك في ناحية المسجد فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال معروفا 1 وذكر عبدالله بن مسعود في أهل الصفة وقال قاله يحيى بن معين وقد تقدم ذكرنا لأحواله وبعض أقواله في طبقة السابقين من المهاجرين وكان سيد من يقول بالاختيار والخصوص مع متابعته للآثار والنصوص وكان من المحفوظين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد علم المحفوظون من أصحابه أن ابن أم عبد من أقربهم وسيلة إلى الله
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبدالله قال إن الله نظر في قلوب العباد فاختار محمدا صلى الله عليه و سلم فبعثه إلى خلقه فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه ثم نظر في قلوب الناس بعده فاختار الله له أصحابا فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه صلى الله عليه و سلم فما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن وما رآه المؤمنون

قبيحا فهو عند الله قبيح
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا سليمان بن داود الشاذكوني ثنا الربيع بن زيد عن الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال الناس رجلان عالم ومتعلم ولا خير فيما سواهما
حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال حدثني محمد بن جعفر الرافقي حدثني محمد بن هارون بن بكار الدمشقي ثنا محمد بن سليمان التستري قال سمعت ابن السماك يقول أخبرني الأعمش عن أبي وائل شقيق عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما أراد بها
حدثنا محمد بن حميد ثنا عبدالله بن صالح البخاري ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا عون بن عمارة ثنا بشر مولى هاشم عن الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله بن مسعود قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبل راكب حتى أناخ بالنبي فقال يا رسول الله إني أتيتك من مسيرة تسع أنضيت راحلتي فاسهرت ليلي وأظمأت نهاري لأسألك عن خصلتين أسهرتاني فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ما اسمك فقال أنا زيد الخيل فقال بل أنت زيد الخير فاسئل فرب معضلة قد سئل عنها قال أسألك عن علامة الله فيمن يريد وعن علامته فيمن لا يريد فقال له النبي صلى الله عليه و سلم كيف أصبحت قال أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به فإن عملت به أيقنت بثوابه وإن فاتني منه شيء حننت إليه فقال النبي صلى الله عليه و سلم هذه علامة الله فيمن يريد وعلامته فيمن لا يريد ولو أرادك بالأخرى هيأك لها ثم لم يبال في أي واد هلكت 85
أبو هريرة
وذكر عبد شمس وقيل عبدالرحمن بن صخر أبا هريرة الدوسي وهو أشهر من سكن الصفة واستوطنها طول عمر النبي صلى الله عليه و سلم ولم ينتقل عنها وكان عريف من سكن الصفة من القاطنين ومن نزلها من الطارقين

كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يجمع أهل الصفة لطعام حضره تقدم إلى أبي هريرة ليدعوهم ويجمعهم لمعرفته بهم وبمنازلهم ومراتبهم كان أحد أعلام الفقراء والمساكين صبر على الفقر الشديد حتى أفضى به إلى الظل المديد أعرض عن غرس الأشجار وجري الأنهار وعن مخالطة الأغنياء والتجار فارق المنقطع المحدود منتظرا للمنتفع به من تحف المعبود زهد في لبس اللين والحرير فعوض من حكم الفطن الخبير
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا عمر بن ذر ثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على كبدي من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله تعالى ما سألته إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم وتبسم وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق ثم مضى واتبعته فدخل واستأذنت وأذن لي فدخلت فوجد لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن فقالوا أهداه لك فلان أو فلانة فقال يا أبا هر فقلت لبيك يا رسول الله قال الحق أهل الصفة فادعهم قال وأهل الصفة أضياف الاسلام لا يلون على أحد ولا مال إذا أتته صدقة بعث بها اليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل اليهم وأصاب منها وأشركهم فيها
حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا محمد بن العلاء ثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال كنت في سبعين رجلا من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما بردة أو كساء قد ربطوها في أعناقهم
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم ثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الدويري ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول ثنا أبو حمزة عن جابر عن عامر عن أبي هريرة قال كنت

من أصحاب الصفة فظللت صائما فأمسيت وأنا أشتكي بطني فانطلقت لأقضي حاجتي فجئت وقد أكل الطعام وكان أغنياء قريش يبعثون بالطعام إلى أهل الصفة فقلت إلى من فقال إلى عمر بن الخطاب 1 فأتيته وهو يسبح بعد الصلاة فانتظرته فلما انصرف دنوت منه فقلت أقرئني وما أريد إلا الطعام قال فأقرأني آيات من سورة آل عمران فلما بلغ أهله دخل وتركني على الباب فأبطأ فقلت ينزع ثيابه ثم يأمر لي بطعام فلم أر شيئا فلما طال علي قمت فمشيت فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أبا هريرة إن خلوف فمك الليلة لشديد فقلت أجل يا رسول الله لقد ظللت صائما وما أفطرت بعد وما أجد ما أفطر عليه قال فانطلق فانطلقت معه حتى أتى بيته فدعا جارية له سوداء فقال آتينا بتلك القصعة قال فأتتنا بقصعة فيها وضر من طعام أراه شعيرا قد أكل وبقي في جوانبها بعضه وهو يسير فسميت وجعلت أتتبعه فأكلت حتى شبعت
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو العباس أحمد بن محمد الخزاعي ثنا موسى بن اسماعيل ثنا أبو هلال ثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين حجرة عائشة رضي الله تعالى عنها فيقول الناس إنه مجنون وما بي جنون ما بي إلا الجوع رواه يحيى بن حسان عن أبي 2 مثله ورواه وكيع عن يزيد بن ابراهيم عن ابن سيرين ورواه المقبري وأبو حازم وغيرهما عن أبي هريرة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثني سعيد وأبو سلمة أن أبا هريرة قال إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم وتقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون عن النبي صلى الله عليه و سلم مثل حديث أبي هريرة وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وكان يشغل اخواني من الأنصار عمل أموالهم وكنت امرءا مسكينا من مساكين الصفة ألزم النبي صلى الله عليه و سلم على ملء بطني فأحضر

حين يغيبون وأعي حين ينسون
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا روح ثنا هشام عن محمد بن سيرين قال كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان فتمخط فيهما وقال بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان لقد رأيتني بين منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وحجرة عائشة أخر مغشيا علي فيجيء الجائي فيقعد على صدري فأقول إنه ليس بي ذاك إنما هو الجوع
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبدالعزيز بن محمد عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال إن الناس يقولون يكثر أبو هريرة وإني كنت والله ألزم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليشبع بطني حتى لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير ولا يخدمني فلان وفلانة وكنت ألصق بطني بالحصا من الجوع وأستقري الرجل آية من كتاب الله هي معي كي ينقلب بي فيطعمني
حدثنا أبو أحمد بن أحمد ثنا أبو بكر بن خزيمة ثنا حوثرة بن محمد ثناأبو أسامة ثنا إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة قال لما قدمت على النبي صلى الله عليه و سلم قلت في الطريق ... يا ليلة من طولها وعنائها ... على أنها من دارة الكفر نجت ... قال وأبق لي غلام في الطريق فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال يا أبا هريرة هذا غلامك فقلت هو حر لوجه الله فأعتقته
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا عفان بن مسلم ثنا سليم بن حيان قال سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة قال نشأت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي أحدو بهم إذا ركبوا وأحتطب إذا نزلوا فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة أماما
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة أنه صلى بالناس يوما فلما سلم رفع صوته فقال الحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما بعد أن كان أجيرا لابنة غزوان على شبع بطنه

وحمولة رجله
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا يعقوب الدورقي ثنا اسماعيل بن علية عن الجريري عن مضارب بن حزن قال بينا أنا أسير من الليل إذا رجل يكبر فألحقته بعيري قلت من هذا المكبر فقال أبو هر فقلت ما هذا التكبير قال شكر قلت على مه قال علىأن كنت أجيرا لبرة بنت غزوان بعقبة رجلي وطعام بطني وكان القوم إذا ركبوا سقت بهم وإذا نزلوا خدمتهم فزوجنيها الله فهي امرأتي وأنا إذا ركب القوم ركبت وإذا نزلوا خدمت
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن بشر ثنا مسعر عن عثمان بن مسلم قال كان لنا مولى يلزم أبا هريرة فكان إذا سلم عليه قال سلام عليك ورحمة الله دمت وشيكا وأكثر الله لمن أبغضك من المال
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم أنبأنا عبدالرزاق عن معمر عن أيوب وثنا أبو محمد بن حيان ثنا الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حماد بن زيد عن أيوب قالا عن محمد بن سيرين أن أبا هريرة كان يقول لابنته لا تلبسي الذهب فإني أخشى عليك اللهب رواه بشر بن بكر عن الأوزاعي عن ابن سيرين عن أبي هريرة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان بن عيينة قال سمعت ابن طاوس يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول لابنته قولي أبي أبي أن يحليني الذهب يخشى علي حر اللهب
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي ثنا حجاج ثنا شعبة عن سماك بن حرب عن أبي الربيع عن أبي هريرة أنه قال هذه الكناسة مهلكة دنياكم وآخرتكم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن اسحاق شاذان ثنا أبي ثنا سعيد بن الصامت ثنا يحيى بن العلياء عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له فقال أنكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك قال من قال يوسف بن يعقوب عليهما السلام فقال أبو هريرة يوسف نبي الله ابن نبي الله وأنا أبو هريرة بن أمية فأخشى ثلاثا واثنتين

فقال عمر أفلا قلت خمسا قال أخشى أن أقول بغير علم وأقضي بغير حكم وأن يضرب ظهري وينتزع مالي ويشتم عرضي
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة ثنا أبو اليمان ثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثني سعيد وأبو سلمة أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث تحدثه يوما لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى النبي صلى الله عليه و سلم مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك من شيء رواه مالك بن عيينة عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة مثله
حدثنا محمد ثنا الحسين بن محمد بن مودود ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبدالله بن أبي يحيى قال سمعت سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك فقلت أسألك أن تعلمني مما علمك الله قال فنزعت نمرة على ظهري فبسطتها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى القمل يدب عليها فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال اجمعها فصرها إليك فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان قال سمعت يزيد بن الأصم يقول سمعت أبا هريرة يقول يقولون أكثرت يا أبا هريرة والذي نفسي بيده لو حدثتكم بكل ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لرميتموني بالقشع ثم ما ناظرتموني
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عمر بن عبدالله الروعي حدثني أبي عن أبي هريرة قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسة جرب فأخرجت منها جرابين ولو أخرجت الثالث لرجمتموني بالحجارة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا هدبة بن خالد ثنا همام ثنا قتادة عن أنس عن أبي هريرة قال ألا أدلكم على غنيمة باردة قالوا ماذا يا أبا هريرة قال الصوم في الشتاء
حدثنا عبدالله

ابن محمد بن جعفر ثنا محمد بن علي رستة 1 ثنا محمد بن عبيد بن حسان ثنا حماد بن زيد ثنا عباس بن فروخ قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول تضيفت أبا هريرة سبع ليال فقلت له كيف تصوم أو كيف صيامك يا أبا هريرة قال أما أنا فأصوم أول الشهر ثلاثا فان حدث لي حدث كان لي أجر شهري
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالأعلى بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي عثمان النهدي أن أبا هريرة كان في سفر فلما نزلوا وضعوا السفرة وبعثوا اليه وهو يصلي فقال إني صائم فلما كادوا يفرغون جاء فجعل يأكل الطعام فنظر القوم إلى رسولهم فقال ما تنظرون قد والله أخبرني أنه صائم فقال أبو هريرة صدق إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول صوم شهر رمضان وصوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر وقد صمت ثلاثة أيام من أول الشهر فأنا مفطر في تخفيف الله صائم في تضعيف الله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبدالملك بن عمرو ثنا إسماعيل عن أبي المتوكل عن أبي هريرة أنه كان وأصحابه كانوا إذا صاموا قعدوا في المسجد وقالوا نطهر صيامنا
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم عن ابن أبي ذئب عن عثمان بن نجيح عن سعيد بن المسيب قال رأيت أبا هريرة يطوف بالسوق ثم يأتي أهله فيقول هل عندكم من شيء فإن قالوا لا قال فإني صائم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو عبيدة الحداد ثنا عثمان الشحام أبو سلمة ثنا فرقد السبخي قال كان أبو هريرة يطوف بالبيت وهو يقول ويل لي من بطني إذا أشبعته كظني وإن أجعته سبني
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبدالله رستة ثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا حماد بن زيد ثنا عباس بن فروخ قال سمعت أبا عثمان

النهدي يقول تضيفت أبا هريرة سبع ليال فكان هو وخادمه وامرأته تعتقبون الليل أثلاثا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي وإبراهيم بن زياد قالا ثنا إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن عكرمة قال قال أبو هريرة إني لأستغفر الله وأتوب اليه كل يوم اثني عشر ألف مرة وذلك على قدر ديني أو قدر دينه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا الحسن بن الصباح ثنا زيد بن الحباب عن عبدالواحد بن موسى قال أخبرني نعيم بن المحرر بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به
حدثنا أحمد بن بندار ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا عباس النرسي ثنا عبدالوهاب بن الورد ثنا سالم بن بشر بن جحل 1 أن أبا هريرة بكى في مرضه فقيل له ما يبكيك فقال أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي على بعد سفري وقلة زادي وأني أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار لا أدري أيهما يؤخذ بي
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن أبي سعيد عن أبي هريرة قال إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبدالرزاق عن معمر قال بلغني عن أبي هريرة أنه كان إذا مر بجنازة قال روحي فانا غادون أو اغدي فانا رائحون موعظة بليغة وغفلة سريعة يذهب الأول ويبقى الآخر لا عقل
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو ليث بن خالد البلخي ثنا عبدالمؤمن بن عبدالله السدوسي قال سمعت أبا يزيد المديني يقول قام أبو هريرة على منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة دون مقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بعتبة فقال الحمد لله الذي أهدى أبا هريرة للاسلام الحمد لله الذي علم أبا هريرة القرآن الحمد لله الذي من على أبو هريرة بمحمد صلى الله عليه و سلم

الحمد لله الذي أطعمني الخمير وألبسني الحرير الحمد لله الذي زوجني بنت غزوان بعدما كنت أجيرا لها بطعام بطني فأرحلتني فأرحلتها كما أرحلتني ثم قال ويل للعرب من شر قد اقترب ويل لهم من إمارة الصبيان يحكمون فيهم بالهوى ويقتلون بالغضب أبشروا يا بني فروخ 1 والذي نفسي بيده لو أن الدين معلق بالثريا لناله منكم أقوام
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا علي بن ثابت عن أسامة بن زيد عن أبي زياد مولى ابن عباس عن أبي هريرة قال كانت لي خمس عشرة تمرة فافطرت على خمس وتسحرت بخمس وبقيت خمسا لفطري
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبدالملك بن عمرو ثنا اسماعيل يعني العبدي عن أبي المتوكل أن أبا هريرة كانت له زنجية قد غمتهم بعملها فرفع عليها السوط يوما فقال لولا القصاص لأغشيك به ولكني سأبيعك ممن يوفيني ثمنك اذهبي فأنت لله
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا عبيدالله بن عمر ثنا حماد ثنا أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن أبا هريرة مرض فدخلت عليه أعوده فقلت اللهم اشف أبا هريرة فقال اللهم لا ترجعها قال يا سلمة يوشك أن يأتى على الناس زمان يكون الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر
حدثنا عبدالله بن العباس 2 ثنا إبراهيم الحربي ثنا محمد بن منصور ثنا الحسن بن موسى ثنا حاتم بن راشد عن عطاء قال قال أبو هريرة إذا رأيتم ستا فإن كانت نفس أحدكم في يده فليرسلها فلذلك أتمنى الموت أخاف أن تدركني إذا أمرت السفهاء وبيع الحكم وتهون بالدم وقطعت الأرحام وقطعت الجلاوزة ونشأ نشء 3 يتخذون القرآن مزامير
حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب حدثني عمرو بن الحارث عن يزيد بن زياد القرظي أن ثعلبة بن أبي مالك القرظي حدثه أن

أبا هريرة أقبل في السوق يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة لمروان فقال أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك فقلت له يكفي هذا فقال أوسع الطريق للأمير والحزمة عليه
حدثنا ابي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب حدثني إبراهيم بن نشيط عن بني الأسود 1 قال بنى رجل دارا بالمدينة فلما فرغ منها مر أبو هريرة عليها وهو واقف على باب داره فقال قف يا أبا هريرة ما أكتب على باب داري قال وأعرابي قائم قال أبوهريرة اكتب على بابها ابن للخراب ولد للشكل وأجمع للوارث فقال الأعرابي بئس ما قلت يا شيخ فقال صاحب الدار ويحك هذا أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم

بسم الله الرحمن الرحيم 86
عبدالله بن عبد الأسد المخزومي
وذكر عبدالله بن عبد الأسد أبا سلمة المخزومي في أهل الصفة وقال قاله عبدالله بن المبارك وهو ممن هاجر الهجرتين توفى بعد منصرفه من أحد انتقض به جرح كان أصابه بأحد فقضى منه
حدثنا محمد بن محمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون ثنا عبدالملك بن قدامة الجمحي عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة أن أبا سملة حدثها أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فآجرني فيها وأعقبني منها خيرا إلا أعطاه الله ذلك 87
عبدالله بن حوالة الأزدي
وذكر عبدالله بن حوالة الأزدي في أهل الصفة وهو ممن سكن الشام حكاه عن أبي عيسى الترمذي
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة حدثني نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن عبدالله بن حوالة قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فشكونا إليه الفقر والعرى وقلةالشيء فقال أبشروا فوالله لأنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح لكم أرض فارس والروم وأرض حمير

وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن وحتى يعطى المائة دينار فيتسخطها 88
عبدالله بن أم مكتوم
وذكر عبدالله بن مكتوم في أهل الصفة وقال قاله أبو رزين 1 قدم المدينة بعد بدر بيسير فنزل الصفة مع أهلها فأنزله النبي صلى الله عليه و سلم دار الغذاء وهي دار مخرمة بن نوفل وهو الذي نزل فيه عبس وتولى أن جاءه الأعمى
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي أبو بكر وعبدالله بن عمر بن أبان قالا ثنا اسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي عن ابن أم مكتوم قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما ارتفعت الشمس وناس عند الحجرات فقال يا أهل الحجرات سعرت النار وجاءت الفتن كقطع الليل لو تعلمون ما لم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا 89
عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري
وذكر عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي أبا جابر في أهل الصفة وقال قاله أحمد بن هلال الشطوي وهو المستشهد بأحد الذي أحياه الله تعالى فكلمه كفاحا عقبي بدري من النقباء
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا فيض بن الوثيق ثنا أبو عبادةالأنصاري ثنا ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لجابر أبشرك بخير إن الله أحيا أباك فأقعده بين يديه فقال تمن علي عبدي ما شئت أعطيكه قال يا رب ما عبدتك

حق عبادتك أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا فأقاتل مع نبيك فأقتل فيك مرة أخرى قال إنه قد سلف مني أنك إليها لا ترجع 90
عبدالله بن أنيس
وذكر عبدالله بن أنيس في أهل الصفة وقال قاله أبو عبدالله الحافظ النيسابوري وكان من جهينة سكن البادية وكان ينزل في رمضان إلى المدينة ليلة فيسكن المسجد والصفة ليلته صاحب المخصرة أعطاه النبي صلى الله عليه و سلم مخصرته ليلقاه بها يوم القيامة
حدثنا علي بن أحمد المصيصي ثنا الهيثم بن خالد المصيصي ثنا سنيد بن داود ثنا هشيم ثنا أبو بشر جعفر بن إياس عن نافع بن جبير عن عبدالله بن أنيس أنه كان ينزل حول المدينة فسأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال مرني بليلة من الشهر أحضر فيها المسجد فأمره بليلة ثلاث وعشرين من رمضان فكان إذا جاء تلك الليلة حشد أهل المدينة تلك الليلة
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر ثنا عبدالعزيز بن محمد عن يزيد بن عبدالله بن الهاد عن محمد بن كعب عن عبدالله بن أنيس الجهني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من لي بخالد بن نبيح رجل من هذيل وهو يومئذ قبل عرفة بعرنة قال عبدالله بن أنيس أنا يا رسول الله انعته لي قال إذا رأيته هبته قال يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما هبت شيئا قط قال فخرج عبدالله بن أنيس حتى أتى جبال عرفة فلقيه قبل أن تغيب الشمس قال عبدالله فلقيت رجلا فرعبت منه حين رأيته فعرفت حين قربت منه أنه ما قال رسول الله فقال لي من الرجل فقلت باغي حاجة هل من مبيت قال نعم فالحق فرحت في أثره فصليت العصر ركعتين خفيفتين وأشفقت أن يراني ثم لحقته فضربته بالسيف ثم خرجت فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال محمد بن كعب فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم مخصرة فقال تخصر بهذه حتى تلقاني

بها يوم القيامة وأقل الناس المتخصرون قال محمد بن كعب فلما توفي عبدالله بن أنيس أمر بها فوضعت على بطنه وكفن ودفن ودفنت معه 91
عبدالله بن زيد الجهني
وذكر عبدالله بن زيد الجهني في أهل الصفة من قبل الحافظ أبي عبدالله النيسابوري وقال الواقدي كان أحد الأربعة الذين كانوا يحملون ألوية جهينة يوم الفتح توفي في زمن معاوية
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا ابراهيم ابن محمد بن ميمون ثنا سعيد بن خثيم أبو معمر عن حزام بن عثمان عن معاذ ابن عبدالله عن عبدالله بن زيد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من سرق متاعا فاقطعوا يده فإن سرق فاقطعوا رجله فان سرق فاقطعوا يده فإن سرق فاقطعوا رجله فإن سرق فاضربوا عنقه تفرد به حزام وهو من الضعف بالمحل العظيم 92
عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي
وذكر عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي في أهل الصفة انتقل إلى مصر وقيل إنه ابن أخي محمية بن جزء الزبيدي عمى في آخر أيامه وكان مكفوفا اكتفى عن رؤية الأناس بالأنس بذكر الله وتقديسه
حدثنا عبدالله بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا أحمد بن منصور ثنا ابن أبي مريم ثنا ابن لهيعة ثنا ابن وهب قال قال عبدالعزيز بن مروان لعبدالله بن الحارث بن جزء لا عليه أن يموت قال لتكبيرة 1في الاصل لا تكبيرة ولا تسبيحة وذلك خطأ من الناسخ ولتسبيحة يزيدان في الميزان أحب إلى فاما الخطايا فقد ذهبت
حدثنا أبو عمرو ابن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أخبرني

حيوة بن شريح قال أخبرني عقبة بن مسلم عن عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال كنا يوما عند النبي صلى الله عليه و سلم في الصفة فوضع لنا طعاما فأكلنا ثم أقيمت الصلاة فصلينا ولم نتوضأ 93
عبدالله بن عمر بن الخطاب
وذكر عبدالله بن عمر بن الخطاب في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله النيسابوري الحافظ وذكرنا بعض كلامه وأحواله وأنه كان من أحلاس المسجد يأوي إليه ويسكنه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن أحمد ثنا يزيد بن الحريش ثنا عبدالله ابن خراش عن العوام بن حوشب عن المسيب بن رافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دعا الناس إلى قول أو عمل ولم يعمل هو به لم يزل في سخط الله حتى يكف أو يعمل بما قال أو دعا إليه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن الحسن التستري ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية بن الوليد عن أبي توبة النميري عن عباد بن بكير عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من كرامة المؤمن على الله تعالى ثويه 1 ورضاه باليسير 94
عبدالرحمن بن قرط
وذكر عبدالرحمن بن قرط عنه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ومعاذ بن المثنى ومحمد بن علي المكي الصايغ قالوا ثنا سعيد بن منصور ثنا مسكين بن ميمون مؤذن مسجد الرملة حدثني عروة بن رويم عن عبدالرحمن بن قرط أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى وكان بين زمزم والمقام وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وطارا به حتى بلغ السموات السبع فلما رجع قال سمعت تسبيحا في السموات العلا من ذي المهابة

مشفقات لذي العلى بما علا سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى 1 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن منصور ثنا أبو سليمان ثنا مسكين مثله وقال لذي العلو بما علا 95
عبدالرحمن بن جبر بن عمرو
وذكر عبدالرحمن بن جبر بن عمرو أبا عبيس الأنصاري الحارثي في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله النيسابوري الحافظ
حدثنا عبدالله بن إبراهيم بن أيوب ثنا اسحاق بن خالويه ثنا علي بن بحر ثنا الوليد بن مسلم ثنا يزيد بن أبي مريم قال أدركني عباية بن رفاعة بن رافع ابن خديج وأنا أمشي إلى الجمعة فقال سمعت أبا عبيس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار رواه يحيى بن حمزة عن يزيد بن أبي مريم مثله وذكر عتبة بن غزوان من قبل محمد بن إسحاق وعمار بن ياسر من قبل سعيد بن المسيب وعثمان بن مظعون من قبل أبي عيسى الترمذي ونسبهم إلى مساكنة الصفة وقد تقدم ذكرنا لهم ولبعض أحوالهم وأقوالهم في صدر الكتاب وثلاثتهم من سباق المهاجرين وكبرائهم 96
عقبة بن عامر الجهني
وذكر عقبة بن عامر الجهني في أهل الصفة وكان ممن خالطهم سكن مصر وتوفي بها
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرى وثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبدالله بن صالح وثنا عبدالله ابن محمد ثنا عبدالله بن محمد النعمان ثنا أبونعيم ثنا موسى بن علي بن رباح يقول سمعت أبي يقول سمعت عقبة بن عامر يقول خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان

أو العقيق فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين زهراوين فيأخذهما قلنا كلنا يا رسول الله يحب ذلك قال فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع وأعدادهن من الإبل لفظ المقري وعبدالله بن صالح
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبدالله بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة قال عقبة بن عامر قلت يا رسول الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن حواس ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عبدالله بن عطاء عن عقبة بن عامر قال كنا نتناوب الرعية فلما كان نوبتي سرحت إبلي فجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يخطب فسمعته يقول يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ثم ينادي مناد سيعلم أهل الجمع لمن العز والكرم ثلاث مرات ثم يقول أين الذين كانت ! تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا الآية ثم ينادي سيعلم أهل الجمع لمن العز والكرم ثم يقول أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ثلاث مرات ثم يقول أين الحمادون الذين كانوا يحمدون الله
حدثنا جبر بن عرفة ثنا عبدالله بن عبدالحكم ثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة قال سمعت عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول رجال من أمتي يقوم أحدهم من الليل فيعالج نفسه للطهور فيقول الله أنظروا إلى عبدي يعالج نفسه ليسألني ما يسألني عبدي فهو له 97
عباد بن خالد الغفاري
وذكر عباد بن خالد الغفاري في أهل الصفة حكاه عن الواقدي وقال هو الذي نزل بالسهم في البئر يوم الحديبية
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا مالك بن

اسماعيل ثنا مسعود بن سعد عن عطاء بن السائب عن ابن عباد عن أبيه قال جاء رجل من بني ليث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ألا أنشدك قال النبي لا ثلاث مرات فأنشده الرابعة مدحة له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن كان أحد من الشعراء أحسن فقد أحسنت وذكر عامر بن عبيدالله أبا عبيدة بن الجراح من أهل الصفة من قبل أبي عبدالله النيسابوري الحافظ وقد تقدم ذكرنا له وأنه من السابقين الأولين 98
عمرو بن عوف المزني
وذكر عمرو بن عوف المزني في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ
حدثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا اسماعيل بن أبي أويس ثنا كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنا بالروحاء نزل بعرق الظبية وصلى ثم قال صلى قبلي في هذا المسجد سبعون نبيا ولقد قدمها موسى عليه عباءتان قطوانيتان على ناقة ورقاء في سبعين ألفا من بني اسرائيل ولا تقوم الساعة حتى يمر بها عيسى بن مريم عبدالله ورسوله حاجا أو معتمرا أو يجمع الله ذلك له
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن المبارك ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا كثير بن عبدالله عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إني أخاف على أمتي من بعدي ثلاثة أعمال قالوا ما هي يا رسول الله قال زلة عالم أو حكم حاكم أو هوى متبع
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدالوهاب ثنا علي بن جبلة ثنا إسماعيل بن أبي أويس
حدثني كثير بن عبدالله المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد من سنتي

عمرو بن تغلب
وذكر عمرو بن تغلب نزل الصفة وسكن البصرة
حدثنا سليمان بن أحمد بن محمد بن رزيق بن جامع ثنا محمد بن هشام السدوسي ثنا محمد بن عدي عن أشعث عن الحسن عن عمرو بن تغلب قال لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمة كانت أحب إلي من حمر النعم خرج إلى أهل الصفة ذات يوم فقال إني معط أقواما مخافة هلعهم وجزعهم وأمنع آخرين أكلهم إلى ما جعل الله في قلوبهم منهم عمرو بن تغلب 100
عويم بن ساعدة الأنصاري
وذكر عويم بن ساعدة الانصاري في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله النيسابوري وهو ممن شهد بدرا من حلفاء بني عمرو بن عوف وقيل من أنفسهم
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا محمد ابن طلحة التيمي قال أخبرني عبدالرحمن بن سالم بن عويم بن ساعدة عن أبيه عن جده عويم بن ساعدة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله تعالى اختارني واختار لي أصحابا وجعل منهم أصهارا وأنصارا ووزراء فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفا ولا عدلا وذكر عويمر أبا الدرداء في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ وقد تقدم ذكرنا له في أعلام العباد العلماء من الصحابة في صدر الكتاب
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا يحيى ابن سعيد ومكي عن عبدالله بن سعيد يعني ابن أبي هند مولى ابن عباس

يعني يزيد بن أبي زياد عن أبي بحرية عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا وما ذاك ما هو يا رسول الله قال ذكر الله حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا سليمان بن عتبة قال سمعت يونس بن ميسرة بن حبيش يحدث عن أبي ادريس الخولاني عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن العبد لا يبلغ حقيقة الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخظئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة وأحمد بن خليد قالا ثنا عبدالله بن جعفر الزقي ثنا عبيدالله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي خالد عن مكحول عن أبي إدريس عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مشى في ظلمة الليل إلى المسجد آتاه الله نورا يوم القيامة 101
عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
وذكر عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ وقال عبيد هو أبو عامر الأشعري وقتل يوم حنين وأبو عامر ليس هو عبيد الذي هو مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سئل أكان النبي صلى الله عليه و سلم يأمر بصلاة سوى المكتوبة قال نعم بين المغرب والعشاء رواه شعبة وابن المبارك عن سليمان التيمي 102
عكاشة بن محصن الأسدي
وذكر عكاشة بن محصن الأسدي في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله

الحافظ وعكاشة قتل يوم بزاخة قتله طليحة في أيام الردة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام ابن قتادة عن أيمن عن عمران بن حصين عن عبدالله بن مسعود قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال عرض على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأتباعها وأممها فقلت يا رب فأين أمتي قيل انظر عن يمينك فنظرت فإذا الظراب قد سدت بوجوه الرجال قلت يا رب من هؤلاء قيل أمتك قيل رضيت قلت نعم ثم قيل انظر عن يسارك فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال قلت يا رب من هؤلاء قيل أمتك قيل رضيت قلت نعم يا رب قد رضيت قيل وإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فأنشأ عكاشة بن محصن الأسدي أحد بني أسد فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال اللهم اجعله منهم فأنشأ رجل آخر فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة قال فتراجع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الحديث فيما بينهم في السبعين ألفا فبلغ حديثهم النبي صلى الله عليه و سلم فقال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون 103
العرباض بن سارية
وذكر العرباض بن سارية في أهل الصفة وكان من البكائين فيه وفي أصحابه نزلت تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن موسى الاشيب ثنا شيبان بن عبدالرحمن ثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي أن خالد بن معدان حدثه أن جبير بن نفير حدثه أن العرباض بن سارية حدثه وكان العرباض من أهل الصفة قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة حدث به أحمد بن حنبل عن الحسن بن موسى الأشيب وحدثه الوليد بن مسلم عن شيبان مثله
حدثنا أبو اسحاق بن حمزة ثنا أحمد بن مكرم ثنا علي بن عبدالله المديني ثنا

الوليد بن مسلم ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان حدثني عبدالرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه الآية فسلمنا وقلنا أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالرحمن بن الضحاك ثنا ابن عباس عن ضمضم عن شريح عن العرباض قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج إلينا في الجمعة وعلينا 1 الحوتكية فيقول لو تعلمون ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوى عنكم ولتفتحن فارس والروم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو الزنباع ثنا سعيد بن عفير ثنا ابن وهب عن سعيد بن مقلاص عن سعيد بن إبراهيم عن عروة بن رويم عن العرباض بن سارية وكان شيخا كبيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يحب أن يقبض إليه وكان يدعو اللهم كبرت سني ووهن عظمي فاقبضني إليك قال الشيخ رحمه الله وممن ذكرهم ابن الأعرابي في أهل الصفة في حرف العين ولم يذكرهم السلمي 104
عبدالله بن حبشي الخثعمي عبدالله بن حبشي الخثعمي ذكره أبو سعيد بن الأعرابي
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي ثنا حجاج قال قال ابن جريج حدثني عثمان بن أبي سليمان عن الأزدي عن عبيد ابن عمير عن عبدالله بن حبشي الخثعمي أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة قيل فأي الصلاة أفضل قال طول القيام قيل فأي الصدقة أفضل قال جهد المقل

عتبة بن عبد السلمى وعتبة بن عبد السلمى ذكره أبو سعيد بن الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون ثنا أبو طالب وأبو همام قالا ثنا بقية عن يحيى بن سعد عن خالد بن معدان عن عتبة بن عبد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضاة الله لحقره يوم القيامة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا خلف ابن عمرو ثنا اسماعيل بن عياش عن عقيل بن مدرك عن لقمان بن عامر عن عتبة بن عبد قال استكسيت النبي صلى الله عليه و سلم فكساني خيشتين رأيتني ألبسهما وأنا أكسى أصحابي 106
عتبة بن الندر السلمي
1 - وعتبة بن الندر السلمي ذكره أبو سعيد بن الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبدالله ثنا عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة ثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال سمعت عتبة بن الندر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الأجلين قضى موسى عليه الصلاة و السلام قال أوفاهما وأبرهما 107
عمرو بن عبسة السلمي وعمرو بن عبسة السلمي ذكره أبو سعيد الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا الربيع بن صبيح ثنا قيس بن سعد عن رجل من فقهاء أهل الشام عن عمرو بن عبسة قال لقد رأيتني وأنا ربع الاسلام أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول

الله من تبعك على هذا الأمر قال حر وعبد يعني أبا بكر وبلالا رواه عبدالرحمن بن عمرو بن عبسة عن أبيه حدثناه محمد بن علي بن حبيش ثنا إبراهيم ابن شريك ثنا عقبة بن مكرم ثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عبدالرحمن بن عمرو بن عبسة عن أبيه مثله
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن حصين عن عمران بن الحارث عن مولى لكعب قال انطلقنا مع عمرو بن عبسة ومقداد بن الأسود ونافع بن حبيب الهذلي وكان على كل رجل منا رعية فإذا كان يوم عمرو بن عبسة أردنا إن نخرج فئات فخرج يوما برعاية فانطلقت نصف النهار فإذا السحابة قد أظلته ما فيها عنه فضل فأيقظته فقال إن هذا شيء أتينا به لئن علمت أنك أخبرت به لا يكون بيني وبينك خير فوالله ما أخبرت به حتى مات رحمه الله 108
عبادة بن قرص وعبادة بن قرص
وقيل قرط ذكره ابن الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا محمد بن اسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا ابن بكار ثنا قرة بن خالد ثنا حميد بن هلال قال قال عبادة بن قرص إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من الموبقات 109
عياض بن حمار المجاشعي وعياض بن حمار المجاشعي ذكره أبو سعيد بن الأعرابي في أهل الصفة حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام عن قتادة عن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن عياض بن حمار
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقتصد ومتصدق موقن ورجل رحيم رقيق القلب بكل قربى ومسلم وفقير عفيف متعفف

حدثنا إبراهيم بن أحمد البزوري المقرئ ثنا جعفر الفريابي ثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا علي بن الحسين بن واقد ثنا أبي عن مطر الوراق عن قتادة عن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه خطبهم فقال إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد 110
فضالة بن عبيد الأنصاري وفضالة بن عبيد الأنصاري ذكره ابن الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة و
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى حدثنا أبو عبدالرحمن المقرئ حدثنا حيوة أخبرني أبو هانئ أن أبا علي الجبني حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة لما بهم من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب إن هؤلاء مجانين فاذا قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاته انصرف إليهم فيقول لو تعلمون مالكم عند الله لأحببتم أنكم تزدادون حاجة وفاقة وقال فضالة فأنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ رواه ابن وهب عن أبي هانئ مثله
حدثنا أبي حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا بشير بن زاذان حدثني رشدين عن شراحيل بن يزيد عن فضالة ابن عبيد أنه كان يقول لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله تعالى يقول إنما يتقبل الله من المتقين 111
فرات بن حيان العجلي وفرات بن حيان العجلي ذكره أبو عبدالرحمن السلمي في أهل الصفة ونسبه إلى سفيان الثوري

حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا علي بن عبدالعزيز حدثنا أبو همام الدلال حدثنا سفيان الثوري عن أبي اسحاق عن حارثة بن مضرب عن الفرات بن حيان وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أمر بقتله وكان عينا لأبي سفيان وحليفا فمر على حلقة من الأنصار وقال إني مسلم فقال رجل منهم يا رسول الله يقول إني مسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم منهم الفرات بن حيان رواه بشر بن السرى عن سفيان الثوري مثله 112
أبو فراس الأسلمي
وذكر أبا فراس الأسلمي في أهل الصفة وقال قاله محمد بن عمرو بن عطاء
حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن محمد بن عبدالله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي فراس الأسلمي أنه كان فتى منهم يلزم النبي صلى الله عليه و سلم ويخف 1 له في حوائجه فخلا به رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال سلني أعطك فقال ادع الله أن يجعلني معك يوم القيامة قال إني فاعل ذلك قال أعنى على نفسك بكثرة السجود رواه اسماعيل بن عياش عن عبدالعزيز بن عبيدالله عن محمد بن عمرو 113
قرة بن إياس المزني وقرة بن إياس المزني أبو معاويةذكره ابن الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا روح بن عبادة حدثنا بسطام بن مسلم عن معاوية بن قرة قال قال أبي لقد عمرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ومالنا طعام إلا الأسودان ثم قال هل تدري

ما الأسودان قلت لا قال الماء والتمر رواه جعفر بن سليمان عن بسطام مثله 114
كناز بن الحصين
وذكر كناز بن الحصين أبا مرثد الغنوي في أهل الصفة ذكره أبو عبدالرحمن السلمي وقال قاله الواقدي وأبو عبدالله الحافظ شهد بدرا حليف حمزة بن عبدالمطلب
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم حدثنا هشام بن عمارة حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني بشر بن عبيدالله قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول سمعت أبا مرثد الغنوي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تصلوا على القبور ولا تجلسوا عليها 115
كعب بن عمرو
وذكر كعب بن عمرو أبا اليسر الأنصاري في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ وهو ممن شهد بدرا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مسعدة بن سعد ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبدالعزيز بن عمران قال حدثني محمد بن موسى عن عمار بن أبي اليسر عن أبيه أبي اليسر قال نظرت إلى العباس بن عبدالمطلب يوم بدر وهو قائم كأنه صنم وعيناه تذرفان فلما رأيته قلت جزاك الله من رحم شرا أتقاتل ابن أخيك مع عدوه قال ما فعل وهل أصابه القتل قلت الله أعز له وأنصر من ذلك قال ما تريد إلي قلت إسار فان رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن قتلك قال ليست بأول صلته فأسرته ثم جئت به رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا جعفر بن عمرو حدثنا أبو حصين الوادعي حدثنا يحيى ابن عبدالحميد ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا أبو حزرة عن عبادة بن الوليد

قال سمعت أبا اليسر يقول أشهد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم لا ظل إلا ظله 116
أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
وذكر أبا كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبدالله بن صالح ثنا معاوية ابن صالح أن أزهر يعني ابن سعد حدثه عن أبي كبشة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينا رسول الله جالس إذ مرت به امرأة فقام إلى أهله فخرج إلينا ورأسه يقطر ماء فقلنا يا رسول الله كأنه قد كان شيء قال نعم مرت بي فلانة فوقعت في نفسي شهوة النساء فقمت إلى بعض أهلي فكذلك فافعلوا فان من أماثل أعمالكم إتيان الحلال
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا مسعود عن اسماعيل بن أوسط عن ابن أبي كبشة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول استقيموا وسددوا فان الله لا يعبأ بعذابكم شيئا وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء وذكر مصعب بن عمير في أهل الصفة من قبل محمد بن اسحاق وذكر المقداد بن الأسود في أهل الصفة من قبل محمد بن يحيى الدئلي وقد ذكرناهما في طبقات المهاجرين فيما تقدم 117
مسطح بن أثاثة أبو عباد
وذكر مسطح بن أثاثة أبا عباد في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ وله ذكر في حدث الإفك وهو الذي كان الصديق ينفق عليه لفقره وقرابته فلما خاض فيما خاض آلى أن لا ينفق عليه فلما نزلت فليعفوا

وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم عاد أبو بكر إلى الانفاق وقال بلى أنا أحب أن يغفر الله تعالى لي 118
مسعود بن الربيع القاري
1 - وذكر مسعود بن الربيع القاري في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ثنا حميد بن مسعدة ثنا حصين بن نمير ثنا ابن أبي ليلى عن عبدالكريم عن سعيد بن يزيد عن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال العبد يسأل وهو عنه غني حتى يخلق وجهه فما يكون له عند الله وجه 119
معاذ أبو حليمة القارئ
وذكر معاذ أبا حليمة القارئ في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا عبدالله بن محمد البغوي ثنا عبيدالله ابن عمر عن حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد قال زارتنا ابن عمر بنت عبدالرحمن فقمت أصلي من الليل فجعلت أخفي قراءتي فقالت لي يا ابن أخي ألا تجهر بالقرآن فانه ما كان يوقظنا بالليل إلا قراءة معاذ القارئ وأفلح مولى أبي أيوب 120
واثلة بن الأسقع
وذكر واثلة بن الأسقع في أهل الصفة وكان من سكانها قاله الواقدي ويحيى بن معين وقال الواقدي أسلم واثلة والنبي صلى الله عليه و سلم يتجهز إلى تبوك
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن مسلم ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن

خالد ثنا يزيد بن واقد عن بشر بن عبيدالله عن واثلة بن الاسقع قال كنا أصحاب الصفة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم وما فينا رجل له ثوب ولقد اتخذ العرق في جلودنا طوقا من الغبار إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ليبشر فقراء المهاجرين ثلاثا
حدثنا محمد ابن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن منصور ثنا سليمان بن عبدالرحمن ثنا عثمان بن بشر بن سرح العبسي ثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب ثنا واثلة بن الخطاب عن أبيه عن جده واثلة بن الاسقع قال حضرنا رمضان ونحن في الصفة فصمناه فكنا إذا أفطرنا أتى كل رجل منا رجل فأخذه فانطلق معه فعشاه فأتت علينا ليلة لم يأتنا أحد ثم أصبحنا صياما ثم أتت القابلة علينا فلم يأتنا أحد فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرناه بالذي كان من أمرنا فارسل إلى كل امرأة من نسائه يسألها هل عندها شيء فما بقيت منهن امرأة إلا أرسلت تقسم ما أمسى في بيتها ما يأكل ذو كبد فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم اجتمعوا فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال اللهم إنا نسئلك من فضلك ورحمتك فانهما بيدك لا يملكهما أحد غيرك فلم يكن إلا ومستأذن يستأذن فاذا شاة مصلية وأرغفة فأمر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعت بين أيدينا فأكلنا حتى شبعنا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا سألنا الله من فضله ورحمته وقد ذخر لنا عنده رحمة حدثنا سليمان بن أحمد ثنا موسى بن عيسى بن المنذر ثنا محمد بن المبارك ثنا اسماعيل بن عياش ثنا سليمان بن حيان العذري قال سمعت واثلة بن الاسقع يقول كنت من أصحاب الصفة فشكى أصحابي الجوع فقالوا يا واثلة اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم استطعم لنا رسول الله فذهبت فقلت يا رسول الله إن أصحابي يشكون الجوع فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عائشة هل عندك من شيء قالت يا رسول الله ما عندي إلا فتات خبز قال هاتيه فجاءت بجراب فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بصحفة

فأفرغ الخبز في الصحفة ثم جعل يصلح الثريد بيده وهو يربو حتى امتلأت الصحفة فقال يا وائلة اذهب فجئ بعشرة من أصحابك وأنت عاشرهم فذهبت فجئت بعشرة من أصحابي وأنا عاشرهم فقال اجلسوا خذوا بسم الله خذوا من حواليها ولا تأخذوا من أعلاها فإن البركة تنحدر من أعلاها فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا وفي الصحفة مثل ما كان فيها ثم جعل يصلحها بيده وهي تربو حتى امتلأت الصحفة فقال يا واثلة اذهب فجئ بعشرةمن أصحابك فذهب فجئت بعشرةفقال اجلسوا فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا ثم قال اذهب فجئ بعشرة من أصحابك فذهبت وجئت بعشرة ففعلوا مثل ذلك فقال هل بقي أحد قلت نعم عشرة قال اذهب فجئ بهم فذهبت فجئت بهم فقال اجلسوا فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا وبقي في الصحفة مثل ما كان ثم قال يا واثلة اذهب بها إلى عائشة
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا عبدالرحمن بن عبدالله القرشي ثنا أحمد ابن يحيى الصوفي ثنا النفيلي ثنا الوليد بن عبدالله الحمصي عن خيثمة [ بن سليمان عن ] سليمان بن حيان ثنا واثلة قال كنت من فقراء المسلمين من أهل الصفة فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم قال كيف أنتم بعدي إذا شبعتم من خبز البر والزيت فأكلتم ألوان الطعام ولبستم أنواع الثياب فأنتم اليوم خير أم ذاك قال قلنا ذاك قال بل أنتم اليوم خير قال واثلة فما ذهبت بنا الأيام حتى أكلنا ألوان الطعام ولبسنا أنواع الثياب وركبنا المراكب 121
وابصة بن معبد الجهني
وذكر وابصة بن معبد الجهني في أهل الصفة قال أيوب بن مكرر كان وابصة يجالس الفقراء ويقول هم إخواني على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ونزل وابصة الرقة وعقبه بها

حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا حماد بن سلمة عن الزبير أبي عبدالسلام عن أيوب بن عبدالله بن مكرز عن وابصة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه فجعلت أتخطى فقالوا إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت دعوني أدنو منه فانه من أحب الناس إلى أن أدنو منه فقال إدن يا وابصة فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته فقال يا وابصة أخبرك عما جئت تسألني فقلت أخبرني يا رسول الله قال جئت تسألني عن البر والاثم قلت نعم قال فجمع أصابعه فجعل ينكت بها في صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك استفت نفسك البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك رواه أبو سكينة الحمصي وأبو عبدالله الأسدي عن وابصة نحوه 122
هلال مولى المغيرة بن شعبة
وذكر هلالا مولى المغيرة بن شعبة
أخبرنا محمد بن محمد الحافظ أبو أحمد الكرابيسي في كتابه ثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي ثنا محمد بن يحيى الأزدي قال سمعت عبدالله بن محمد يذكر عن يوسف بن الخشاب عن عطاء الخراساني عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليدخلن من هذا الباب رجل ينظر الله إليه قال فدخل يعني هلالا فقال له صل علي يا هلال فقال ما أحبك على الله وما أكرمك عليه 123
يسار أبو فكيهة
وذكر يسار أبا فكيهة مولى صفوان بن أمية في أهل الصفة وقد قاله محمد بن اسحاق
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب

ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جلس في المسجد جلس إليه المستضعفون من أصحابه خباب وعمار وأبو فكيهة يسار مولى صفوان بن أمية وصهيب بن سنان وأشباههم من المسلمين فهزأت بهم قريش وقال بعضهم لبعض هؤلاء أصحابه كما ترون هؤلاء من الله عليهم من بيننا بالهدى وبالحق لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقنا هؤلاء به ولا خصهم الله دوننا فأنزل الله فيهم ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الآيات قال الشيخ رحمه الله قد أتينا على من ذكرهم الشيخ أبو عبدالرحمن السلمي ونسبهم إلى توطين الصفة ونزولها وهو أحد من لقيناه وممن له العناية التامة بتوطئة مذهب المتصوفة وتهذيبه على ما بينه الأوائل من السلف مقتد بسيمتهم ملازم لطريقتهم متبع لآثارهم مفارق لما يؤثر عن المتخرمين المتهوسين من جهال هذه الطائفة منكر عليهم إذ حقيقة هذا المذهب عنده متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم فيما بلغ وشرع وأشار إليه وصدع ثم القدوة المتحققين من علماء المتصوفة ورواة الآثار وحكام الفقهاء ولذلك ضممت إليه ما ذكره الأغر الأبلج أبو سعيد بن الأعرابي رحمه الله وكان أحد أعلام رواةالحديث والمتصوفة وله التصانيف المشهورة في سيرة القوم وأحوالهم والسياحة والرياضة واقتباس آثارهم وأقتفى في باقي الكتاب من ذكر التابعين حذوه إذ هو شرع في تأليف طبقات النساك وأقتصر إن شاء الله تعالى على ذكر جماعة من كل طبقة وأذكر لهم حديثا مسندا إن وجد وحكاية وحكايتين إلى الثلاث إن شاء الله تعالى مستعينا به ومعتمدا على جميل كفايته إذ هو الولي والمعين

ذكر جماعة من سكان الصفة وقطان المسجد ترك ذكرهم السلمي وابن الأعرابي فمنهم 124
بشير بن الخصاصية وهو بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضبار
1 - ابن سدوس كان اسمه في الجاهلية نذيرا وقيل زحم هاجر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسماه بشيرا وأنزله الصفة
حدثنا محمد بن عبدالله بن شين ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ثنا محمد عبدالكريم ثنا الهيثم بن عدي ثنا أبو جناب الكلبي حدثني إياد بن لقيط الذهلي حدثتني الجهدمة 2 امرأة بشير بن الخصاصية قالت حدثنا بشير قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاني إلى الاسلام ثم قال لي ما اسمك قلت نذير قال بل أنت بشير قال فأنزلني الصفة فكان إذا أتته الهدية أشركنا فيها وإذا أتته صدقة صرفها إلينا قال فخرج ذات ليلة فتبعته فأتى البقيع فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا بكم لاحقون وإنا لله وإنا إليه راجعون لقد أصبتم خيرا بجيلا وسبقتم شرا طويلا ثم التفت إلي فقال من هذا قال فقلت بشير قال أما ترضى أن أخذ الله سمعك وقلبك وبصرك إلى الإسلام من ربيعة الفرس الذين يزعمون أن لولاهم لانفكت الأرض بأهلها قلت بلى يا رسول الله قال ما جاء بك قلت خفت أن تنكب أو يصيبك هامة من هوام الأرض قال محمد بن عبدالكريم إنما سمى ربيعة الفرس لأن أباه نزار بن معد كان له فرس وقبة من أدم وحمار فجعل الفرس لأكبر ولده ربيعة والقبة للذي يتلوه وهو مضر والحمار للثالث وهو إياد فلذلك يقال ربيعة الفرس

ومضر الحمراء وإياد الحمار رواه اسحاق بن أبي اسحاق الشيباني عن أبيه عن بشير مختصرا 125
أبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يبيت في المسجد ويخالط أهل الصفة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبدالله ثنا عبدالعزيز بن يحيى الحراني ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال هيئني 1 رسول الله صلى الله عليه و سلم جوف الليل فأتينا البقيع فقال يا أبا مويهبة إني قد أمرت ان استغفر لأهل البقيع فأتاهم فاستغفر لهم ثم قال ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا الآخرة شر من الأولى ثم قال يا أبا مويهبة إني قد أوتيت بمفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فقال يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم فبدئ في وجعه الذي قبض فيه 126
أبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يبيت في المسجد ويخالط أهل الصفة
حدثنا محمد بن سابق بن الحسن ثنا اسحاق بن الحسن الحربي ثنا محمد ابن سابق ثنا حشرج بن نباتة عن أبي نصيرة عن أبي عسيب قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلا فدعاني فخرجت إليه ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج

ثم مر بعمر فدعاه فخرج اليه فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط أطعمنا بسرا فجاء بعذق فوضعه فأكلوا ثم دعا بماء فشرب فقال لتسئلن عن هذا يوم القيامة قال وأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر نحو وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال يا رسول الله إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة قال نعم إلا من ثلاث كسرة يسد بها جوعته أو ثوب يستر بها عورته أو جحر يدخل فيه من الحر والقر 127
أبو ريحانة شمعون الأزدي وأبو ريحانة شمعون الأزدي
وقيل الأنصاري كان من الذابين المجتهدين معدود في أهل الصفة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطلب بن شعيب ثنا عبدالله بن صالح ثنا عبدالرحمن بن شريح أبو شريح الاسكندارني عن أبي الصباح محمد بن سمير الرعيني عن أبي علي الهمداني عن أبي ريحانة أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة فأوينا ذات ليلة إلى شرف فأصابنا فيه برد شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم الحفرة فيدخل فيها ويكفي عليه بجحفته فلما رأى ذلك منهم قال من يحرسنا في هذه الليلة فادعو له بدعاء يصيب به فضلة فقام رجل فقال أنا يا رسول الله فقال من أنت فقال أنا فلان بن فلان الأنصاري قال أدنه فدنا منه فأخذ ببعض ثيابه ثم استفتح بدعاء له فلما سمعت ما يدعو به رسول الله صلى الله عليه و سلم للانصاري قمت فقلت أنا رجل فسألني كما سأله ثم قال أدنه كما قال له ودعا لي بدعاء دون ما دعا به للانصاري ثم قال حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله وحرمت النار على عين دمعت من خشية الله وقال الثالثة فنسيتها قال أبو شريح بعد ذلك وحرمت النار على عين غضت عن محارم الله تعالى
حدثنا اسحاق بن حمزة 1 ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي

ثنا أبو بكر بن عياش عن حميد يعني الكندي عن عبادة بن نسي عن أبي رحيانة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن ابليس ليضع عرشه على البحر ودونه الحجب يتشبه بالله عز و جل ثم يبث جنوده فيقول من لفلان الآدمي فيقوم اثنان فيقول قد أجلتكما سنة فان أغويتماه وسعت عنكما البعث والا صلبتكما قال فكان يقال لأبي ريحانة لقد صلب فيك كثيرا
حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا يحيى بن عثمان ثنا محمد بن حمير عن عميرة بن عبدالرحمن الخثعمي عن يحيى بن حسان البكري عن أبي ريحانة صاحب النبي صلى الله عليه و سلم قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكوت إليه تفلت القرآن ومشقته علي فقال لي لا تحمل عليك مالا تطيق وعليك بالسجود قال أبو عميرة 1 فقدم أبو ريحانة عسقلان وكان يكثر السجود وحدثت عن عباس بن محمد بن حاتم ثنا محمد بن مصعب ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب أن أبا ريحانة كان غائبا فلما قدم على أهله تعشى ثم خرج إلى المسجد فصلى العشاء الآخرة فلما انصرف إلى بيته قام يصلي يفتتح سورة ويختمها فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وسمع المؤذن فشد عليه ثيابه ليخرج إلى المسجد فقالت له صاحبته يا أبا ريحانة كنت في غزوتك ما كنت ثم قدمت الآن فما كان لي فيك نصيب أو حظ قال بلى لقد كان لك نصيب ولكن شغلت عنك قالت يا أبا ريحانة وما الذي شغلك عني قال ما زال قلبي يهوى فيما وصف الله من لباسها وأزواجها ونعيمها وما خطرت لي على بال حتى طلع الفجر 128
أبو ثعلبة الخشني وأبو ثعلبة الخشني من عباد الصحابة له في جملة أهل الصفة ذكر ومدخل

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا عبدالله بن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم حدثني عمرو بن جارية اللخمي حدثني أبو أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية عليك أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك أمر نفسك ودع عنك أمر العوام فإن من ورائكم أيام الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله وزاد في غيره قال يا رسول الله أجر خمسين منهم قال أجر خمسين منكم
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إدريس بن عبدالكريم ثنا أحمد بن حنبل ثنا زيد بن يحيى الدمشقي ثنا عبدالله بن العلاء ثنا مسلم بن مشكم قال سمعت أبا ثعلبة الخشني قال قلت يا رسول الله أخبرني ما يحل لي وما يحرم علي قال فصعد النبي صلى الله عليه و سلم وصوب فقال البر ما سكنت إليه النفس وأطمأن اليه القلب والإثم مالم تسكن اليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون
حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن أبان ثنا يونس بن بكير عن أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي عن عروة ابن رويم قال سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزاة له فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين وكان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلي فيه ركعتين ثم خرج فأتى فاطمة فبدأ بها قبل بيوت أزواجه فاستقبلته فاطمة وجعلت تقبل وجهه وعينيه وتبكي فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يبكيك قالت أراك قد شحب لونك فقال لها يا فاطمة إن الله عز و جل بعث أباك بأمر لم يبق على ظهر الأرض بيت مدر ولا شعر إلا أدخله به عزا أو ذلا يبلغ حيث بلغ الليل
حدثنا أحمد بن بندار ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا عمرو بن عثمان

ثنا خالد بن محمد الكندي وهو أبو 1 محمد وأحمد ابنا خالد الوهبي قالا سمعنا أبا الزاهرية يقول سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول إني لأرجو أن لا يخنقني الله عز و جل كما أراكم تخنقون عند الموت قال فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد فرأت ابنته أن أباها قد مات فاستيقظت فزعة فنادت أمها أين أبي قالت في مصلاه فنادته فلم يجبها فأيقظته فوجدته ساجدا فحركته فوقع لجنبه ميتا
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج ثنا داود بن رشيد ثنا الوليد بن مسلم أن أبا ثعلبة كان يقول إني لأرجو أن لا يخنقني الله عز و جل كما يخنقكم قال فبينما هو في صرحة داره إذ نادى يا عبدالرحمن وقد قتل عبدالرحمن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أحس بالموت أتى مسجد بيته فخر ساجدا فمات وهو ساجد 129
ربيعة بن كعب الأسلمي وربيعة بن كعب الأسلمي كان من أحلاس المسجد الملازمين لخدمة رسول الله صلى الله عليه و سلم له بأهل الصفة اتصال
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبدالله بن بكر السهمي ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي قال كنت أبيت على باب النبي صلى الله عليه و سلم فاعطيه الوضوء فأسمعه من الهوى بالليل يقول سمع الله لمن حمده والهوى من الليل يقول الحمد لله رب العالمين
حدثنا محمد بن محمد المقري ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا الحكم بن موسى ثنا هقل بن زياد قال سمعت الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي

قال كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته بوضوئه فقال لي سل فقلت أسئلك مرافقتك في الجنة فقال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فاعنى على نفسك بكثرة السجود 130
أبو برزة الاسلمي وأبو برزة الاسلمي نضلة بن عبيد من المستهينين بالدنيا المشتهرين بالذكر دخل الصفة ولابس أهلها
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمرو بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو الأشهب عن أبي الحكم عن أبي برزة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول إن مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا هوذة بن خليفة ثنا عوف الأعرابي عن أبي المنهال قال لما كان زمن أخرج ابن زياد وثب مروان بالشام وابن الزبير بمكة ووثب الذين كانوا يدعون القراء بالبصرة غم أبي غما شديدا وكان يثني على أبيه خيرا قال قال لي انطلق إلى هذا الرجل الذي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أبي برزة الاسلمي فانطلقت معه حتى دخلنا عليه في داره وإذا هو في ظل علو له من قصب في يوم شديد الحر فجلست اليه قال فأنشأ أبي يستطعمه الحديث وقال يا أبا برزة ألا ترى قال فكان أول شيء تكلم به أن قال إني أحتسب عند الله عز و جل أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش وأنكم معشر العرب كنتم على الحال الذي قد علمتم من جهالتكم والقلة والذلة والضلالة وأن الله عز و جل نعشكم بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه و سلم خير الأنام حتى بلغ بكم ما ترون وأن هذه الدنيا هي التي أفسدت بينكم وإن ذاك الذي بالشام والله إن يقاتل إلا على الدنيا وإن الذي حولكم الذين تدعونهم قراءكم والله لن يقاتلوا إلا على الدنيا قال فلما لم يدع أحدا قال له أبي بما تأمر إذا

قال لا أرى خير الناس اليوم إلا عصابة ملبدة خماص البطون من أموال الناس خفاف الظهور من دمائهم رواه المبارك بن فضالة عن أبي المنهال نحوه
حدثنا أحمد بن اسحاق ثنا إبراهيم بن نائلة ثنا شيبان ثنا أبو هلال ثنا جابر بن عمرو قال قال أبو برزة الأسلمي لو أن رجلا في حجره دنانير يعطيها وآخر يذكر الله عز و جل لكان الذاكر أفضل 131
معاوية بن الحكم السلمي ومعاوية بن الحكم السلمي نزل الصفة
حدثنا عبدالملك بن الحسن المعدل السقطي ثنا أبو بردة الفضل بن محمد الحاسب ثنا عبدالله بن عمر أبو عبدالرحمن ثنا عمر بن محمد ثنا الصلت بن دينار عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن الحكم بن معاوية قال الشيخ رحمه الله كذا وقع في كتابي الحكم 0بن معاوية وإنما هو معاوية بن الحكم قال بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصفة فجعل يوجه الرجل من المهاجرين مع الرجل من الأنصار والرجلين والثلاثة حتى بقيت في أربعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم خامسنا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم انطلقوا بنا فلما جئنا قال يا عائشة عشينا فجاءت بجشيشة فأكلنا ثم قال يا عائشة أطعمينا فجاءت بحيسة فأكلنا ثم قال يا عائشة اسقينا فجاءت بجريعة من لبن فشربنا ثم قال يا عائشة اسقينا فجاءت بعس من ماء فشربنا ثم قال من شاء منكم أن ينطلق إلى المسجد فلينطلق ومن شاء منكم بات ههنا قال فقلنا بل ننطلق إلى المسجد قال فبينا أنا نائم على بطني إذا برجل يرفسني برجله في جوف الليل فرفعت رأسي فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قم فإن هذه ضجعة يبغضها الله عز و جل قال الشيخ رحمه الله رواه الأوزاعي وهشام وشيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن طخفة عن أبيه نحوه

قال الشيخ رحمه الله وكان يزور أهل الصفة بعد النبي صلى الله عليه و سلم الأكابر من الأقارب والأشراف يتبركون بما خصوا به من الألطاف وعصموا به من الاسراف والاتراف
وقد حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جفعر بن سليمان النوفلي ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال دعا عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب فساره ثم قام علي فجاء الصفة فوجد العباس وعقيلا والحسين فشاورهم في تزوج أم كلثوم عمر ثم قال علي أخبرني عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي قال الشيخ رحمه الله وكذلك كان أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم وأولاده يوالون أهل الصفة والفقراء يخالطونهم اقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم واستنانا به فممن كان يكثر مجالستهم ومخالطتهم ومجالسة سائر الفقراء في كل وقت الحسن بن علي بن أبي طالب وعبدالله بن جعفر يرون في محبتهم إكمال الدين وفي مجالستهم اتمام الشرف مع ما كانوا يرجعون إليه من التشرف برسول الله صلى الله عليه و سلم والانتساب إليه اغتناما لدعائهم واقتباسا من أخلاقهم وآدابهم وكذلك عامة الصحابة كانوا يغتنمون مخالطة الأخيار وأدعية الأبرار حتى أن بعضهم ليدعو بذلك لأخية فيما
حدثناه أبو بكر بن مالك ثنا عبداللة بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن عبيد بن حساب ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت ثابت البناني يحدث عن أنس بن مالك قال كان بعضنا يدعو لبعض جعل اللة عليكم صلاة قوم أبرار يقومون الليل ويصومون النهار ليسوا بأئمة ولا فجار
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد ابن عبيد بن حساب ثنا جعفر بن سليمان ثنا بسطام بن مسلم عن معاوية بن قرة عن أبية قال قال لي يا بني إذا كنت في قوم يذكرون اللة تعالى فبدت لك حاجة فسلم عليهم حين تقوم فانك لا تزال لهم شريكا ما داموا جلوسا

الحسن بن علي فأما السيد المحبب والحكيم المقرب الحسن بن علي رضي اللة تعالى عنهما فلة في معاني المتصوفة الكلام المشرق المرتب والمقام المؤنق المهذب
وقيل إن التصوف تنوير البيان وتطهير الأركان
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا ابو الوليد الطيالسي ثنا مبارك بن فضالة ثنا الحسن حدثني أبو بكرة قال كان النبي صلى اللة علية وسلم يصلي بنا فيجيء الحسن وهو ساجد صبي صغير حتى يصير على ظهرة أو رقبتة فيرفعه رفعا رفيقا فلما صلى صلاته قالوا يا رسول الله إنك لتصنع بهذا الصبي شيئا لا تصنعه بأحد فقال إن هذا ريحانتي وإن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين رواه عن الحسن يونس بن عبيد ومنصور بن زاذان وعلي بن زيد وأشعث وإسرائيل أبو موسى
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن عدي بن ثابت قال سمعت البراء يقول رأيت النبي صلى الله عليه و سلم واضعا الحسن على عاتقه فقال من أحبني فليحبه رواه أشعث بن سوار وفضيل بن مرزوق عن عدي مثله
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا هشام بن أسعد حدثني نعيم قال قال لي أبو هريرة ما رأيت الحسن قط إلا قاضت عيناي دموعا وذلك أنه أتى يوما يشتد حتى قعد في حجر رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل يقول بيديه هكذا في لحية رسول الله صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم يفتح فمه ثم يدخل فمه في فمه ويقول اللهم إني أحبه فأحبه يقولها ثلاث مرات
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا علي بن المنذر ثنا عثمان بن سعيد ثنا محمد بن عبدالله أبو رجاء الحبطي من أهل تستر ثنا شعبة ابن الحجاج عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث قال سأل علي ابنه الحسن

عن أشياء من أمر المروءة فقال يا بني ما السداد قال يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف قال فما الشرف قال اصطناع العشيرة وحمل الجريرة قال فما المروءة قال العفاف وإصلاح المال قال فما الرأفة قال النظر في اليسير ومنع الحقير قال فما اللؤم قال احراز المرء نفسه وبذله عرسه قال فما السماح قال البذل في العسر واليسر قال فما الشح قال أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقته تلفا قال فما الاخاء قال المواساة في الشدة والرخاء قال فما الجبن قال الجرأة على الصديق والنكول عن العدو قال فما الغنيمة قال الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة قال فما الحلم قال كظم الغيظ وملك النفس قال فما الغنى قال رضى النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل وإنما الغنى غنى النفس قال فما الفقر قال شره النفس في كل شئ قال فما المنعة قال شدة البأس ومنازعة أعزاء الناس قال فما الذل قال الفزع عند المصدوقة 1 قال فما العى قال العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة قال فما الجرأة قال موافقة الأقران قال فما الكلفة قال كلامك فيما لا يعنيك قال فما المجد قال أن تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم قال فما العقل قال حفظ القلب كلما استوعيته قال فما الخرق قال معاداتك امامك ورفعك عليه كلامك قال فما السناء قال إتيان الجميل وترك القبيح قال فما الحزم قال طول الأناة والرفق بالولاة قال فما السفه قال اتباع الدناة ومصاحبة الغواة قال فما الغفلة قال تركك المجد وطاعتك المفسد قال فما الحرمان قال تركك حظك وقد عرض عليك قال فما السيد قال الأحمق في ماله والمتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب والمتحزن بأمر عشيرته هو السيد فقال علي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا فقر أشد من الجهل ولا مال أعود من العقل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد

ابن جعفر ثنا شعبة قال سمعت يزيد بن خمير يحدث عن عبدالرحمن بن جبير ابن نفير عن أبيه قال قلت للحسن إن الناس يقولون أنك تريد الخلافة فقال قد كانت جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت فتركتها إبتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن سعيد ثنا سفيان بن عيينة عن مجالد عن الشعبي قال شهدت الحسن بن علي حين صالحه معاوية بالنخيلة فقال معاوية قم فأخبر الناس أنك تركت هذا الأمر وسلمته إلي فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور وإن هذا الأمر الذي إختلفت فيه أنا ومعاوية إما إن يكون حق إمرئ فهو أحق به مني وإما أن يكون حقا هو لي فقد تركته ارادة إصلاح الأمة وحقن دمائها وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين
حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث بن خلف أبو بكر ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني ثنا أبي ثنا إسماعيل بن يحيى قال سمعت الوليد بن جميع يقول سمعت أبان بن الطفيل يقول سمعت عليا يقول للحسن كن في الدنيا ببدنك وفي الآخرة بقلبك
حدثنا عبدالله بن محمد ابن جعفر ثنا محمد بن نصير ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا العباس بن الفضل عن القاسم ابن عبد الرحمن عن محمد بن علي قال قال الحسن رضي الله عنه إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الانماطي ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا خليفة بن خياط ثنا عبدالله بن داود ثنا المغيرة بن زياد عن ابن أبي نجيح أن الحسن بن علي حج ماشيا وقسم ماله نصفين
حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا خليفة بن خياط ثنا عامر بن حفص ثنا شهاب ابن عامر أن الحسن بن علي قاسم الله عز و جل ماله مرتين حتى تصدق بفرد نعله
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا الحسن بن علي بن نصر ثنا الزبير بن بكار ثنا عمى

قال ذكر عن علي بن زيد بن جدعان قال خرج الحسن بن علي من ماله مرتين وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرار حتى أن كان ليعطى نعلا ويمسك نعلا ويعطى خفا ويمسك خفا
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا الحسين بن حماد ثنا سليمان بن سيف ثنا سلم بن إبراهيم ثنا قرة بن خالد قال أكلت في بيت محمد بن سيرين طعاما فلما أن شبعت أخذت المنديل ورفعت يدي فقال محمد إن الحسن إبن علي قال إن الطعام أهون من أن يقسم فيه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الأعلى هشام بن حسان عن ابن سيرين قال تزوج الحسن بن علي إمرأة فأرسل إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عبدالرحمن بن عبدالله عن أبيه عن الحسن ابن سعد عن أبيه قال متع الحسن بن علي إمرأتين بعشرين ألفا وزقاق من عسل فقالت إحداهما وأراها الحنفية متاع قليل من حبيب مفارق
حدثنا محمد بن علي ثنا أبو عروبة الحراني ثنا سليمان بن عمر بن خالد ثنا ابن علية عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال دخلت أنا ورجل على الحسن ابن علي نعوده فقال يا فلان سلني قال لا والله لا نسألك حتى يعافيك الله ثم نسألك قال ثم دخل ثم خرج إلينا فقال سلني قبل أن لا تسألني فقال بل يعافيك الله ثم أسألك قال لقد ألقيت طائفة من كبدي وأني سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عند رأسه وقال يا أخي من تتهم قال لم لتقتله قال نعم قال إن يكن الذي أظن فالله أشد بأسا وأشد تنكيلا وإلا يكن فما أحب أن يقتل بي بريء ثم قضى رضوان الله تعالى عليه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن سفيان بن عيينة عن رقبة بن مصقلة قال لما حضر الحسن بن علي قال أخرجوني إلى الصحراء لعلي أنظر في ملكوت السماء يعني الآيات فلما أخرج به قال اللهم إني إحتسبت نفسي عندك فإنها أعز الأنفس علي فكان مما صنع الله

عز و جل له أنه إحتسب نفسه قال الشيخ رحمه الله وقد كان من أهل البيت من ولاة الفقراء وأهل الصفة الحسين بن علي بن أبي طالب وعبدالله بن جعفر بن أبي طالب يجالسانهم استنانا في مجالستهم ومحبتهم بالنبي صلى الله عليه و سلم إذ أمروا بالصبر على مجالستهم وإلزام مواظبتهم ومخالطتهم وكذلك من بعده من أصحابه أكثروا زيارتهم وإختاروا مودتهم ومجالستهم حسبما انتشر عنهم واشتهر وأنهم كانوا يرون العيش الهني معهم والمقام السني في مخالطتهم والحال الزري في مفارقتهم ومنابذتهم كما حكي عن الحسين بن علي من التبرم بالعيش مع من يخالف سيرتهم وهو
ما حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن قال لما نزل القوم بالحسين وأيقن أنهم قاتلوه قام في أصحابه خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال قد نزل من الأمر ما ترون وأن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها وانشمرت حتى لم يبق منها إلا كصبابة الإناء إلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله وإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا جرما 133
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الشيخ رحمه الله ومن ناسكات الأصفياء وصفيات الأتقياء فاطمة رضي الله تعالى عنها السيدة البتول البضعة الشبيهة بالرسول ألوط أولاده بقلبه لصوقا وأولهم بعد وفاته به لحوقا كانت عن الدنيا ومتعتها عازفة وبغوامض عيوب الدنيا وآفاتها عارفة وقد قيل إن التصوف الثبات في الوفاق والبتات للحاق
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو عوانة عن فراس بن يحيى عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي مات فيه ما تغادر منا واحدة

إذ جاءت فاطمة تمشي ما تخطى مشيتها من مشية النبي صلى الله عليه و سلم شيئا فلما رأها قال مرحبا بابنتي فأقعدها عن يمينه أو عن يساره ثم سارها بشئ فبكت فقلت لها أنا من بين نسائه خصك رسول الله صلى الله عليه و سلم من بيننا بالسرار وأنت تبكين ثم سارها بشيء فضحكت قالت فقلت لها أقسمت عليك بحقي أو بما لي عليك من الحق لما أخبرتيني قالت ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه و سلم سره قالت فلما توفي النبي صلى الله عليه و سلم سألتها فقالت أما الآن فنعم أما بكائي فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لي إن جبريل عليه السلام كان يعرض علي القرآن كل عام مرة فعرض العام مرتين ولا أرى إلا أجلي قد إقترب فبكيت فقال لي اتق الله واصبري فإني أنا نعم السلف لك ثم قال يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين أو نساء هذه الأمة فضحكت رواه جابر الجعفي عن الشعبي مثله ورواه جابر عن أبي الطفيل عن عائشة نحوه ورواه عروة بن الزبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عباد عن عائشة نحوه وروته فاطمة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة عن عائشة نحوه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن يونس ثنا الليث بن سعد أنه سمع ابن أبي مليكة يقول أنه سمع المسور بن مخرمة يقول أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما فاطمة إبنتي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها رواه عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور ورواه أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة عن عبدالله بن الزبير نحوه
حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا سليمان بن داود ثنا عباد بن العوام ثنا هلال ابن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لفاطمة رضي الله تعالى عنها أنت أول أهلي لحوقا بي
حدثنا عبدالله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا يعقوب بن إبراهيم بن عباد ابن العوام ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم ثنا يونس عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خير للنساء فلم ندر ما نقول فسار علي إلى

فاطمة فأخبرها بذلك فقالت فهلا قلت له خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن فرجع فأخبره بذلك فقال له من علمك هذا قال فاطمة قال إنها بضعة مني رواه سعيد بن المسيب عن علي نحوه
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا جدي أبو حصين ثنا يحيى الحماني ثنا قيس عن عبدالله بن عمران عن علي ابن زيد عن سعيد بن المسيب عن علي أنه قال لفاطمة ما خير للنساء قالت لا يرين الرجال ولا يرونهن فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال إنما فاطمة بضعة مني
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا عباس بن الوليد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا سعيد الجريري عن أبي الورد عن ابن أعبد قال قال علي يا ابن أعبد ألا أخبرك عني وعن فاطمة كانت ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم واكرم أهله عليه وكانت زوجتي فجرت بالرحا حتى أثرت الرحا بيدها واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها وأصابها من ذلك ضر
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد ابن الصباح ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري قال لقد طحنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى مجلت 1 يدها وربى أثر قطب الرحاء في يدها
حدثنا فاروق بن عبد الكبير الخطابي ثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان بن عيينة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي أن فاطمة كانت حاملا فكانت إذا خبزت أصاب حرف التنور بطنها فأتت النبي صلى الله عليه و سلم تسأله خادما فقال لا أعطيك وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع أولا أدلك على خير من ذلك إذا آويت إلى فراشك تسبحين الله تعالى ثلاثا وثلاثين وتحمدينه ثلاثا وثلاثين وتكبرينه أربعا وثلاثين
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن هاشم ثنا أمية ثنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن عمرو بن دينار قال قالت عائشة رضي الله تعالى

عنها ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها قال وكان بينهما شيء فقالت يا رسول الله سلها فانها لا تكذب
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا علي ابن هاشم عن كثير النواء عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ألا تنطلق بنا نعود فاطمة فإنها تشتكي قلت بلى قال فانطلقنا حتى إذا إنتهينا إلى بابها فسلم وإستأذن فقال أدخل أنا ومن معي قالت نعم ومن معك يا أبتاه فوالله ما علي إلا عباءة فقال لها اصنعي بها كذا واصنعي بها كذا فعلمها كيف تستتر فقالت والله ما على رأسي من خمار قال فأخذ خلق ملاءة كانت عليه فقال اختمري بها ثم أذنت لهما فدخلا فقال كيف تجدينك يا بنية قالت إني لوجعة وإنه ليزيد في أنه ما لي طعام آكله قال يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين قالت تقول يا أبت فأين مريم إبنة عمران قال تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك أما والله زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة كذا رواه علي بن هاشم مرسلا ورواه ناصح أبو عبدالله عن سماك عن جابر بن سمرة متصلا
حدثناه محمد بن أحمد ثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد المقري ثنا أحمد بن يحيى الصوفي الكوفي ثنا اسماعيل بن أبان الوراق ثنا ناصح أبو عبدالله عن سماك عن جابر ابن سمرة قال جاء نبي الله صلى الله عليه و سلم فجلس فقال إن فاطمة وجعة فقال القوم لوعدناها فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب والباب عليها مصفق قال فنادى شدي عليك ثيابك فإن القوم جاؤا يعودونك فقالت يا نبي الله ما علي إلا عباءة قال فأخذ رداء فرمى به إليها من وراء الباب فقال شدي بهذا رأسك فدخل ودخل القوم فقعد ساعة فخرجوا فقال القوم تالله بنت نبينا صلى الله عليه و سلم على هذا الحال قال فالتفت فقال أما إنها سيدة النساء يوم القيامة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت توفيت فاطمة

بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم بستة أشهر ودفنها علي ليلا
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبدالجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو عن أبي جعفر قال ما رأيت فاطمة ضاحكة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا يوما افترت بطرف نابها قال ومكثت بعده ستة أشهر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرازق عن معمر عن عبدالله بن محمد بن عقيل أن فاطمة رضي الله عنها لما حضرتها الوفاة أمرت عليا فوضع لها غسلا فاغتسلت وتطهرت ودعت بثياب أكفانها فأتيت بثياب غلاظ خشن فلبستها ومست من الحنوط ثم أمرت عليا أن لا تكشف إذا قبضت وإن تدرج كما هي في ثيابها فقلت له هل علمت أحدا فعل ذلك قال نعم كثير بن العباس وكتب في أطراف أكفانه يشهد كثير بن عباس أن لا إله إلا الله
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا أبو العباس السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن موسى المخزومي عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر وعن عمارة بن المهاجر عن أم جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت يا أسماء اني قد استقبحت ما يصنع بالنساء إن يطرع على المرأة الثوب فيصفها فقالت أسماء يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل فإذا مت أنا فاغسليني أنت وعلي ولا يدخل علي أحد فلما توفيت غسلها علي وأسماء رضي الله تعالى عنهم 134
عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم
ومنهم الصديقة بنت الصديق العتيقة بنت العتيق حبيبة الحبيب وأليفة القريب سيد المرسلين محمد الخطيب المبرأة من العيوب المعراة من ارتياب القلوب لرؤيتها جبريل رسول علام الغيوب عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها

كانت للدنيا قالية وعن سرورها لاهية وعلى فقد أليفها باكية وقد قيل إن التصوف معانقة الحنين ومفارقة الأنين
حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا جعفر بن عون ثنا مسعر بن كدام عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الضحى عن مسروق قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة في كتاب الله
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا جرير عن الأعمش عن مسلم بن صبيح قال كان مسروق إذا حدث عن عائشة قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله
حدثنا عبدالله ابن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زمعة قال سمعت ابن أبي مليكة يقول سمعت أم سلمة الصرخة على عائشة فأرسلت جاريتها انظري ما صنعت فجاءت فقالت قد قضت فقالت يرحمها الله والذي نفسي بيده لقد كانت أحب الناس كلهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أبوها
حدثنا محمد بن حميد ثنا أحمد بن عيسى بن السكين ثنا عبدالله بن الحسين المصيصي ثنا أبو طاهر المقدسي ثنا الوليد بن محمد الموقري عن الزهري عن أنس قال أول حب كان في الإسلام حب النبي صلى الله عليه و سلم لعائشة رضي الله تعالى عنها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ثنا محمد بن بشر المصري ثنا عثمان بن عبدالله ثنا مالك بن أنس عن هشام ابن عزورة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قلت يا رسول الله كيف حبك لي قال كعقدة الحبل فكنت أقول كيف العقدة يا رسول الله قال فيقول هي على حالها
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو عيسى موسى بن علي الخقلي ثنا جابر بن سعيد ثنا محمد بن الحسن الفقيه عن يونس بن أبي إسحاق ثنا أبو إسحاق عن عريب بن حميد قال وقع رجل في عائشة فقال عمار أسكت مقبوحا منبوحا أتقع في حبيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم إنها لزوجته في الجنة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبدالله ثنا حفص بن عمر ثنا مبارك بن فضالة عن علي بن زيد عن عمته أم

محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ذهبت فاطمة تذكر عائشة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا بنية حبيبة أبيك
حدثنا أبو عمرو ابن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا الهيثم بن جناد ثنا يحيى يعني ابن سليم عن عبدالله بن عثمان بن خثيم عن ابن أبي مليكة قال استأذن ابن عباس على عائشة فقالت لا حاجة لي بتنزكيته فقال عبد الرحمن بن أبي بكر يا أمتاه إن ابن عباس من صالح بيتك جاء يعودك قالت فأذن له فدخل عليها فقال يا أمه أبشري فوالله ما بينك وبين أن تلقي محمدا والأحبة إلا أن يفارق روحك جسدك كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه و سلم إليه ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب إلا طيبا قالت أيضا قال هلكت قلادتك بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يلتقطها فلم يجدوا ماء فأنزل الله عز و جل فتيمموا صعيدا طيبا فكان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة وكان من أمر مسطح ما كان فأنزل الله تعالى برائتك من فوق سبع سمواته فليس مسجد يذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار فقالت يا ابن عباس دعني منك ومن تزكيتك فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا ورواه بشر بن المعضل بن خثيم عن ابن أبي مليكة أن ذكوان حدثه مثله ورواه يحيى بن سعيد القطان عن عمر بن سعيد عن أبي مليكة قال استأذن ابن عباس فذكر مثله وذكر حسين ابن علي عن سفيان بن عيينة عن محمد بن عثمان عن ابن أبي مليكة قال استأذن ابن عباس فذكر نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عروة قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها يا ليتني كنت نسيا منسيا أي حيضة
حدثنا إبراهيم بن أحمد الهمداني حدثني أوس بن أحمد بن أوس ثنا داود بن سليمان بن خزيمة ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا عمرو بن محمد الزيبقي ثنا أبو عبيد معمر بن المثنى من تيم قريش حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه

وسلم يخصف نعله وكنت أغزل قالت فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل جبينه يعرق وجعل عرقه يتولد نورا قالت فبهت قالت فنظر إلي فقال مالك بهت فقلت يا رسول الله نظرت إليك فجعل جبينك يعرق وجعل عرقك يتولد نورا فلو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره قال وما يقول يا عائشة أبو كبير الهذلي فقالت يقول ... ومبرء من كل غبر 1 حيضة ... وفساد مرضعة وداء مغيل ... وإذا نظرت إلى أسرة وجهه ... برقت كبرق العارض المتهلل ... قالت فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كان في يده وقام إلي فقبل ما بين عيني وقال جزاك الله يا عائشة خيرا ما سررت مني كسروري منك
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى الحميدي ثنا سفيان بن عيينة عن مجالد الشعبي عن أبي سلمة عن عائشة قالت رأيتك يا رسول الله واضعا يدك على معرفة فرس وأنت قائم تكلم دحبة الكلبى قال أو قد رأيته قالت نعم قال فانه جبريل وهو يقرئك السلام قالت وعليه السلام ورحمة الله وجزاه الله خيرا من زائر ومن دخيل فنعم الصاحب ونعم الدخيل رواه أبو بكر عياش عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة ورواه الزهري عن أبي سلمة عن عائشة نحوه
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا إسماعيل بن محمد المزني ثنا أبو نعيم ثنا زكريا بن أبي زائدة قال سمعت عامرا الشعبي يقول حدثني أبو سلمة أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها إن جبريل يقرئك السلام قالت وعليه السلام ورحمة الله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني سفيان بن وكيع ثنا سفيان بن عيينة عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما شبعت بعد النبي صلى الله عليه و سلم من طعام إلا ولو شئت أن أبكي لبكيت ما شبع آل محمد صلى الله عليه و سلم حتى قبض
حدثنا العباس بن أحمد بن هاشم الكناني ثنا الحسين بن جعفر القتات

ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا ابن المبارك وأبو معاوية عن مسعر عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن الأسود بن يزيد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت إنكم تدعون أفضل العبادة التواضع
حدثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا عبدالله بن عون عن القاسم بن محمد قال كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها تصوم تصوم حتى يذلقها الصوم 1
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي أخبرنا علي بن عبدالله المديني ثنا محمد بن حازم ثنا هشام بن عروة عن ابن المنكدر عن أم ذرة وكانت تغشى عائشة قالت بعث إليها بمال في غرارتين قالت أراه ثمانين أو مائة ألف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست تقسم بين الناس فأمست وما عندها من ذلك درهم فلما أمست قالت يا جارية هلمي فطرى فجاءتها بخبز وزيت فقالت لها أم ذرة أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحما بدرهم نفطر عليه قالت لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت حدثناه محمد بن عبدالله الكاتب ثنا الحسن بن علي الطوسي ثنا محمد بن عبد الكريم الهيثم بن عدي عن هشام مثله
وحدثنا محمد بن علي ثنا محمد ابن الحسن بن قتيبة ثنا محمد بن عبدالله الخلنجي ثنا مالك بن سعيد ثنا الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة قال لقد رأيت عائشة رضي الله تعالى عنها تقسم سبعين ألفا وإنها لترقع جيب درعها
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو الأشعث العجلي ثنا محمد بن بكر عن هشام بن حسان عن هشام بن عروة عن أبيه أن معاوية بعث إلى عائشة رضي الله تعالى عنها بمائة ألف فوالله ما غابت الشمس عن ذلك اليوم حتى فرقتها قالت مولاة لها لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهم لحما فقالت لو قلت قبل أن أفرقها لفعلت
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة الرازي ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أيوب بن سويد ثنا عبدالله بن شوذب

عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها باعت مالها بمائة ألف فقسمته ثم أفطرت على خبز الشعير فقالت لها مولاة لها ألا كنت أبقيت لنا من ذا المال درهما نشتري به لحما فتأكلين ونأكل معك قالت أفهلا ذكرتيني
حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن معيد ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب أن يحيى بن سعيد كتب اليه يحدث عن عبدالرحمن بن القاسم أنه قال أهدى معاوية لعائشة ثيابا وورقا وأشياء توضع في اسطوانها 1 فلما خرجت عائشة نظرت اليه فبكت ثم قالت لكن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن يجد هذا ثم فرقته ولم يبق منه شيء وعندها ضيف فلما أفطرت وكانت تصوم من بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أفطرت على خبز وزيت فقالت المرأة يا أم المؤمنين لو أمرت بدرهم من الذي أهدي لك فاشترى لنا به لحم فأكلناه فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها كلي فوالله ما بقي عندنا منه شيء قال عبد الرحمن أهدى لها سلال من عنب فقسمته ورفعت الجارية سلة ولم تعلم بها عائشة فلما كان الليل جاءت به الجارية فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها ما هذا قالت يا سيدتي أو يا أم المؤمنين رفعت لنأكله قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فلا عنقودا واحدا والله لا أكلت منه شيئا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن أبي سعيد وكان رضيعا لعائشة قال دخلت على عائشة رضي الله تعالى عنها وهي تخيط نقبة لها قلت يا أم المؤمنين أليس قد أوسع الله عز و جل قالت لا جديد لمن لا خلق له
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى حدثني من سمع عائشة تقرأ في الصلاة فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم فتقول من على وقنى عذاب السموم قال
وحدثني من سمع عائشة رضي الله تعالى

عنها تقرأ وقرن في بيوتكن فتبكي حتى تبل خمارها
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا حاتم بن أبي صغيرة ثنا عبدالله بن أبي مليكة أن عائشة بنت طلحة حدثته أن عائشة قتلت جانا فأريت فيما يرى النائم وقيل لها والله لقد قتلته مسلما فقالت لو كان مسلما ما دخل على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فقيل لها وهل كان يدخل عليك إلا وعليك ثيابك فأصبحت وهي فزعة فأمرت بإثنى عشر ألفا فجعلتها في سبيل الله عز و جل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي عن الزهري أخبرني عوف بن الحارث بن الطفيل وهو ابن أخي عائشة لأمها أن عائشة باعت رباعها فقال ابن الزبير لأحجرن عليها فقالت عائشة رضي الله عنها لله علي أن لا أكلم ابن الزبير حتى أفارق الدنيا فطالت هجرتها فاستشفع ابن الزبير بكل أحد فأبت أن تكلمه فقالت والله لا آثم فيه أبدا فلما طالت هجرتها كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود عائشة فدخلوا عليها معهم ابن الزبير فاعتنقها ابن الزبير فبكى وبكت عائشة رضي الله تعالى عنها بكاء كثيرا وناشدها ابن الزبير الله والرحم فلما أكثروا عليها كلمته ثم بعثت إلى اليمن فابتيع لها أربعين رقبة فأعتقتها قال عوف ثم سمعت بعد ذلك تذكر نذورها ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها
حدثنا عبد الملك بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا حماد ابن زيد ثنا هشام بن عروة أن معاوية اشترى من عائشة بيتا بمائة ألف بعث بها اليها فما أمست وعندها منه درهم وأفطرت على خبز وزيت وقالت لها مولاة لها يا أم المؤمنين لو كنت اشتريت لنا بدرهم لحما قالت فهلا ذكرتيني أو قالت لو كنت ذكرتيني لفعلت
حدثنا الحسن بن علان الوراق ثنا جعفر الفريابي ثنا منجاب بن الحارث ثنا علي بن مسهر ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال ما رأيت أحدا من الناس أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب

ولا بنسب من عائشة رضي الله تعالى عنها
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالله بن معاوية الزبيري ثنا هشام بن عروة قال كان عروة يقول لعائشة يا أمتاه لا أعجب من فقهك أقول زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم وابنة أبي بكر ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس أقول ابنة أبي بكر وكان أعلم الناس ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو ومن أين هو وما هو قال فضربت على منكبي ثم قالت أي عرية إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسقم في آخر عمره فكانت تقدم عليه الوفود من كل وجه فتنعت له فكنت أعالجه فمن ثم 135
حفصة بنت عمر
ومنهن القوامة الصوامة المزرية بنفسها اللوامة حفصة بنت عمر بن الخطاب وارثة الصحيفة الجامعة للكتاب رضي الله تعالى عنها
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يونس بن محمد وعفان وحدثنا محمد بن يحيى بن الحسن ثنا على بن محمد بن أبي الشوارب ثنا موسى بن اسماعيل التبوذكي قالوا ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو عمران الجوني عن قيس بن زيد أن النبي صلى الله عليه و سلم طلق حفصة بنت عمر فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت فقالت والله ما طلقني عن شبع وجاء النبي صلى الله عليه و سلم فتجلببت فقال قال لي جبريل راجع حفصة فانها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن أحمد ثنا المنذر بن الوليد الجارودي ثنا أبي ثنا الحسن بن أبي جعفر عن عاصم عن زر عن عمار بن ياسر قال أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يطلق حفصة فجاء جبريل فقال لا تطلقها فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة
حدثنا محمد بن المظفر ثنا جعفر بن أحمد بن يحيى الخولاني ثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب ثنا عمي عبدالله بن وهب حدثني عمر بن صالح عن موسى بن علي عن موسى بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر قيل لما طلق

رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة بنت عمر فبلغ ذلك عمر فوضع التراب على رأسه وجعل يقول ما يعبأ الله بعمر بعد هذا قال فنزل جبريل من الغد على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن الله تعالى يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد ابن عبدالله بن نمير ثنا يونس بن بكير ثنا الأعمش عن أبي صالح عن ابن عمر قال دخل عمر على حفصة وهي تبكي فقال ما يبكيك لعل رسول الله صلى الله عليه و سلم طلقك
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبدالعزيز بن محمد أخبرنا عمارة بن غزية عن ابن شهاب عن خارجة بن يزيد ابن ثابت عن أبيه قال لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الآكتاف والعسب فلما هلك أبو بكر رضي الله عنه كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده فلما هلك عمر رضي الله تعالى عنه كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي صلى الله عليه و سلم ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها فسألها أن تعطيه الصحيفة وحلف ليردنها اليها فأعطته فعرض المصحف عليها فردها اليها وطابت نفسه وأمر الناس فكتبوا المصاحف فلما ماتت حفصة أرسل إلى عبد الله بن عمر بالصحيفة بعزمة فأعطاهم إياها فغسلت غسلا 136
زينب بنت جحش
ومنهن الخاشعة الراضية الأواهة الداعية زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن اسحاق التستري ثنا الحسين بن أبي السرى العسقلاني ثنا الحسن بن محمد بن أعين الحراني ثنا حفص بن سليمان عن الكميت بن زيد الأسدي حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب بنت جحش قالت خطبني عدة من قريش فأرسلت أختي حمنة إلى

رسول الله صلى الله عليه و سلم أستشيره فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه و سلم قالت ومن هو يا رسول الله قال زيد بن حارثة قالت فغضبت حمنة غضبا شديدا فقالت يا رسول الله أتزوج ابنة عمتك مولاك قالت وجاءتني فأعلمتني فغضبت أشد غضبها فقلت أشد من قولها فأنزل الله عز و جل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا الآية قالت فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت إني أستغفر الله وأطيع الله ورسوله افعل يا رسول الله ما رأيت فزوجني رسول الله صلى الله عليه و سلم زيدا فكنت أزرأ عليه فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم عدت فأخذته بلساني فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسك عليك زوجك واتق الله فقيل أنا أطلقها قالت فطلقني فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا ورسول الله صلى الله عليه و سلم قد دخل على بيتي وأنا مكشوفة الشعر فعلمت أنه أمر من السماء فقلت يا رسول الله بلا خطبة ولا إشهاد فقال الله زوج وجبريل الشاهد
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا عمرو بن محمد العنقزي ثنا عيسى بن طهمان قال سمعت مالك بن أنس يقول كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم تقول إن الله تعالى زوجني من السماء وأطعم عليها خبزا ولحما
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا حبان بن هلال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لزيد بن حارثة اذهب فاذكرني لها فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم عظمت في نفسي فذهبت اليها فجعلت ظهري إلى البيت فقلت يا زينب بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكرك فقالت ما كنت لأحدث شيئا حتى أؤامر ربي عز و جل فقامت إلى مسجدها فأنزل الله عز و جل هذه الآية فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها فجعل

رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل عليها بغير إذن
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق وحدثنا محمد بن علي ثنا الحسين ابن محمد بن حماد ثنا سلمة بن شبيب واللفظ له أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كانت زينب بنت جحش هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فعصمها الله تعالى بالورع ولم أر امرأة أكثر خيرا وأكبر صدقة وأوصل للرحم وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله تعالى من زينب ما عدا سورة من حدة كانت فيها يوشك منها الغبة 1
حدثنا محمد بن أحمد بن موسى الخطمي ثنا عباس بن محمد ثنا يعقوب بن ابراهيم ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب الزهري حدثني محمد بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام أن عائشة قالت كانت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه و سلم تساويني من بين أزواج النبي صلى الله عليه و سلم في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم أر امرأة قط خيرا في الدين وأتقى الله عز و جل وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب إلى الله عز و جل ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا محمد بن يونس ثنا روح بن عبادة ثنا عبدالحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن شداد عن ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في رهط من المهاجرين يقسم ما أفاء الله عليه فبعثت إليه امرأة من نسائه وما منهم إلا ذا قرابة من رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما عم أزواجه عطيته قالت زينب بنت جحش يا رسول الله ما من نسائك امرأة إلا وهي تنظر إلى أخيها أو أبيها أو ذي قرابتها عندك فاذكرني من أجل الذي زوجنيك فأحرق رسول الله صلى الله عليه و سلم قولها وبلغ منه كل مبلغ فانتهرها عمر فقالت اعرض عني يا عمر فوالله لو كانت بنتك ما رضيت

بهذا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اعرض عنها يا عمر فانها أواهة فقال رجل يا رسول الله ما الأواه قال الخاشع الدعاء المتضرع ثم قرأ إن ابراهيم لأواه حليم
حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن كيسان ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي ثنا على بن عبدالله المديني ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ثنا محمد بن عمرو حدثني يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة على أخته برة بنت رافع قالت لما خرج العطاء بعث عمر بن الخطاب إلى زينب بنت جحش بعطائها فأتيت به ونحن عندها قالت ما هذا قالت أرسل به اليك عمر قالت غفر الله له والله لغيري من أخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني قالوا إن هذا لك كله قالت سبحان الله فجعلت تستر بينها وبينه بجلبابها أو بثوبها ضعوه اطرحوا عليه ثوبا ثم قالت أقبض اذهب إلى فلان من أهل رحمها وأيتامها حتى بقيت بقية تحت الثوب قالت فأخذنا ما تحت الثوب فوجدناه بضعة وثمانين درهما ثم رفعت يديها ثم قالت اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا أبدا فكانت أول نساء النبي صلى الله عليه و سلم لحوقا به
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عباس بن الفضل الاسقاطي ثنا اسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأزواجه أولكن تتبعني أطولكن يدا فكنا إذا اجتمعنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم نمد أيدينا في الحائط نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا فعرفت أن النبي صلى الله عليه و سلم أراد بطول اليد الصدقة و كانت امرأة صناعا كانت تعمل بيديها وتتصدق به في سبيل الله عز و جل 137
صفية زوج النبي صلى الله عليه و سلم
ومنهن التقية الزاكية ذات العين الباكية صفية الصافية زوجةالنبي صلى الله عليه و سلم

حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس قال بلغ صفية أن حفصة قالت لها إنك بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه و سلم وهي تبكي فقال ما شأنك قالت قالت لي حفصة إني بنت يهودي فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم إنك لبنت نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي فبم تفخر عليك ثم قال اتق الله يا حفصة
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن اسحاق ثنا حسين المروزي ثنا عبد العزيز بن أبي عثمان ثنا موسى بن عبيدة الربذي عن عبد الله ابن عبيدة أن نفرا اجتمعوا في حجرة صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه و سلم فذكروا الله وتلوا القرآن وسجدوا فنادتهم صفية هذا السجود وتلاوة القرآن فأين البكاء 138
أسماء بنت الصديق
ومنهن الصادقة الذاكرة الصابرة الشاكرة أسماء بنت الصديق الشاقة نطاقها لعصم قربة النبي صلى الله عليه و سلم وعلاقتها
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد حنبل حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال دخلت على أسماء وهي تصلي فسمعتها وهي تقرأ هذه الآية فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم فاستعاذت فقمت وهي تستعيذ فلما طال على أتيت السوق ثم رجعت وهي في بكائها تستعيذ
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب ثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت لما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم الخروج إلى المدينة صنعت سفرته في بيت أبي بكر فقال أبو بكر إبغيني معلاقا لسفرة رسول الله صلى الله عليه و سلم وعصاما لقربته فقلت ما أجد إلا نطاقي قال فهاتيه قالت فقطعته باثنين فجعل احداهما للسفرة والأخرى للقربة فلذلك سميت ذات النطاقين
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب

ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم فانطلق بها معه قالت فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه قالت قلت كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا قالت فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت كان أبي يضع فيها ماله ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده فقلت ضع يدك يا أبت على هذا المال قال فوضع يده فقال لا بأس إن كان ترك لكم هذا فقد أحسن ففي هذا لكم بلاغ قالت ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكني أردت أن أسكن الشيخ بذلك قال ابن اسحاق وحدثت عن أسماء قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت اليهم فقالوا أين أبوك يا بنت أبي بكر قالت قلت لا أدري والله اين أبي قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة خر منها قرطي قالت ثم انصرفوا
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن مودود ثنا ابراهيم ابن سعيد الجوهري ثنا أبو اسامة ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل ابن الزبير بعشر ليال وانها وجعة فقال عبد الله كيف تجدينك قالت وجعة قال إن في الموت لعافية قالت لعلك تشتهي موتي فلذلك تتمناه فلا تفعل فالتفت إلى عبد الله فضحكت وقالت والله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي على أحد طرفيك إما أن تقتل فأحتسبك وإما أن تظفر فتقر عيني عليك وإياك أن تعرض خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت وإنما عني ابن الزبير أن يقتل فيحزنها ذلك وكانت ابنة مائة سنة
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا زياد بن أيوب ثنا ابن علية ثنا أيوب عبد الله بن أبي مليكة قال أتيت أسماء بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير فقالت بلغني أنهم سلبوا عبد الله منكسا فوددت

أني لا أموت حتى يدفع إلى فاغسله وأحنطه وأكفنه ثم أدفنه فلم يلبثوا أن جاء كتاب عبد الملك أن يدفع إلى أهله فاتى به أسماء فغسلته وطيبته ثم حنطته ثم دفنته قال أيوب فحسبت قال فعاشت بعد ذلك ثلاثة أيام
حدثنا سليمان ابن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا اسماعيل بن زكريا عن يزيد بن أبي زياد عن قيس بن الاحنف الثقفي عن القاسم بن محمد قال جاءت أسماء بنت أبي بكر مع جوار لها وقد ذهب بصرها فقالت أين الحجاج قلنا ليس ههنا قالت فمروه فليأمر لنا بهذا العظام فإني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم ينهى عن المثلة قلنا اذا جاء قلنا له قالت اذا جاء فاخبروه أني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول إن في ثقيف كذابا ومبيرا 139
الرميصاء أم سليم
ومنهن الرميصاء أم سليم المستسلمة لحكم المحبوب الطاعنة بالخناجر في الوقائع والحروب وقد قي إن التصوف مفارقة الدعة والاختيار ومعانقة الدعة حين البلوى والاختيار
حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس ثنا أبو داود وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي قال ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا برميصاء امرأة أبي طلحة
حدثنا فاروق الخطابي ثنا عبد الله بن محمد بن أبي قريش ثنا محمد بن عبدالله الانصاري حدثني حميد عن أنس بن مالك قال مرض ابن لأبي طلحة من أم سليم قال فمات الصبي في المخدع فسجته ثم قامت فهيأت لأبي طلحة إفطاره كما كانت تهيء له كل ليلة فدخل أبو طلحة وقال لها كيف الصبي قالت بأحسن حال فحمد الله ثم قامت فقربت إلى أبي طلحة إفطاره ثم قامت إلى ما تقوم اليه النساء فأصاب أبو طلحة من أهله فلما كان السحر قالت يا أبا طلحة ألم

تر آل فلان استعاروا عارية فتمتعوا بها فلما طلبت منهم شق عليهم قال ما انصفوا قالت فان ابنك كان عارية من الله عز و جل وان الله تعالى قد قبضه فحمد الله واسترجع ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا طلحة بارك الله لكما في ليلتكما فحملت بعبد الله بن أبي طلحة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم ابن علي ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال كان لأبي طلحة ابن من أم سليم فمات فقالت لاهلها لا تخبروا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه قال فجاء فقربت إليه عشاءه وشرابه فأكل وشرب قال ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع له قبل ذلك فلما شبع وروي وقع بها فلما عرفت أنه قد شبع وروى وقضى حاجته منها قالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن أهل بيت أعاروا عاريتهم أهل بيت آخرين فطلبوا عاريتهم ألهم أن يحبسوا عاريتهم قال لا قالت فاحتسب ابنك قال فغضب ثم قال تركتيني حتى تلطخت بما تلطخت به ثم تحدثيني بموت ابني فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا نبي الله ألم تر إلى أم سليم صنعت كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما قال فتلقيت تلك الليلة فحملت بعبد الله ابن أبي طلحة
حدثنا ابراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن موسى المخزومي الفطري عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال ولدت أم سسليم غلاما فاشتكى فاشتد شكواه ثم توفي وأبو طلحة عند النبي صلى الله عليه و سلم فانصرف من عنده حين صلى المغرب وقد لفته أم سليم فجعلته في ناحية من بيتها فهوى إليه أبو طلحة فقالت عزمت عليك بحقي أن لا تقربه فانه لم يكن منذ اشتكى خيرا منه الليلة فقربت إليه فطره وأفطر ثم أخذت طيبا فأصابته ثم دنت إلى أبي طلحة فأصابها فقالت يا أبا طلحة أرأيت جيرانا أعاروا جيرانا لهم عارية حتى ظنوا أن قد تركوها لهم فلما طلبوها منهم وجدوا في أنفسهم قال بئس ما صنعوا قالت فان الله تعالى أعارك فلانا ثم قبضه منك وهو أحق به فغدا إلى النبي صلى الله عليه و سلم

حين أصبح فأخبره الخبر فقال اللهم بارك لهما في ليلتهما فحملت بعبد الله ابن أبي طلحة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن مسلم بن وارة ثنا محمد بن سعيد بن سابق ثنا عمرو بن أبي قيس عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن أم سليم قالت توفي ابن لي وزوجي غائب فقمت فسجيته في ناحية من البيت فقدم زوجي فقمت فتطيبت له فوقع على ثم أتيته بطعام فجعل يأكل فقلت ألا أعجبك من جيراننا قال ومالهم قلت أعيروا عارية فلما طلبت منهم جزعوا فقال بئس ما صنعوا فقلت هذا ابنك فقال لا جرم لا تغلبيني عن الصبر الليلة فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال اللهم بارك لهم في ليلتهم فلقد رأيت لهم بعد ذلك في المسجد سبعة كلهم قد قرؤا القرآن
حدثنا ابراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد ابن موسى المخزومي الفطري عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال تزوج أبو طلحة أم سليم وكان صداق ما بينهما الاسلام أسلمت أم سليم قبل طلحة فخطبها فقالت أني أسلمت فان أسلمت نكحتك فأسلم فكان صداق ما بينهما الاسلام
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبد الرزاق ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت أما إني فيك لراغبة وما مثلك يرد ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة فان تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره فأسلم أبو طلحة فتزوجها
حدثنا عبد الله جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة وجعفر بن سليمان كلهم عن ثابت البناني عن أنس قال أبو داود وحدثناه شيخ سمعه من النضر بن أنس وقد دخل حديث بعضهم في بعض قال جاء أبو طلحة فخطب أم سليم وكلمها ذلك فقالت يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك فقال ما ذاك دهرك قالت وما دهري 1 قال الصفراء والبيضاء

قالت فاني لا أريد صفراء ولا بيضاء أريد منك الاسلام قال فمن لي بذلك قالت لك بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في أصحابه فلما رآ ه قال جاءكم أبو طلحة غرة الاسلام بين عينيه فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم بما قالت أم سليم فتزوجها على ذلك قال ثابت فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منه إنها رضيت بالاسلام مهرا فتزوجها وكانت امرأة مليحة العينين فيها صفر
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد الحراني ثنا أحمد بن سنان ثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد عن ثابت واسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن أبا طلحة خطب أم سليم فقالت يا أبا طلحة ألست تعلم أن الهك الذي تعبد خشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان قال بلى قالت أفلا تستحي أن تعبد خشبة من نبات الأرض نجرها حبشي بني فلان إن أنت أسلمت لم أرد منك من الصداق غيره قال لا حتى انظر في أمري فذهب ثم جاء فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قالت يا أنس زوج أبا طلحة
حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد عن ثابت عن أنس أن أم سليم كانت مع أبي طلحة يوم حنين ومعها خنجر فقال لها أبو طلحة ما هذا يا أم سليم قالت اتخذته إن دنا مني بعض المشركين بعجته به فقال أبو طلحة يا رسول الله أما تسمع ما تقول أم سليم تقول كذا وكذا قال يا أم سليم إن الله عز و جل قد كفى وأحسن
حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد عن اسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال رأى أبو طلحة يوم حنين على أم سليم خنجرا فقال ما تصنعين بهذا قالت أريد إن دنا أحد من المشركين أن أبعج بطنه فذكر ذلك أبو طلحة لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أم سليم إن الله تعالى قد كفى وأحسن
حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة ثنا علي بن علي بن المثنى ثنا

جعفر بن مهران ثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس بن مالك قال لما كان يوم أحد رأيت عائشة وأم سليم وإنهما مشمرتان أرى خدم سوقهما ينقلان القرب على متونهما ثم تفرغانها في أفواه القوم وترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغان في أفواه القوم
حدثنا أبو احمد محمد بن احمد ثنا يحيى بن محمد بن السكن ثنا حيان ثنا همام ثنا اسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم الا على أزواجه فقيل له فقال إني أرحمها قتل أخوها معي
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي ثنا سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن أنس قال أتانا النبي صلى الله عليه و سلم فقال أي نام القيلولة عندنا فعرق وجاءت أم سليم بقارورة تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا أم سليم ما الذي تصنعين قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب 140
أم حرام بنت ملحان
ومنهن حميدة البر شهيدة البحر التواقة إلى مشاهدة الجنان أم حرام بنت ملحان وقد قيل إن التصوف البذل والايثار والتشرف بخدمة الاخيار
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك عن اسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه و سلم اذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله عز و جل يركبون ثبج هذا البحر ملوك أو مثل الملوك على الاسرة شك اسحاق قالت فقلت يا رسول الله أدع الله أن يجعلني

منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله عز و جل كما قال في الأولى قالت فقلت أدع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم قال أنت مع الأولين قال فركبت البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فماتت
حدثنا أبو اسحاق بن حمزة ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك عن أم حرام قالت أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أى نام وقت القيلولة عندنا فاستيقظ وهو يضحك فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما أضحكك قال رأيت قوما من أمتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرة قلت يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم قال فتزوجها عبادة بن الصامت فركب البحر وركبت معه فلما قدمت اليها البغلة وقعت فاندقت عنقها رواه الثوري وحماد ابن سلمة والليث بن سعد وعبد الوارث ورواه اسماعيل بن جعفر وزائدة عن أبي طوالة عن أنس بن مالك وروى حسين الجعفي عن زائدة عن المختار ابن فلفل عن أنس وتفرد به
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا يحيى ابن حمزة ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عمير بن الاسود العنسي أنه حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو بساحل حمص وهو في بناء له ومعه امرأته أم حرام قال عمير فحدثتنا أم حرام أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا قالت أم حرام يا رسول الله أنا فيهم قال أنت فيهم قال ثور سمعتها تحدث به وهي في البحر وقال هشام رأيت قبرها ووقفت عليه بالساحل بقاقيس
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا الحسين بن علي الجعفي عن هشام بن الغاز قال قبر أم حرام بنت ملحان بقبرص وهم يقولون هذا قبر المرأةالصالحة

أم ورقة الأنصارية
ومنهن الشهيدة القارئة أم ورقة الأنصارية كانت تؤم المؤمنات المهاجرات ويزورها النبي صلى الله عليه و سلم في الأحايين والأوقات حدثنا أبو علي محمد بن احمد بن الحسن ثنا اسحاق بن الحسن الحربي ثنا أبو نعيم ثنا الوليد بن جميع حدثتني جدتي عن أمها أم ورقة بنت عبد الله ابن الحارث الأنصاري وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يزورها يسميها الشهيدة وكانت قد جمعت القرآن وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم حين غزا بدرا قالت له إئذن لي فأخرج معك وأداوي جرحاكم وأمرض مرضاكم لعل الله يهدي إلى الشهادة قال إن الله عز و جل مهد لك الشهادة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرها أن تؤم أهل دارها حتى عدا عليها جارية وغلام لها كانت قد دبرتهما فقتلاها في امارة عمر رضي الله تعالى عنه فقيل له إن أم ورقة قد قتلها غلامها وجاريتها فقال عمر رضي الله تعالى عنه صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول انطلقوا فزوروا ا لشهيدة رواه وكيع وعبد الله بن جميع مثله 142
أم سليط الأنصارية
ومنهن أم سليط الأنصارية الكادحة الغازية شهدت مع النبي صلى الله عليه و سلم أحدا وكدحت فلم تخف دون الله أحدا
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا احمد بن ابراهيم بن ملحان ثنا ابن بكير حدثني الليث بن سعد حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال قال ثعلبة ابن أبي مالك إن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قسم مروطا بين نساء عن نساء أهل المدينة فبقي منها مروط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي رضي الله تعالى عنهما فقال عمر أم سليط أحق به وأم

سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت ترفو لنا القرب يوم أحد 143
خولة بنت قيس
ومنهن المرأة الصالحة خولة بنت قيس الناصحة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو معشر عن سعيد يعني المقبري عن عبيد سنوطا قال دخلنا على خولة بنت قيس التي كانت عند حمزة فقلنا يا أم محمد حدثينا فقال زوجها يا أم محمد انظري ما تحدثين فان الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بغير ثبت شديد قالت بئس مالي أن أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بما ينفعكم فأكذب عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الدنيا حلوة خضرة من يأخذ مالا بحله يبارك له فيه ورب متخوض في مال الله عز و جل ومال رسوله فيما شاءت نفسه له النار يوم القيامة رواه الليث بن سعد عن عمر بن كثير بن أفلح عن عبيد سنوطا مثله 144
أم عمارة
ومنهن أم عمارة المبايعة بالعقبة المحاربة عن الرجال والشيبة كانت ذات جد واجتهاد وصوم ونسك واعتماد
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ا لمروزي ثنا احمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق قال وحضر البيعة بالعقبة امرأتان قد بايعتا احداهما نسيبة بنت كعب بن عمرو وهي أم عمارة وكانت تشهد الحرب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم شهدت معه أحدا هي وزوجها زيد بن عاصم وابناها حبيب بن زيد وعبد الله بن زيد وابنها حبيب هو الذي أخذه مسيلمة الكذاب فجعل يقول له أتشهد أن محمدا رسول الله فيقول نعم ثم يقول أتشهد أني رسول الله فيقول لا أشهد فقطعه مسيلمة فخرجت

نسيبة مع المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم في خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه في الردة فباشرت الحرب بنفسها حتى قتل الله تعالى مسيلمة ورجعت وبها عشر جراحات بين طعنة وضربة قال ابن اسحاق حدثني هذا الحديث عنها محمد بن يحيى بن حبان ومحمد بن عبدالله بن عبد الرحمن ابن أبي صعصعة
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا محمد بن يوسف التركي حدثني علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن حبيب بن زيد قال سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى تحدث عن جدته أم عمارة بنت كعب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليها فدعت له بطعام فدعاها لتأكل فقالت إني صائمة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا رواه شريك عن حبيب نحوه 145
الحولاء بنت تويت
1 - ومنهن الحولاء بنت تويت القانتة المهاجرة المتهجدة الثابتة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عثمان بن عمر ثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن الحولاء مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت هذه الحولاء / وزعموا أنها لا تنام الليل فقال لا تنام الليل خذوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا ابراهيم بن الحجاج ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت عندي امرأة فلما قامت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من هذه يا عائشة فقلت يا رسول الله أما تعرفها هذه فلانة لا تنام الليل وهي

أعبد أهل المدينة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم مه مه ثم قال عليكم من العمل ما تطيقون فان الله تعالى لا يمل حتى تملوا وكان أحب العمل اليه أدومه وإن قل 146
أم شريك الأسدية
ومنهن أم شريك الأسدية ذات الأحوال المرضية والآيات المكرمة السنية
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن فرح ثنا أبو عمر المقري ثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال وقع في قلب أم شريك الاسلام فأسلمت وهي بمكة وهي إحدى نساء قريش ثم إحدى بن عامر بن لؤي وكانت تحت أبي العسكر 1 الدوسي فأسلمت ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرا فتدعوهن وترغبهن في الإسلام حتى ظهر أمرها لأهل مكة فأخذوها وقالوا لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا ولكنا سنردك اليهم قالت فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره ثم تركوني ثلاثا لا يطعمونني ولا يسقوني قالت فما أتت على ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه قالت فنزلوا منزلا وكانوا إذا نزلوا منزلا أوثقوني في الشمس واستظلوا هم منها وحبسوا عني الطعام والشراب فلا تزال تلك حالي حتى يرتحلوا قالت فبينما هم قد نزلوا منزلا وأوثقوني في الشمس واستظلوا منها إذا أنا بأبرد شيء على صدري فتناولته فأذا هو دلو من ماء فشربت منه قليلا ثم نزع فرفع ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رفع ثم عاد أيضا فتناولته فشربت منه قليلا ثم رفع قالت فصنع بن مرارا ثم تركت فشربت حتى رويت ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء ورأوني حسنة الهيئة قالوا لي أتحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه قلت لا والله ما فعلت ولكنه كان من الأمر كذا وكذا قالوا لئن كنت صادقة لدينك خير من ديننا فلما

نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها فأسلموا عند ذلك وأقبلت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فوهبت نفسها له بغير مهر فقبلها ودخل عليها 147
أم أيمن
ومنهن أم أيمن المهاجرة الماشية الصائمة الطاوية الناحبة الباكية سقيت من غير راوية شربة سماوية كانت لها شافية كافية
حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني ثنا أمية بن محمد الباهلي ثنا محمد ابن يحيي الازدي ثنا روح بن عبادة ثنا هشام بن حسان عن عثمان بن القاسم قال خرجت أم أيمن مهاجرة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة وهي ماشية ليس معها زاد وهي صائمة في يوم شديد الحر فأصابها عطش شديد حتى كادت أن تموت من شدة العطش قال وهي بالروحاء أو قريبا منها فلما غامت الشمس قالت إذ أنا بحفيف 1 شيء فوق رأسي فرفعت رأسي فاذا انا بدلو من السماء مدلى برشاء أبيض قالت فدنا مني حتى اذا كان حيث أستمكن منه تناولته فشربت منه حتى رويت قالت فلقد كنت بعد ذلك اليوم الحار أطوف في الشمس كي أعطش وما عطشت بعدها
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن بهلول ثنا شبابة بن سوار ثنا عبدالملك بن حسين أبو مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن قالت بات رسول الله صلى الله عليه و سلم في البيت فقام من الليل فبال في فخارة فقمت وأنا عطشى لم أشعر ما في الفخارة فشربت ما فيها فلما أصبحنا قال لي يا أم أيمن أهريقي ما في الفخارة قلت والذي بعثك بالحق شربت ما فيها فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قال أما إنه لا يتجعن بطنك بعده أبدا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن عبدالعزيز بن مقلاص ثنا أبي ثنا

ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أخبرني بكر بن سوادة عن حنش بن عبدالله حدثه عن أم أيمن أنها غربلت دقيقا فصنعته للنبي صلى الله عليه و سلم رغيفا فقال ما هذا فقالت طعام يصنع ههنا فأحببت أن أصنع لك منه رغيفا فقال رديه فيه ثم اعجنيه
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا عبد القدوس بن محمد حدثني عمرو بن عاصم ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال ذهبت مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى أم أيمن يزورها فقربت له طعاما أو شرابا فأما إن كان صائما وأما لم يرده فجعلت تخاصمه أي كل فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو بكر لعمر من بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يزورها فلما رأتهما بكت فقالا لها ما يبكيك فقالت ما أبكي إني لأعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد صار إلى خير مما كان فيه ولكني أبكي لخبر السماء انقطع عنا فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم بكت أم أيمن وهي أم أسامة بن زيد فقيل لها ما يبكيك قالت انقطع عنا خبر السماء 148
يسيرة
ومنهن يسيرة المهاجرة المسبحة المهللة الذاكرة
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين ثنا يحيى الحماني وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قالا ثنا محمد بن بشر ثنا هانىء بن عثمان عن أمه حميصة عن جدتها يسيرة وكانت إحدى المهاجرات قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يا نساء المؤمنين عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس واعقدن بالأنامل فانهن مستنطقات ومسئولات ولا تغفلن فتنسين الرحمة

زينب الثقفية
ومنهن المتصدقة المصلية زينب الثقفية المتخلية من حليها المتقربة به إلى وليها
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا اسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم انصرف من الصبح يوما فأتى النساء فوقف عليهن فقال يا معشر النساء إني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار فتقربن إلى الله عز و جل بما استطعتن وكانت في النساء امرأة عبد الله بن مسعود فانقلبت إلى ابن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخذت حليا لها فقال لها ابن مسعود أين تذهبين بهذا الحلى فقالت أتقرب به إلى الله ورسوله لعل الله لا يجعلني من أهل النار فقال هلمي تصدقي به علي وعلى ولدي فأنا له موضع
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا عبدالواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة ثنا هشام بن عروة عن عروة عن عبد الله بن عبد الله الثقفي عن اخته ليطة وكانت امرأة عبد الله بن مسعود وكانت صناعا تبيع من صناعتها فقالت لعبد الله والله إنك شغلتني أنت وولدك عن الصدقة في سبيل الله فسل النبي صلى الله عليه و سلم فإن كان لي في ذلك أجر وإلا تصدقت في سبيل الله فقال ابن مسعود وما أحب أن تفعلي إن لم يكن لك في ذلك أجر فسألت النبي صلى الله عليه و سلم فقال أنفقي عليهم فإن لك أجر ما أنفقت عليهم
حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت أبا زائد يحدث عن عمرو بن الحارث عن زينب الثقفية امرأة عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال للنساء تصدقن ولو بحليكن فقالت زينب لعبد الله أيجزىء عني أن أضع صدقتي فيك وفي بني أخي

وأختي أيتام وكان عبد الله خفيف ذات اليد فقال سلي عن ذاك رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت زينب فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا امرأة من الأنصار يقال لها زينب جاءت تسأل عما جئت أسأل عنه فخرج الينا بلال فقلنا سل رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا تخبره من نحن فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فذكر ذلك له فقال أخبرهما أن لهما أجرين أجر القرابة وأجر الصدقة 150
مارية
ومنهن خادمة الرسول مارية المجاهدة المطاطية
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا حفص بن عمر بن الصباح ثنا معلى بن أسد ثنا محمد بن عمران عن عبد الله بن حبيب عن أم سليمان عن أمها عن مارية قالت تطأطأت لرسول الله صلى الله عليه و سلم حين صعد حائطا فرمى المشركين 151
عميرة بنت مسعود وأخواتها
ومنهن عميرة بنت مسعود وأخواتها
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن حماد ثنا هلال بن بشير ثنا اسحاق بن ادريس الأحول ثنا ابراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة أخبرني جعفر ابن محمود أن جدته عميرة بنت مسعود حدثته أنها دخلت هي وأخواتها وهن خمس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعنه ووجدنه يأكل قديدا فمضغ لهن قديده ثم ناولهن إياها فاقتسمنها فمضغت كل واحدة منهن قطعة قال فلقين الله ما وجدن في أفواههن خلوفا ولا اشتكين من أفواههن شيئا 152
السوداء
ومنهن السوداء مستوطنة المساجد المبرأة عن الظنون في الأندية والمشاهد

حدثنا ابراهيم بن محمد بن حمزة ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا ابراهيم ابن سعيد ثنا أبو اسامة ثنا هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كانت أمة لحى من العرب فأعتقوها فكانت معهم فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور قالت فوضعته أو قالت فوقع منها فمرت به حديا وهو ملقى فحسبته لحما فخطفته قالت فالتمسوه فلم يجدوه فاتهموني به قالت فطفقوا يفتشونني حتى فتشوا قبلها قالت فوالله إني لقائمة إذ مرت الحديا فألقته قالت فوقع بينهم فقلت هذا الذي اتهمتوني به زعمتم أني أخذته وأنا منه برية ها هو ذا قالت فجاءت النبي صلى الله عليه و سلم فأسلمت قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فكان لها خباء في المسجد أو حفش قالت فكانت تأتيني وتتحدث عندي ولا تجلس عندي مجلسا إلا قالت ... ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ... ألا إنه من بلدة الكفر نجاني ... فقلت ما شأنك لا تقعدين مقعدا إلا قلت هذا قالت فحدثتهن بهذا الحديث 153
الأنصارية
1 - ومنهن المستهينة بالمحن والمصائب المتسلية عن النوازل والنوائب وقد قيل إن التصوف الصبر على الروايا والشكر على المنح والعطايا
حدثنا محمد بن حميد قال ثنا محمد بن هارون بن حميد قال ثنا محمد بن حميد 2 ثنا عبد الرحمن بن مغراء أخبرنا المفضل بن فضالة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حيصة وقالوا قتل محمد حتى كثرت الصوارخ في نواحي المدينة فخرجت إمرأة من الأنصار فاستقبلت بأخيها وابنها وزوجها وأبيها لا أدري بأيهما استقبلت أولا فلما مرت على آخرهم قالت من هذا قالوا أخوك وأبوك وزوجك وابنك قالت

ما فعل النبي صلى الله عليه و سلم فيقولون أمامك حتى ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذت بناحية ثوبه ثم جعلت تقول بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذا سلمت من عطب 154
السوداء
ومنهن السوداء الممتحنة الصابرة بالبلوى مرتهنة
حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة حدثني محمود بن محمد ثنا عبد الأعلى ثنا يحيى بن سيد ثنا عمران أبو بكر حدثني عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس ألا أريك إمرأة من أهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت أن يعافيك قالت أصبر ولكن أدع الله أن لا أتكشف فدعا لها 155
أم بجيد الحبيبة
ومنهن أم بجيد الحبيبة البذولة المنفقة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي ثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن عبد الرحمن بن بجيد عن جدته أم بجيد قالت قالت يا رسول الله إن المسكين ليقف على بابي حتى أستحي منه فما أجد ما أدفع في يده قال ادفعي في يده ولو ظلفا محترقا
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا موسى بن سهل الجوني ثنا طالوت بن عباد ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن اسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الرحمن بن بجيد عن جدته أم بجيد أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتينا في بني عمرو بن عوف فأعد له سويقة في قعبة لي فأسقيه إياها إذا جاء فقلت يا رسول الله إنه ليأتيني السائل فأتزهد له بعض ما عندي فقال يا أم بجيد ضعي في يد السائل ولو ظلفا محرقا

أم فروة
ومنهن أم فروة المبايعة المجتهدة المتابعة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي اسامة ثنا منصور بن سلمة ثنا عبد الله بن عمر عن القاسم بن غنام البياضي عن جدته أم فروة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أفضل العمل فقال الصلاة لأول وقتها رواه الليث بن سعد عن عبد الله بن عمر حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطلب بن شعيب ثنا عبدالله بن صالح ثنا الليث بن سعد عن عبدالله بن عمر عن القاسم عن جدته أم أبيه الدنيا عن أم فروة جدة أبيه وكانت ممن بايعن النبي صلى الله عليه و سلم أنها سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم وسئل عن أفضل الأعمال وذكر مثله رواه عبد الله بن عمر والضحاك بن عثمان عن القاسم نحوه 157
أم اسحاق
ومنهن المهاجرة أم اسحاق المثكلة بالوحدة والفراق
حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبد الله ثنا موسى بن اسماعيل ثنا بشار بن عبد الملك حدثتني جدتي أم حكيم قالت سمعت أم اسحاق تقول هاجرت مع أخي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة فلما كنت في بعض الطريق قال لي أخي اقعدي يا أم اسحاق فإني نسيت نفقتي بمكة فقالت إني أخشى الفاسق تعني زوجها قال كلا إن شاء الله قالت فلبثت أياما فمر بي رجل قد عرفته ولا أسميه فقال ما يقعدك ههنا يا أم اسحاق قلت انتظر اسحاق ذهب يأخذ نفقته قال لا اسحاق لك قد لحقه الفاسق زوجك فقتله فقدمت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يتوضأ فقلت يا رسول الله قد قتل اسحاق وأنا أبكي وهو ينظر إلي فإذا نظرت اليه وقد نكس في الوضوء وأخذ كفا من ماء فنضحه في وجهي

قال بشار قالت جدتي فلقد كانت تصيبها المصيبة العظيمة فترى الدموع في عينيها ولا تسيل على خدها 158
أسماء بنت عميس
ومنهن مهاجرة الهجرتين ومصلية القبلتين أسماء بنت عميس الخثعمية المعروفة بالبحرية الحبشية أليفة النجائب وكريمة الحبائب عقد عليها جعفر الطيار وخلف عليها بعده الصديق سابق الأخيار ومات عنها الوصي على سيد الابرار
حدثنا أبو اسحاق بن حمزة ثنا أحمد بن علي واحمد بن زهير قالا ثنا أبو كريب ثنا أبو اسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى الاشعري قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فوافقناه حين فتح خيبر فأسهم لنا أو قال فأعطانا منها وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئا إلا لمن شهد معنا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لها معهم فكان ناس من الناس يقولون لنا يعني أهل السفينة سبقناكم بالهجرة قال ودخلت أسماء بنت عميس فقال لها عمر هذه الحبشية البحرية قالت أسماء نعم فقال عمر سبقناكم بالهجرة نحن أحق برسول الله صلى الله عليه و سلم فغضبت وقالت كلمة كلا والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار أو أرض البعداء والبغضاء في الحبشة و ذلك في الله ورسوله وأيم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فنحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم وأسأله والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك فلما جاء النبي صلى الله عليه و سلم قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فما قلت له قالت قلت كذا وكذا قال ليس بأحق بي منكم له ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب

السفينة يأتوني ارسالا يسألوني عن هذا الحديث ما من الدنيا شىء هم أفرح به ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو بردة قالت أسماء فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد مني هذا الحديث ولكم الهجرة مرتين هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلى حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن علي الصائغ ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن اسماعيل عن قيس قال قال عمر لأسماء بنت عميس سبقناكم بالهجرة فقالت أجل والله لقد سبقتونا بالهجرة وكنا عند الجفاة العداة وكنتم عند رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم جاهلكم ويفقه عالمكم ويأمركم بمعالي الاخلاق ورواه الأجلح عن الشعبي عن أسماء نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء الرازي عن عمه شعيب بن خالد عن حنظلة بن سمرة بن المسيب ابن نجبة عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال لما زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة عليا دخل فلما رآه النساء وثبن وبينهن وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم سترة فتخلفت أسماء بنت عميس 1 كما أنت على رسلك من أنت قالت التي أحرس ابنتك فان الفتاة ليلة يبني بها لا بد لها من امرأة تكون قريبة منها إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئا أفضت بذلك اليها قال فاني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم قال ابن عباس فأخبرتني أسماء أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه و سلم قام فلم يزل يدعو لهم خاصة لا يشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجرته
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا زياد بن أيوب ثنا أبو زكريا يحيى بن أبي زائدة أخبرني أبي واسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال تزوج علي رضي الله تعالى عنه أسماء بنت عميس بعد أبي بكر فتفاخر ابناها محمد بن أبي بكر وعبد الله بن جعفر فقال كل واحد منهما أنا خير منك وأبي

خير من أبيك فقال علي لأسماء اقض بينهما فقالت لابن جعفر أما أنت يا بني فما رأيت شابا من العرب كان خيرا من أبيك وأما أنت يا بني فما رأيت كهلا من العرب خير من أبيك فقال لها علي ما تركت لنا شيئا ولو قلت غير هذا لمقتك 1 فقالت والله إن ثلاثة أنت أخسهم لأخيار 159
أسماء بنت يزيد
ومنهن الأنصارية أسماء بنت يزيد بن السكن والنابذة لما يورث الغرور والفتن
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا داود الاودي حدثني شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت أتيت النبي صلى الله عليه و سلم لأبايعه فدنوت وعلى سواران من ذهب فبصر ببصيصهما فقال ألقى السوارين يا أسماء أما تخافين أن يسورك الله بأساور من نار قالت فألقيتهما فما أدري من أخذهما
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا عبد الجليل القيسي عن شهر بن حوشب أن أسماء ابنة يزيد كانت تخدم النبي صلى الله عليه و سلم قالت فبينا أنا عنده إذ جاءته خالتي قالت فجعلت تسائله وعليها سواران من ذهب فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم أيسرك أن عليك سوارين من نار قالت قلت يا خالتاه إنما يعني سواريك هذين قالت فألقتهما وقالت يا نبي الله إنهن إذا لم يتحلين صلفن عند أزواجهن فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال أما تستطيع أن تجعل خوقا 2 من فضة وجمانة من فضة ثم تخلقه بزغفران فيكون كأنه من ذهب فانه من تحلى وزن عين جرادة أو خر بصيصة كوى بها يوم القيامة

حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبدالله بن يوسف ثنا محمد بن مهاجر عن أبيه قال حدثتني أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ترك دينارين ترك كيتين 160
أم هانىء الأنصارية
ومنهن الأنصارية أم هاني السائلة عن التزاور بعد التفاني
حدثنا سليمان بن احمد ثنا عبد الله بن الحسين المصيصي ثنا الحسن بن شيب ثنا ابن لهيعة حدثني أبو الاسود أنه سمع ذرة 1 بنت معاذ تحدث عن أم هانىء الانصارية أنها سألت النبي صلى الله عليه و سلم أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا فقال النبي صلى الله عليه و سلم تكون النسم طيرا تعلق بالشجر حتى إذا كان يوم القيامة دخلت في جسدها 161
سلمة بنت قيس
ومنهن المصلية للقبلتين المحافظة على البيعتين سلمى بنت قيس النجارية
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا احمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق حدثني سليط بن أيوب عن الحكم ابن سليم عن أمه سلمى بنت قيس وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه و سلم قد صلت معه القبلتين وكانت إحدى نساء بني عدي بن النجار قالت جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعته في نسوة من الأنصار فشرط علينا أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني و لا نقتل ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال ولا تغششن أزواجكن قالت فبايعناه ثم انصرفنا فقلت لامرأة منهن ارجعي فسلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ما حرم علينا من مال أزواجنا فسألته فقال تأخذ ماله فتحابي به غيره

قال الشيخ رحمه الله ومن طبقة التابعين المذكورين بالنسك والتعبد والتقلل والتزهد المعرضين عن الدنيا وغرورها والمستروحين إلى العبادة وحبورها جماعة كثيرة اقتصرنا على ذكر نفر من جماهيرهم ومشاهيرهم بعد أن قدمنا في فضل خير القرون أخبارا وآثارا
حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس أبو داود ثنا شعبة عن منصور والأعمش عن ابراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم رواه ابن عون عن ابراهيم مثله
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي اسامة ثنا أبو النضر ثنا شيبان أبو معاوية عن عاصم عن خيثمة والشعبي عن النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم رواه حماد بن سلمة وزيد بن أبي أنيسة وزائدة وأبو بكر بن عياش عن عاصم نحوه ولم يذكروا الشعبي
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا دران بن سفيان البصري ثنا محمد بن كثير ثنا همام عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم رواه مطر وهشام وأبو عوانة عن قتادة نحوه ورواه زهدم الجرمي وهلال بن يساف عن عمران بن حصين نحوه
حدثنا أبو بحر بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن موءلة عن بريدة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير الناس قرني الذي أنا فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم عن محمد بن عجلان عن أبي هريرة قال سألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم من خير الناس قال أنا ومن معي قيل ثم من قال الذين على الأثر قيل ثم من قال ثم الذين على الأثر قال فرفضهم في الرابعة رواه صفوان بن عيسى عن ابن عجلان مثله حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حسين بن علي

عن زائدة عن السدي عن عبد الله البهي عن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رجل النبي صلى الله عليه و سلم أي الناس خير قال قال القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث رواه أبو سعيد الخدري وأبو برزة الاسلمي وسمرة بن جندب وسعد أبو بلال بن سعد في آخرين عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه فمن الطبقة الاولى من التابعين 162
أويس بن عامر القرني سيد العباد وعلم الاصفياء من الزهاد أويس بن عامر القرني بشر النبي صلى الله عليه و سلم به وأوصى به أصحابه
حدثنا أبو بكر بن محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا أحمد بن الخليل البرجلاني ثنا أبو النضر ثنا سليمان بن المغيرة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال كان محدث بالكوفة يحدثنا فاذا فرغ من حديثه يقول تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه فأحببته ففقدته فقلت لأصحابي هل تعرفون رجلا كان مجالسنا كذا وكذا فقال رجل من القوم نعم أنا أعرفه ذاك أويس القرني قلت أفتعرف منزله قال نعم فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إلى فقلت يا أخي ما حبسك عنا قال العرى قال وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه قال قلت خذ هذا البرد فالبسه قال لا تفعل فانهم إذا يؤذونني إذا رأوه قال فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم فقالوا من ترون خدع عن برده هذا فجاء فوضعه فقال أترى قال فأتيت المجلس فقلت ما تريدون من هذا الرجل قد آذيتموه الرجل يعرى مرة ويكتسى مرة قال فأخذتهم بلساني أخذا شديدا قال فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر بن الخطاب فوجد رجل ممن كان يسخر به فقال عمر هل ههنا أحد من القرنيين قال فجاء ذاك الرجل فقال أنا قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قال إن رجلا يأتيكم من اليمن

يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له وقد كان به بياض فدعا الله تعالى فاذهبه عنه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم قال فقدم علينا قال فقلت من أين قال من اليمن قلت ما اسمك قال أويس قال فمن تركت باليمن قال أمالي قال أكان بك بياض فدعوت الله فاذهب عنك قال نعم قال فاستغفر لي قال أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين قال فاستغفر له قال قلت أنت أخي لا تفارقني قال فانملس مني وانبئت أنه قدم عليكم الكوفة قال فجعل ذلك الرجل الذي كان يسخر منه يحقره قال يقول ما هذا فينا ولا نعرفه قال عمر بلى إنه رجل كذا كأنه يضع شأنه قال فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له أويس قال أدرك ولا أراك تدرك فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله فقال له أويس ما هذه بعادتك فما بدا لك قال سمعت عمر يقول كذا وكذا فاستغفر لي أويس قال لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد وأن لا تذكر الذي سمعته من عمر إلى أحد فاستغفر له قال أسير فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة قال فدخلت عليه فقلت يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر فقال ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله قال ثم انملس منهم فذهب رواه حماد بن سلمة عن الجريري نحوه ورواه زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر وهذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي خيثمة عن أبي النضر مختصرا وعن اسحاق بن ابراهيم عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن زرارة عن أسير مطولا
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن ابراهيم ثنا معاذ بن هشام الدستوائي أخبرنا أبي عن قتادة عن زرارة عن أسير بن جابر قال كان عمر بن الخطاب إذا أتت عليه أمداد أهل اليمن سألهم هل فيكم أويس بن عامر القرني فذكر نحو حديث أبي نضرة عن أسير بطوله ورواه الضحاك بن مزاحم عن أبي هريرة بزيادة ألفاظ لم يتابعه عليها أحد تفرد به مجالد بن يزيد عن نوفل عنه
حدثنا أبي ثنا حامد بن محمود ثنا سلمة بن شبيب ثنا الوليد بن اسماعيل

الحراني ثنا محمد بن ابراهيم بن عبيد حدثني مجالد بن يزيد عن نوفل بن عبدالله عن الضحاك بن مزاحم عن أبي هريرة قال بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في حلقة من أصحابه إذ قال ليصلين معكم غدا رجل من أهل الجنة قال أبو هريرة فطمعت أن أكون أنا ذلك الرجل فغدوت فصليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم فأقمت في المسجد حتى انصرف الناس وبقيت أنا وهو فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل أسود متزر بخرقة مرتد برقعة فجاء حتى وضع يده في يد رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال يا نبي الله ادع الله لي فدعا النبي صلى الله عليه و سلم له بالشهادة وإنا لنجد منه ريح المسك الاذفر فقلت يا رسول الله أهو هو قال نعم إنه لمملوك لبني فلان قلت أفلا تشتريه فتعتقه يا نبي الله قال وأنى لي ذلك إن كان الله تعالى يريد أن يجعله من ملوك الجنة يا أبا هريرة إن لأهل الجنة ملوكا وسادة وإن هذا الأسود أصبح من ملوك الجنة وسادتهم 1 يا أبا هريرة إن الله تعالى يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء الأبرياء الشعثة رؤوسهم المغبرة وجوههم الخمصة بطونهم إلا من كسب الحلال الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم وإن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم وإن مرضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم يشهدوا قالوا يا رسول الله كيف لنا برجل منهم قال ذاك أويس القرني قالوا وما أويس القرني قال أشهل ذا صهوبة بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة آدم شديد الأدمة ضارب بذقنه إلى صدره رام بذقنه إلى موضع سجوده واضع يمينه على شماله يتلو القرآن يبكي على نفسه ذو طمرين لا يؤبه له متزر بإزار صوف ورداء صوف مجهول في أهل الأرض معروف في أهل السماء لو أقسم على الله لأبر قسمه ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ألا وإنه إذا كان يوم القيامة

قيل للعباد أدخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع فيشفع الله عز و جل في مثل عدد ربيعة ومضر يا عمر ويا علي إذا أنتما لقيتماه فاطلبا اليه أن يستغفر لكما يغفر الله تعالى لكما قال فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها عمر في ذلك العام قام علي أبي قبيس فنادى بأعلى صوته يا أهل الحجيج من أهل اليمن أفيكم أويس من مراد فقام شيخ كبير طويل اللحية فقال إنا لا ندري ما أويس ولكن ابن أخ لي يقال له أويس وهو أخمل ذكرا وأقل مالا وأهون أمرا من أن نرفعه إليك وإنه ليرعى إبلنا حقير بين أظهرنا فعمى عليه عمر كأنه لا يريده قال أين ابن أخيك هذا أبحرمنا هو قال نعم قال وأين يصاب قال بأراك عرفات قال فركب عمر وعلى سراعا إلى عرفات فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة والابل حوله ترعى فشدا حماريهما ثم أقبلا اليه فقالا السلام عليك ورحمة الله فخفف أويس الصلاة ثم قال السلام عليكما ورحمة الله وبركاته قالا من الرجل قال راعي إبل وأجير قوم قالا لسنا نسألك عن الرعاية ولا الاجارة ما اسمك قال عبد الله قالا قد علمنا أن أهل السموات والأرض كلهم عبيد الله فما اسمك الذي سمتك أمك قال يا هذان ما تريدان إلي قالا وصف لنا محمد صلى الله عليه و سلم أويسا القرني فقد عرفنا الصهوبة والشهولة وأخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا فإن كان بك فأنت هو فأوضح منكبه فإذا اللمعة فابتدراه يقبلانه قالا نشهد أنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك قال ما أخص باستغفاري نفسي ولا أحدا من ولد آدم ولكنه في البر والبحر في المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات يا هذان قد أشهر الله لكما حالي وعرفكما أمري فمن أنتما قال علي رضي الله عنه أما هذا فعمر أمير المؤمنين وأما أنا فعلي بن أبي طالب فاستوى أويس قائما وقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته وأنت يا ابن أبي طالب فجزاكما الله عن هذه الأمة خيرا قالا وأنت جزاك الله عن نفسك خيرا فقال له عمر مكانك

يرحمك الله حتى أدخل مكة فآتيك بنفقة من عطائي وفضل كسوة من ثيابي هذا المكان ميعاد بيني وبينك قال يا أمير المؤمنين لا ميعاد بيني وبينك لا أراك بعد اليوم تعرفني ما أصنع بالنفقة ما أصنع بالكسوة أما ترى علي إزارا من صوف ورداء من صوف متى تراني أخرقهما أما ترى ان نعلي مخصوفتان متى تراني أبليهما أما تراني إني قد أخذت من رعايتي أربعة دراهم متى تراني آكلها يا أمير المؤمنين إن [ بين ] يدي ويديك عقبة كؤودا لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول فاخف يرحمك الله فلما سمع عمر ذلك من كلامه ضرب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته ألا ليت أن أم عمر لم تلده يا ليتها كانت عاقرا لم تعالج حملها ألا من يأخذها بما فيها ولها ثم قال يا أمير المؤمنين خذ أنت ههنا حتى آخذ أنا ههنا فولى عمر ناحية مكة وساق أويس أبله فوافى القوم ابلهم وخلى عن الرعاية وأقبل على العبادة حتى لحق بالله عز و جل فهذا ما أتانا عن أويس خير التابعين قال سلمة بن شبيب كتبنا غير حديث في قصة أويس ما كتبنا أتم منه
حدثنا محمد بن جعفر ثنا محمد بن جرير ثنا محمد بن حميد ثنا زافر بن سليمان عن شريك عن جابر عن الشعبي قال مر رجل من مراد على أويس القرني فقال كيف أصبحت قال أصبحت أحمد الله قال كيف الزمان عليك قال كيف الزمان على رجل إن أصبح ظن أن لا يمسي وإن أمسى ظن أن لا يصبح فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار يا أخا مراد إن الموت وذكره لم يدع لمؤمن فرحا وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا وإن قيامه بالحق لم يترك له صديقا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني زكريا بن يحيى ابن زحمويه ثنا الهيثم بن عدي ثنا عبدالله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن عبد الله بن سلمة قال غزونا أذربيجان زمن عمر بن الخطاب ومعنا أويس القرني فلما رجعنا مرض علينا يعني أويس فحملناه فلم يستمسك فمات فنزلنا فإذا قبر محفور وماء مسكوب وكفن وحنوط فغسلناه وكفناه

وصلينا عليه ودفناه فقال بعضنا لبعض لو رجعنا فعلمنا قبره فرجعنا فإذا لا قبور ولا أثر
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي وعبيد الله بن عمر قالا ثنا عبدالرحمن بن مهدي ثنا عبد الله بن الأشعث بن سوار عن محارب بن دثار قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أمتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه من العرى يحجزه إيمانه أن يسأل الناس منهم أويس القرني وفرات بن حيان
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال وكان أويس القرني ليتصدق بثيابه حتى يجلس عريانا لا يجد ما يروح فيه أي [ إلى ] الجمعة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي وعبيد الله بن عمر ثنا عبدالرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن قيس ابن بشير بن عمرو عن أبيه قال كسوت أويسا القرني ثوبين من العرى
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا يحيى بن محمد بن السكن ثنا يحيى بن كثير أبو غسان ثنا الهيثم بن جرموز عن حمدان عن سليمان التيمي عن أسلم العجلى عن أبي 1 الجرمي عن هرم بن حيان العبدي قال قدمت الكوفة فلم يكن لي هم إلا أويس أسأل عنه فدفعت إليه بشاطىء الفرات يتوضأ ويغسل ثوبه فعرفته بالنعت فإذا رجل آدم محلوق الرأس كث اللحية مهيب المنظر فسلمت عليه ومددت إليه يدي لأصافحه فأبى أن يصافحني فخنقتني العبرة لما رأيت من حاله فقلت السلام عليك يا أويس كيف أنت يا أخي قال وأنت فحياك الله يا هرم بن حيان من دلك علي قلت الله عز و جل قال سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا قلت يرحمك الله من أين عرفت اسمي واسم أبي فوالله ما رأيتك قط ولا رأيتني قال عرفت روحي روحك حيث كلمت نفسي لأن الأرواح لها أنفس كأنفس الأجساد وإن المؤمنين يتعارفون بروح الله عز و جل وإن ناءت بهم الدار

وتفرقت بهم المنازل قال قلت حدثني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا لأحفظه عنك قال إني لم أدرك رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يكن لي معه صحبة وقد رأيت رجالا رأوه وقد بلغني عن حديثه كبعض ما يبلغكم ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي لا أحب أن أكون قاضيا أو مفتيا في نفسي شغل قال قالت فاتل آيات من كتاب الله عز و جل أسمعهن منك فأدع الله لي بدعوات وأوصني بوصية قال فأخذ بيدي وجعل يمشي على شاطىء الفرات ثم قال ربي وأحق القول قول ربي عز و جل وأصدق الحديث حديث ربي عز و جل وأحسن الكلام كلام ربي أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين قال ثم شهق شهقة فأنا أحسبه قد غشي عليه ثم قرأ يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله انه هو العزيز الرحيم ثم نظر إلي فقال يا هرم بن حيان مات أبوك ويوشك أن تموت ومات أبو حيان وإما إلى الجنة وإما إلى النار ومات آدم وماتت حواء يا ابن حيان ومات ابراهيم خليل الرحمن يا ابن حيان و مات موسى نجي الرحمن يا ابن حيان ومات محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليهم أجمعين يا ابن حيان ومات أبو بكر خليفة المسلمين ومات أخي وصديقي وصفيي عمر واعمراه واعمراه قال وذلك في آخر خلافة عمر قال قلت يرحمك الله إن عمر لم يمت قال بلى إن ربي عز و جل قد نعاه لي وقد علمت ما قلت وأنا وأنت غدا في الموتى ثم دعا بدعوات خفاف ثم قال هذه وصيتي لك يا ابن حيان كتاب الله عز و جل ونعى الصالحين من المؤمنين والصالحين من المسلمين ونعيت لك نفسي فعليك بذكر الموت فإن استطعت أن لا يفارق قلبك طرفة عين فافعل وأنذر قومك إذا رجعت إليهم واكدح لنفسك وإياك أن تفارق الجماعة فتفارق دينك وأنت لا تشعر فتموت فتدخل النار يوم القيامة ثم قال اللهم إن هذا يزعم أنه يحبني فيك وزارني من أجلك فأدخله علي زائرا في الجنة دار السلام وأرضه من الدنيا باليسير وما أعطيته من شيء في الدنيا في يسير

وعافية واجعله لما تعطيه من العمل من الشاكرين أستودعك الله يا هرم بن حيان والسلام عليك لا أراك بعد اليوم تطلبني ولا تسأل عني أذكرك وأدعو لك إن شاء الله انطلق ههنا حتى انطلق ههنا فطلبت أن أمشي معه ساعة فأبى علي وفارقني يبكي وأبكي ثم دخل في بعض السكك فكم طلبته بعد ذلك وسألت عنه فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشيء رواه يوسف بن عطية الصفار عن سليمان التيمي مثله وقال الضحاك الجرمي عن هرم ورواه سيف بن هارون البرجمي عن منصور بن مسلم عن شيخ من بني حرام قال سمعت هرم بن حيان العبدي يقول خرجت من البصرة في طلب أويس القرني فقدمت الكوفة فذكر نحوه ورواه أبو عصمة عن هرم نحوه
حدثنا أبو احمد الغطريفي ثنا أحمد بن موسى بن العباس ثنا إسماعيل ابن سعيد الكسائي ثنا عبد الصمد بن حسان ثنا أبو الصباح عن أبي عصمة وكان جارا لهرم بن حيان هو وآخر من عبد القيس حدثاني أنهما سمعا هرم بن حيان عن أويس القرني قال قلت حدثني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بحديث أحفظه عنك فبكى وصلى على النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال إني لم أدرك النبي صلى الله عليه و سلم ولم يكن لي معه صحبة ولكن قد رأيت من رأى النبي صلى الله عليه و سلم عمر وغيره رضوان الله تعالى عليهم فذكر نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن حكيم أخبرنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرني قال قلنا نعم وما تريده منه قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أويس القرني خير التابعين بإحسان وعطف دابته فدخل مع أصحاب علي رضي الله تعالى عنهم
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن يحيى حدثني أحمد بن معاوية بن الهذيل ثنا محمد بن إبان العنبري ثنا عمرو شيخ كوفي عن أبي

سنان قال سمعت حميد بن صالح يقول سمعت أويس القرني يقول قال النبي صلى الله عليه و سلم احفظوني في أصحابي فإن من أشراط الساعة أن يلعن آخر هذه الأمة أولها وعند ذلك يقع المقت على الأرض وأهلها فمن أدرك ذلك فليضع سيفه على عاتقه ثم ليلق ربه تعالى شهيدا فإن لم يفعل فلا يلومن إلا نفسه
حدثنا أبو بكر بن 1 مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد ابن ابراهيم ثنا ابراهيم بن عياش ثنا ضمرة عن أصبغ بن زيد قال إنما منع أويسا أن يقدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم بره بأمه
حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد ثنا الحسن بن محمد ثنا عبيد الله بن عبدالكريم ثنا سعيد بن أسد بن موسى ضمرة بن ربيعة عن أصبغ بن زيد قال كان أويس القرني إذا أمسى يقول هذه ليلة الركوع فيركع حتى يصبح وكان يقول إذا أمسى هذه ليلة السجود فيسجد حتى يصبح وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب ثم يقول اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به 163
عامر بن عبد قيس
ومنهم المضر بلذيذ العيش عامر بن عبد الله بن عبد قيس المراقب المستحي السالم المستضيء وقد قيل إن التصوف انتصاب الارتقاء وارتقاء الالتقاء
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن علقمة مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية عامر بن عبدالله بن عبد قيس وأويس القرني وهرم بن حيان والربيع بن خثيم ومسروق بن الأجدع والأسود بن يزيد وأبو مسلم الخولاني والحسن بن أبي الحسن فأما عامر بن عبد الله فكان يقول في

الدنيا الغموم والأحزان وفي الآخرة النار والحساب فأين الراحة والفرح إلهي خلقتني ولم تؤامرني في خلقي وأسكنتني بلايا الدنيا ثم قلت لي استمسك فكيف استمسك إن لم تمسكني إلهي إنك لتعلم أن لو كانت لي الدنيا بحذافيرها ثم سألتنيها لجعلتها لك فهب لي نفسي وكان يقول لذات الدنيا أربعة المال والنساء والنوم والطعام فأما المال والنساء فلا حاجة لي فيهما وأما النوم والطعام فلا بد لي منهما فوالله لأضرن بهما جهدي ولقد كان يبيت قائما ويظل صائما ولقد كان ابليس يلتوي في موضع سجوده فإذا ما وجد ريحه نحاه بيده ثم يقول لولا نتنك لم أزل عليك ساجدا وهو يتمثل كهيئة الحية ورأيته وهو يصلي فيدخل تحت قميصه حتى يخرج من كمه وثيابه فلا يحيد فقيل له ألا تنحى الحية فيقول والله إني لأستحي من الله تعالى أن أخاف شيئا غيره والله ما أعلم بهذا حين يدخل ولا حين يخرج وقيل له إن الجنة تدرك بدون ما تصنع وإن النار تتقى بدون ما تصنع فيقول لا حتى لا ألوم نفسي قال ومرض فبكى فقيل له ما يبكيك وقد كنت وقد كنت فيقول مالي لا أبكي ومن أحق بالبكاء مني والله ما أبكي حرصا على الدنيا ولا جزعا من الموت ولكن لبعد سفري وقلة زادي وإني أمسيت في صعود وهبوط جنة أو نار فلا أدري إلى أيهما أصير
حدثنا أبي ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن حدثني أبو حميد أحمد بن محمد الحمصي ثنا يحيى بن سعيد ثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين فذكر نحوه وزاد وقال لاجتهدن فإن نجوت فبرحمة الله وإن دخلت النار فلبعد جهدي وكان يقول ما أبكي على دنياكم رغبة فيها ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد العبدي ثنا أبي ثنا أبو بكر بن عبيد القرشي ثنا محمد بن يحيى الازدي ثنا جعفر الرازي عن أبي جعفر السائح أخبرنا ابن وهب وغيره يزيد بعضهم على بعض في الحديث أن عامر بن عبد قيس

كان من أفضل العابدين وفرض على نفسه كل يوم ألف ركعة يقوم عند طلوع الشمس فلا يزال قائما إلى العصر ثم ينصرف وقد انتفخت ساقاه وقدماه فيقول يا نفس إنما خلقت للعبادة يا أمارة بالسوء فوالله لأعملن بك عملا [ حتى لا ] يأخذ الفراش منك نصيبا قال وهبط واديا يقال له وادي السباع وفي الوادي عابد حبشي يقال له حممة فانفرد عامر في ناحية وحممة في ناحية يصليان لا هذا ينصرف إلى هذا ولا هذا ينصرف إلى هذا أربعين يوما وأربعين ليلة إذا جاء وقت الفريضة صليا ثم أقبلا يتطوعان ثم انصرف عامر بعد أربعين يوما فجاء إلي حممة فقال من أنت يرحمك الله قال دعني وهمي قال أقسمت عليك قال أنا حممة قال عامر لئن كنت حممة الذي ذكر لي لأنت أعبد من في الأرض أخبرني عن أفضل خصلة قال إني لمقصر ولولا مواقيت الصلاة تقطع على القيام والسجود لأحببت أن أجعل عمري راكعا ووجهي مفترشا حتى ألقاه ولكن الفرائض لا تدعني أفعل ذلك فمن أنت رحمك الله قال أنا عامر بن عبد قيس قال إن كنت عامرا الذي ذكر لي فأنت أعبد الناس فأخبرني بأفضل خصلة قال إني لمقصر ولكن واحدة عظمت هيبة الله في صدري حتى ما أهاب شيئا غيره فاكتنفته السباع فأتاه سبع منها فوثب عليه من خلفه فوضع يديه على منكبه وعامر يتلوه هذه الاية ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود فلما رأى السبع أنه لا يكترث به ذهب قال حممة بالله يا عامر ما هالك ما رأيت قال إني لأستحي من الله عز و جل أن أهاب شيئا غيره قال حممة لولا أن الله عز و جل ابتلانا بالبطن فإذا أكلنا لا بد لنا من الحدث ما رآني ربي إلا راكعا أو ساجدا وكان يصلي في البوم ثمانمائة ركعة وكان يقول إني لمقصر في العبادة وكان يعاتب نفسه
حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا شعيب بن محرز ثنا سهل أخو حزم قال بلغني عن عامر بن عبد قيس أنه كان يقول أحببت الله عز و جل حبا سهل علي كل مصيبة ورضاني في كل قضية فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه

وما أمسيت
حدثنا ابراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان ثنا ميمون بن مهران أن عامر بن عبد قيس بعث إليه أمير البصرة فقال إن أمير المؤمنين أمرني أن أسألك مالك لا تزوج النساء قال ما تركتهن وإني لدائب في الخطبة قال ومالك لا تأكل الجبن قال أنا بارض فيها مجوس فما شهدشاهدان من المسلمين أن ليس فيه ميتة أكلته قال وما يمنعك أن تأتي الأمراء قال إن لدى أبوابكم طلاب الحاجات فأدعوهم وأقضي حوائجهم ودعوا من لا حاجة له إليكم
حدثنا أبي ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عمر بن علي بن نهشل بن قيس العبدي قال سمعت صخر بن أبي صخر قال قال عامر بن عبد قيس أأنا من أهل الجنة أو أنا من أهل الجنة أو مثلي يدخل الجنة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر ثنا حوشب عن الحسن قال بعث معاوية إلى عبد الله بن عامر أن أنظر عامر بن عبد قيس فأحسن إذنه وأكرمه ومره أن يخطب إلى من شاء وأمهر عنه من بيت المال فأرسل إليه إن أمير المؤمنين قد كتب إلى أن أحسن إذنك وأكرمك قال يقول عامر فلان أحوج إلى ذلك مني يعني رجلا كان أطال الاختلاف إليهم لا يؤذن له وأمرني أن آمرك أن تخطب إلى من شئت وأمهر عنك من بيت المال فال أنا في الخطبة دائب قال إلى من قال إلى من يقبل مني الفلقة والتمرة قال ثم أقبل على جلسائه فقال إني سائلكم فأخبروني هل منكم من أحد إلا لأهله من قلبه شعبة قالوا اللهم لا أي بلى قال فهل منكم من أحد إلا لولده من قلبه شعبة قالوا اللهم لا أي بلى 1 قال والذي نفسي بيده لأن تختلف الأسنة في جوانحي أحب إلي من أن أكون هكذا أما والله لأجعلن الهم هما واحدا قال الحسن وفعل
حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم عن عامر بن عبد قيس العنبري قال وجدت

أمر الدنيا تصير إلى أربع المال والنساء والنوم والأكل فلا حاجة لي في المال والنساء فأما النوم والأكل فأيم الله لئن استطعت لأضرن بهما
حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عفان ثنا جعفر بن سليمان حدثني مالك بن دينار حدثني فلان أن عامر بن عبد الله مر في الرحبة وإذا ذمي يظلم فألقى عامر رداءه ثم قال لا أرى ذمة الله تحقر وأنا حي فاستنقذه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبيد الله بن محمد ثنا عبدالله بن عياش مولى بني جشم عن أبيه عن شيخ قد سماه وكان قد أدرك سبب تسيير عامر بن عبد الله قال مر برجل من أعوان السلطان وهو يجر ذميا والذمي يستغيث به قال فأقبل على الذمي فقال أديت جزيتك نعم فأقبل عليه فقال ما تريد منه قال أذهب به يكسح دار الأمير قال فأقبل على الذمى فقال تطيب نفسك له بهذا قال يشغلني عن ضيعتي قال دعه قال لا أدعه قال دعه قال لا أدعه قال فوضع كساءه ثم قال لا تحقر ذمة محمد صلى الله عليه و سلم وأنا حي ثم خلصه منه قال فتراقى ذلك حتى كان سبب تسييره
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا عفان ثنا جعفر بن سليمان ثنا سعيد الجريري قال لما سير عامر بن عبد الله شيعه اخواه وكان بظهر المربد فقال إني داع فأمنوا قالوا هات فقد كنا نشتهي هذا منك قال اللهم من وشى بي وكذب على وأخرجني من مصري وفرق بيني وبين اخواني اللهم أكثر ماله وولده وأصح جسمه وأطل عمره
حدثنا ابو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني يحيى بن سعيد عن أشعث عن الحسن قال بعث بعامر بن عبد قيس إلى الشام فقال الحمد لله الذي حشرني راكبا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبيد الله بن محمد قال سمعت سعيد بن عامر يقول قيل لعامر بن عبد قيس لو انحدرت إلى البصرة قال والله إنه للبلد الذي هاجرت اليه وتعلمت به

القرآن ولكنه رحلة هوى
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو العباس الهروي ثنا محمد بن منصور الطوسي ثنا عمرو بن عاصم عن همام عن قتادة قال سأل عامر بن عبد قيس ربه أن يهون عليه الطهور في الشتاء وكان يؤتى بالماء وله بخار
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن يحيى الازدي ثنا مسلم بن ابراهيم ثنا عمارة بن أبي شعيب الأزدي ثنا مالك ابن دينار قال مر عامر بن عبد قيس فإذا قافلة قد احتبست فقال لهم مالكم لا تمرون فقالوا الأسد حال بيننا وبين الطريق قال هذا كلب من الكلاب فمر به حتى أصاب ثوبه فم الأسد
حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن يحيى الأزدي ثنا جعفر بن أبي جعفر عن أحمد بن أبي الحواري عن أبي سليمان الداواني قال قيل لعامر بن عبد قيس النار قد وقعت قريبا من دارك فقال دعوها فانها مأمورة وأقبل على صلاته فأخذت النار فلما بلغت داره عدلت عنها
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عباس بن ابراهيم القراطيسي ثنا على ابن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول رأى رجل في المنام كأن مناديا ينادي أخبروا الناس أن عامر بن عبدالله يلقى الله تعالى يوم يلقاه ووجهه مثل القمر ليلة البدر
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد حدثني عبد الجبار ابن محمد ثنا عبد الاعلى عن هشام عن الحسن قال سمعهم عامر بن عبد قيس وما يذكرونه من أمر الضيعة في الصلاة قال اتجدونه قالوا نعم قال والله لأن تختلف الأسنة في جوفي أحب إلي من أن يكون هذا مني في صلاتي
حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن عامر بن عبدالله قال لابني عم له فوضا أمركما إلى الله تستريحا
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن

ابراهيم الدورقي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا جعفر ثنا الجريري عن أبي الغلاء قال قال رجل لعامر بن عبدالله استغفر لي فقال إنك لتسأل من قد عجز عن نفسه ولكن أطع الله ثم ادعه يستجب لك
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبيد الله بن محمد ثنا شيخ يكنى أبا زكريا مولى للقرشيين عن بعض مشايخه قال كانت ابنة عم لعامر يقال لها عبيدة ترى ما يصنع عامر بنفسه فتعالج له الثريد فتأتيه به فيخرج إلى أيتام الحي فيدعوهم فتقول إنما عملتها لك بيدي لتأكلها فيقول أليس إنما أردت أن تنفعيني قال وكان يقول لها يا عبيدة تعزى عن الدنيا بالقرآن فإنه من لم يتعز بالقرآن عن الدنيا تقطعت نفسه على الدنيا حسرات
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبي ثنا عبيد الله بن محمد ثنا عبدالعزيز بن مسلم عن حرب عن الحسن قال كان لعامر بن عبدالله بن عبد قيس مجلس في المسجد فتركه حتى ظننا أنه قد ضارع أصحاب الاهواء قال فأتيناه فقلنا له كان لك مجلس في المسجد فتركته قال أجل إنه مجلس كثير اللغط والتخليط قال فأيقنا أنه قد ضارع أصحاب الاهواء فقلنا ما تقول فيهم قال وما عسى أن أقول فيهم رأيت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وصحبتهم فحدثونا أن أصفى الناس إيمانا يوم القيامة أشدهم محاسبة لنفسه في الدنيا وان اشد الناس فرحا في الدنيا أشدهم حزنا يوم القيامة وإن أكثر الناس ضحكا في الدنيا أكثرهم بكاء يوم القيامة وحدثونا أن الله تعالى فرض فرائض وسن سننا وحد حدودا فمن عمل بفرائض الله وسننه واجتنب حدوده دخل الجنة بغير حساب ومن عمل بفرائض الله وسننه وركب حدوده ثم تاب استقبل الشدائد والزلازل والأهوال ثم يدخل الجنة ومن عمل بفرائض الله وسننه وركب حدوده ثم مات مصرا على ذلك لقي الله مسلما إن شاء غفر له وإن شاء عذبه قال الشيخ رحمه الله كذا رواه عامر موقوفا وهذه الألفاظ رويت عن النبي صلى الله عليه و سلم مرفوعة من غير جهة من حديث أبي الدرداء

وأبي ثعلبة وعبادة بن الصامت وغيرهم
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو علي المالكي ثنا محمد بن عبدالرحمن بن سهم الأنباري ثنا عبدالله بن المبارك عن علي بن علي الرفاعي عن الحسن عن عامر بن قيس قال يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فعرضتان حساب ومعاذير والعرضة الثالثة تطاير الكتب فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ثم قال ابن المبارك من قبله ... قد طارت الصحف في الأيدي منشرة ... فيها السرائر والجبار مطلع ... فكيف سهوك والأنباء واقعة ... عما قليل ولا تدري بما تقع ... إما الجنان وعيش لا انقضاء له ... أم الجحيم فلا تبقى ولا تدع ... تهوى بساكنها طورا وترفعه ... إذا رجوا مخرجا من غمها قمعوا ... لينفع العلم قبل الموت عالمه ... قد سال قوم بها الرجعى فما رجعوا ... قال الشيخ رحمه الله كذا رواه عامر موقوفا ورواه علي بن زيد عن الحسن عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله مرفوعا ويشبه أن يكون عامر بن عبد قيس سمعه من أبي موسى فأرسله لأن عامرا ممن تلقن القرآن من أبي موسى وأصحابه حين قدم البصرة وعلم أهلها القرآن ورواه مروان الأصفر عن أبي وائل عن عبد الله موقوفا وبدأنا بذكر أويس إذ هو سيد نساك التابعين وثنينا بعامر بن عبد قيس وهو من بني العنبر وهو أول من عرف بالنسك واشتهر من عباد التابعين بالبصرة فقدمناه على غيره من الكوفيين لتقدم البصرة على الكوفة إذ البصرة بنيت قبل الكوفة بأربع سنين وكذلك أهل البصرة بالنسك والعبادة أشهر وأقدم من الكوفيين وكان عامر بن عبد قيس ممن تخرج على أبي موسى الأشعري في النسك والتعبد ومنه تلقن القرآن وعنه أخذ الطريقة كذا حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون عن ابن سيرين قال كتب أبو موسى الأشعري إلى عامر بن عبد الله بن عبد قيس الذي كان يدعى عامر بن عبد قيس

أما بعد فإني عهدتك على أمر وبلغني أنك تغيرت فاتق الله وعد 164
مسروق
قال الشيخ رحمه الله تعالى ومنهم العالم بربه الهائم بحبه الذاكر لذنبه في العلم معروق وبالضمان موثوق ولعباد الله معشوق أبو عائشة المسمى بمسروق وهو مسروق بن عبدالرحمن الهمداني الكوفي وقيل التصوف التشمر للورود واللحوق والتبصر في الوجود والطروق
حدثنا أبو بكر الصلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا أحمد بن عبدالله ابن يونس ثنا زائده عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال كفى بالمرء علما أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سعيد بن عمرو ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب الطائي قال سألت الشعبي عن مسألة فقال ما رأيت أحدا أطلب للعلم في أفق من الآقاف من مسروق
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان ثنا عبيد بن يعيش ثنا يحيى بن آدم ثنا عبدالسلام عن أبي خالد الدالاني عن الشعبي قال خرج مسروق إلى البصرة إلى رجل يسأله عن آية فلم يجد عنده فيها علما فأخبر عن رجل من أهل الشام فقدم علينا ههنا ثم خرج إلى الشام إلى ذلك الرجل في طلبها
حدثنا عبد الله بن محمد بن حميد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبو شيبة صنا عبيدة بن حميد عن منصور عن هلال بن يساف وقال قال مسروق من سره أن يعلم علم الأولين وعلم الآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأسورة الواقعة
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله محمد ثنا علي بن الجعد ثنا شعبة عن أبي اسحاق قال حج مسروق فما بات إلا ساجدا
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا أبو همام ثنا أبو ضمرة عن العلاء بن هارون قال سمعته يقول حج مسروق فما افترش إلا جبهته حتى انصرف

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن المديني ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبي اسحاق عن سعيد بن جبير قال لقيني مسروق فقال يا سعيد ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب
حدثنا عبدالله بن محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد العبسي ثنا ابن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن مسروق قال أقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى وهو ساجد
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا يوسف بن موسى ثنا عبدالرحمن بن مغراء أخبرنا الأعمش عن أبي الضحى قال كان مسروق يقوم فيصلى كأنه راهب وكان يقول لأهله هاتوا كل حاجة لكم فاذكروها لي قبل أن أقوم إلى الصلاة
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا هناد بن السرى ثنا أبو خالد الأحمر عن مسعر عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر قال كان مسروق يرخى الستر بينه وبين أهله ويقبل على صلاته ويخليهم ودنياهم
حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن الحوراء ثنا شعبة عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن مسروق أنه كان لا يأخذ على القضاء أجرا ويتأول هذه الآية إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة الآية
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا الفضل بن سهل ثنا محمد ابن بشر ثنا مسعر عن ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن المنتشر قال كان مسروق يركب كل جمعة بغلة ويحملني خلفه ثم يأتي كناسة بالحيرة قديمة فيحمل عليها بغلته ثم يقول الدنيا تحتنا
أخبرنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن كنانة قال ثنا محمد بن أيوب أخبرنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب بن عبدالرحمن ثنا حمزة بن عبدالله بن عتبة مسعود قال بلغني أن مسروقا أخذ بيد ابن أخ له فارتقى به على كناسة بالكوفة قال ألا أريك الدنيا هذه الدنيا أكلوها فأفنوها لبسوها

فأبلوها ركبوها فأنضوها سفكوا فيها دماءهم واستحلوا فيها محارمهم وقطعوا فيها أرحامهم
حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن مسعر عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن مسروق قال ما من شيء خير للمؤمنين من لحد قد استراح من هموم الدنيا وأمن من عذاب الله
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سالم 1 ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن مسلم أو غيره عن مسروق قال إني أحسن ما أكون ظنا حين يقول لي الخادم ليس في البيت قفيز ولا درهم رواه الثوري عن الأعمش عن عبدالله بن مرة عن مسروق
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الصائغ ثنا أبو العباس السراج 2 المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها يتذكر ذنوبه ويستغفر منها
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبدالله الأسدي ثنا سفيان عن أبي وائل عن مسروق قال ما امتلأ بيت خيره إلا امتلأ عبره
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن عقبة قال سمعت الأصمعي يقول كان مسروق يتمثل ... ويكفيك مما اغلق الباب دونه ... وأرخى عليه الستر ملح وجردق ... وماء فرات بارد ثم تغتدي ... تعارض أصحاب الثريد الملبق ... 3 ... تجشأ إذا ما هم تجشوا كأنما ... غذيت بألوان الطعام المفتق ... أسند مسروق من المسانيد ما لا يعد كثرة فمن غرائب حديثة
ما حدثناه عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا داود قال ثنا قيس بن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبدالله يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الخبيث لا يكفر السيء ولكن الطيب يكفر السيء

حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا جعفر بن محمد الصائغ قال ثنا عفان قال ثنا عاصم بن بهدلة عن أبي الضحى عن مسروق عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني 165
علقمة بن قيس النخعي
ومنهم العالم الرباني علقمة بن قيس النخعي أبو شبل الهمداني أوتي فقها وعبادة وحسن تلاوة وزهادة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الصيني قال ثنا قيس بن الربيع عن أبي اسحاق قال مرة الطيب كان علقمة من الديانين الذين يقرأون القرآن
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا اسماعيل بن أبي الحارث قال ثنا عبدالعزيز ابن أبان عن مالك بن مغول عن معقل عن أبي السفر عن مرة قال كان علقمة ابن قيس رباني هذه الأمة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا محمد بن عبيد قال ثنا الأعمش عن عمارة عن أبي معمر قال دخلنا على عمر بن شرحبيل فقال انطلقوا بنا إلى أشبه الناس هديا وسمتا بعبد الله بن مسعود فدخلنا على علقمة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي قال ثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان قال قلت لأبي لأي شيء كنت تأتي علقمة وتدع أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يسألون علقمة ويستفتونه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن موسى بن العباس قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا محمد بن جعفر المدائني عن المهلب بن عثمان الأزدي عن ضرار بن عمرو عن اسحاق بن عبدالله عن أصحاب عبدالله [ عن عبدالله قال مر بحلقة فيها علقمة 1 ] والأسود ومسروق وأصحابهم فوقف عليهم

فقال بأبي وأمي العلماء بروح الله ائتلفتم وكتاب الله تلوتم ومسجد الله عمرتم ورحمة الله انتظرتم أحبكم الله وأحب من أحبكم
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبيد الله بن سعد قال ثنا عمي قال ثنا شريك عن أبي اسحاق عن عبدالرحمن بن عبدالرحمن ابن يزيد قال قال عبد الله بن مسعود ما أقرأ شيئا ولا أعلم شيئا إلا علقمة يقرأه أو يعلمه قيل يا أبا عبدالرحمن والله ما علقمة بأقرئنا قال بلى إنه والله لأقرأكم
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا يحيى بن أيوب قال ثنا عبد الغفار بن داود قال ثنا أبو عبيدة سعيد بن رزين قال ثنا حماد بن أبي سليمان عن ابراهيم النخعي عن علقمة بن قيس قال كنت رجلا قد أعطاني الله حسن الصوت بالقرآن وكان عبد الله بن مسعود يرسل إلى فأقرأ عليه القرآن قال فكنت إذا فرغت من قراءتي قال زدنا من هذا
حدثنا أحمد ابن محمد بن الحصين 1 قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا هشيم عن منصور عن ابراهيم أن علقمة قرأ على عبدالله وكان حسن الصوت فقال له رجل رتل فداك أبي وأمي فإنه زين القرآن رواه مغيرة عن إبراهيم مثله
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة قال ثنا جرير عن منصور عن ابراهيم قال كان علقمة يختم القرآن كل خميس
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي قال ثنا ابن أبي فضيل عن أبيه عن شباك عن إبراهيم عن علقمة أنه كان يقول لأصحابه امشوا بنا نزدد أيمانا يعني يتفقهون
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن المسيب بن رافع قال كانوا يدخلون على علقمة وهو يقرع غنمه ويحلب ويعلف
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا ابن نمير قال ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن المسيب بن رافع قال قيل

لعلقمة لو جلست فأقرأت القرآن وحدثتهم قال أكره أن يوطأ عقبى وأن يقال هذا علقمة وكان يكون في مبيته يعلف غنمه ويفت لهم قال فكان ومعه شيء يقرع بينهن إذا تناطحن رواه يزيد بن عبدالعزيز بن سياه عن الأعمش نحوه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا أحمد بن موسى قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا معاوية عن عمر عن زائدة الأعمش عن مالك ابن الحارث عن عبدالرحمن بن يزيد قال قيل لعلقمة ألا تدخل المسجد فيجتمع إليك وتسأل فنجلس معك فإنه يسأل من هو دونك قال إني أكره أن يوطأ عقبى فيقال هذا علقمة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان قال ثنا اسماعيل بن أبي الحكم قال ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم قال كان علقمة إذا رأى من القوم أشاشا ذكرهم في الأيام يعني نشاطا
حدثنا أبو بكر ابن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا يحيى بن آدم قال ثنا أبو بكر عن الحسين بن عبيد الله النخعي قال لم يترك علقمة إلا داره وبرذونا ومصحفا وأوصى به لمولى له كان يقوم عليه في مرضه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابن كرامة قال ثنا أبو اسامة قال ثنا الأعمش عن إبراهيم قال كان علقمة يتزوج إلى أهل بيت دون أهل بيته يريد بذلك التواضع
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن قال ثنا اسحاق بن إبراهيم الهيثمي قال ثنا اسماعيل بن عبد الله قال ثنا شريك عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة أنه قال لامرأته في مرضه تزيني واقعدي عند رأسي لعل الله يرزقك بعض عوادي
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبيد الله بن سعيد قال ثنا يعلي بن عبيد قال ثنا الأعمش عن إبراهيم قال جاء رجل إلى علقمة فشتمه فقال علقمة والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا الآية فقال الرجل أمؤمن أنت قال أرجو
حدثنا الحسن بن أحمد بن المخارق قال ثنا محمد بن الحسن بن سماعة قال ثنا أبو نعيم قال ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال ما حفظت وأنا

شاب كأني أنظر إليه في ورقة أو قرطاس
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن علي الخزاعي قال ثنا القعنبي قال ثنا عابس قال قال علقمة إحياء العلم المذاكرة
حدثنا أبي قال ثنا محمد ابن ابراهيم بن الحكم قال ثنا يعقوب بن ابراهيم الدورقي قال ثنا عبدالرحمن ابن مهدي قال ثنا سفيان عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة قال تذاكروا الحديث فان حياته ذكره
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا أحمد بن موسى قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن ابراهيم قال قلت لعلقمة علمني الفرائض قال أمت جيرانك
حدثنا محمد بن حبان قال ثنا أحمد بن علي بن الجارود قال ثنا أبو سعيد الأشج قال ثنا أبو خالد عن أشعث عن الحكم عن ابراهيم عن علقمة قال لا تنعوني كنعي أهل الجاهلية ولا تؤذنوا بي أحدا وأغلفوا الباب ولا تتبعني امرأة ولا تتبعوني بنار وإن استطعتم أن يكون آخر كلامي لا إله إلا الله فافعلوا
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال حدثني محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا جرير عن منصور عن علي بن مدرك قال قال علقمة لأسود إن أنا مت فلقني لا إله إلا الله فإذا أنا مت فلا تنعني لأحد فإني أخاف أن يكون نعيا كنعي الجاهلية فإذا خرجتم بجنازتي من الدار فاغلقوا الباب حين يخرج آخر الرجال وعلى أول النساء فإنه لا أرب لي فيهن ومن غرائب مسانيده
حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا معمر بن عبدالله قال ثنا شعبة عن الحكم عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى يحب أن تقبل رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه لم يروه مرفوعا عن شعبة إلا معمر ورواه غندر وبكر بن بكار وغيرهما مرفوعا

حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله قال اضطجع رسول الله صلى الله عليه و سلم على حصير فأثر بجلده ثم قال مالي وللدنيا ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح فتركها لم يروه عن عمرو بن مرة متصلا مرفوعا إلا المسعودي
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا خليفة بن خياط قال ثنا يعقوب بن يوسف عن فرقد عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تكون زاهدا حتى تكون متواضعا لا أعلم أحدا رفعه من حديث علقمة إلا فرقدا وهو السبخي البصري
حدثنا الحسن بن علان قال ثنا الحسن بن عمر عن ابراهيم قال ثنا جبارة عن 1 مغلس قال ثنا موسى بن عمير عن الحكم بن عتبة عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الخلق كلهم عيال الله وأحبكم إلى الله من أحسن إلى عياله غريب من حديث الحكم لم يروه عنه إلا موسى بن عمير
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن العباس قال ثنا أحمد ابن يحيى بن المنذر الحجري ثنا أبي قال قال ثنا ابن الأجلح عن الأعمش عن يحيى بن وثاب [ عن علقمة ] عن عبدالله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أهلك من كان قبلكم الدينار والدرهم وهما مهلكاكم هذا حديث غريب من حديث يحيى بن وثاب لم يروه عن الأعمش إلا ابن الأجلح 166
الأسود بن يزيد النخعي
ومنهم القارىء القوام الساري الصوام الفقيه الأثير الفقير الأسير الأسود بن يزيد النخعي
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا

عبد الله بن صندل قال ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن ابراهيم قال كان الاسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين وكان ينام بين المغرب والعشاء وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا عبدالرحمن عن شعبة عن أبي اسحاق قال حج الأسود ثمانين ما بين حجة وعمرة رواه ابن علية عن ميمون بن حمزة عن ابراهيم مثله
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا اسماعيل بن علية عن ابن عون عن الشعبي قال وسئل عن الأسود فقال كان صواما قواما حجاجا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا محمد بن عمرو الباهلي قال ثنا أزهر عن ابن عون قال قلت للشعبي علقمة أفضل أم الأسود قال علقمة وكان الأسود رجلا حجاجا وكان علقمة بطيئا وهو يدرك السريع
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمر بن محمد بن الحسن قال ثنا أبي قال ثنا أحمد بن بشر عن اسماعيل عن الشعبي قال أهل بيت خلقوا للجنة علقمة والأسود و عبدالرحمن
حدثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا أبو حميد الحمصي أحمد ابن محمد بن سيار قال ثنا يحيى بن سعيد قال ثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين منهم الأسود بن يزيد كان مجتهدا في العبادة يصوم حتى يخضر جسده ويصفر وكان علقمة بن قيس يقول له لم تعذب هذا الجسد قال راحة هذا الجسد أريد فلما احتضر بكى فقيل له ما هذا الجزع قال مالي لا أجزع ومن أحق بذلك مني والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز و جل لهمني الحياء منه مما قد صنعته إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيا منه ولقد حج الأسود ثمانين حجة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا حجاج قال ثنا محمد بن طلحة عن عبدالرحمن بن ثروان أبوقيس الاودي قال كان الأسود بن يزيد يجهد نفسه في الصوم والعبادة حتى يخضر جسده ويصفر

وكان علقمة يقول له ويحك لم تعذب هذا الجسد فيقول إن الأمر جد إن الأمر جد
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا معمر بن سليمان الرقى قال ثنا عبدالله بن بشر أن علقمة والأسود بن يزيد حجا وكان الأسود صاحب عبادة وصام يوما فكان الناس بالهجير وقد تربد وجهه فأتاه علقمة فضرب على فخده فقال ألا تتق الله يا أبا عمرو في هذا الجسد علام تعذب هذا الجسد فقال الأسود يا أبا شبل الجد الجد
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا الفضل بن سهل قال ثنا أبو أحمد محمد بن عبدالله قال ثنا حنش بن حارث عن علي بن مدرك قال قال علقمة للأسود لم تعذب هذا الجسد وهو يصوم قال الراحة أريد له
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا الفضل بن دكين قال ثنا حنش بن حارث [ قال ] رأيت الأسود وذهبت إحدى عينيه من الصوم
حدثنا عبدالله بن محمد أخبرنا محمد بن شبل قالا ثنا أبو بكر قال ثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن عمارة قال ما كان الأسود إلا راهبا من الرهبان
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا سليمان الأحمر عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم عن الأسود واذا رأيته قلت راهبا من الرهبان وإذا حضرت الصلاة أناخ ولو على حجر ومن غرائب حديثه
حدثنا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا محمد بن أبي عبيد ثنا موسى بن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وأعدوا للبلاء الدعاء
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شيبان عن جابر عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أتى بالسبى أعطى أهل البيت

جميعا وكره أن يفرق بينهم
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسين بن جعفر القتات قال ثنا اسماعيل بن خليل الخزاز قال حدثني علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إنه سيكون أمراء يميتون الصلاة ويخففونها 1 إلى شرق الموتى وإنها صلاة من هو شر من حمار وصلاة من لا يجد بدا فمن أدرك منكم ذلك الزمان فليصل الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة هذا حديث غريب من حديث الأعمش بهذا اللفظ مجموعا عن علقمة والأسود لم نكتبه إلا من حديث علي بن مسهر عنه
حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عبدالله بن نمير عن معاوية النضري وكان ثقة عن نهشل عن الضحاك عن الأسود عن عبدالله بن مسعود قال لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم ولكن بذلوه لأهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا على أهلها سمعت نبيكم صلى الله عليه و سلم يقول من جعل الهموم هما واحدا كفاه الله تعالى هم آخرته ومن تشعبت به الهموم لم يبالي الله في أي أوديتها وقع غريب من حديث الأسود لم يرفعه إلا الضحاك ولا عنه إلا نهشل وحديث الحكم تفرد به موسى بن عمير وحديث جابر الجعفي تفرد به شيبان 167
أبو يزيد الربيع بن خيثم
ومنهم المخبت الورع المتثبت القنع الحافظ لسره الضابط لجهره المعترف بذنبه المفتقر إلى ربه أبو يزيد الربيع بن خيثم أحد الثمانية من الزهاد وقد قيل إن التصوف مشارفة السرائر ومصارفة الظواهر

حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا أزهر بن مروان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال ثنا عبيد الله بن الربيع بن خيثم قال ثنا أبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود قال كان الربيع بن خيثم إذا دخل على عبدالله بن مسعود لم يكن عليه إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد من صاحبه قال فقال عبدالله يا أبا يزيد لو رآك رسول الله صلى الله عليه و سلم لأحبك وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال جرير عن اسماعيل عن حماد بن أبي سليمان قال كان ابن مسعود إذا رأى الربيع بن خيثم قال مرحبا يا أبا يزيد ويجلسه إلى جنبه ويقول لو رآك رسول الله صلى الله عليه و سلم لأحبك
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم قال ثنا سهل بن محمود قال ثنا مبارك بن سعيد عن ياسين الزيات قال جاء ابن الكواء إلى الربيع بن خيثم قال دلني على من هو خير منك قال نعم من كان منطقه ذكرا وصمته تفكرا ومسيره تدبرا فهو خير مني
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم قال ثنا هناد بن السري قال ثنا المحاربي عن عبد الملك بن عمير قال قيل للربيع ابن خيثم ألا ندعوا لك طبيبا قال انظروني فتفكر ثم قال وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا قال فذكر حرصهم على الدنيا ورغبتهم وما كانوا فيها وقال قد كانت فيهم أطباء وكان فيهم مرضى فلا أرى المداوي بقى ولا أرى المداوى وأهلك الناعت والمنعوت لا حاجة لي فيه ورواه نسير بن ذعلوق عن بكر بن ماعز عن الربيع نحوه
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا أبو حميد أحمد بن محمد الحمصي قال ثنا يحيى ابن سعيد قال ثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين فأما الربيع بن خيثم فقيل له حين أصابه الفالج لو تداويت فقال لقد علمت أن الدواء حق ولكن ذكرت عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا كانت فيهم الأوجاع وكانت لهم الأطباء فلا المداوى

بقي ولا المداوي فقيل له ألا تذكر الناس قال ما أنا عن نفسي براض فاتفرغ من ذمها إلى ذم الناس إن الناس خافوا الله تعالى في ذنوب الناس وأمنوا على ذنوبهم وقيل له كيف أصبحت قال أصبحنا مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا وكان ابن مسعود إذا رآه قال وبشر المخبتين أما إن محمدا صلى الله عليه و سلم لو رآك لأحبك وكان الربيع يقول أما بعد فأعد زادك وخذ في جهادك وكن وصي نفسك
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هناد قال ثنا وكيع عن الأعمش عن منذر الثوري عن الربيع بن خيثم أنه قال لأهله اصنعوا لنا خبيصا فصنعوا له فدعا رجلا به خبل فجعل يلقمة ولعابه يسيل فلما ذهب قال أهله تكلفنا وصنعنا ما يدري هذا ما أكل فقال الربيع لكن الله
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم قال ثنا خلاد بن يحيى قال ثنا سفيان قال أخبرتني سرية الربيع بن خيثم قالت كان عمل الربيع كله سرا إن كان ليجئ الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه رواه الأعمش عن سفيان مثله
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن الربيع بن خيثم قال كل ما لا يبتغي به وجه الله تعالى يضمحل
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثني أبي وعمي قالا ثنا عبدالله بن إدريس عن عمه عن الشعبي وذكر أصحاب عبدالله فقال أما الربيع فأورعهم ورعا
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن عثمان قال ثنا عبيد بن يعيش قال ثنا يحيى بن آدم قال ثنا مالك بن مغول قال قال الشعبي أصفهم لك يعني أصحاب عبدالله كأنك شهدتهم كان الربيع بن خيثم أشدهم ورعا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن محمد بن حنبل قال ثنا هناد بن السري قال ثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن منذر الثوري

قال قال الربيع سورة يراها الناس قصيرة وأنا أراها طويلة عظيمة لله تعالى محا ! 1 ليس لها خليط فأيكم قرأها فلا يجمعن إليها شيئا استقلالا وليعلم أنها مجزئة يعني سورة الإخلاص
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا هناد بن السري قال ثنا أبو الأحوص عن سعيد يعني ابن مسرق عن منذر الثوري قال كان الربيع إذا أتاه الرجل يسأله قال اتق الله فيما علمت وما استؤثر عليك فكله إلى عالمه لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ وما خيرتكم اليوم بخير ولكنه خير من آخر شر منه وما تتبعون الخير حق اتباعه وما نفرون من الناس حق فراره ولا كل ما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم أدركتم ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو ثم يقول السرائر السرائر اللاتي تخفين من الناس وهن لله تعالى بواد التمسوا دواءهن ثم يقول وما دواؤهن إلا أن تتوب ثم لا تعود
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل قال ثنا عبدالله بن محمد العبسي قال أبو أسامة قال ثنا سفيان عن أبيه عن بكر بن ماعز قال قال الربيع بن خيثم يا بكر بن ماعز أخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك فاني اتهمت الناس على ديني أطع الله فيما علمت وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ فذكر مثل حديث الأحوص رواه إسرائيل عن سعيد بن مسروق عن منذر مثله
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبي قال حدثني النضر بن اسماعيل قال ثنا عبد الملك بن الأصبهاني عن جدته عن الربيع بن خيثم أنه قال لأصحابه تدرون ما الداء [ والدواء ] والشفاء قالوا لا قال الداء الذنوب والدواء الإستغفار والشفاء أن تتوب ثم لا تعود
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا أبو النضر العجلي قال ثنا عبيدالله بن موسى قال ثنا سفيان عن نسير بن ذعلوق قال كان الربيع بن خيثم يبكي حتى تبل لحيته دموعه

فيقول أدركنا أقواما كنا في جنبهم لصوصا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن علي بن المثنى قال ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت فضيل بن عياض يقول كان الربيع بن خيثم يقول في دعائه أشكو إليك حاجة لا يحسن بثها إلا إليك وأستغفر منها وأتوب إليك
حدثنا 1 أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي قال ثنا أحمد بن عمرو بن عبيد العصفري قال ثنا عثمان بن زفر قال ثنا الربيع بن المنذر عن أبيه قال قال الربيع بن خيثم من استغفر الله تعالى كتب في راحته أمن من العذاب
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا سفيان قال ثنا وكيع قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمر بن ذر قال قيل للربيع بن خيثم كيف أصبحت يا أبا يزيد قال أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا سفيان الثوري عن أبي يعلى قال كان الربيع إذا قيل له كيف أصبحتم يقول ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا رواه نسير بن ذعلوق عن بكر بن ماعز عنه مثله
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا عبدالله بن محمد العبسي قال ثنا حفص بن غياث عن أشعث عن ابن سيرين عن الربيع بن خيثم قال أقلوا الكلام إلا بتسع تسبيح وتكبير وتهليل وتحميد وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءة القرآن رواه منذر الثوري عن الربيع مثله
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا أبو همام قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال قال فلان ما أرى ربيعا تكلم بكلام منذ عشرين عاما إلا بكلمة تصعد
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سفيان 2 قال

قال صحبنا ربيع بن خثيم عشرين سنة فما تكلم إلا بكلمة تصعد وقال آخر صحبته سنتين فما كلمني إلا كلمتين
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا شجاع بن الوليد عن سفيان الثوري عن رجل من بني تيم الله قال جالست الربيع عشر سنين فما سمعته يسأل عن شئ من أمر الدنيا إلا مرتين قال مرة والدتك حية وقال مرة كم لكم مسجدا
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن مساور قال ثنا سهل بن عثمان قال ثنا سعيد بن عبدالله بن الربيع عن نسير بن ذعلوق عن بكر بن ماعز قال انطلق الربيع بن خيثم وعبدالله بن مسعود إلى شاطئ الفرات فمر بتلك الحدادين فلما رأى تلك النيران خر مغشيا عليه فرجع إليه فقال يا ربيع فلم يجبه فانطلق فصلى بالناس العصر ثم رجع إليه يا ربيع يا ربيع فلم يجبه ثم انطلق فصلى بالناس المغرب ثم رجع يا ربيع يا ربيع فلم يجبه حتى ضربه برد السحر رواه أبو وائل عن عبدالله
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا عيسى بن سليم عن أبي وائل قال خرجنا مع عبدالله بن مسعود ومعنا الربيع بن خيثم فمررنا على حداد فقام عبدالله ينظر حديدة في النار فنظر ربيع إليها فتمايل ليسقط فمضى عبدالله حتى أتينا على أتون على شاطئ الفرات فلما رأى عبدالله والنار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا إلى قوله ثبورا قال فصعق الربيع فاحتملناه فجئنا به إلى أهله قال ثم رابطه إلى المغرب فلم يفق ثم إنه أفاق فرجع عبدالله إلى أهله
حدثنا [ عن ] عبدالله بن محمد الكواء [ أنه قال ] للربيع ما نراك تعيب أحدا ولا تذمه فقال ويلك يا ابن الكواء ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذنبي إلى حديث إن الناس خافوا الله تعالى على ذنوب الناس وآمنوه على نفوسهم
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا أبو همام

قال ثنا سعيد بن عبدالله بن الربيع عن نسير بن ذعلوق عن بكر 1 بن ماعز قال قال الربيع بن خيثم الناس رجلان مؤمن وجاهل فأما المؤمن فلا تؤذه وأما الجاهل فلا تجاهله
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا خلف بن خليفة عن سيار عن أبي الحكم عن أبي وائل قال أتينا الربيع بن خيثم فقال ما جاء بكم قلنا جئنا لنحمد الله ونحمده معك وتذكر الله ونذكره معك قال الحمد لله إذ لم تأتوني تقولون جئنا تشرب فنشرب معك وتزني فنزني معك
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا عطاء بن مسلم قال سمعت العلاء بن المسيب يقول سرق للربيع بن خيثم فرس فقال أهل مجلسه ادع الله عليه قال بل أدع الله له اللهم إن كان غنيا فاقبل بقلبه وإن كان فقيرا فاغنه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن نسير عن هبيرة بن خزيمة قال أنا أول من أتى الربيع بن خيثم بقتل الحسين بن علي
وحدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا أحمد ابن إبراهيم قال ثنا هاشم بن القاسم قال ثنا زكريا بن سلام عن بلال بن المنذر قال قال رجل إن لم أستخرج اليوم سيئة من الربيع لأحد لم استخرجها أبدا قال قلت يا أبا يزيد قتل ابن فاطمة عليهما السلام قال فاسترجع ثم تلا هذه الآية قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا ! يختلفون قال قلت ما تقول قال ما أقول إلى الله إيابهم وعلى الله حسابهم لفظ هاشم بن القاسم
حدثنا أبو أحمد قال ثنا أحمد بن موسى بن العباس قال ثنا إسماعيل بن سعيد قال ثنا جرير عن أبي حيان التيمي عن أبيه قال كانت وصية الربيع هذا ما أوصى به الربيع وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا وكيع قال ثنا سفيان عن زائدة عن منذر

الثوري عن الربيع أنه أوصى عند موته فقال هذا ما أوصى به الربيع على نفسه وأشهد الله عليه وكفى به شهيدا وجازيا لعباده الصالحين ومثيبا إني رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا ورضيت لنفسي ومن أطاعني بأن أعبد الله من العابدين وأحمده من الحامدين وأنصح لجماعه المسلمين ورواه شعبة عن سعيد بن مسروق عن الربيع قال شعبة فقلت لسعيد من حدثك بهذا قال حدثنيه الحي عن الربيع مثله
حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال ثنا إبراهيم الحربي قال ثنا محمد بن مقاتل قال ثنا ابن المبارك عن سفيان وحدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا جعفر بن الصباح قال ثنا يعقوب الدورقي قال ثنا أشجعي قال سمعت سفيان يقول قال الربيع بن خيثم أريدوا بهذا الخير الله تنالوه لا بغيره وأكثروا ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله فإن الغائب إذا طالت غيبته وجبت محبته وانتظره أهله وأوشك أن يقدم عليهم رواه بشير عن بكر بن عامر عنه مثله حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن عبدالله بن مصعب قال ثنا عبد الجبار بن العلاء قال ثنا مروان بن معاوية قال ثنا الربيع بن المنذر عن أبيه قال قال الربيع يا منذر قلت لبيك قال لا يغرنك كثرة [ ثناء ] الناس من نفسك فإنه خالص إليك عملك
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا زياد ابن أيوب قال ثنا علي بن يزيد قال ثنا [ الصدائي قال حدثنا عبد الرحمن بن عجلان قال بت عند الربيع بن خيثم ذات ليلة فقام يصلي فمر بهذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات الآية فمكث ليلته حتى أصبح ما جاوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد
حدثنا أبو بكر بن مالك قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا زياد بن أيوب قال حدثنا علي بن يزيد 1 ] قال ثنا حماد الأصم الحماني عمن حدثه عن بعض أصحاب الربيع قال ربما علمنا شعره عند المساء وكان ذا وفرة ثم يصبح والعلامة كما هي فيعرف أن

الربيع لم يضع جنبه ليلة على فراشه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا يوسف الصفار قال ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قالوا قيل للربيع بن خيثم ألا تتمثل ببيت شعر فقد كان أصحابك يتمثلون قال ما من شئ يتمثل به إلا كتب وأنا أكره أن أقرأ في أمامي بيت شعر يوم القيامة حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هناد قال ثنا ابن فضيل عن أبيه عن ابن مسروق عن الربيع بن خيثم أنه لبس قميصا سنبلانيا 1 أراه ثمن ثلاثة دراهم أو أربعة فاذا به كمه بلغ أظفاره وإذا أرسله بلغ ساعده وإذا رأى بياض القميص قال أي عبيد تواضع لربك ثم يقول أي لحيمة أي دمية كيف تصنعان إذا سيرت الجبال ودكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ يومئذ بجهنم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن سعيد قال ثنا أبو حيان قال حدثني أبي قال كان الربيع بعدما سقط شقه يهادي بين رجلين إلى مسجد قومه وكان أصحاب عبدالله يقولون يا أبا يزيد لقد رخص الله لك لو صليت في بيتك فيقول إنه كما تقولون ولكني سمته ينادي حي على الفلاح فمن سمع منكم ينادي حي على الفلاح فليجبه ولو زحفا ولو حبوا رواه جرير عن أبي حيان نحوه
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا جرير عن أبي حيان التيمي عن أبيه قال أصاب الربيع الفالج فكان يحمل إلى الصلاة فقيل له إنه قد رخص لك قال قد علمت ولكن أسمع النداء بالفلاح
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن

الربيع قال ما أحب مناشدة العبد لربه عز و جل يقول رب قضيت على نفسك الرحمة قضيت على نفسك كذا يستبطئ وما رأيت أحدا يقول أديت الذي علي فأد ما عليك
حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال ثنا إبراهيم الحربي قال ثنا أبو بكر قال ثنا سعيد بن عبدالله عن نسير عن بكر بن ماعز قال كان الربيع يقول أكثروا ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا عبدالله بن محمد قال ثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن الربيع بن خيثم قال ما غائب ينتظره المؤمن خير من الموت
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا ابن مهدي عن سرية الربيع قال 1 لما حضر الربيع بكت ابنته فقال يا بنية لم تبكين قولي يا بشراي أتى الخير
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا حسين بن علي عن محمد عن رجل من أسلم من المبكرين إلى المسجد قال كان الربيع بن خيثم إذا سجد كأنه ثوب مطروح فتجئ العصافير فتقع عليه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أحمد ابن إبراهيم قال ثنا محمد بن يزيد بن خنيس عن سفيان قال بلغنا أن أم الربيع بن خيثم كانت تنادي ابنها الربيع فتقول يا بني يا ربيع ألا تنام فيقول يا أمه من جنعليه الليل وهو يخاف البيات حق له أن لا ينام قال فلما بلغ ورأت ما يلقى من البكاء [ والسهر نادته فقالت يا بني لعلك قتلت قتيلا فقال نعم يا والدة قد قتلت قتيلا قالت ومن هذا القتيل يا بني حتى يتحمل على أهله فيعفون والله لو يعلمون ما تلقى من البكاء والسهر ] 2 بعد لقد رحموك فيقول يا والده هي نفسي
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن عبدالله بن رسته قال ثنا أبو أيوب قال ثنا سليمان قال سمعت مالك ابن دينار يقول قالت ابنة الربيع للربيع يا أبت لم لا تنام والناس ينامون

فقال إن البيات النار لا تدع أباك أن ينام
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن عجلان نسير بن ذعلوق قال كان الربيع بن خيثم يقول إذا جاء سائل أطعموه سكرا فإن الربيع يحب السكر
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن بكر بن ماغر قال كان بالربيع بن خيثم خبل من الفالج وكان يسيل من فيه لعاب فمسحته يوما فرآني كرهت ذلك فقال والله ما أحب ما غنى الديلم 1 على الله عز و جل رواه المبارك بن سعيد عن أبيه عن الربيع نحوه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبو معمر قال ثنا مبارك بن سعيد عن أبيه قال قيل لأبي وائل أأنت أكبر أم الربيع بن خيثم قال أنا أكبر منه سنا وهو أكبر مني عقلا
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا سريج بن يونس قال ثنا اسماعيل بن جعفر بن حبيب بن حسان عن مسلم البطين أن الربيع بن خيثم جاءته ابنته فقالت يا أبتاه أذهب ألعب قال اذهبي فقولي خيرا
حدثنا أحمد ابن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا أبو قدامة عن عبيد الله ابن سعيد قال ثنا سفيان عن سالم بن أبي حفصة عن منذر الثوري عن الربيع ابن خيثم قال حرف وأيما حرف من يطع الرسول فقد أطاع الله
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس قال ثنا بن زبيد عن حصين قال قال الربيع بن خيثم عجبت لملك الموت ولثلاثة لملك يمنع في حصونه يأتيه ملك الموت فينزع نفسه ويدع ملكه خلفه ومسكين منبوذ في الطريق يقذره الناس أن يدنو منه لا يقدره ملك الموت أن يأتيه فينزع نفسه 2 ويدع قذره

حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا البغوى قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا غسان بن المفصل الغلابي قال سمعت من يذكر أن الربيع بن خيثم كان بالاهواز ومعه صاحب له فنظرت إليه امرأة فتعرضت له فدعته إلى نفسها فبكى الشيخ فقال له صاحبه ما يبكيك قال إنها لم تطمع في شيخين إلا رأت شيوخا مثلنا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا سعيد بن يحيى الأموي قال وحدثني أبي عن مالك بن مغول عن حسن يعني ابن صالح قال قيل للربيع بن خيثم لو جالستنا فقال لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة فسد علي
حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن مالك بن مغول عن الشعبي قال ما جلس الربيع في مجلس منذ تأزر وقال أخاف أن يظلم رجلا فلا أنصره أو يعتدي رجل على رجل فأكلف عليه الشهادة ولا أغض البصر ولا أهدي السبيل أو يقع الحامل فلا أحمل عليه
حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن الأعمش عن منذر عن الربيع بن خيثم أنه كان يكنس الحش بنفسه فقيل له إنك تكفى هذا قال إني أحب أن آخذ بنصيبي من المهنة
حدثنا أبو أحمد الغطريفي قال ثنا الحسين بن شقيق قال ثنا غالب بن الوزير الغزي قال ثنا ضمرة قال ثنا حفص بن عمر قال كان الربيع ابن خيثم لا يعطى السائل أقل من رغيف ويقول إني لأستحي من ربي عز و جل أن أرى غدا في ميزاني نصف رغيف أسند الربيع بن خيثم غير حديث فمما أسند
ما حدثناه سليمان بن أحمد قال ثنا عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم قال ثنا محمد بن يوسف الفريابي وحدثنا سليمان قال ثنا حفص بن عمر قال ثنا قبيصة بن عقبة قال ثنا سفيان وحدثنا اسحاق بن حمزة قال ثنا أحمد بن الحسين الصوفي قال ثنا أبو خيثمة قال ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبيه

عن أبي يعلى منذر الثوري عن الربيع بن خيثم عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه خط خطا مربعا و جعل في وسط الخط خطا وجعل خطا خارجا من الأربعة دارة وجعل حوله حروفا وخط حولها خطوطا فقال المربع الأجل والخط الوسط الإنسان وهذه الداره الخارجة الأمل وهذه الحروف الأغراض فالأغراض تصيبه من كل مكان كلما انفلت من واحدة أخذت واحدة والأجل قد حال دون الأمل لفظ سليمان وقال يحيى بن سعيد هذه الخطوط التي إلى جانبها الأغراض تنهشه من كل مكان إن أخطأ هذا أصابه هذا وإن الخط المربع الأجل المحيط به والخط الخارج الأمر حديث صحيح متفق على صحته لم يروه عن الربيع إلا منذر
حدثنا محمد بن عبدالله الكاتب قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا عبيد بن معاذ 1 قال ثنا شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خيثم عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة قالوا ومن يطيق ذلك قال قل هو الله أحد هذا حديث غريب من حديث الربيع بهذا الإسناد تفرد به معاذ بن معاذ عن شعبة ورواه هلال بن يساف عن الربيع فخالف إبراهيم النخعي
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا ابن غالب قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا زائدة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون عن عبدالرحمن بن أبي ليلي عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيعجز أحدكم أن يقرأ ليلته بثلث القرآن فأشفقنا أن يأمرنا بأمر نعجز عنه قال فسكتنا فقالها ثلاث مرات أن يقرأ بثلث القرآن فإنه من قرأ الله الواحد الصمد فقد قرأ ليلته ثلث القرآن رواه فضيل بن عياض في آخرين عن منصور

عن هلال متفق عليه
حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم قال ثنا جعفر بن محمد الصائغ قال ثنا غسان بن الربيع قال ثنا جعفر بن ميسرة عن هلال أبي ضياء عن الربيع بن خيثم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال كل قرض يقرضه الرجل يكتب صدقة غريب من حديث هلال والربيع تفرد به جعفر بن ميسرة ولم نكتبه إلا من حديث غسان وحدث به الفضل ابن سهل عن غسان مثله
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا عبدالرحيم بن واقد قال حدثنا مسعدة بن صدقة أبو الحسن قال ثنا سفيان الثوري عن أبيه عن الربيع بن خيثم عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيأتي على الناس زمان تحل فيه العزلة ولا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من شاهق إلى شاهق ومن جحر إلى جحر كالطير بفراخه وكالثعلب بأشباله ثم قال ما أبقاه ! في ذلك الزمان راعي غنم أقام الصلاة بعلم ويؤتي الزكاة ويعتزل الناس إلا من خير ولشاة عفراء أرعاها بسلع أحب إلى من ملك بني النضير وذلك إذا كان كذا وكذا غريب من حديث الربيع ومن حديث الثوري لم يروه عنه إلا مسعدة ولا كتبناه إلا من حديث عبدالرحيم بن واقد عاليا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني إبراهيم بن سعيد الطبري قال ثنا أبو اليمان عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن الربيع بن خيثم عن عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يستمع الله عز و جل من مسمع ولا مرائي ولا لاه ولا ملاعب وسمع رجلا يتغنى من الليل فقال لا صلاة له حتى يصلي مثلها ثلاث مرات غريب من حديث الربيع ما كتبناه إلا بهذا الإسناد

هرم بن حيان
ومنهم الهائم الحيران القائم العطشان هرم بن حيان عاش في حبه ولهان حرقا وعاد قبره حين دفن ريان غدقا وقد قيل إن التصوف الاحتراق حذار الافتراق والاشتياق لدار الاستباق
حدثنا جعفر بن أحمد بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا سيار قال ثنا جعفر حدثني مطر الوراق قال بات هرم بن حيان العبدى عند حممة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فبات حممة ليلته يبكي كلها حتى أصبح فلما أصبح قال له هرم يا حممة ما أبكاك قال ذكرت ليلة صبيحتها تبعثر القبور فتخرج من فيها [ و ] تناثر نجوم السماء فأبكاني ذلك قال وكانا يصطحبان أحيانا بالنهار فيأتيان سوق الريحان فيسألان الله تعالى الجنة ويدعوان ثم يأتيان الحدادين فيتعوذان من النار ثم يفترقان إلى منازلهما
حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال ثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا سعيد بن سليمان عن يوسف بن عطية قال ثنا المعلى بن زياد قال كان هرم بن حيان يخرج في بعض الليل وينادي بأعلى صوته عجبت من الجنة كيف ينام طالبها وعجبت من النار كيف ينام هاربها ثم قرأ أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ثم يقرأ والعصر وألهاكم ثم يرجع إلى أهله
أخبرنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا شيبان بن أبى قال ثنا أبو حمزة العطار قال ثنا اسحاق بن الربيع قال ثنا الحسن عن هرم بن حيان العبدي أنه كان يقول ما رأيت مثل الجنة نام طالبها ولا مثل النار نام هاربها قال وكان يقول أخرجوا من قلوبكم حب الدنيا وأدخلوا قلوبكم حب الآخرة حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني

أبو همام الوليد بن شجاع قال ثنا مخلد يعني ابن حسين عن هشام وعن الحسن قال خرج هرم بن حيان وعبدالله بن عامر يؤمان الحجاز فجعل أعناق رواحلهما تخالجان الشجر فقال هرم لإبن عامر أتحب أنك شجرة من هذه الشجر فقال ابن عامر لا والله أنا لنرجو من رحمة الله ما هو أوسع من ذلك قال له هرم وكان أفقه الرجلين وأعلمهما بالله لكني والله لوددت أني شجرة من هذا الشجر قد أكلتني هذه الراحلة ثم قذفتني بعرا ولم أكابد الحساب يوم القيامة إما إلى الجنة وإما إلى النار ويحك يا ابن عامر إني أخاف الداهية الكبرى رواه جرير عن جابر عن حميد بن هلال نحوه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن الحسن الحذاء قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن يعني ابن مهدي قال حدثني يحيى بن المظفر قال ثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال استعمل هرم بن حيان فظن أن قومه سيأتونه فأمر بنار فأوقدت بينه وبين من يأتيه من القوم فجاءه قومه يسلمون عليه من بعيد فقال مرحبا بقومي أدنو قالوا والله ما نستطيع أن ندنو منك لقد حالت النار بينا وبينك قال وأنتم تريدون أن تلقوني في نار أعظم منها في نار جهنم قال فرجعوا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا خلف بن خليفة قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال قال هرم بن حيان اللهم إني أعوذ بك من شر زمان تمرد فيه صغيرهم وتآمر فيه كبيرهم وتقرب فيه آجالهم رواه الحسن عن هرم مثله
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا خلف بن خليفة عن أصبغ الوراق عن أبي نضرة أن عمر رضي الله تعالى عنه بعث هرم بن حيان على الخيل فغضب على رجل فأمر به فوجثت عنقه ثم أقبل على أصحابه فقال لا جزاكم الله خيرا ما نصحتموني حين قلت 1 ولا كففتموني عن غضبي والله لا ألي لكم عملا ثم كتب إلى

عمر يا أمير المؤمنين لا طاقة لي بالرعية فابعث إلى عملك
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسن الحذاء قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال ثنا أبو الأشهب قال ثنا الحسن أن هرم بن حيان كان على بعض تلك المغازي فاستأذنه رجل وهو يرى أنه يستأذنه لبعض الحوائج فلحق بأهله فلبث ما لبث ثم جاء فقال له أين كنت قال استأذنتك يوم كذا فأذنت لي قال فأردت ذلك لذلك قال نعم قال أبو الأشهب فبلغني أنه قال لذلك الرجل قولا شديدا ولم يكلمه أحد من جلسائه بحيث رأوا غضبه وهو يقول لأخيه ما يقول فقال لهم جزاكم الله من جلساء شرا تروني أقول لأخي ما أقول ولم ينهني أحد منكم عن ذلك اللهم خلف رجال السوء لزمان السوء رواه هشام عن الحسن نحوه وسليمان بن المغيرة عن حميد ابن هلال نحوه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال ثنا الحسين بن محمد عن شيبان عن قتادة قال ذكر لنا أن هرم بن حيان لما حضره الموت قيل له أوص قال ما أدري ما أوصي ولكن بيعوا درعي فاقضوا عني ديني فإن لم يفي فبيعوا غلامي وأوصيكم بخواتيم النحل ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر ابن موسى قال ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال قال قيل لهرم بن حيان العبدي أوص قال صدقتني نفسي في الحياة ومالي شئ أوصى به ولكني أوصيكم بخواتيم سورة النحل
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن اسماعيل قال ثنا خلف بن خليفة عن عون بن شداد عن هرم بن حيان أنه حين نزل به الموت قالوا له يا هرم أوص قال أوصيكم أن تقضوا عني ديني قالوا وما توصي يا هرم قال أوصيكم بآخر سورة النحل ثم قرأ عليهم ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة إلى قوله والذين هم محسنون رواه شعبة عن ابن يونس عن أبي قزعة والجريري عن أبي نضرة وهشام وأبي حمزة عن الحسن عن هرم نحوه

حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الواحد الحداد عن المنذر عن ثعلبة عن محمد بن زيد العبدي قال كان هرم إذا رأى أهله يكثرون الضحك أمرهم بالصلاة قال عبدالله وحدثني من سمع أبا عبدالله عبد الواحد باسناده وقال أمرهم بالصلاة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن ابن شؤذب قال قال هرم بن حيان لو قيل لي إني من أهل النار لم أدع العمل لئلا تلومني نفسي فتقول ألا صنعت ألا فعلت
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة قال ثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا سعيد بن سليمان عن عبد الواحد بن سليمان البراء 1 قال ثنا هشام بن حسان عن الحسن قال مات هرم بن حيان في يوم صائف شديد الحر فلما نفضوا أيديهم عن قبره جاءت سحابه تسير حتى قامت على قبره فلم تكن أطول منه ولا أقصر منه ورشته حتى روته ثم انصرفت
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك قال ثنا أيوب بن محمد الوزان قال ثنا ضمرة عن السري بن يحيى عن قتادة قال أمطر قبر هرم بن حيان من يومه وأنبت العشب من يومه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا حسين المروزي قال ثنا عمرو بن حمدان أبو النضر قال ثنا هشام عن الحسن قال لما مات هرم بن حيان رحمة الله عليه ورضوانه جاءته سحابة فظللت سريره فلما دفن رشت على القبر فما أصاب حول القبر شيئا 169
أبو مسلم الخولاني
ومنهم المتخلي عن الهموم والكرب المتسلي بالأوراد والنوب الخولاني أبو مسلم عبدالله بن ثوب حكيم الأمة وممثلها ومديم الخدمة ومحررها وقد قيل إن التصوف التخلي عن المنقضى الفاني والتسلي بالمتحدي الباقي

حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن الحسن قال ثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن سيار الحمصي قال ثنا يحيى بن سعيد قال عطاء بن يزيد عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين منهم أبو مسلم الخولاني وكان لا يجالس أحدا قط ولا يتكلم في شيء من أمر الدنيا إلا تحول عنه فدخل ذات يوم المسجد فنظر إلى نفر قد اجتمعوا فرجا أن يكونوا على ذكر خير فجلس إليهم فإذا بعضهم يقول قدم غلامي فأصاب كذا وكذا وقال آخر جهزت غلامي فنظر إليهم فقال سبحان الله أتدرون ما مثلي ومثلكم كرجل أصابه مطر غزير وابل فالتفت فإذا هو بمصرعين عظيمين فقال لو دخلت هذا البيت حتى يذهب عني هذا المطر فدخل فإذا البيت لا سقف له جلست إليكم وأنا أرجو أن تكونوا على ذكر وخير فإذا أنتم أصحاب الدنيا وقال له قائل حين كبر ورق لو قصرت عن بعض ما تصنع فقال أرأيتم لو أرسلتم الخيل في الخيلة 1 ألستم تقولون لفارسها دعها وارفق بها حتى إذا رأيتم الغاية فلا تستبقوا منها شيئا قالوا بلى قال فإني أبصرت الغاية وإن لكل ساع غاية وغاية كل ساع الموت فسابق ومسبوق
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا حسين المروزي قال ثنا ابن المبارك قال ثنا ابراهيم بن نشيط قال ثنا الحسن بن ثوبان أن أبا مسلم الخولاني دخل المسجد فنظر إلى نفر قد اجتمعوا فذكر مثله سواء إلى قوله فإذا أنتم أصحاب دنيا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أسامة قال ثنا محمد بن عمرو عن صفوان بن مسلم قال قال أبو مسلم الخواني كان الناس ورقا لا شوك فيه فإنهم اليوم شوك لا ورق فيه إن ساببتهم سابوك وإن ناقدتهم ناقدوك وإن تركتهم لم يتركوك رواه صفوان بن عمرو عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبي مسلم مثله وزاد وإن نفرت منهم يدركوك قال فما أصنع قال هب عرضك ليوم فقرك

وخذ شيء من لا شيء
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان بن عمرويه
حدثنا محمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا المقرىء قال ثنا ابن لهيعة قال ثنا ابن هبيرة أن كعبا كان يقول إن حكيم هذه الأمة أبو مسلم الخولاني حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبدالله بن أبي زياد قال ثنا سيار قال ثنا جعفر عن مالك ابن دينار قال بلغنا أن كعبا رأى أبا مسلم الخولاني فقال من هذا قالوا هذا أبو مسلم الخولاني قال هذا حكيم هذه الأمة
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سفيان قال سمعت أبا هارون موسى بن عيسى يقول كان يقال إن أبا مسلم الخولاني ممثل هذه الأمة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني يحيى بن عثمان الحربي قال ثنا أبو المليح عن يزيد يعني ابن جابر قال كان أبو مسلم الخولاني يكثر أن يرفع صوته بالتكبير حتى مع الصبيان وكان يقول أذكروا الله حتى يرى الجاهل أنكم مجانين
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن الحسن قال قال أبو مسلم الخولاني أرأيتم نفسا إن أنا أكرمتها ونعمتها وودعتها ذمتني غدا عند الله وإن أنا أسخطتها وأنصبتها وأعملتها أو كما قال رضيت عني غدا قالوا من تيكم يا أبا مسلم قال تيكم والله نفسي
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني عبدالله بن عبدالرحمن السمرقندي قال ثنا مروان قال ثنا محمد الظاهري قال ثنا سعيد بن عبدالعزيز قال قال أبو مسلم الخولاني لو قيل لي إن جهنم تسعر ما استطعت أن أزيد في عملي
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث قال ثنا هدبة

قال ثنا حماد سلمة عن القاسم أن أبا مسلم الخولاني أسلم على عهد معاوية فقيل ما منعك أن تسلم على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم فقال إني وجدت هذه الأمة على ثلاث أصناف صنف يدخلون الجنة بغير حساب وصنف يحاسبون حسابا يسيرا وصنف يصيبهم شيء ثم يدخلون الجنة فأردت أن أكون من الأولين فإن لم أكن منهم كنت من الذين يحاسبون حسابا يسيرا فإن لم أكن منهم كنت من الذين يصيبهم شيء ثم يدخلون الجنة كذا رواه أسلم على عهد معاوية ولكن هاجر إلى الأرض المقدسة في أيام معاوية 1 وسكنها
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا علي بن ثابت عن جعفر بن برقان عن أبي عبدالله الحرسي وكان من حرس عمر بن عبد العزيز قال دخل أبو مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان وقال السلام عليك أيها الأجير فقال الناس الأمير يا أبا مسلم ثم قال السلام عليك أيها الأجير فقال الناس الأمير فقال معاوية دعوا أبا مسلم هو أعلم بما يقول قال أبو مسلم إنما مثلك مثل رجل استأجر أجيرا فولاه ماشيته وجعل له الأجر على أن يحسن الرعية ويوف جزازها وألبانها فإن هو أحسن رعيتها ووفر جزازها حتى تلحق الصغيرة وتسمن العجفاء أعطاه أجره وزاد من قبله زيادة وإن هو لم يحسن رعيتها وأضاعها حتى تهلك العجفاء وتعجف السمينة ولم يوفر جزازها وألبانها غضب عليه صاحب الأجر فعاقبه ولم يعطه الأجر فقال معاوية ما شاء الله كان
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هارون بن عبدالله قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط عن أبيه قال كان أبو مسلم الخولاني يطوف ينعى الإسلام فأتى معاوية فقيل له فأرسل إليه فدعاه 2 فقال له ما اسمك قال

معاوية قال بل أنت حدوثة قبر عن قليل إن عملت خيرا أجزيت به وإن عملت شرا أجزيت به يا معاوية إن عدلت على أهل الأرض جميعا ثم جرت على رجل واحد مال جورك بعدلك
حدثنا عبدالرحمن بن العباس قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال ثنا الهيثم بن خارجة ثنا اسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي مسلم الخولاني أنه كان إذا وقف على خربة قال يا خربة أين أهلك ذهبوا وبقيت أعمالهم وانقطعت الشهوات وبقيت الخطيئة ابن آدم ترك الخطيئة أهون من طلب التوبة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا المغيرة قال ثنا هشام بن الغاز حدثني يونس الهرم عن أبي مسلم الخولاني أنه نادى معاوية بن أبي سفيان وهو جالس على منبر دمشق فقال يا معاوية إنما أنت قبر من القبور إن جئت بشيء كان لك شيء وإن لم تجىء بشيء فلا شيء لك يا معاوية لا تحسبن الخلافة جمع المال وتفرقه ولكن الخلافة العمل بالحق والقول بالمعدلة وأخذ الناس في ذات الله عز و جل يا معاوية إنا لا نبالي بكدر الأنهار ما صفت لنا رأس عيننا وإنك رأس عيننا يا معاوية إياك أن تحيف على قبيلة من قبائل العرب فيذهب حيفك بعدلك فلما قضى أبو مسلم مقالته أقبل عليه معاوية فقال يرحمك الله
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا اسحاق بن إبراهيم الدبري أخبرنا عبدالرازق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي مسلم الخولاني قال مثل الإمام كمثل عين عظيمة صافية طيبة الماء يجري منها إلى نهر عظيم فيخوض الناس النهر فيكدرونه ويعود عليهم صفو العين فإن كان الكدر من قبل العين فسد النهر قال ومثل الإمام ومثل الناس كمثل فسطاط لا يستقل إلا بعمود لا يقوم العمود إلا بالأطناب أو قال بالأوتاد فكلما نزع وتد زاد العمود وهنا لا يصلح الناس إلا بالإمام ولا يصلح الإمام إلا بالناس
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا حسين

الزهري قال ثنا ابن المبارك قال ثنا اسماعيل بن عياش حدثني شرحبيل بن مسلم الخولاني عن عمر بن سيف الخولاني أنه سمع أبا مسلم الخولاني يقول لأن يولد [ لي ] مولود يحسن الله نباته حتى إذا استوى على شبابه وكان أعجب ما يكون إلى قبضه الله مني أحب إلي من أن يكون لي الدنيا وما فيها
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا الحكم بن نافع قال ثنا اسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم أن رجلين أتيا أبا مسلم الخولاني في منزله فقال بعض أهله هو في المسجد فأتيا المسجد فوجداه يركع فانتظرا انصرافه وأحصيا ركوعه فأحصى أحدهما أنه ركع ثلثمائة والآخر أربعمائة قبل أن ينصرف
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال حدثنا أبو المغيرة حدثني أبو بكر بن عبدالله بن أبي مريم الغساني حدثني عطية بن قيس أن أناسا من أهل دمشق أتوا أبا مسلم الخولاني في منزله وكان غازيا بأرض الروم فوجدوه قد احتفر في فسطاطه حفرة ووضع في الحفرة نطعا وأفرغ ماء فهو يتصلق فيه وهو صائم فقال له النفر ما يحملك على الصيام وأنت مسافر وقد رخص الله تعالى لك الفطر في السفر والغزو فقال لو حضر قتال أفطرت وتقويت للقتال إن الخيل لا تجري الغايات وهي بدنى انما تجري وهي ضمرات بين أيدينا أياما لها نعمل
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا الوليد يعني ابن مسلم عن عثمان بن أبي العاتكة قال كان من أمر أبي مسلم الخولاني أن علق سوطا في مسجده ويقول أنا أولى بالسواط من الدواب فإذا دخلته فترة مشق سافه سوطا أو سوطين وكان يقول لو رأيت الجنة عيانا ما كان عندي مستزاد ولو رأيت النار عيانا ما كان عندي مستزاد
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا عمرو بن علي قال ثنا معتمر قال سمعت سليمان بن يزيد العدوى يقول قال أبو مسلم يا أم مسلم سوى رحلك فإنه ليس على جهنم معبرة

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا خلاد بن يحيى قال ثنا سفيان بن عبد الملك بن عمير عن أبي مسلم الخولاني قال أربع لا يتقبلن في أربع في جهاد ولا حج ولا عمرة ولا صدقة الغول ومال اليتيم والخيانة والسرقة رواه جرير وعنبسة في جماعة عن عبدالملك
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن عبدالملك قال ثنا أبو اليمان قال ثنا اسماعيل عن شرحبيل بن مسلم عن مسلم الخولاني أن كعب الأحبار قال له كيف تجد لك قومك يا أبا مسلم [ أجدهم يا أبا اسحاق يجلوني ويكرموني فقال له كعب ما هكذا تقول التوراة يا أبا مسلم فقال ] 1 أبو مسلم وكيف تقول التوراة يا أبا اسحاق فقال كعب يا أبا مسلم إن التوراة تقول إن أعدى الناس بالرجل الصالح قومه يخاصمه الأقرب فالأقرب قال أبو مسلم وصدقت التوراة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال وجدت في كتاب أبي بخط يده يحدث عن محمد بن شعيب عن بعض مشيخة دمشق قال أقبلنا من أرض الروم قال فلما خرجنا من حمص متوجهين إلى دمشق مررنا العمير الذي يلي حمص على نحو من أربعة أميال في آخر الليل فلما سمع الراهب الذي في الصومعة كلامنا اطلع الينا فقال ما أنتم يا قوم فقلنا ناس من أهل دمشق أقبلنا من أرض الروم فقال هل تعرفون أبا مسلم الخولاني فقلنا نعم قال فإذا أتيتموه فأقرئوه السلام وأعلموه أنا نجده في الكتب رفيق عيسى ابن مريم عليه السلام أما إنكم إن كنتم تعرفونه لا تجدونه حيا قال فلما أشرفنا الغوطة بلغنا موته
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا عبدالملك بن محمد بن عدي قال ثنا صالح بن علي النوفلي قال ثنا عبدالوهاب بن نجدة قال ثنا اسماعيل بن عياش عن شرحبيل الخولاني قال بينا الأسود بن قيس بن ذي الحمار

العنسي 1 باليمن فأرسل إلى أبي مسلم فقال له أتشهد أن محمدا صلى الله عليه و سلم رسول الله قال نعم قال فتشهد أني رسول الله قال ما أسمع قال فأمر بنار عظيمة فأججت وطرح فيها أبو مسلم فلم تضره فقال له أهل مملكته إن تركت هذا في بلدك أفسدها عليك فأمره بالرحيل فقدم المدينة وقد قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر فعقل [ راحلته ] على باب المسجد وقام إلى سارية من سواري المسجد يصلي إليها فبصره به عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه فأتاه فقال من أين الرجل قال من اليمن قال فما فعل عدو الله بصاحبنا الذي حرقه بالنار فلم تضره قال ذاك عبدالله بن ثوب قال نشدتك بالله أنت هو قال اللهم نعم قال فقبل ما بين عينيه ثم جاء [ به ] حتى أجلسه بينه وبين أبي بكر وقال الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه و سلم من فعل به كما فعل بابراهيم [ خليل الرحمن ] عليه السلام قال الحوطي قال اسماعيل فانا أدركت قوما من المدادين الذين مدوا من اليمن يقولون لقوم عن عنس صاحبكم الذي حرق صاحبنا بالنار فلم تضره أخبرنا ثابت بن أحمد قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبدالملك مثله والسياق له
حدثنا محمد بن حيان قال ثنا عبيد الله بن عبدالرحمن بن واقد قال حدثني أبي قال ثنا ضمرة عن بلال بن كعب العكي قال كان الظبي يمر بأبي مسلم الخولاني فيقول له الصبيان أدع الله يحبسه علينا نأخذه بأيدينا فكان يدعو الله عز و جل فيحبسه حتى يأخذوه بأيديهم
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أبو زرعة قال ثنا سعيد بن أسد قال ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال كان أبو مسلم الخولاني إذا انصرف إلى منزله من المسجد كبر على باب منزله فتكبر امرأته فإذا كان في صحن داره

كبر فتجيبه امرأته [ وإذا بلغ باب بيته كبر فتتجيبه امرأته ] فانصرف ذات ليلة فكبر عند باب داره فلم يجبه أحد [ فلما كان في الصحن كبر فلم يجبه أحد فلما كان عند باب بيته كبر فلم يجبه أحد ] وكان إذا دخل بيته أخذت امرأته رداءه ونعليه ثم أتته بطعامه قال فدخل البيت فاذا البيت ليس فيه سراج وإذا امرأته جالسة في البيت منكسة تنكت بعود معها فقال لها مالك قالت أنت لك منزلة من معاوية وليس لنا خادم فلو سألته فأخدمنا وأعطاك فقال اللهم من أفسد على امرأتي فأعم بصرها قال وقد جاءتها امرأة قبل ذلك فقالت لها زوجك له منزلة من معاوية فلو قلت له يسأل معاوية يخدمه ويعطيه عشتم قال فبينا تلك المرأة جالسة في بيتها إذ أنكرت بصرها فقالت ما لسراجكم طفىء قالوا لا فعرفت ذنبها فأقبلت إلى أبي مسلم تبكي وتسأله أن يدعو الله عز و جل لها أن يرد عليها بصرها قال فرحمها أبو مسلم فدعا الله لها فرد عليها بصرها ومن مسانيد حديثه
حدثنا حمد بن محمد بن الفضل قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا الزبير بن بكار قال ثنا عبدالعزيز عن ياسين بن عبدالله بن عروة عن أبي مسلم الخولاني عن معاوية بن أبي سفيان أنه خطب الناس وقد حبس العطاء شهرين أو ثلاثة فقال له أبو مسلم يا معاوية إن هذا المال ليس بمالك ولا مال [ أبيك ولا مال ] أمك فأشار معاوية إلى الناس أن امكثوا ونزل 1 [ فاغتسل ثم رجع فقال أيها الناس إن أبا مسلم ذكر أن هذا المال ليس بمالي ولا بمال أبي ولا أمي وصدق أبو مسلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الغضب من الشيطان والشيطان من النار والماء يطفىء النار فإذا غضب أحدكم فليغتسل أغدوا على عطاياكم على بركة الله عز و جل

حدثنا أبو بكر بن خلاد أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ثنا كثير بن هشام قال ثنا جعفر بن برقان قال ثنا حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال دخلت مسجد دمشق فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا لا يتكلم ساكت فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه فقلت لجليس لي من هذا قال هذا معاذ بن جبل فوقع في نفسي حبه فمكثت معهم حتى تفرقوا ثم هجرت 1 إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية فصليت ثم جلست فاحتبيت بردائي وجلس فسكت لا أكلمه وسكت لا يكلمني ثم قلت إني والله لأحبك قال فيم تحبني قلت في الله عز و جل قال فأخذ يحبوتي فجرني إليه هنيهة ثم قال أبشر إن كنت صادقا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء قال فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت فقلت يا أبا الوليد ألا أحدثك ما حدثني به معاذ بن جبل في المتحابين قال وأنا أحدثك عن النبي صلى الله عليه و سلم يرفعه إلى الرب عزوجل قال حقت محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتناصحين في وعن جبير بن نفير عن أبي مسلم الخولاني أنه سمعه يقول أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما أوحي الله إلي أن أجمع المال وأكون من التاجرين ولكن أوحى إلي أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين رواه جبير عن أبي مسلم مرسلا ] 2 170
الحسن البصري
ومنهم حليف الخوف والحزن أليف الهم والشجن عديم النوم والوسن

أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن الفقيه الزاهد المتشمر العابد كان لفضول الدنيا وزينتها نابذا ولشهوة النفس ونخوتها واقذا 1 وقد قيل إن التصوف التنقية من الدرن والتوقية من البدن للتبقية في العدن
حدثنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن مخلد قال ثنا أحمد بن موسى الشوطي قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا مالك بن مغول عن محمد عن جحادة عن الحسن قال ذهبت المعارف وبقيت المناكر ومن بقي من المسلمين فهو مغموم
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث قال ثنا محمد بن المغيرة قال ثنا عمران بن خالد قال قال الحسن إن المؤمن يصبح حزينا ويمسي حزينا ولا يسعه غير ذلك لأنه بين مخافتين بين ذنب قد مضى لا يدري ما الله يصنع فيه وبين أجل قد بقي لا يدري ما يصيب فيه من المهالك
حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان الثوري عن يونس قال كان الحسن رحمه الله قلبه محزونا
حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا أبو غسان مالك بن اسماعيل قال ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي قال ثنا الحجاج بن دينار قال كان الحكم ابن [ حجل ] 2 صديقا لابن سيرين فلما مات ابن سيرين حزن عليه حتى جعل يعاد كما يعاد المريض فحدث بعد قال رأيت أخي في المنام يعني ابن سيرين فرأيته في قصر فذكر من هيئته وأنه على أفضل حال فقلت له أي أخي قد أراك في حال يسرني فما صنع الحسن قال رفع فوقي بتسعين 3 درجة فقلت ومم ذاك قال بطول حزنه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط حدثني أبي قال سمعت الحسن يقول إن المؤمن يصبح

حزينا ويمسي حزينا وينقلب باليقين في الحزن ويكفيه ما يكفي العنيزة الكف من التمر والشربة من الماء
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدالله بن أبي داود قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا عباد عن هشام عن الحسن قال إن المؤمن يصبح حزينا ويمسي حزينا وينقلب في الحزن ويكفيه ما يكفي العنيزة
حدثنا محمد بن علي قال ثنا أبو عروبة قال ثنا أبو الأشعث قال ثنا حزم بن أبي حزم قال سمعت الحسن يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما يسع المؤمن في دينه إلا الحزن
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا إبراهيم بن عيسى اليشكري قال ما رأيت [ أحدا ] أطول حزنا من الحسن وما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة
حدثنا أحمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن العباس بن أيوب قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا زافر بن سليمان قال ذكر أبو مروان بشر الرحال عن الحسن قال يحق لمن يعلم أن الموت مورده وأن الساعة موعده وأن القيام بين يدي الله تعالى مشهده أن يطول حزنه
حدثنا مخلد بن جعفر قال ثنا سعيد بن عجب قال ثنا سعيد بن بهلوان قال ثنا عباد بن كليب عن أسد بن سليمان عن الحسن قال طول الحزن في الدنيا تلقيح العمل الصالح
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا عبد الصمد بن حسان قال ثنا السري بن يحيى عن الحسن أنه قال والله ما من الناس رجل أدرك القرن الأول أصبح بين ظهرانيكم إلا أصبح مغموما وأمسى مغموما
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت هشام بن حسان قال ثنا السري ابن يحيى عن الحسن أنه قال والله لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا حزن وذبل وإلا نصب وإلا ذاب و [ إلا ] تعب
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت حوشبا يقول سمعت الحسن يحلف بالله يقول والله يا ابن آدم لئن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك

وليشتدن 1 في الدنيا خوفك وليكثرن في الدنيا بكاؤك
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا أبو حميد أحمد بن محمد الحمصي قال ثنا يحيى بن سعيد قال ثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين فمنهم الحسن بن أبي الحسن 2 فما رأينا أحدا من الناس كان أطول حزنا منه ما كنا نراه إلا أنه حديث عهد بمصيبة ثم قال نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا فقل لا أقبل منكم شيئا ويحك يا ابن آدم هل لك بمحاربة الله طاقة إنه من عصى الله فقد حاربه والله لقد أدركت سبعين بدريا أكثر لباسهم الصوف ولو 3 رأيتموهم قلتم مجانين ولو رأوا خياركم لقالوا ما لقالوا ما لهؤلاء من خلاق ولو رأوا شراركم لقالوا ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب ولقد رأيت أقواما [ كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه ولقد رأيت أقواما ] يمسي أحدهم وما يجد عنده إلا قوتا فيقول لا أجعل هذا كله في بطني لأجعلن بعضه لله عز و جل فيتصدق ببعضه وإن كان هو أحوج ممن يتصدق به عليه [ كتابه إلى عمر بن عبدالعزيز ]
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا عبيد الله ابن حرب بن جبلة قال ثنا حمزة بن رشيد أبو علي قال حدثني عمرو بن عبدالله القرشي عن أبي حميد الشامي قال كتب الحسن إلى عمر بن عبدالعزيز وحدثني محمد بن بدر قال ثنا حماد بن مدرك قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن يزيد الليثي قال ثنا معن بن عيسى قال ثنا ابراهيم عن عبدالله بن أبي الأسود عن الحسن أنه كتب إلى عمر بن عبدالعزيز والسياق لأبي حميد الشامي أعلم أن التفكر يدعو إلى الخير والعمل به والندم على الشر يدعو إلى

تركه وليس ما يفنى وإن كان كان كثيرا يعدل ما يبقى وإن طلبه عزيزا واحتمال المؤونة المنقطعة التي تعقب الراحة الطويلة خير من تعجيل راحة منقطعة تعقب مؤونة باقية فاحذر هذه الدار الصارعة الخادعة الخاتلة التي قد تزينت بخدعها وغرت بغرورها وقتلت أهلها بأملها وتشوفت لخطابها فأصبحت كالعروس المجلوة العيون إليها ناظرة والنفوس لها عاشقة والقلوب إليها والهة ولألبابها دامغة وهي لأزواجها كلهم قاتلة فلا الباقي بالماضي معتبر ولا الآخر بما رأى من الأول مزدجر ولا اللبيب بكثرة التجارب منتفع ولا العارف [ بالله ] والمصدق له حين أخبر عنها مدكر فأبت القلوب لها إلا حبا وأبت النفوس بها إلا ضنا وما هذا منالها إلا عشقا ومن عشق شيئا لم يعقل غيره ومات في طلبه أو 1 يظفر به فهما عاشقطالبان لها فعاشق قد ظفر بها واغتر وطغى ونسي بها المبدأ والمعاد فشغل بها لبه وذهل فيها عقله حتى زلت عنها قدمه وجاءته أسر ما كانت له منيته 2 فعظمت ندامته وكسرت حسرته واشتدت كربته مع ما عالج من سكرته واجتمعت عليه سكرات الموت بألمه 3 وحسرة الموت بغصته غير موصوف ما نزل به وآخر مات قبل أن يظفر منها بحاجته فذهب بكربه وغمه لم يدرك منها ما طلب ولم يرح نفسه من التعب والنصب خرجا جميعا بغير زاد وقدما على غير مهاد فاحذرها الحذر كله فإنها مثل الحية لين مسها وسمها يقتل فاعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها وضع عنك همومها لما عاينت من فجائعها وأيقنت به من فراقها وشدد ما اشتد منها لرخاء ما يصيبك 4 وكن [ أسر ] ما تكون فيها احذر ما تكون لها فإن صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرور له أشخصته عنها بمكروه وكلما ظفر بشيء منها وثنى رجلا عليه انقلبت به

فالسار فيها غار والنافع فيها غدا ضار 1 صل الرخاء فيها بالبلاء وجعل البقاء فيها إلى فناء سرورها مشوب بالحزن وآخر الحياة فيها الضعف والوهن فانظر إليها نظر الزاهد المفارق ولا تنظر نظر العاشق الوامق واعلم أنها تزيل الثاوي الساكن وتفجع المغرور الآمن لا يرجع ما تولى منها فادبر ولا يدرى ما هو آت فيها فينتظر فاحذرها فإن أمانيها كاذبة وإن آمالها باطلة عيشها نكد وصفوها كدر وأنت منها على خطر إما نعمة زائلة وإما بلية نازلة وإما مصيبة موجعة وإما منية قاضية فلقد كدت عليه المعيشة إن عقل وهو من النعماء على خطر ومن البلوى على حذر ومن المنايا على يقين فلو كان الخالق تعالى لم يخبر عنها بخبر ولم يضرب لها مثلا ولم يأمر فيها بزهد لكانت الدار قد أيقظت النائم ونبهت الغافل فكيف وقد جاء من الله تعالى عنها زاجر وفيها واعظ فما لها عند الله عز و جل قدر ولا لها عند الله تعالى وزن من الصغر ولا تزن عند الله تعالى مقدار حصاة من الحصا ولا مقدار ثراه في جميع الثرى 2 ولا خلق خلقا فيما بلغت أبغض إليه من الدنيا ولا نظر إليها منذ خلقها مقتا لها ولقد عرضت على نبينا صلى الله عليه و سلم بمفاتيحها وخزائنها ولم ينقصه ذلك عنده جناح بعوضة فأبى أن يقبلها وما منعه من القبول لها ولا ينقصه عند الله تعالى شيء إلا أنه علم أن الله تعالى أبغض شيئا فأبغضه وصغر شيئا فصغره ووضع شيئا فوضعه ولو قبلها كان الدليل على حبه إياها قبولها ولكنه كره أن يحب ما أبغض خالقه وأن يرفع ما وضع مليكه ولو لم يدله على صغر هذه الدار إلا أن الله تعالى حقرها أن يجعل خيرها ثوابا للمطيعين وأ ن يجعل عقوبتها عذابا للعاصين فأخرج ثواب الطاعة منها وأخرج عقوبة المعصية عنها وقد يدلك على شر هذه الدار أن الله تعالى

زواها عن أنبيائه وأحبائه اختبارا وبسطا لغيرهم اعتبارا واغترارا ويظن المغرور بها والمفتون عليها أنه إنما أكرمه بها ونسي ما صنع بمحمد المصطفى صلى الله عليه و سلم وموسى المختار عليه السلام بالكلام له وبمناجاته فأما محمد صلى الله عليه و سلم فشد الحجر على بطنه من الجوع وأما موسى عليه السلام فرئي خضرة البقل من صفاق بطنه من هزاله ما سأل الله تعالى يوم أوى إلى الظل إلا طعاما يأكله من جوعه ولقد جاءت الروايات عنه أن الله تعالى أوحى إليه أن يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين وإذا رأيت الغنى قد أقبل فقل ذنب عجلت عقوبته وإن شئت ثلثته بصاحب الروح والكلمة 1 ففي أمره عجيبة كان يقول أدمى الجوع وشعاري الخوف ولباسي الصوف ودابتي رجلي وسراجي بالليل القمر وصلايتي في الشتاء الشمس وفاكهتي وريحاني ما أنبتت الأرض للسباع والأنعام أبيت وليس لي شيء وليس أحد أغنى مني ولو شئت ربعت بسليمان ابن داود عليهما السلام فليس دونهم في العجب يأكل خبز الشعير في خاصته ويطعم أهله الخشكار والناس الدرمك فإذا جنه الليل لبس المسوح وغل اليد إلى العنق وبات باكيا حتى يصبح يأكل الخشن من الطعام ويلبس الشعر من الثياب كل هذا يبغضون ما أبغض الله عز و جل ويصغرون ما صغر الله تعالى ويزهدون فيما فيه زهد ثم اقتص الصالحون بعد منهاجهم وأخذوا بآثارهم وألزموا الكد والعير 3 وألطفوا التفكر وصبروا في مدة الأجل القصير عن متاع الغرور الذي إلى الفناء يصير ونظروا إلى آخر الدنيا ولم ينظروا إلى أولها ونظروا إلى عاقبة مرارتها ولم ينظروا إلى عاجلة حلاوتها ثم ألزموا أنفسهم الصبر أنزلوها من أنفسهم بمنزلة الميتة التي لا يحل الشبع منها إلا في حال الضرورة إليها فأكلوا منها بقدر ما يرد النفس ويقي

الروح ومكن اليوم 1 وجعلوها بمنزلة الجيفة التي قد اشتد نتن ريحها فكل من مر بها أمسك على أنفه منها فهم يصيبون منها لحال الضر ولا ينتهون منها إلى الشبع من النتن فقرنت 2 عنهم وكانت هذه منزلتها من أنفسهم فهم يعجبون من الآكل منها شبعا والمتلذذ بها أشرا ويقولون في أنفسهم أما ترى هؤلاء لا يخافون من الأكل أما يجدون ريح النتن وهي والله يا أخي في العاقبة والآجلة أنتن من الجيفة المرصوفة غير أن أقواما استعجلوا الصبر فلا يجدون ريح النتن والذي نشأ في ريح الإرهاب النتن لا يجد نتنه ولا يجد من ريحه ما يؤذي المارة والجالس عنده 3 وقد يكفي العاقل منها أنه من مات عنها وترك مالا كثيرا سره أنه كان فيها فقيرا أو شريفا أنه كان فيها وضيعا أو كان فيها معافى سره أنه كان فيها مبتلى أو كان مسلطنا سره أنه كان فيها سوقة وإن فارقتها سرك أنك كنت أوضع أهلها ضعة وأشدهم فيها فاقة أليس ذلك الدليل على خزيها لمن يعقل أمرها والله لو كانت الدنيا من أراد منها شيئا وجده إلى جنبه من غير طلب ولا نصب غير أنه إذا أخذ منها شيئا لزمته حقوق الله فيه وسأله عنه ووقفه على حسابه لكان ينبغي للعاقل أن لا يأخذ منها إلا قدر قوته وما يكفي حذر السؤال وكراهية لشدة الحساب وإنما الدنيا إذا فكرت فيها ثلاثة أيام يوم [ مضى ] لا ترجوه ويوم أنت فيه ينبغي لك أن تغتنمه ويوم [ يأتي ] لا تدري أنت من أهله أم لا ولا تدري لعلك تموت قبله فأما أمس فحكيم مؤدب وأما اليوم فصديق مودع غير أن أمس وإن كان [ قد ] فجعك بنفسه فقد أبقى في يديك حكمته وإن كنت قد أضعته فقد جاءك خلف منه وقد كان عنك طويل الغيبة وهو الآن عنك سريع الرحلة وغدا أيضا في يديك منه أمله فخذ الثقة بالعمل واترك الغرور بالأمل قبل حلول الأجل وإياك أن تدخل على اليوم هم غد أو هم ما بعده زدت في حزنك وتعبك وأردت أن

تجمع في يومك ما يكفيك أيامك هيهات كثر الشغل وزاد الحزن وعظم التعب وأضاع العبد العمل بالأمل ولو أن الأمل في غدك خرج من قلبك أحسنت اليوم في عملك واقتصرت لهم يومك غير أن الأمل منك في الغد دعاك إلى التفريط ودعاك إلى المزيد في الطلب ولئن شئت واقتصرت لأصفن لك الدنيا ساعة بين ساعتين ساعة ماضية وساعة آتية وساعة أنت فيها فاما الماضية والباقية فليس تجد لراحتهما لذة ولا لبلائهما ألما وإنما الدنيا ساعة أنت فيها فخدعتك تلك الساعة عن الجنة وصيرتك إلى النار وإنما اليوم إن عقلت ضيف نزل بك وهو مرتحل عنك فان أحسنت نزله وقراه شهد لك وأثنى عليك بذلك وصدق فيك وإن أسأت ضيافته ولم تحسن قراه جال في عينيك وهما يومان بمنزلة الأخوين نزل بك أحدهما فأسأت إليه ولم تحسن قراه فيما بينك وبينه فجاءك الآخر بعده فقال إني قد جئتك بعد أخي فإن إحسانك إلي يمحو إساءتك اليه ويغفر لك ما صنعت فدونك إذ نزلت بك وجئتك بعد أخي المرتحل عنك فلقد ظفرت بخلف منه إن عقلت فدارك ما قد أضعت وإن ألحقت الآخر بالأول فما أخلقك إن تهلك بشهادتهما عليك إن الذي بقي من العمر لأثمن له ولا عدل فلو جمعت الدنيا كلها ما عدلت يوما بقي من عمر صاحبه فلا تبع اليوم ولا تعدله من الدنيا بغير ثمنه ولا يكونن المقبور أعظم تعظيما لما في يديك منك وهو لك فلعمري لو أن مدفونا في قبره قيل له هذه الدنيا أولها إلى آخرها تجعلها لولدك من بعدك يتنعمون فيها من ورائك فقد كنت وليس لك هم غيرهم أحب اليك أم يوم تترك فيه تعمل لنفسك لاختار ذلك وما كان ليجمع مع اليوم شيئا إلا اختار اليوم عليه رغبة فيه وتعظيما له بل لو اقتصر على ساعة خيرها وما بين أضعاف ما وصفت لك وأضعافه [ يكون لسواه إلا اختار الساعة لنفسه على أضعاف ذلك يكون لغيره بل لو اقتصر على كلمة يقولها تكتب له وبين ما وصفت لك وأضعافه ] لاختار الكلمة الواحدة عليه فانتقد اليوم لنفسك وأبصر الساعة وأعظم الكلمة واحذر الحسرة عند نزول السكرة ولا تأمن أن تكون لهذا الكلام حجة نفعنا الله وإياك بالموعظة ورزقنا وإياك

خير العواقب والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو طالب بن سوادة قال ثنا يوسف بن بحر المروزي قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء قال ثنا أبو عبيدة سعيد بن رزين 1 قال سمعت الحسن يعظ أصحابه يقول إن الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها سعد بها ونفعته صحبتها ومن صحبها على الرغبة فيها والمحبة لها شقي بها وأجحف بحظه من الله عز و جل ثم أسلمته إلى ما لا صبر له عليه ولا طاقة له به من عذاب الله فأمرها صغير ومتاعها قليل والفناء عليها مكتوب والله تعالى ولى ميراثها وأهلها محولون عنها إلى منازل لا تبلى ولا يغيرها طول الثواء منها يخرجون فاحذروا ولا قوة إلا بالله ذلك الموطن وأكثروا ذكر ذلك المفلت واقطع يا ابن آدم من الدنيا أكثر همك أو لتقطعن حبالها بك فينقطع ذكر ما خلقت له من نفسك ويزيغ عن الحق قلبك وتميل إلى الدنيا فترديك وتلك منازل سوء بين ضرها منقطع نفعها مفضية والله بأهلها إلى ندامة طويلة وعذاب شديد فلا تكونن يا ابن آدم مغترا ولا تأمن مالم يأتك الأمان منه فإن الهول الأعظم ومفظعات الأمور أمامك لم تخلص منها حتي الآن ولا بد من ذلك المسلك وحضور تلك الأمور إما يعافيك من شرها وينجيك من أهوالها وإما الهلكة وهي منازل شديدة مخوفة محذورة مفزعة للقلوب فلذلك فاعدد ومن شرها فاهرب ولا يلهينك المتاع القليل الفاني ولا تربص بنفسك فهي سريعة الانتقاص 2 من عمرك فبادر أجلك ولا تقل غدا غدا فإنك لا تدري متى إلى الله تصير واعلموا أن الناس أصبحوا جادين في زينة الدنيا يضربون في [ كل ] غمرة وكل معجب بما هو فيه راض به حريص على أن يزداد منه فما لم يكن من ذلك لله عز و جل وفي طاعة الله فقد [ خسر أهله وضاع سعيه وما كان من ذلك في الله وفي طاعة الله فقد ] أصاب أهله به وجه أمرهم ووفقوا فيه بحظهم عندهم كتاب الله وعهده وذكر ما مضى وذكر ما بقى والخبر عمن وراءهم كذلك أمر الله اليوم وقبل ذلك أمره فيمن مضى

لأن حجة الله بالغة والعذر بارز وكل مواف الله ولما عمل ثم يكون القضاء من الله في عباده على أحد أمرين فمقضي له رحمته وثوابه فيالها نعمة وكرامة ومقضي له سخطه وعقوبته فيالها حسرة وندامة ولكن حق على من جاءه البيان من الله بأن هذا أمره وهو واقع أن يصغر في عينه ما هو عند الله صغير وأن يعظم في نفسه ما هو عند الله عظيم أو ليس ما ذكر الله من الكراهة لأهلها فيما بعد الموت والهوان ما يطيب نفس امرىء عن عيشة دنياه فإنها قد أذنت بزوال لا يدوم نعيمها ولا يؤمن فجائعها يبلى جديدها ويسقم صحيحها ويفتقر غنيها ميالة بأهلها لعابة بهم على كل حال ففيها عبرة لمن اعتبر وبيان فعلي منتظر ! يا ابن آدم أنت اليوم في دار هي لافظتك وكأن قد بدا لك أمرها فإلى الصرام ما يكون سريعا 1 ثم يفضي بأهلها إلى أشد الأمور وأعظمها خطرا فاتق الله يا ابن آدم وليكن سعيك في دنياك لآخرتك فإنه ليس لك من دنياك شيء إلا ما صدرت أمامك فلا تدخرن عن نفسك مالك ولا تتبع نفسك ما قد علمت أنك تاركه خلفك ولكن تزود لبعد الشقة واعدد العدة أيام حياتك وطول مقامك قبل أن ينزل بك من قضاء الله ما هو نازل فيحول دون الذي تريد فإذا أنت يا ابن آدم قد ندمت حيث لا تغني الندامة عنك ارفض الدنيا ولتسخ بها نفسك ودع منها الفضل فإنك إذا فعلت ذلك أصبت أربح الأثمان من نعيم لا يزول ونجوت من عذاب شديد ليس لأهله راحة ولا فترة 2 فاكدح لما خلقت له قبل أن تفرق بك الأمور فيشق عليك اجتماعها صاحب الدنيا بجسدك وفارقها بقلبك ولينفعك ما قد رأيت مما قد سلف بين يديك من العمر وحال بين أهل الدنيا وبين ما هم فيه فإنه عن قليل فناؤه ومخوف وباله وليزدك إعجاب أهلها بها زهدا فيها

وحذرا منها فإن الصالحين كذلك كانوا واعلم يا ابن آدم أنك تطلب أمرا عظيما لا يقصر فيه إلا المحروم الهالك فلا تركب الغرور وأنت ترى سبيله ولا تدع حظك وقد عرض عليك وأنت مسئول ومقول لك فأخلص عملك وإذا أصبحت فانتظر الموت وإذا أمسيت فكن على ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله وإن أنجى الناس من عمل بما أنزل الله في الرخاء والبلاء وأمر العباد بطاعة الله وطاعة رسوله فانكم أصبحتم في دار مذمومة خلقت فتنة وضرب لأهلها أجل إذا انتهوا إليه يبيد أخرج نباتها وبث فيها من كل دابة ثم أخبرهم بالذي هم إليه صائرون وأمر عباده فيما أخرج لهم من ذلك بطاعته وبين لهم سبيلها يعني سبيل الطاعة ووعدهم عليها الجنة وهم في قبضته ليس منهم بمعجز له وليس شيء من أعمالهم يخفى عليه سعيهم فيها شتى بين عاص ومطيع له ولكل جزاء من الله بما عمل ونصيب غير منقوص ولم أسمع الله تعالى فيما عهد إلى عباده وأنزل عليهم في كتابه رغب في الدنيا أحدا من خلقه ولا رضي له بالطمأنينة فيها ولا الركون إليها بل صرف الآيات وضرب الأمثال بالعيب لها والنهى عنها ورغب في غيرها وقد بين العباده [ أن ] الأمر الذي خلقت له الدنيا وأهلها عظيم الشأن هائل المطلع نقلهم عنه أراه إلا دار لا يشبه ثوابهم ثوابا ولا عقابهم عقابا لكنها دار خلود يدين الله تعالى فيه العباد بأعمالهم يم ينزلهم منازلهم لا يتغير فيها بؤس عن أهلها ولا نعيم فرحم الله عبدا طلب الحلال جهده حتى إذا دار في يده وجهه وجهه الذي هو وجهه ويحك يا ابن آدم ما يضرك الذي أصابك من شدائد الدنيا إذا خلص لك خير الآخرة ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر هذا فضح القوم ألهاكم التكاثر عن الجنة عند دعوة الله تعالى وكرامته والله لقد صحبنا أقواما كانوا يقولون ليس لنا في الدنيا حاجة ليس لها خلقنا فطلبوا الجنة بغدوهم ورواحهم وسهرهم نعم والله حتى أهرقوا فيها دماءهم ورجوا فأفلحوا ونجوا هنيئا لهم لا يطوي أحدهم ثوبا ولا يفترشه ولا تلقاه إلا صائما ذليلا متبائسا

خائفا [ حتى إذا دخل إلى أهله إن قرب إليه شيء أكله وإلا سكت لا يسألهم عن شيء ما هذا وما هذا ثم قال ... ليس من مات فاستراح بميت ... أنما الميت ميت الأحياء ...
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن عبدالله بن رسته قال ثنا طالوت ابن عباد قال ثنا عبد المؤمن أن عبيد الله بن 1 الحسن قال يا ابن آدم عملك عملك فانما هو لحمك ودمك فانظر على أي حال تلقى عملك إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها صدق الحديث والوفاء بالعهد وصلة الرحم ورحمة الضعفاء وقلة الفخر والخيلاء وبذل المعروف وقلة المباهاة للناس وحسن الخلق وسعة الخلق مما يقرب إلى الله عز و جل يا ابن آدم إنك ناظر إلى عملك يوزن خيره وشره فلا تحقرن من الخير شيئا وإن هو صغر فانك إذا رأيته سرك مكانه ولا تحقرن من الشر شيئا فإنك إذا رأيته ساءك مكانه فرحم الله رجلا كسب طيبا وأنفق قصدا وقدم فضلا ليوم فقره وفاقته هيهات هيهات ذهبت الدنيا بحالتي مآلها وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم وقد أسرع بخياركم فما تنتظرون المعاينة فكأن قد إنه لا كتاب بعد كتابكم ولا نبي بعد نبيكم يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ولا تبيعن آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا مالك بن مغول عن حميد قال بينما الحسن في يوم من رجب في المسجد وهو يمص ماء ويمجه تنفس تنفسا شديدا ثم بكى حتى ارتعدت منكباه ثم قال لو أن بالقلوب حياة لو أن بالقلوب صلاحا لأبكيتكم من ليلة صبيحتها يوم القيامة إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر فيه من عورة بادية

ولا عين باكية من يوم القيامة
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أحمد حدثني أبي قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا بن مغول قال قال الحسن غذا كل امرىء فيما يهمه ومن هم بشيء أكثر من ذكره إنه لا عاجلة لمن لا آخرة له ومن آثر دنياه على آخرته فلا دنيا له ولا آخرة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا إبراهيم بن عيسى اليشكري قال سمعت الحسن إذا ذكر صاحب الدنيا يقول والله ما بقيت له ولا بقي لها ولا سلم من تبعتها ولا شرها ولا حسابها ولقد أخرج منها في خرق
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا عبدالله بن محمد بن النعمان قال ثنا محمد بن آدم المصيصي وكان يقال إنه من الأبدال قال ثنا مخلد بن الحسين عن هشام عن الحسن في قوله عز و جل هاؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه قال إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل وإن المنافق أساء الظن فأساء العمل
حدثنا أبو مسعود عبدالله بن محمد بن أحمد الأديب قال ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي قال ثنا أبو حاتم السجستاني قال ثنا الأصمعي قال ثنا عيسى بن عمر قال قال الحسن حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور واقرعوا النفوس فإنها خليعة ] وإنكم إن أطعمتوها تنزل بكم إلى شر غاية
حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله القاري قال ثنا عبيد بن الحسن قال ثنا سليمان بن داود قال ثنا أبو معاوية الضرير قال ثنا العوام بن حوشب قال سمعت الحسن يقول من كانت له أربع خلال حرمه الله على النار وأعاذه من الشيطان من يملك نفسه عند الرغبة والرهبة وعند الشهوة وعند الغضب
حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبد الله الكاتب قال ثنا الحسن بن علي الطوسي قال ثنا محمد بن عبدالكريم قال ثنا الهيثم بن عدي قال ثنا أبو بكر الهذلي قال كنا [ نجلس ] عند الحسن فأتاه آت فقال يا أبا سعيد دخلنا آنفا

على عبد الله بن الأهتم فإذا هو يجود بنفسه فقلنا يا أبا معمر كيف تجدك قال أجدني والله وجعا ولا أظنني إلا لما بي ولكن ما تقولون في مائة ألف في هذا الصندوق لم تؤد منها زكاة ولم يوصل منها رحم فقلنا يا أبا معمر فلم كنت تجمعها قال كنت والله أجمعها لروعة الزمان وجفوة السلطان ومكاثرة العشيرة فقال الحسن انظروا هذا البائس أنى أتاه [ الشيطان ] فحذره روعة زمانه وجفوة سلطانه عما استودعه الله إياه وعمره 1 فيه خرج والله منه كئيبا حزينا ذميما مليما أيها عنك أيها الوارث لا تخدع كما خدع صويحبك أمامك أتاك هذا المال حلالا فإياك وإياك أن يكون وبالا عليك أتاك والله ممن كان له جموعا منوعا يدأب فيه الليل والنهار يقطع فيه المفاوز والقفار من باطل جمعه ومن حق منعه جمعه فأوعاه وشده فأوكاه لم يؤد منه زكاة ولم يصل منه رحما إن يوم القيامة ذو حسرات وإن أعظم الحسرات غدا أن يرى أحدكم ماله في ميزان غيره أو تدرون كيف ذاكم رجل آتاه الله مالا وأمره بإنفاقه في صنوف حقوق الله فبخل به فورثه هذا الوارث فهو يراه في ميزان غيره فيالها عثرة لا تقال وتوبة لا تنال
حدثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن الوزير قال ثنا يزيد بن هارون قال قال أبو عبيدة قال الحسن رحم الله امرءا عرف ثم صبر ثم أبصر فبصر فإن أقواما عرفوا فانتزع الجزع أبصارهم فلا هم أدركوا ما طلبوا ولا هم رجعوا إلى ما تركوا اتقوا هذه الأهواء المضلة البعيدة من الله التي جماعها الضلالة وميعادها النار لهم محنة من أصابها أضلته ومن أصابته قتلته يا ابن آدم دينك دينك فإنه هو لحمك ودمك [ إن يسلم لك دينك يسلم لك لحمك ودمك ] وإن تكن الأخرى فنعوذ بالله فإنها نار لا تطفى وجرح لا يبرأ 2 وعذاب لا ينفد أبدا ونفس لا تموت يا ابن آدم إنك موقوف بين يدي ربك ومرتهن بعملك فخذ مما في يديك [ لما

بين يديك ] عند الموت يأتيك الخبر إنك مسئول ولا تجد جوابا إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا صفوان بن عيسى قال ثنا هشام قال سمعت الحسن يقول والله لقد أدركت أقواما ما طوى لأحدهم في بيته ثوب قط ولا أمر في أهله بصنعة طعام قط وما جعل بينه وبين الأرض شيئا قط وإن كان أحدهم ليقول لوددت أني أكلت أكلة في جوفي مثل الآجرة قال ويقول بلغنا أن الآجرة تبقى في الماء ثلثمائة سنة ولقد أدركت أقواما إن كان أحدهم ليرث المال العظيم قال وإنه والله لمجهود شديد الجهد قال فيقول لأخيه يا أخي إني [ قد ] علمت أن ذا ميراث وهو حلال ولكني اخاف أن يفسد علي قلبي وعملي فهو لك لا حاجة لي فيه قال فلا يرزأ منه شيئ أبدا و [ إنه ] مجهود شديد الجهد
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن الوزير قال ثنا يزيد 1 بن هارون قال قال أبو عبيدة قال الحسن يا ابن آدم سرطا سرطا 2 جمعا جمعا في وعاء وشدا شدا في وكاء ركوب الذلول ولبوس اللين ثم قيل مات فأفضى والله إلى الآخرة إن المؤمن عمل لله تعالى أياما يسيرة فوالله ما ندم أن يكون أصاب من نعيمها ورخائها ولكن راقت الدنيا له فاستهانها وهضمها لآخرته وتزود منها فلم تكن الدنيا في نفسه بدار ولم يرغب في نعيمها ولم يفرح برخائها ولم يتعاظم في نفسه شيء من البلاء إن نزل به مع احتسابه للأجر عند الله ولم يحتسب نوال الدنيا حتى مضى راغبا راهبا فهنيئا هنيئا فأمن الله بذلك روعته وستر عورته ويسر حسابه وكان الأكياس من المسلمين يقولون إنما [ هو الغدو والرواح وحظ من الدلجة والاستقامة لا يلبثك يا ابن آدم أن ] على الخير حتى أن العبد إذا رزقه الله تعالى الجنة فقد أفلح وأن الله تعالى لا يخدع عن جنته ولا

يعطى بالأماني وقد اشتد الشح وظهرت الأماني وتمنى المتمنى في غروره
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أسامة عن سفيان عن عمران القصير قال سألت الحسن عن شيء فقلت إن الفقهاء يقولون كذا وكذا فقال وهل رأيت فقيها بعينك إنما الفقيه الزاهد في الدنيا البصير بدينه المداوم على عبادة ربه عز و جل
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا معمر عن سفيان بن عيينة عن أيوب قال لو رأيت الحسن لقلت إنك لم تجالس فقيها قط
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن محمد بن أبي كامل قال ثنا هوذه بن خليفة عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي قال كان الحسن ابنا لجارية أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فبعثت أم سلمة جاريتها في حاجتها فبكى الحسن بكاء شديدا فرقت عليه أم سلمة رضي الله تعالى عنها فأخذته فوضعته في حجرها فألقمته ثديها فدر عليه فشرب منه فكان يقال إن المبلغ الذي بلغه الحسن من الحكمة [ من ذلك اللبن الذي شربه من أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم ]
حدثنا عثمان بن محمد العثماني قال ثنا محمد بن عبدوس الهاشمي قال ثنا عياش بن يزيد قال سمعت حفص بن غياث يقول سمعت الأعمش يقول مازال الحسن البصري يعي الحكمة حتى نطق بها وكان إذا ذكر عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبدالوارث ابن عبدالصمد بن عبد الوارث حدثني أبي قال ثنا محمد بن ذكوان قال ثنا خالد بن صفوان قال لما لقيت مسلمة بن عبدالملك بالحيرة قال يا خالد أخبرني عن حسن أهل البصرة قلت أصلح الله الأمير أخبرك عنه بعلم أنا جاره إلى جنبه وجليسه في مجلسه واعلم من قبلي به أشبه الناس سريرة بعلانية وأشبه قولا بفعل إن قعد على أمر قام به وإن قام على أمر قعد عليه وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له رأيته مستغنيا

عن الناس ورأيت الناس محتاجين إليه قال حسبك يا خالد كيف يضل قوم هذا فيهم
حدثنا عبدالله بن محمد بن الموفق قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا أبو داود قال ثنا طلحة بن عمرو الحضرمي قال [ قدم علينا الحسن فجلست إليه مع عطاء فسمعته يقول ] بلغنا أن الله تعالى يقول يا ابن آدم خلقتك وتعبد غيري وأذكرك وتنساني وأدعوك وتفر مني 1 إن هذا لأظلم ظلم في الأرض ثم تلا الحسن يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أحمد بن مهدي قال ثنا عبدالله ابن صالح قال ثنا معاوية بن صالح عن أبي عبيد عن الحسن بن أبي الحسن قال ما من رجل يرى نعمة الله عليه فيقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات إلا أغناه الله تعالى وزاده
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبدالعزيز قال ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة قال ثنا صالح المري عن الحسن قال ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا محمد بن نصير قال ثنا اسماعيل بن عمرو قال ثنا مبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقول إن أفسق الفاسقين الذي يركب كل كبيرة ويسحب على ثيابه ويقول ليس علي بأس سيعلم أن الله تعالى ربما عجل العقوبة في الدنيا وربما أخرها ليوم الحساب 2
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن جعفر الحمال قال ثنا يعقوب الدشكي قال ثنا عباد بن كليب قال ثنا موهب بن عبدالله قال لما استخلف عمر بن عبدالعزيز كتب إليه الحسن البصري كتابا بدأ فيه بنفسه أما بعد فإن الدنيا دار مخيفة إنما أهبط آدم من الجنة إليها عقوبة واعلم أن صرعتها ليست كالصرعة من أكرمها يهن ولها في كل حين قتيل فكن فيها يا أمير المؤمنين كالمداوى جرحه يصبر على شدة الدواء خيفة طول البلاء والسلام

حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أبو بكر بن النعمان قال ثنا أبو ربيعة وحدثنا محمد بن عبدالرحمن بن الفضل قال ثنا زكريا الساجي قال ثنا يحيى بن حبيب قال ثنا حماد بن يزيد عن هشام عن الحسن قال رحم الله رجلا لبس خلقا وأكل كسرة ولصق بالأرض وبكى على الخطيئة ودأب في العبادة
حدثنا عبدالله بن محمد بن الموفق قال ثنا علي بن أبان قال ثنا أحمد بن شعيب بن يزيد قال ثنا أحمد بن معاوية قال سمعت أبا حفص العبدي قال ثنا حوشب بن مسلم قال سمعت الحسن يقول أما والله لئن تدقدقت بهم الهماليج ووطئت الرجال أعقابهم إن ذل المعاصي لفي قلوبهم ولقد أبى الله أن يعصيه عبد إلا أذله
حدثنا عبدالرحمن بن العباس قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال ثنا سعيد بن سليمان قال ثنا مبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقول فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحا
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن محمد بن يسار قال يحيى بن سعيد قال ثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال لما ولي عمر بن هبيرة العراق أرسل إلى الحسن وإلى الشعبي فأمر لهما ببيت وكانا فيه شهرا أو نحوه ثم إن الخصى غدا عليهما ذات يوم فقال إن الأمير داخل عليكما فجاء عمر يتوكأ على عصا له فسلم ثم جلس معظما لها فقال إن أمير المؤمنين يزيد بن عبدالملك ينفذ كتبا أعرف أن في انفاذها الهلكة فإن أطعته عصيت الله وإن عصيته أطعت الله عز و جل فهل تريا لي في متابعتي إياه فرجا فال الحسن يا أبا عمرو أجب الأمير فتكلم الشعبي فانحط في حبل ابن هبيرة فقال ما تقول أنت يا أبا سعيد أبا سعيد فقال أيها الأمير قد قال الشعبي ما قد سمعت قال ما تقول أنت يا أبا سعيد فقال أقول يا عمر بن هبيرة يوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة الله تعالى فظ غليظ لا يعصي الله ما أمره فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك يا عمر بن هبيرة إن تتق الله يعصمك من يزيد بن عبدالملك ولا يعصمك يزيد عبد الملك من الله عز و جل يا عمر بن هبيرة لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بن

عبدالملك نظرة مقت فيغلق بها باب المغفرة دونك يا عمر بن هبيرة لقد أدركت ناسا من صدر هذه الأمة كانوا والله على الدنيا وهي مقبلة أشد إدبارا من إقبالكم عليها وهي مدبرة يا عمر بن هبيرة إني أخوفك مقاما خوفكه الله تعالى فقال ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد يا عمر بن هبيرة إن تك مع الله تعالى في طاعته كفاك بائقة يزيد بن عبد الملك وإن تك مع يزيد بن عبد الملك على معاصي الله وكلك الله إليه قال فبكى عمر وقام بعبرته فلما كان من الغد أرسل إليهما باذنهما وجوائزهما وكثر منه ما للحسن وكان في جائزته للشعبي بعض الإقتار فخرج الشعبي إلى المسجد فقال يا أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله تعالى على خلقه فليفعل فوالذي نفسي بيده ما علم الحسن منه شيئا فجهلته ولكن أردت وجه ابن هبيرة فأقصاني الله منه قال وقام المغيرة بن مخادش ذات يوم إلى الحسن فقال كيف نصنع بأقوام يخافوننا حتى تكاد قلوبنا تطير فقال الحسن والله لئن تصحب أقواما يخوفونك حتى يدركك الأمن خير لك من أن تصحب [ أقواما ] يؤمنونك حتى يلحقك الخوف فقال له بعض القوم أخبرنا صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فبكى وقال ظهرت منهم علامات الخير في السيماء والسمت والهدى والصدق وخشونة ملابسهم بالاقتصاد وممشاهم بالتواضع ومنطقهم بالعمل ومطعمهم ومشربهم بالطيب من الرزق وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى واستقادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا وإعطاؤهم الحق من أنفسهم ظمئت هواجرهم ونحلت أجسامهم واستخفوا بسخط المخلوقين رضى الخالق لم يفرطوا في غضب ولم يحيفوا في جور ولم يجاوزوا حكم الله تعالى في القرآن شغلوا الألسن بالذكر بذلوا دماءهم حين استنصرهم وبذلوا أموالهم حين استقرضهم ولم يمنعهم خوفهم في المخلوقين حسنت أخلاقهم وهانت مؤنتهم وكفاهم اليسير من دنياهم إلى آخرتهم
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل قال ثنا محمد بن عبدالله بن سعيد قال ثنا أحمد بن زيادة قال ثنا عصمة بن سليمان الحراني قال ثنا فضيل بن جعفر قال

خرج الحسن من عند ابن هبيرة فإذا هو بالقراء على الباب فقال ما يجلسكم هاهنا تريدون الدخول على هؤلاء الخبثاء أما والله ما مجالستهم بمجالسة الأبرار تفرقوا فرق الله بين أرواحكم وأجسادكم قد لقحتم نعالكم وشمرتم ثيابكم وجززتم شعوركم فضحتم القراء فضحكم الله أما والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم لكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم أبعد الله من أبعد
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال ثنا مسلمة بن جعفر الأحمسي الأعور عن عبد الحميد الزيادي وهو عبد الحميد بن كرديد عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال إن لله عز و جل عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين وكمن رأى أهل النار في النار مخلدين قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونه حوائجهم خفيفة وأنفسهم عفيفة صبروا أياما قصارا تعقب راحة طويلة أما الليل فمصافة أقدامهم تسيل دموعهم على خدودهم يجأرون إلى ربهم ربنا ربنا وأما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء كأنهم القداح ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض أو خولطوا ولقد خالط القوم من ذكر الآخرة أمر عظيم
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال ثنا سعيد بن عامر قال ثنا جويرية عن حميد الطويل قال خطب رجل إلى الحسن وكنت أنا السفير بينهما قال فكأن قد رضيه فذهبت يوما أثني عليه بين يديه فقلت يا أبا سعيد وأزيدك أن له خمسين ألف درهم قال له خمسون ألفا ما اجتمعت من حلال قلت يا أبا سعيد إنه كما علمت ورع مسلم قال إن كان جمعها من حلال فقد ضن بها عن حق لا والله لا جرى بيننا وبينه صهر أبدا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عباس بن محمد الترقفي قال ثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن أبي سفيان طريف عن الحسن أنه كان يتمثل بهذين البيتين أحدهما في أول النهار والآخر في آخر النهار

يسر الفتى ما كان قدم من تقى ... إذا عرف الداء الذي هو قاتله ... وما الدنيا بباقية لحى ... ولا حي على الدنيا بباق ...
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني علي بن مسلمة قال ثنا سيار قال ثنا مسمع بن عاصم حدثني الوليد المسمعي قال قال سمعت الحسن يقول ابن آدم السكين تجذ والكبش يعتلف والتنور يسجر
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا هشام قال سمعت الحسن يحلف بالله ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله
حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال ثنا عبيد الله بن عمر قال ثنا المنهال عن غالب قال قال الحسن ابن آدم أصبحت بين مطيتين لا يعرجان بك خطر الليل والنهار حتى تقدم الآخرة فأما إلى الجنة وإما إلى النار فمن أعظم خطرا منك
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان بن عيينة قال ثنا أبو موسى قال سمعت الحسن يقول وأتاه رجل فقال إني أريد السند فأوصني قال حيث ما كنت 1 فاعز الله يعزك قال فحفظت وصيته فما كان بها أحد أعز مني حتى رجعت
حدثنا يوسف بن يعقوب قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان بن حماد ابن سلمة عن ثابت عن سالم عن الحسن قال ضحك المؤمن غفلة من قلبه وعن حماد عن حميد عن الحسن قال كثرة الضحك تميت القلب
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا أبو موسى قال سمعت الحسن يقول الإسلام وما الإسلام السر والعلانية فيه مشتبهة وأن يسلم قلبك لله وإن يسلم منك كل مسلم وكل ذي عهد

حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسن المروزي قال ثنا عبدالله بن المبارك عن معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن قال والله ما تعاظم في أنفسهم ما طلبوا به الجنة [ حين ] أبكاهم الخوف من الله تعالى
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال ثنا طلحة بن صبيح عن الحسن قال المؤمن من يعلم أن ما قال الله عز و جل كما قال والمؤمن أحسن الناس عملا وأشد الناس خوفا لو أنفق جبلامن مال ما أمن دون أن يعاين لا يزداد صلاحا وبرا وعبادة إلا إزداد فرقا يقول لا أنجو والمنافق يقول سواد الناس كثير وسيغفر لي ولا بأس علي فينسئ العمل ويتمنى على الله تعالى
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا الحسن قال ثنا ابن المبارك قال ثنا المبارك ابن فضالة قال كان الحسن إذا تلا هذه الآية فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور قال من قال ذا قاله من خلقها وهو أعلم بها قال وقال الحسن اياكم وما شغل من الدنيا فان الدنيا كثيرة الاشغال لا يفتح رجل على نفسه باب شغل الا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا الحسن بن محمد قال ثنا أبو زرعة قال ثنا مالك بن اسماعيل قال ثنا مسلمة بن جعفر قال سمعت أن الحسن كان يقول لما بعث الله عز و جل محمدا صلى الله عليه و سلم يعرفونوجهه ويعرفون نسبه قال هذا نبي هذا خياري خذوا من سنته وسبيله أما والله ما كان يغدى عليه بالجفان ولا يراح ولا يغلق دونه الأبواب ولا تقوم دونه الحجبة كان يجلس بالأرض ويوضع طعامه بالأرض ويلبس الغليظ ويركب الحمار ويردف خلفه وكان يلعق يده وكان يقول الحسن ما أكثر الراغبين عن سنة نبي الله صلى الله عليه و سلم وما أكثر التاركين لها ثم إن علوجا فساقا أكلة ربا وغلول قد شغلهم ربي عز و جل ومقتهم زعموا أن لا بأس عليهم فيما أكلوا وشربوا وستروا البيت وزخرفوها ويقولون من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ويذهبون بها إلى غير ما ذهب الله بها إليه إنما جعل الله

ذلك لأولياء الشيطان الزينة ما ركب ظهره والطيبات ما جعل الله تعالى في بطونها فيعمد أحدهم إلى نعمة الله عليه فيجعلها ملاعب لبطنه وفرجه وظهره ولو شاء الله إذا أعطى العباد ما أعطاهم أباح ذلك لهم ولكن تعقبها بما يسمعون فكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين فمن أخذ نعمة الله وطعمته أكل بها هنيئا مريئا ومن جعلها ملاعب لبطنه وفرجه وعلى ظهره جعلها وبالا يوم القيامة
حدثنا محمد بن علي قال ثنا أحمد بن علي بن المثنى قال ثنا سليمان بن داود أبو الربيع الختلي قال ثنا بقية بن الوليد حدثني خالد أبو بكر مولى حميد عن الحسن أن شابا مر به وعليه بردة له فدعاه فقال إيه ابن آدم معجب بشبابه معجب بجماله معجب بثيابه كأن القبر قد وارى بدنك وكأنك قد لاقيت عملك فداو قلبك فإن حاجة الله إلى عباده صلاح قلوبهم
حدثنا محمد بن علي قال ثنا أحمد بن علي قال ثنا سليمان بن داود قال ثنا بقية بن الوليد عن أبان بن محبر عن الحسن أنه لما حضره الموت دخل عليه رجال من أصحابه فقالوا له يا أبا سعيد زودنا منك كلمات تنفعنا بهن قال إني مزودكم ثلاث كلمات ثم قوموا عني ودعوني ولما توجهت له ما نهيتم عنه من أمر فكونوا من أترك الناس له وما أمرتم به من معروف فكونوا من أعمل الناس به واعلموا أن خطاكم خطوتان خطوة لكم وخطوة عليكم فانظروا أين تغدون وأين تروحون
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا الحسن بن محمد قال ثنا أبو زرعة قال ثنا مالك ابن اسماعيل قال ثنا أبو عبدالله خالد بن شوذب الجشمي قال سمعت الحسن يقول من رأى محمدا صلى الله عليه و سلم فقد رآه غاديا رائحا لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة رفع له علم فشمر له النجا النجا ثم الوحا الوحا على ما تعرجون وقد أسرع بخياركم وذهب نبيكم صلى الله عليه و سلم وأنتم كل يوم ترذلون العيان العيان
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي

ويعقوب الدورقي قالا ثنا عبدالرحمن بن مهدي قال ثنا بكر بن حمران عن صالح بن رستم قال سمعت الحسن يقول رحم الله رجلا لم يغره كثرة ما يرى من كثرة الناس ابن آدم إنك تموت وحدك وتدخل القبر وحدك وتبعث وحدك وتحاسب وحدك ابن آدم وأنت المعنى وإياك يراد
حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن معبد قال ثنا ابن النعمان قال ثنا أبو ربيعة زيد بن عوف قال ثنا أبي جميع سالم قال سمعت الحسن يقول لقد أدركت أقواما كانوا أأمر الناس بالمعروف وآخذهم به وأنهى الناس عن منكر وأتركهم له ولقد بقينا في أقوام أأمر الناس بالمعروف وأبعدهم منه وأنهى الناس عن المنكر وأوقعهم فيه فكيف الحياة مع هؤلاء
حدثنا محمد بن عمر بن سالم حدثني محمد بن النعمان السلمي قال ثنا هدية قال ثنا حزم بن أبي حزم قال سمعت الحسن يقول بئس الرفيقان الدرهم والدينار لا ينفعانك حتى يفارقانك
حدثنا أحمد بن عبد الله قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن إدريس قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود المبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقول ابن آدم طأ الأرض بقدمك فإنها عن قليل قبرك إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك
حدثنا محمد بن إبراهيم قال ثنا محمد بن هارون بن حميد قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا زافر بن سليمان عن أبي قيس عن الحسن قال لا تخالفوا الله عن أمره فإن خلافا عن أمره عمران دار قضى الله عليها الخراب
حدثنا محمد بن علي قال ثنا عبدالله بن أبان العسقلاني قال ثنا بكير بن نصير قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال لما مات الحجاج وولى سليمان فاقطع الناس الموات فجعل الناس يأخذون فقال ابن الحسن لأبيه لو أخذنا كما يأخذ الناس فقال أسكت ما يسرني لو أن لي ما بين الجسرين بزنبيل تراب
حدثنا محمد بن علي قال ثنا عبدالله بن شداد قال ثنا بكير بن نصير قال ثنا ضمرة عن حميد بن رومان عن الحسن أبى الله تعالى أن يعطى عبدا من

عباده شيئا من الدنيا إلا بعوض خطر مثله من بلاء إما عاجلا وإما آجلا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال سمعت أبا موسى يقول كنا عند الحسن فجاء ابنه فقال أي أبه إن هذا السهم قد انكسر فنظر إليه الحسن فقال الأمر أعجل من ذلك
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا إبراهيم بن علي بن الحارث قال ثنا محمد بن المغيرة قال ثنا عمران بن خالد عن الحسن وسأله رجل أن رجلا قال للحسن يا أبا سعيد ما الإيمان قال الصبر والسماحة فقال الرجل يا أبا سعيد فما الصبر والسماحة قال الصبر عن معصية الله والسماحة بأداء فرائض الله عز و جل
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق حدثني 1 قال ثنا أبو يحيى قال ثنا عبيد الله بن عائشة قال ثنا رويد بن مجاشع عن غالب القطان عن الحسن قال فضل الفعال على المقال مكرمة وفضل المقال على الفعال منقصة
حدثنا عبدالرحمن بن محمد قال ثنا عبدالله بن سلمة بن شبيب قال ثنا أبو الوليد بن غياث الضبعي قال ثنا صالح المري قال دعي الحسن وفرقد السبخي إلى وليمة فقرب إليهما ألوان الطعام فاعتزل فرقد ولم يأكل فقال الحسن مالك مالك يا فريقد أترى أن لك فضلا على إخوانك بكسيك هذا لقد بلغني أن عامة أهل النار أصحاب الاكسية
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الوليد ابن شجاع قال ثنا ضمرة عن الحسن قال الرجاء والخوف مطيتا المؤمن
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني هارون قال ثنا سيار قال ثنا حوشب قال سمعت الحسن يقول والله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم للرحمن تعالى بحبهم الدنيا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا فياض بن محمد قال ثنا بعض أصحابنا يكنى أبا أيوب قال دخل الحسن المسجد

ومعه فرقد فقعد إلى جنب حلقة يتكلمون فصنت لحديثهم ثم أقبل على فرقد فقال يا فرقد والله ما هؤلاء إلا قوم ملوا العبادة ووجدوا الكلام أهون عليهم وقل ورعهم فتكلموا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أبو اسامة عن أبي هلال صاحب البشرى أن الحسن قال وأيم الله ما من عبد قسم له رزق يوم بيوم فلم يعلم أنه قد خير له إلا عاجز أو غبي الرأي
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن مالك عن معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن قال إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة إن المؤمن يفجأه الشيء يعجبه فيقول والله إني لأشتهيك وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من وصلة إليك هيهات حيل بيني وبينك ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول ما أردت إلى هذا ما لي ولهذا والله مالي عذر بها ووالله لا أعود لهذا أبدا إن شاء الله إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن وحال بينهم وبين هلكتهم إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته لا يأمن شيئا حتى يلقى الله عز و جل يعلم أنه مأخوذ عليه في ذلك كله
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن الوزير قال ثنا يزيد بن هارون عن أبي عبيدة الناجي عن الحسن قال يا ابن آدم إذا رأيت الناس في خير فنافسهم فيه وإذا رأيتهم في هلكة فذرهم وما اختاروا لأنفسهم قد رأينا أقواما آثروا عاجلتهم على عاقبتهم فذلوا وهلكوا وافتضحوا يا ابن آدم إنما الحكم حكمان فمن حكم بحكم الله فإمام عدل ومن حكم بغير حكم الله فحكم الجاهلية إنما الناس ثلاثة مؤمن وكافر ومنافق فأما المؤمن فعامل الله بطاعته وأما الكافر فقد أذله الله كما قد رأيتم وأما المنافق فههنا معنا في الحجر والطرق والأسواق نعوذ بالله والله ما عرفوا ربهم اعتبروا انكارهم ربهم

بأعمالهم الخبيثة وإن المؤمن لا يصبح إلا خائفا وإن كان محسنا لا يصلحه إلا ذلك ولا يمسي إلا خائفا وإن كان محسنا لأنه بين مخافتين بين ذنب قد مضى لا يدري ماذا يصنع الله تعالى فيه وبين اجل قد بقي لا يدري ما يصيب فيه من الهلكات إن المؤمنين شهود الله في الأرض يعرضون اعمال بني آدم على كتاب الله فمن وافق كتاب الله حمد الله عليه وما خالف كتاب الله عرفوا أنه مخالف لكتاب الله وعرفوا بالقرآن ضلالة من ضل من الخلق
حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا عبدالله بن محمد العبسي قال ثنا حفص بن غياث عن أشعث قال كنا إذا دخلنا على الحسن خرجنا ولا نعد الدنيا شيئا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق أبو العباس السراج قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا اسحاق بن اسماعيل الطالقاني قال ثنا بكير بن محمد العابدي حدثني أبو زهير عن الحسن قال أرى رجالا ولا أرى عقولا أسمع أصواتا ولا أرى أنيسا أخصب السنة وأجدب قلوبا
حدثنا محمد بن علي قال ثنا عبدالله بن شداد قال ثنا بكير بن نصير قال قال ثنا ضمرة عن هشام عن الحسن قال خصلتان من العبد إذا صلحتا صلح ما سواهما الركون إلى الظلمة والطغيان في النعمة قال الله عز و جل ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وقال الله عز و جل ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا أبو موسى قال سمعت الحسن يقول إن العبد المؤمن ليعمل الذنب فلا يزال به كئيبا حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن يحيى المروزي قال ثنا عاصم بن علي قال ثنا جويرية بن بشير قال سمعت الحسن قرأ هذه الآية إن الله يأمر بالعدل والإحسان الآية ثم وقف فقال إن الله جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة فوالله ما ترك العدل والإحسان شيئا من طاعة الله عز و جل إلا جمعه ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئا إلا جمعه
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا

عثمان بن عبدالرحمن بن علي بن زيد بن جدعان قال أخبرت الحسن بموت الحجاج فسجد وقال اللهم عقيرك وأنت قتلته فاقطع سنته وأرحنا من سنته وأعماله الخبيثة ودعا عليه
حدثنا علي بن هارون بن محمد قال ثنا يحيى بن محمد الحناء قال ثنا عبيد الله ابن عمر القواريري قال ثنا مضر الفارسي قال سمعت عبدالواحد بن زيد يقول سمعت الحسن يقول لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم يوم القيامة لماتوا قال الشيخ رحمه الله اقتصرنا من كلمات الحسن رحمه الله على ما ذكرنا وأتبعناه بأحاديث من غرائب حديثه
حدثنا عبد الله جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا خسرو أبو جعفر عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قرأ يس في ليلة التماس وجه الله غفر له هذا حديث رواه عن الحسن عدة من التابعين منهم يونس بن عبيد ومحمد بن جحادة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا يونس بن سهل السراج قال سمعت الحسن يحدث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من رجل يعلم كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا مما فرض الله عز و جل فيتعلمهن ويعلمهن إلا دخل الجنة قال أبو هريرة فما نسيت حديثا بعد إذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه عدة عن الحسن فمن التابعين يونس بن سهل السراج بصرى غزير الحديث يجمع حديثه
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا أبو النضر هاشم بن قاسم قال ثنا أبو جعفر الرازي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله غريب من حديث يونس عن الحسن تفرد به أبو جعفر الرازي حدثت به الأئمة أحمد بن

حنبل وابن أبي شيبة وأبو خيثمة عن النضر حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا موسى بن زكريا قال ثنا عمرو بن الحصين قال ثنا ابراهيم بن عطاء عن أبي عبيدة عن الحسن عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق ألا فزينوا دينكم بهما غريب من حديث عمران والحسن تفرد به أبو عبيدة وهو سعيد بن زربي وروى مثله عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال الحارث ابن عبدالله الهمداني قال ثنا شداد بن حكيم عن عباد بن كثير عن عثمان الأعرج عن الحسن عن عمران بن حصين وجابر بن عبدالله وأبي هريرة قالوا نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل أربع من الدواب النملة والنخلة ! والهدهد والصرد وأن يمحى اسم الله بالبصاق غريب من حديث الحسن عن عمران وجابر وأبي هريرة لم نكتبه إلا من حديث عباد بن كثير
حدثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي في جماعة قالوا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا محمد بن عبدالله الأنصاري قال ثنا اسماعيل بن مسلم عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار لم نكتبه عاليا من حديث اسماعيل إلا من حديث الأنصاري ورواه الكبار عن اسماعيل
حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد قال ثنا محمد بن يونس الكديمي قال ثنا خالد ابن يزيد الأرقط قال ثنا حميد بن الحكم الجرشي عن الحسن عن أنس ين مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب كل ذي رأى برأيه غريب من حديث أنس تفرد به عنه حميد ورواه محمد بن عرعرة عن حميد نحوه
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا سعيد بن نصر الطبري قال ثنا علي بن

هاشم بن مرزوق قال ثنا أبي عن عمرو بن أبي قيس عن أبي سفيان عن عمر بن نبهان عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وجدت الحسنة نورا في القلب وزينا في الوجه وفوة في العمل ووجدت الخطيئة سوادا في القلب وشينا في الوجه ووهنا في العمل غريب من حديث الحسن عن أنس لم نكتبه إلا من هذا الوجه تفرد به عمرو بن أبي قيس وأبو سفيان اسمه عبد ربه قال الشيخ رحمه الله وتلي هذه الطبقة طبقة أهل المدينة غلب عليهم التفقه في الدين فعرفوا به وصدر الناس عن فتاويهم فيما كانوا يمتحنون به وكان لهم الحظ الوافر من التعبد والنسك ولم يظهروه بل أخفوه وكتموه منهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث وخارجة بن زيد بن ثابت وعبد الله بن عبدالله بن عتبة وسليمان بن يسار هؤلاء هم الفقهاء السبعة كان نسكهم وتعبدهم فوق نسك كثير من المشتهرين بالتعبد وذكرنا لكل واحد منهم اليسير من أقوالهم وأحوالهم مع حديث يسنده من جملة مسانيدهم ليقف المسترشد المتعرف لأحوالهم على طريقتهم في النسك والتعبد 171
سعيد بن المسيب فأما أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي كان من الممتحنين امتحن فلم تأخذه في الله لومة لائم صاحب عبادة وجماعة وعفة وقناعة وكان كاسمه بالطاعات سعيدا ومن المعاصي والجهالات بعيدا وقد قيل إن التصوف التمكن من الخدمة والتحفظ للحرمة
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن محمد الجندي قال ثنا صامت بن معاذ قال ثنا عبد المجيد يعني ابن أبي رواد قال ثنا معمر عن بكر بن خنيس قال قلت لسعيد بن المسيب وقد رأيت أقواما يصلون ويتعبدون يا أبا محمد ألا تتعبد مع هؤلاء القوم فقال لي يا ابن أخي أنها

ليست بعبادة قلت له فما التعبد يا أبا محمد قال التفكر في أمر الله والورع عن محارم الله وأداء فرائض الله تعالى
حدثنا محمد بن علي بن عاصم قال ثنا محمد ابن الحسن بن الطفيل قال ثنا محمد بن عمرو المغربي 1 قال ثنا عطاف بن خالد عن صالح بن محمد بن زائدة أن فتية من بني ليث كانوا عبادا وكانوا يروحون بالهاجرة إلى المسجد ولا يزالون يصلون حتى يصلى العصر فقال صالح لسعيد هذه هي العبادة لو نقوى على ما يقوى عليه هؤلاء الفتيان فقال سعيد ما هذه العبادة ولكن العبادة التفقه في الدين والتفكر في أمر الله تعالى
حدثنا إبرهيم بن عبدالله بن اسحاق قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاف بن خالد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد ابن المسيب قال من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة
حدثنا إبراهيم وأبو حامد بن جبلة قالا ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا بن قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاء 2 بن أبي خالد عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب أنه اشتكى عيينة فقيل له يا أبا محمد لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة فوجدت ريح البرية لنفع ذلك بصرك فقال سعيد فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح
حدثنا أحمد بن الفضل قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب أنه قال ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي سهل وهو عثمان بن حكيم قال سمعت سعيد بن المسيب يقول ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد
حدثنا أبو بكر ابن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا اسماعيل بن يزيد الرقي قال ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران أن سعيد بن المسيب

مكث أربعين سنة لم يلق القوم قد خرجوا من المسجد وفرغوا من الصلاة
حدثنا إبرهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا أنس يعني ابن عياض عن عبد الرحمن بن حرملة عن برد مولى بن المسيب قال ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا يعقوب بن ابرهيم قال ثنا يحيى بن واضحى عن داود بن علية عن اسماعيل بن أمية عن سعيد بن المسيب قال ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها ولا دخل علي قضاء فرض إلا وأنا إليه مشتاق
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا عبيدالله بن سعيد قال ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة قال قال سعيد بن المسيب ذات يوم ما نظرت في أقفاء قوم سبقوني بالصلاة منذ عشرين سنة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد ابن حنبل حدثني الحسن بن عبد العزيز قال سمعت عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كانت لأحد من التابعين لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن روح قال ثنا أحمد بن حامد قال ثنا عبد المنعم بن أدريس عن أبيه قال صلى سعيد بن المسيب الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة وقال سعيد بن المسيب ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر الفريابي قال ثنا وهب بن بقية قال ثنا خالد بن داود يعني ابن أبي هند عن سعيد بن المسيب قال وسألته ما يقطع الصلاة قال الفجور ويسترها التقوى
حدثنا أبي قال ثنا زكريا بن يحيى الساجي قال ثنا هبة بن خالد قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا يزيد بن أبي حازم أن سعيد بن المسيب كان يسرد الصوم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني جعفر بن محمد الرسعني قال ثنا ابن أبي مريم قال ثنا سليمان بن أبي بلال عن

ابن حرملة قال سمعت سعيد بن المسيب يقول لقد حججت أربعين حجة
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان بن مسلم قال ثنا سلام بن مسكين قال ثنا عمران بن عبدالله بن طلحة الخزاعي قال إن نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب
حدثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد قال ثنا محمد بن عمرو بن سعيد البصري قال ثنا محمد بن زكريا قال ثنا عبدالله بن محمد قال ثنا سعيد بن المسيب قال ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عز و جل ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله وكفى بالمؤمن نصرة من الله أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله
حدثنا ابرهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة قال خرج سعيد بن المسيب في ليلة مطر وطين وظلمة منصرفا من العشاء فأدركه عبد الرحمن بن عمرو بن سهل ومعه غلام معه سراج فسلم عليه عبد الرحمن ومشيا يتحدثان حتى إذا حاذى عبد الرحمن بداره انصرف إليها فقال للغلام امش مع أبي محمد بالسراج فقال سعيد لا حاجة لي بنوركم نور الله خير من نوركم
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد أن سعيد بن المسيب كان يكثر أن يقول في مجلسه اللهم سلم سلم
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاف بن خالد عن [ ابن ] حرملة قال حفظت صلاة ابن المسيب وعمله بالنهار فسألت مولاه عن عمله بالليل فأخبرني فقال وكان لا يدع أن يقرأ بصاد والقرآن كل ليلة فسألته عن ذلك فأخبر أن رجلا من الأنصار صلى إلى شجرة فقرأ بصاد فلما مر بالسجدة سجد وسجدة الشجرة معه فسمعها تقول اللهم أعطني بهذه السجدة أجرا وضع عني بها وزرا

وارزقني بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا حاتم بن اسماعيل عن عبد الرحمن بن حرملة قال مروا على ابن المسيب بجنازة ومعها انسان يقول استغفروا الله له فقال ابن المسيب ما يقول راجزهم هذا حرمت على أهلي أن يرجزوا معي راجزهم هذا وأن يقول مات سعيد فاشهدوه حسبي من يقلبني إلى ربي عز و جل وأن يمشوا معي بمجمرات إن أكن طيبا فما عند الله أطيب
حدثنا أبو يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد بن جدعان قال قيل لسعيد بن المسيب ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يهيجك ولا يؤذيك قال والله ما أدري غير أنه صلى ذات يوم مع أبيه صلاة فجعل لا يتم ركوعها ولا سجودها فاخذت كفا من حصباء فحصبته بها قال الحجاج فما زلت أحسن الصلاة حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا محمد بن أحمد بن حيان قال ثنا عبدالله ابن مسلمة القعنبي قال ثنا سليمان بن بلال وحدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا الحسين بن جعفر القتال قال ثنا منجاب بن الحارث قال ثنا علي بن مسهر قال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان للأوابين غفورا قال الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ولا يعود في شيء قصدا 1
حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال ثنا عبدالله بن عمر قال ثنا أبو غسان قال ثنا عبد السلام يعني ابن حرب عن يحيى بن سعيد قال دخلنا على سعيد نعوده ومعنا نافع بن جبير فقالت أم ولده إنه لم يأكل منذ ثلاث فكلموه فقال نافع جبير إنك من أهل الدنيا ما دمت فيها ولا بد لأهل الدنيا مما يصلحهم فلو أكلت شيئا قال كيف يأكل من كان على مثل حالنا هذه بضعة يذهب بها إلى النار أو إلى الجنة فقال نافع ادع الله أن يشفيك فان الشيطان قد كان يغيظه مكانك من المسجد

قال بل أخرجني الله تعالى من بينكم سالما
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا شيبان بن فروخ قال ثنا سلام بن مسكين قال ثنا عمران بن عبدالله بن طلحة قال دعي سعيد بن المسيب إلى نيف وثلاثين ألفا ليأخذها فقال لا حاجة لي فيها ولا بني مروان حتى ألقى الله فيحكم بينى وبينهم
حدثنا أحمد بن بندار قال ثنا أحمد بن محمد الخزاعي قال ثنا القعنبي قال ثنا مالك بن أنس قال كان سعيد بن المسيب يماري غلاما له في ثلثي درهم وأتاه ابن عمه بأربعة آلاف درهم فأبى أن يأخذها
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي قال ثنا عفان قال ثنا محمادة بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أنه قال قد بلغت ثمانين سنة وما شيء أخوف عندي من النساء
حدثنا محمد ابن أحمد بن الحسين قال ثنا محمد بن عثمان بن شيبة قال ثنا أبي قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أنه قال قد بلغت ثمانين سنة وما شيء أخوف عندي من النساء وكان بصره قد ذهب حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هارون بن عبدالله قال ثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء وقال أخبرنا سعيد وهو ابن أربع وثمانين سنة وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى ما شيء أخوف عندي من النساء
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا أبو الربيع الرشديني قال ثنا ابن وهب قال أخبرني ابن جريح أن عبيد الله بن عبدالرحمن أخبره أنه سمع سعيد بن المسيب يقول يد الله فوق عباده فمن رفع نفسه وضعه الله ومن وضعها رفعه الله الناس تحت كنفه يعملون أعمالهم فإذا أراد الله فضيحة عبد أخرجه من تحت كنفه فبدت للناس عورته
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا

حاتم بن الليث الجوهري قال ثنا حجاج قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال قلنا لسعيد بن المسيب يزعم قومك أنما يمنعك من الحج أنك جعلت لله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعو الله على بني مروان قال فما فعلت ذلك وما أصلي لله عز و جل في صلاة إلا دعوت عليهم وأني قد حججت واعتمرت بضعا 1 وعشرين مرة وإنما كتبت علي حجة واحدة
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة قال ما سمعت سعيد بن المسيب سب أحدا من الأئمة قط إلا أني سمعته يقول قاتل الله فلانا كان أول من غير قضاء رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم الولد للفراش وللعاهر الحجر
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن أحمد بن حنبل قال ثنا شيبان قال ثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبدالله قال كان سعيد بن المسيب لا يقبل من أحد شيئا لا دينارا ولا درهما ولا شيئا قال وربما عرض عليه الاشربة فيعرض فليس يشرب من شراب أحد منهم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الحسن بن عبدالعزيز قال كتب الينا ضمرة بن ربيعة عن ابراهيم بن عبدالله الكتاني أن سعيد بن المسيب زوج ابنته بدرهمين
حدثنا عمر بن أحمد ابن عثمان قال ثنا عبدالله سليمان بن الاشعب قال ثنا أحمد بن حرملة عن ابن وهب قال ثنا عمي عبدالله بن وهب عن عطاف بن خالد عن ابن حرملة من ابن أبي وداعة قال كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياما فلما جئته قال أين كنت قال توفيت أهلي فاشتغلت بها فقال ألا أخبرتنا فشهدناها قال ثم أردت أن أقوم فقال هل استحدثت امرأة فقلت يرحمك الله ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين 2 أو ثلاثة فقال أنا فقلت أوتفعل قال نعم ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه و سلم وزوجني على درهمين أو

قال ثلاثة قال فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن استدين فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي واسترحت وكنت وحدي صائما فقدمت عشائي أفطر كان خبزا وزيتا فإذا بآت يقرع فقلت من هذا قال سعيد قال فأفكرت في كل انسان اسمه سعيد الا سعيد ابن المسيب فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب فآتيك قال لأنت أحق أن تؤتى قال قلت فما تأمر قال إنك كنت رجلا عزبا فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك فإذا هي قائمة من خلفه في طوله ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الباب ثم قدمتها 1 إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج لكي لا تراه ثم صعدت إلى السطح فرميت الجيران فجاؤوني فقالوا ما شأنك قلت ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة فقالوا سعيد بن المسيب زوجك قلت نعم وها هي في الدار قال فنزلوا هم اليها وبلغ أمي فجاءت وقالت وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاية أيام قال فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس وإذا هي أحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأعرفهم بحق الزوج قال فمكثت شهرا لا يأتيني سعيد ولا آتيه فلما كان قرب الشهر أتيت سعيدا وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض أهل المجلس فلما لم يبق غيري قال ما حال ذلك الإنسان قلت خيرا يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو قال إن رابك شيء فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم قال عبدالله بن سليمان وكانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبدالملك بن مروان لابنه الوليد بن عبدالملك حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه فلم يزل عبدالملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه

جرة ماء والبسه جبة صوف قال عبدالله وابن أبي وداعة هذا هو كثير ابن المطلب بن أبي وداعة
حدثنا محمد بن عبدالله الكاتب قال ثنا الحسن بن علي الطوسي قال ثنا محمد بن عبد الكريم قال ثنا الهيثم بن علي قال ثنا يحيى بن سعيد بن المسيب قال [ سعيد ] 1 دخلت المسجد ليلة أضحيان قال وأظن أني قد أصبحت فإذا الليل على حاله فقمت أصلي فجلست أدعو فإذا هاتف يهتف من خلفي يا عبد الله قل قلت ما أقول قال قل اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشأ من أمر يكن قال سعيد فما دعوت بها قط بشيء إلا رأيت نجحه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا أحمد بن الوليد قال ثنا يعقوب بن محمد الزهري قال ثنا الزبير بن حبيب قال ثنا طلحة بن محمد ابن سعيد بن المسيب قال دخل المطلب بن حنظب على سعيد بن المسيب في مرضه وهو مضطجع فسأله عن حديث فقال اقعدوني فأقعدوه قال إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا مضطجع
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا أبو العباس قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا كثير بن هشام قال ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران أن عبدالملك بن مروان قدم المدينة فاستيقظ من قائلته فقال لحاجبه أنظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي فلم ير فيه إلا سعيد بن المسيب فأشار إليه بأصبعه فلم يتحرك سعيد ثم أتاه الحاجب فقال ألم تر إني أشير اليك قال وما حاجتك فقال استيقظ أمير المؤمنين فقال أنظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي فقال سعيد لست من حداثه فخرج الحاجب فقال ما وجدت في المسجد إلا شيخا أشرت إليه فلم يقم قلت له إن أميرالمؤمنين استيقظ وقال لي انظر هل ترى أحدا من حداثي قال إني لست من حداث أمير المؤمنين قال عبدالملك بن مروان ذلك سعيد بن المسيب دعه

حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين قال ثنا عبيد الله بن عبدالرحمن قال ثنا زكريا بن يحيى قال ثنا الأصمعي قال ثنا سفيان بن عيينة قال قال سعيد بن المسيب إن الدنيا نذلة وهي إلى كل نذل أميل وأنذل منها من أخذها بغير حقها وطلبها بغير وجهها ووضعها في غير سبيلها
حدثنا عبدالله بن محمد بن عثمان قال ثنا محمود بن محمد الواسطي قال ثنا عبدالله بن عبدالوهاب قال ثنا محمد بن عبد عمرو العسقلاني 1 قال حدثني ابراهيم بن أدهم عن أبي عيسى الخراساني عن سعيد بن المسيب قال لا تملأوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لكي لا تحبط أعمالكم الصالحة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا شيبان قال ثنا سلام بن مسكين قال ثنا عمران بن عبدالله قال دعي سعيد بن المسيب [ للبيعة ] للوليد وسليمان بعد عبد الملك بن مروان قال فقال لا أبايع اثنين ما اختلف الليل والنهار قال فقيل أدخل من الباب وأخرج من الباب الآخر قال والله لا يقتدى بي أحد من الناس قال فجلده مائة وألبسه المسوح
حدثنا أبو بكر بن مالك قال حدثني عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسين بن عبدالعزيز قال كتب إلينا ضمرة وحدثنا محمد بن علي قال ثنا محمد بن الحسن ابن قتيبة قال ثنا أحمد بن يزيد قال ثنا ضمرة قال ثنا رجاء بن جميل الأيلي قال قال عبدالرحمن بن عبد القارىء لسعيد بن المسيب حين قدمت البيعة للوليد وسليمان بالمدينة بعد موت أبيهما إني مشير عليك بخصال ثلاث قال وما هي قال تعتز مقامك فإنك هو وحيث يراك هشام بن اسماعيل قال ما كنت لأغير مقاما قمته منذ أربعين سنة قال تخرج معتمرا قال ما كنت لأنفق مالي وأجهد بدني في شيء ليس لي فيه نية قال فما الثالثة قال تبايع قال أرأيت إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي قال وكان أعمى قال رجاء فدعاه هشام إلى البيعة فأبى فكتب فيه إلى عبدالملك فكتب إليه عبدالملك مالك ولسعيد ما كان علينا منه شيء نكرهه فأما إذ فعلت

فاضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس لئلا يقتدى به الناس فدعاه هشام فأبى وقال لا أبايع لاثنين قال فضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس قال رجاء حدثني الأييليون الذين كانوا في الشرط بالمدينة قالوا علمنا إنه لا يلبس التبان طائعا قلنا له يا أبا محمد إنه القتل فاستر عورتك قال فلبسه فلما ضرب قلنا له إنا خدعناك قال يا معجلة أهل أيلة لولا إني ظننت أنه القتل ما لبسته لفظ الحسن بن عبدالعزيز
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن الفرح قال ثنا حجاج محمد عن هشام بن زيد قال رأيت سعيد بن المسيب حين ضرب في تبان من شعر 1
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابن أبي الثلج قال سمعت يحيى بن غيلان قال ثنا أبو عوانة عن قتادةقال أتيت سعيد بن المسيب وقد ألبس تبان شعر وأقيم في الشمس فقلت لقائدي أدنني منه فأدناني منه فجعلت أسأله خوفا من أن يفوتني وهو يجيبني حسبة والناس يتعجبون
حدثت عن محمد بن القاسم بن بشار الأنباري ثنا أبي عن القاسم بن عبيد الله بن أحمد بن الحارث بن عمرو العدوي 2 عن يحيى بن سعيد قال كتب والي المدينة إلى عبدالملك بن مروان أن أهل المدينة قد أطبقوا على البيعة للوليد وسليمان إلا سعيد بن المسيب فكتب أن أعرضه على السيف فإن مضى وألا فأجلده خمسين جلدة وطف به أسواق المدينة فلما قدم الكتاب على الوالي دخل سليمان بن يسار وعروة بن الزبير وسالم بن عبدالله على سعيد ابن المسيب فقالوا إنا قد جئناك في أمر قد قدم فيك كتاب من عبدالملك ابن مروان إن لم تبايع ضربت عنقك ونحن نعرض عليك خصالا ثلاثا فاعطنا إحداهن فإن الوالي قد قبل منك أن يقرأ عليك الكتاب فلا تقل لا ولا نعم قال فيقول الناس بايع سعيد بن المسيب ما أنا بفاعل قال وكان إذا قال لا لم يطبقوا عليه أن يقول نعم قال مضت واحدة وبقيت اثنتان قالوا فتجلس

في بيتك فلا تخرج إلى الصلاة أياما فانه يقبل منك إذا طلبت في مجلسك فلم يجدك قال وأنا أسمع الأذان فوق أذني حي على الصلاة حي على الفلاح ما أنا بفاعل قالوا مضت اثنتان وبقيت واحدة قالوا فانتقل من مجلسك إلى غيره فإنه يرسل إلى مجلسك فإن لم يجدك أمسك عنك قال فرقا لمخلوق ما أنا بمتقدم لذلك شبرا ولا متأخر شبرا فخرجوا وخرج إلى الصلاة صلاة الظهر فجلس في مجلسه الذي كان يجلس فيه فلما صلى الوالي بعث إليه فأتى به فقال إن أمير المؤمنين كتب يأمرنا إن لم تبايع ضربنا عنقك قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بيعتين فلما رآه لا يجيب أخرج إلى السدة فمدت عنقه وسلت عليه السيوف فلما رآه قد مضى أمر به فجرد فإذا عليه تبان شعر فقال لو علمت إني لا أقتل ما اشتهرت بهذا التبان فضربه خمسين سوطا ثم طاف به أسواق المدينة فلما رده والناس منصرفون من صلاة العصر قال إن هذه لوجوه ما نظرت إليها منذ أربعين سنة قال محمد بن القاسم وسمعت شيخنا يزيد في حديث سعيد بإسناد لا أحفظه أن سعيدا لما جرد ليضرب قالت له امرأة لما جرد ليضرب إن هذا لمقام الخزي فقال لها سعيد من مقام الخزي فررنا
حدثنا محمد بن علي قال ثنا أبو العباس بن الطفيل قال ثنا أحمد بن زيد قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن عبدالله بن القاسم قال جلست إلى سعيد بن المسيب فقال إنه قد نهى عن مجالستي قال قلت إني رجل غريب قال إنما أحببت أن أعلمك
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا أبي قال ثنا العلاء بن عبدالكريم قال جلست إلى سعيد بن المسيب فقال إنه قد نهى عن مجالستي
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا حاتم بن الليث الجوهري قال ثنا عفان قال ثنا همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا أراد الرجل أن يجالسه قال إنهم قد جلدوني ومنعوا الناس أن يجالسوني
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد

قال ثنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة قال قال سعيد بن المسيب لا تقولوا مصيحف ولا مسيجد ما كان لله فهو عظيم حسن جميل
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي قال ثنا اسماعيل بن عياش عن عبدالرحمن بن حرملة قال ما كان انسان يجترىء على سعيد بن المسيب يسأله عن شيء حتى يستأذنه كما يستأذن الأمير
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا عبد الرحمن المقرى قال ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم حدثني يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله يعطى منه حقه ويكف به وجهه عن الناس
حدثنا عبدالرحمن بن العباس قال ثنا احمد ابن داود السجستاني قال ثنا الحسن بن سوار قال ثنا الليث بن سعد عن يحيى ابن سعيد عن سعيد بن المسيب قال لا خير فيمن لا يحب هذا المال يصل به رحمه ويؤدي به أمانته ويستغني به عن خلق ربه
حدثنا احمد بن بندار قال ثنا احمد بن محمد قال ثنا أبو مسعود قال ثنا محمد ابن عيسى عن عباد عن يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه مات وترك ألفين أو ثلاثة آلاف دينار وقال ما تركتها إلا لأصون بها ديني وحسبي رواه الثوري عن يحيى بن سعيد عن سعيد وقال ترك مائة دينار وقال أصون بها ديني وحسبي
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن يحيى ثعلب النحوي قال ذؤيب ابن عمامة عن محمد بن معن الغفاري عن محمد بن عبدالله بن أخي الزهري عن عمه عن سعيد المسيب قال من استغنى بالله افتقر الناس إليه
حدثنا محمد بن احمد بن ابراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا عارم قال ثنا حماد ابن زيد قال ثنا علي بن زيد قال رآني سعيد بن المسيب وعلى جبة خز فقال إنك لجيد الجبة قلت وما تغني عني وقد أفسدها علي سالم فقال سعيد اصلح قلبك والبس ما شئت

ومن مسانيد حديثه
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء قال ثنا داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب قال قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على هذا المنبر يعني منبر المدينة أني اعلم أقواما سيكذبون بالرجم ويقولون ليس في القرآن ولولا أني أكره أن أزيد في القرآن لكتبت في آخر ورقة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رجم ورجم أبو بكر وأنا رجمت رواه يحيى بن سعيد عن سعيد مثله
حدثنا محمد بن احمد قال ثنا عبدالرحمن قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيي ابن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يذكر أن عمر قال إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم فذكر نحوه
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا الحسن بن منصور الرماني قال ثنا المعافى ابن سليمان قال ثنا حكيم بن نافع عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول ما يرفع من الأمة الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله ابن حنبل قال ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال ثنا عبدالله بن عبدالله الأموي قال ثنا الحسن بن الحر قال سمعت يعقوب بن عتبة بن الأخنس يقول سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اعتز بالعبيد أذله الله
حدثنا محمد بن عمر قال ثنا محمود بن محمد المروزي قال ثنا احمد بن يعقوب قال ثنا الوليد بن سلمة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن احمد بن 1 المسيب عن عثمان بن عفان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا سمعتم النداء فقوموا فإنها عزمة من الله
حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أبو حصين محمد بن الحسن الوادعي قال

ثنا يحيى الحماني قال ثنا قيس يعني ابن الربيع عن عبد الله بن عمران عن علي بن زيد عن سعيد المسيب عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال لفاطمة رضي الله تعالى عنها ما خير للنساء قالت أن لا يرين الرجال ولا يرونهن فذكره للنبي صلى الله عليه و سلم فقال إنما فاطمة بضعة مني
حدثنا محمد بن عمر بن سالم قال ثنا سعيد بن علي بن الخليل قال ثنا اسحاق بن العنبر قال ثنا نصر بن ثابت عن يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من اتقى الله عاش قويا وسار في بلاده آمنا
حدثنا محمد بن احمد قال ثنا احمد بن عبدالرحمن قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق فهو قمار
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن بكر بن حيا قال ثنا عمر بن الحصين قال ثنا ابراهيم بن عطاء عن يزيد بن عياض عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن عمار بن ياسر قال قال النبي صلى الله عليه و سلم حسن الخلق خلق الله الأعظم
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن داود المكي قال ثنا حبيب كاتب مالك قال ثنا ابن أخي الزهري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لي جبريل ليبك الاسلام على موت عمر رضي الله تعالى عنه
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال ثنا احمد بن اسحاق الخشاب الرقي قال ثنا رزيق أبو القاسم الحمصي قال ثنا الحكم بن عبدالله الايلي قال ثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ان لكل شيء شرفا يتباهون به وإن بهاء أمتي وشرفها القرآن

عروة بن الزبير
ومنهم المعطى ما تمنى حمل العلم عنه إذا فيه تعنى مكن من الطاعة فاكتسب وامتحن بالمحنة فاحتسب عروة بن الزبير بن العوام المجتهد المتعبد الصوام وقد قيل إن التصوف عرفان المنن وكتمان المحن
حدثنا احمد بن بندار قال ثنا عبدالله بن سليمان الاشعث قال ثنا سليمان بن معبد قال ثنا الاصمعي عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال اجتمع في الحجر مصعب بن الزبير و عروة بن الزبير وعبدالله بن الزبير وعبدالله بن عمر فقالوا تمنوا فقال عبدالله بن الزبير أما أنا فأتمنى الخلافة وقال عروة أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم وقال مصعب أما أنا فأتمنى امرأة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحةوسكينة بنت الحسين وقال عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أما أنا فأتمنى المغفرة قال فقالوا كلهم ما تمنوا ولعل ابن عمر قد غفر له
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا سفيان عن الزهري عن عروة أنه كان يتألف الناس على حديثه قال عمرو بن دينار أتيناه فقال ائتوني فتلقوا مني
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن عمرو الباهلي قال ثنا الاصمعي عن أبن أبي الزناد قال قال عروة بن الزبير كنا نقول لا نتخذ كتابا مع كتاب الله فمحوت كتبي فوالله لوددت أن كتبي عندي إن كتاب الله قد استمرت مريرته
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا علي بن عبدالعزيز قال ثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الضحاك قال أستودع عروة بن الزبير طلحة بن عبيدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق مالا من مال بني مصعب بن الزبير لما خرج إلى الشام وأم طلحة عائشة بنت طلحة بن عبدالله فبلغ عروة أن طلحة يبني

ويبتاع الرقيق والإبل والغنم فلما قدم كره أن يكشفه وأن يقتضيه المال فجعل يلقاه ويستحي من تقاضيه فقال له طلحة ذات يوم ألا تريد مالك فقال بلى قال فأرسل فخذه فقال عروة متى قال متى شئت فبعث معه عروة رسولا فإذا هو قد هدم عليه بيتا فاستخرج المال فأتى به فتمثل عروة عند ذلك ... فما استخبأت في رجل خبيئا ... كمثل الدين أو حسب عتيق ... ذوو الأحساب أكرم ما تراث ... واصبر عند نائبة الحقوق ...
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن شاهين قال ثنا مصعب بن عبدالله الزبيري حدثني أبي ثنا هشام بن عروة قال قال عروة بن الزبير رب كلمة ذل احتملتها أورثتني عزا طويلا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد ابن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه قال إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات فإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات فإن الحسنة تدل على أخواتها وإن السيئة تدل على أخواتها
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان قال ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال ثنا نصر بن علي وحدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالله قال ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال ثنا عمر بن شبة أبو زيد قالا ثنا الأصمعي قال ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال قال عروة لبنيه يا بني لا يهدين أحدكم إلى ربه عز و جل ما يستحي أن يهديه إلى كريمه فإن الله عز و جل أكرم الكرماء وأحق من أختير إليه وكان يقول يا بني تعلموا فإنكم إن تكونوا صغراء قوم عسى أن تكونوا كبراءهم واسوأتاه ماذا أقبح من شيخ جاهل وكان يقول إذا رأيتم خلة شر رائعة من رجل فاحذروه وإن كان عند الناس رجل صدق فإن لها عنده أخوات وإذا رأيتم خلة خير رائعة من رجل فلا تقطعوا عنه إياسكم وإن كان عند الناس رجل سوء فإن لها عنده أخوات قال الناس بأزمنتهم أشبه منهم بآبائهم وأمهاتهم لفظ الجوهري
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان قال ثنا اسماعيل بن اسحاق قال ثنا نصر

ابن علي قال ثنا الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن هشام قال كان عروة يقول إني لأعشق الشرف كما أعشق الجمال فعل الله بفلانة ألفت بني فلان وهم بيض طوال فقلبتم سودا قصارا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي ابن اسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا أبو معاوية الضرير قال ثنا هشام ابن عروة عن أبيه قال مكتوب في الحكمة لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطهم العطاء
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسن بن المتوكل قال ثنا أبو الحسن المدائني عن مسلمة بن محارب قال قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه محمد بن عروة فدخل محمد بن عروة دار الدواب فضربته دابة فخر فحمل ميتا ووقعت في رجل عروة الأكلة ولم يدع تلك الليلة ورده فقال له الوليد [ اقطعها قال لا فترقت إلى ساقه فقال له الوليد ] اقطعها والا أفسدت عليك جسدك فقطعت بالمنشار وهو شيخ كبير فلم يمسكه أحد وقال لقد لقينا من سفرنا [ هذا ] نصبا
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي سمعت عبدالله بن محمد بن عبيد يقول لم يترك عروة بن الزبير ورده إلا في الليلة التي قطعت فيها رجله قال وتمثل بأبيات معن بن أوس ... لعمرك ما أهويت كفى لريبة ... ولا حملنني نحو فاحشة رجلى ... ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي ... وأعلم أني لم تصبني مصيبة ... من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي ...
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا ابو العباس السراج قال ثنا يحيى بن طلحة قال ثنا عيسى بن يونس عن عبد الواحد مولى عروة قال شهدت عروة بن الزبير قطع رجله من المفصل وهو صائم
حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل قال ثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم قال ثنا عبيد الله بن سعد الزهري قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال كان عروة ابن الزبير يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف ويقوم به ليله قال فما تركه

إلا ليلة قطع رجله قال ثم عاود حزبه من الليلة المقبلة قال كان وقعت في رجله الأكلة قال فنشرها
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا يعقوب بن ابراهيم قال ثنا عامر بن صالح الزبيري قال ثنا هشام ابن عروة قال خرج أبي إلى الوليد بن عبد الملك فوقع في رجله الأكله فقال له الوليد يا أبا عبدالله أرى لك قطعها قال فقطع وأنه لصائم فما تضور وجهه قال ودخل ابن له أكبر ولده اصطبل الدواب فرفسته دابة فقتلته فما سمع من أبي في ذلك شئ حتى قدم المدينة فقال اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة فلك الحمد وكان لي بنون أربعة فأخذت واحدا وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد وايم الله لئن أخذت لقد ابقيت ولئن أبليت طالما عافيت
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسن بن المتوكل قال ثنا ابو الحسن المدائني عن مسلمة بن محارب لما شخص عروة من عند الوليد إلى المدينة أتته قريش والأنصار يعزونه في ابنه ورجله فقال له عيسى بن طلحة بن عبيد الله يا أبا عبدالله قد صنع الله بك خيرا والله ما بك حاجة الى المشي فقال ما أحسن ما صنع الله إلي وهب سبعة بنين فمتعني بهم ما شاء ثم أخذ واحدا وأبقى ستة وأخذ عضوا وأبقى لي خمسا يدين ورجلا وسمعا وبصرا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال وقعت في رجل عروة الأكلة قال فصعدت في ساقه فبعث الوليد إليه الأطباء فقالوا ليس لها دواء إلا القطع قال فقطعت فما تضور وجهه
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة قال قال أبي إذا رأى أحدكم شيئا من زينة الدنيا وزهرتها فليأت أهله وليأمرهم بالصلاة وليصطبر عليها قال قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه الآية
حدثنا عثمان بن محمد بن عثمان العثماني قال ثنا أحمد بن سليمان الطوسي قال ثنا الزبير بن بكار قال ثنا

أبو ضمرة أنس بن عياض عن هشام بن عروة قال لما اتخذ عروة قصره بالعقيق قال له الناس جفوت مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني رأيت مساجدهم لاهية وأسواقهم غالية والفاحشة في فجاجهم 1 عالية فكان فيما هنالك عماهم فيه عافية
حدثنا محمد بن أحمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا عبيد الله بن سعيد قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال كان عروة بن الزبير إذا كان أيام الرطب يثلم حائطه ثم يأذن للناس فيه فيدخلون ويأكلون ويحملون قال وكان ينزل حوله ناس من أهل البدو فيدخلون ويأكلون ويحملون وكان إذا دخله ردد هذه الآية ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله حتى يخرج من الحائط قال الشيخ رحمه الله روى عروة بن الزبير من المسانيد عن كبار الصحابة وجمهورهم رجالا ونساء ما لا يحصى فمن مسانيد حديثه عن أبيه وغيره ما حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن الفرج الأزرق قال ثنا محمد بن عبدالله بن كناسة قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود غريب من حديث عروة تفرد به ابن كناسة وحدث به عن ابن كناسة الأئمة أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأحمد بن حنبل وأبو خيثمة
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا صفوان ابن صالح قال ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة غريب من حديث عروة تفرد به عبدالله بن لهيعة رواه عنه الكبار ابن المبارك وابن وهب

حدثنا أبو بكر بن الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أسد ابن شيبة قال ثنا يحيى بن زكريا عن هشام بن عروة عن أبيه إن سعيد بن زيد ابن عمرو بن نفيل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه الله يوم القيامة إلى سبع أرضين هذا حديث صحيح مشهور من حديث سعيد بن زيد رواه عنه عدة ولم يروه عن عروة الا هشام
حدثنا ابراهيم بن محمد بن يحيى قال ثنا أحمد بن حمدون قال ثنا مقدم ابن محمد الواسطي قال ثنا عمي القاسم بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن هشام بن عروة عن عروة عن عبد الرحمن بن عوف قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا محمد ما صنعت في استلام الحجر قلت استلمت وتركت قال أصبت رواه جماعة عن هشام عن عروة مرسلا ولم يجوده عن عبيد الله الا القاسم بن محمد تفرد به مقدم بن محمد
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن قال ثنا يزيد أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن ابي كثير عن عروة بن الزبير عن عبدالله ابن عمرو قال أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أن الله عز و جل لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكنه يقبض العلماء بعلمهم فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا هذا حديث صحيح ثابت من حديث عروة بن الزبير رواه عنه ابنه هشام بن عروة والزهري وأبو الأسود
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال ثنا اسماعيل بن أبي أويس قال ثنا أبي عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خير الصدقة ما تصدق به عن ظهر غنى وليبدأ أحدكم بمن يعول هذا حديث صحيح ثابت رواه الناس عن هشام بن عروة ورواه عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن عروة مثله
حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يحيى

ابن هاشم قال ثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا اسماعيل بن عبدالله قال ثنا عثمان ابن الهيثم قال ثنا هشام بن زياد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنهما قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أوى إلى فراشه قال اللهم متعني بسمعي وبصري وعقلي واجعلهما 1 الوارث مني وانصرني على عدوي وأرني فيه ثأري زاد عثمان بن الهيثم في حديثه اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ومن الجوع فإنه بئس الضجيع هذا حديث رواه عن هشام بن عروة عدة ولم يسقه هذا السياق إلا هشام بن زياد وتفرد به بقوله وعقلي عنه عثمان بن الهيثم
حدثا أحمد ابن القاسم بن الزيات وأحمد بن ابراهيم بن جعفر قالا ثنا محمد بن يونس الشامي قال ثنا خالد بن عبد الرحمن قال ثنا سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل الخلاء غطى رأسه
حدثنا أحمد إبراهيم بن جعفر ثنا محمد بن يونس الشامي قال ثنا عمر ابن سلمة الغفاري قال ثنا جعفر بن محمد بن الزبير عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من بني غفار فوجده محموما وله ضجيج من شدة ما يجد من الحمى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمى من فيح جهنم وهي نصيب المؤمن من النار فقال 2 له رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم أعطه ما تمنى فقال هاه شهق فمات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أمتي من لو أقسم على الله لأبره هذا حديث غريب من حديث عروة ومن حديث هشام لم يروه عن هشام إلا جعفر بن محمد وما كتبناه إلا من حديث عمر بن سلمة الغفاري
حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني النيسابوري قال ثنا الحسن ابن موسى السمسار قال ثنا محمد بن عبدك القزويني قال ثنا عباد بن صهيب قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال

رسول الله صلى الله عليه و سلم النظر إلى علي عبادة غريب من حديث هشام بن عروة ولم نكتبه إلا من حديث عبادة
حدثنا محمد بن عمر بن سالم قال ثنا ابراهيم بن الهيثم قال ثنا محمد بن خطاب الموصلي قال ثنا عبدالله بن الوليد العدني قال ثنا ابو بكر بن أبي شيبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم شرار أمتي أجرؤهم على صحابتي غريب من حديث عروة وهشام تفرد به أبو بكر بن أبي سبرة مدني صاحب غرائب 173
القاسم بن محمد أبي بكر
ومنهم الفقيه الورع الشفيق الضرع نجل الصديق ذو الحسب العتيق القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق كان لغوامض الأحكام فائقا وإلى محاسن الأخلاق سابقا وقد قيل إن التصوف الصفو للزيق والرقو للفيق
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا اسحاق بن عثمان بن طلحة عن أفلح بن حميد أن عبد الملك بن مروان لما توفي أسف عليه عمر بن عبد العزيز أسفا منعه من العيش وقد كان ناعما فاستشعر المسح 1 سبعين ليلة فقال له القاسم بن محمد أعلمت أن من مضى من سلفنا كانوا يحبون استقبال المصائب بالتجمل ومواجهة النعم بالتذلل فراح عمر من عشية يومه في مقطعات من حبرات أهل اليمن شراؤها ثمانمائة دينار وفارق ما كان يصنع
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه كان يقول إن هذه الذنوب لاحقة بأهلها
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبو عامر الأشعري قال ثنا ابن إدريس قال ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال

ما رأيت فقيها أفضل من القاسم بن محمد
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا ضمرة أن ابن شوذب حدثهم عن يحيى بن سعيد قال ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم بن محمد
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال ثنا حيان بن هلال قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال سمعت القاسم يسأل بمنى فيقول لا أدري لا أعلم فلما اكثروا عليه قال والله ما نعلم كل ما تسألون عنه ولو علمنا ما كتمناكم ولا حل لنا أن نكتمكم قال وسمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت القاسم يقول ما نعلم كل ما نسأل عنه ولئن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعرف حق الله تعالى عليه خير له من أن يقول ما لا علم
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا اسماعيل بن أبي الحارث قال ثنا الصباح قال ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال ما رأيت أحدا أعلم بالسنة من القاسم بن محمد وكان الرجل لا يعد رجلا حتى يعرف السنة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال مات القاسم ابن محمد بين مكة والمدينة حاجا أو معتمرا فقال لابنه سنا على التراب سنا وسو على قبري والحق بأهلك وإياك أن تقول كان وكان
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا حاتم ابن الليث قال ثنا ابن نمير قال ثنا يونس بن بكير قال ثنا محمد بن اسحاق قال جاء أعرابي إلى القاسم بن محمد فقال أنت أعلم أو سالم فقال ذاك منزل سالم فلم يزده عليها حتى قام الأعرابي قال محمد بن اسحاق كره أن يقول [ هو ] أعلم مني فيكذب أو يقول أنا أعلم [ منه ] فيزكي نفسه
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الصائغ قال ثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم قال ثنا حاتم الجوهري قال ثنا عارم قال ثنا حماد بن سلمة عن أيوب

قال رأيت على القاسم بن محمد قلنسوة من خز أخضر ورداء سابر له علم ملون مصبوغ بشيء من زعفران ويدع مائة ألف يتلجلج في نفسه منها شئ قال الشيخ رحمه الله أسند الكثير وعامة مسانيده في المناسك والأحكام فمن مفاريده وغرائب حديثه
ما حدثناه عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا داود وحدثنا القاضي أبو محمد بن املاء قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال ثنا يزيد بن ابراهيم وحماد بن سلمة جميعا عن عبدالله بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ هذه الآية هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب الآية كلها فقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا رأيتم الذين يسألون عما تشابه منه فهم أولئك الذين سماهم الله فاحذروهم لفظ القاضي رواه حماد بن سلمة أيضا عن عبد الرحمن بن أبي القاسم عن أبيه عن عائشة تفرد به عن الوليد بن مسلم واختلف على القاسم فيه فرواه أيوب وعلي بن زيد وحماد بن يحيى الأبح عن أبي مليكة عن عائشة من دون القاسم ورواه عمرو بن عبيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة نحوه
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا محمد بن زنجوية بن الهيثم قال ثنا عبد العزيز بن يحيى المديني قال ثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد يقول قالت عائشة رضي الله عنها وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك فقالت عائشة واثكلتاه إني والله لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بل أنا وارأساه لقد هممت أو أردت أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون رواه يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال ورواه

الزبيدي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه ورواه اسماعيل بن أبي حكيم عن نحوه 1
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا اسحاق بن ابراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن القاسم بن محمد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا رأى الغيث قال اللهم صيبا هنيا ! 2 رواه نافع مولى ابن عمر عن القاسم نحوه
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أسامة قال ثنا عبد الوهاب ابن عطاء قال ثنا عباد بن منصور عن القاسم بن أبي محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله تعالى يربي لأحدكم اللقمة كما يربي أحدكم فصيله حتى يجعلها له مثل [ جبل ] أحد
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا موسى بن تليدان من آل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال سمعت القاسم بن محمد يحدث عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة فقالت له أي عائشة رضي الله تعالى عنها أخبرتك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هكذا حدثت وهكذا حفظت رواه عمر ابن علي المقدمي وعبد الصمد وسعيد بن عامر عن موسى مرفوعا ورواه حماد بن سلمة عن يزيد بن سخبرة عن القاسم عن عائشة مرفوعا
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا حماد بن سلمة عن ابن سخبرة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة رواه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة والناس عن يزيد بن هارون مثله ورواه صفوان ابن سليم عن عروة عن عائشة نحوه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا يحيى بن اسحاق السيلحيني قال ثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم بن محمد

عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتدرون من السابقون الى ظل الله عز و جل قالوا الله عز و جل ورسوله أعلم قال الذين إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سألوه بذلوه وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم هذا حديث غريب تفرد به ابن لهيعة عن خالد حدث به أحمد بن حنبل عن يحيى بن اسحاق في مسنده
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا ابن عفير الأنصاري قال ثنا شعيب بن سلمة قال ثنا عصمة بن محمد قال ثنا موسى يعني ابن عقبة عن القاسم ابن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يكف بصره عن محاسن امرأة ولو شاء أن ينظر اليها نظر الا أدخل الله تعالى قلبه عبادة يجد حلاوتها 174
أبو بكر بن عبدالرحمن
ومنهم الفقيه الوجيه العابد النبيه راهب قريش وعابدها أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي أكثر حديثه في الأقضية والأحكام
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن يحيى بن ثعلب قال قال الزبير ابن بكار كان أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث يقال له راهب المدينة
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال رأيت في كتاب أبي حسان أن أبا بكر بن عبدالرحمن بن الحارث كان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته
حدثتا سليمان ابن احمد قال ثنا علي بن عبدالعزيز قال ثنا الزبير بن بكار قال ثنا يحيى بن عبدالملك الهديري قال ثنا المغيرة بن عبدالرحمن المخزومي عن أبيه عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام أنه قال إنما هذا العلم لواحد من ثلاث لذي نسب يزين به نسبه أو لذي دين يزين به دينه أو مختلط بسلطان ينتجعه به ولا أعلم أحدا أجمع لهذه الخلال من عروة بن الزبير وعمر بن عبدالعزيز كلاهما ذو دين وحسب ومن السلطان بمنزل

قال الشيخ رحمه الله ومما أسنه
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال ثنا اسماعيل بن ابي أويس قال حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن عبدالله ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبدالرحمن عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إني لأستغفر الله وأتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين مرة رواه عقيل وغيره من الزهري ولم يروه عن موسى بن عقبة إلا سليمان 175
عبيد الله بن عتبة
ومنهم عبيد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أحد الأربعة من البحور المواصل الرواح بالبكور المنابذ للدنيا خيفة الغرة والعثور
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال سمعت نوح بن حبيب ومحمد بن يحيى ومحمد بن سهل بن عسكر قالوا ثنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري قال ادركت أربعة بحور من قريش سعيد بن المسيب وأبا بكر ابن عبدالرحمن بن الحارث وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعروة بن الزبير
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا اسماعيل بن أبي الحارث قال ثنا اسحاق بن اسماعيل عن جرير عن المغيرة قال قال عمر بن عبدالعزيز لو أدركني عبيد الله بن عبدالله بن عتبة إذ وقعت فيما وقعت فيه لهان علي ما أنا فيه
حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا أبو العباس الثقفي حدثني محمد بن الحسين بن أشكيب حدثني أبي قال ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال ربما كنت أرى عمر بن عبدالعزيز في أمارته يأتي عبيد الله بن عبدالله عتبة فربما حجبه وربما أذن له
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا جعفر بن سليمان النوفلي قال ثنا ابراهيم بن المنذر قال ثنا عبدالرحمن ابن المغيرة عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال كتب عبيدالله بن عبد اللهم بن عتبة إلى عمر بن عببدالعزيز

باسم الذي أنزلت من عنده السور ... والحمد لله أما بعد يا عمر ... إن كنت تعلم ما تأتي وما تذر ... فكن على حذر قد ينفع الحذر ... واصبر على القدر المحتوم وارض به ... وإن أتاك بما لا تشتهي القدر ... فما صفا لامرىء عيش يسر به ... إلا سيتبع يوما صفوه كدر ... أسند الكثير فمن مسانيد حديثه ما أعلم به النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه من حقارة الدنيا والزهادة فيها
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن سهل بن المهاجر قال ثنا محمد بن مصعب قال ثنا الاوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بشاة ميتة فقال للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها غريب من حديث الأوزاعى عن الزهري
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا حرملة بن وهب أخبرني يونس بن عبيد بن عبدالله بن عتبة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو أن لي مثل أحد ذهبا ما يسرني أن يأتي علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده للدين
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن يحيى المروزي قال ثنا احمد ابن محمد بن أيوب قال ثنا ابراهيم بن سعيد عن محمد بن اسحاق قال قال ابن شهاب الزهري حدثني عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرا ما أسمعه يقول إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره قالت فلما حضر رسول الله صلى الله عليه و سلم كان آخر كلمة سمعتها منه يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة فقلت إذا والله لا يختارنا وعرفت أنه الذي كان يقول لنا إن نبيا لا يقبض حتى يخيره 176
خارجة بن زيد
ومنهم الفقيه ابن الفقيه خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري كان من عباد المدينة ممن تفقه ثم انفرد وآثر العزلة ولم ينشر عنه من كلامه كبير شيء

عامة حديثه في الاقضية والأحكام فمما أسنده ما حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن هذا المال خضر حلو
حدثنا شافع بن محمد عن أبي عوانة الاسفراييني قال ثنا أحمد بن عبدالعزيز الجوهري قال ثنا علي بن حرب قال ثنا عبدالعزيز بن يحيى بن المدني قال ثنا مالك بن أنس عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعظنا ويحدثنا ويقول والذي نفسي بيده ما عمل على وجه الأرض أحد قط عمل أعظم عند الله بعد الشرك من سفك دم حرام والذي نفسي بيده إن الأرض لتعج إلى الله من ذلك عجيجا 1 تستأذنه فيمن عمل ذلك على ظهرها لتخسف به 177
سليمان بن يسار
ومنهم العابد المجار المعصوم حين الفتنة من الفجار أبو أيوب سليمان بن يسار
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن يحيى بن ثعلب وحدثنا عبدالله ابن ابراهيم بن بيان قال ثنا محمد بن خلف بن وكيع حدثني أبو بكر العامري وسليمان بن أيوب قال ثنا مصعب بن عبدالله الزبيري قال ثنا مصعب بن عثمان قال كان سليمان بن يسار من أحسن الناس وجها فدخلت عليه امرأة فسألته نفسه فامتنع عليها فقالت له ادن فخرج هاربا من منزله وتركها فيه قال سليمان بن يسار فرأيت بعد ذلك فيما يرى النائم يوسف عليه السلام وكأني

أقول له أنت يوسف قال نعم أنا يوسف الذي همت وأنت سليمان الذي لم تهم لفظ وكيع
وأخبرني جعفر بن محمد بن نصير في كتابه وحدثني عنه محمد ابن ابراهيم قال ثنا أبو العباس بن مسروق قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا محمد بن بشر الكندي قال ثنا عبدالرحمن بن جرير بن عبيد بن حبيب بن يسار الكلابي حدثني عن أبي حازم قال خرج سليمان بن يسار خارجا من المدينة ومعه رفيق له حتى نزلوا بالأبواء فقام رفيقه فأخذ السفرة وانطلق إلى السوق يبتاع لهم وقعد سليمان في الخيمة وكان من أجمل الناس وجها وأورع الناس فبصرت به أعرابية من قلة الجبل وهي في خيمتها 1 فلما رأت حسنه وجماله انحدرت وعليها البرقع والقفازان فجاءت فوقفت بين يديه فأسفرت عن وجه لها كأنه فلقة قمر فقالت اهبتني 2 فظن أنها تريد طعاما فقام إلى فضل السفرة ليعطيها فقالت لست أريد هذا انما أريد ما يكون من الرجل إلى أهله فقال جهزك إلي إبليس ثم وضع رأسه بين كميه فأخذ في النحيب فلم يزل يبكي فلما رأت ذلك سدلت البرقع على وجهها ورفعت رجليها بأكواب 3 حتى رجعت ألى خيمتها فجاء رفيقه وقد ابتاع لهم ما يرفقهم فلما رآه وقد انتفخت عيناه من البكاء وانقطع حلقه قال ما يبكيك قال خير ذكرت صبيتي قال لا إن لك قصة إنما عهدك بصبيتك منذ ثلاث أو نحوها فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بشأن الأعرابية فوضع السفرة وجعل يبكي بكاء شديدا فقال له سليمان أنت ما يبكيك قال أنا أحق بالبكاء منك قال فلم قال لأني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرت عنها قال فما زالا يبكيان قال فلما انتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى أتى الحجر واحتبى بثوبه فنعس فإذا رجل وسيم جميل طوال شرجب له شارة حسنة ورائحة طيبة فقال له سليمان من أنت رحمك الله قال أنا يوسف بن يعقوب قال يوسف الصديق قال نعم قلت إن في شأنك وشأن امرأة العزيز لشأنا

عجيبا فقال له يوسف شأنك وشأن صاحبة الأبواه أعجب قال الشيخ رحمه الله أسند الكثير عن أبي هريرة وابن عباس وابن عمر وأم سلمة رضي الله تعالى عنهم فمن مسانيد حديثه ما حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبدالوهاب ابن عطاء قال ثنا ابن جريج أخبرني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أخو أهل الشام يا أبا هريرة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة رجال رجل استشهد فأتى به الله وعرفه نعمه فعرفها قال ما عملت فيها قال قاتلت في سبيلك حتى استشهدت قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى القى في النار ورجل تعلم العلم وقرأالقرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال تعلمت العلم وقرأت القرآن وعلمته فيك قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان عالم وفلان قارىء فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه إلى النار ورجل آتاه الله من أنواع المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت ما فيها فقال ما تركت من شيء تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث ابن جريج
حدثنا محمد بن احمد بن علي بن مخلد قال ثنا احمد بن الهيثم المعدل قال ثنا هانىء بن يحيى قال ثنا يزيد بن عياض قال ثنا صفوان بن سليم عن سليمان ابن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما عبدالله بشيء أفضل من فقه في دين قال أبو هريرة لأن أنفقه ساعة أحب إلى من أن أحيي ليلة أصليها حتى أصبح ولفقيه [ واحد ] أشد الشيطان من

ألف عابد ولكل شيء دعامة ودعامة الدين الفقه رواه هياج بن بسطام عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سليمان نحوه تفرد به يزيد بن عياض عن صفوان
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا حميد بن زنجويه قال ثنا أبو أيوب الدمشقي قال ثنا عبدالله بن أحمد النخعي عن محمد بن عجلان عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الإيمان ثلاثة والأمانة ثلاث من آمن بالله العظيم وصدق المرسلين أولهم وآخرهم وعلم أنه مبعوث والأمانة ائتمن الله عز و جل العبد على الصلاة إن شاء قال صليت ولم يصل وائتمنه على الوضوء إن شاء قال توضأت ولم يتوضأ وائتمنه على الصيام فإن شاء قال صمت ولم يصم هذا حديث غريب من حديث سليمان بن يسار ولم نكتبه إلا بهذا الإسناد 178
سالم بن عبدالله
ومنهم الفقيه المتخشع الرهاب أبو عمر سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب كان لله خاشعا وفي نفسه خاضعا وبما يدفع به وقته قانعا وقد قيل إن التصوف لزوم الخضوع والقنوع والتبري من الجزوع والهلوع
حدثنا محمد بن عبد الله قال ثنا الحسن بن علي بن نصر قال ثنا محمد بن عبدالكريم قال ثنا الهيثم بن عدي قال ثنا يونس بن يزيد قال ثنا الحكم بن عبدالله الأيلي قال قدم سليمان بن عبدالملك المدينة فدخل عليه القاسم وسالم بن عبدالله قال وإذا سالم أحسنهما كدنة قال يا [ ابن ] عمر ما طعامك قال الخبز والزيت قال وتشتهيه قال ادعه حتى اشتهيه قال ثم دعا لهما بغالية وجاءت جارية وضيئة الوجه مديدة القامة فذهبت تغليهما فقال تنحى عنا ثم تناولا المدهن فلعقا منه ثم ادهنا ثم قالا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أتى بالدهن الطيب لعق منه ثم ادهن
[ عن الزهري قال سمعت سالم بن عبدالله يقول دخلت على الوليد بن عبدالملك فقال ما أحسن جسمك فما طعامك قلت الكعك والزيت قال وتشتهيه قلت ادعه حتى

أشتهيه فاذا اشتهيته أكلته وروى مالك بن أنس عن الوليد أو هشام بن عبدالملك قال لسالم فذكر مثله ] 1
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن أبي صفوان قال ثنا يحيى بن كثير قال ثنا عبدالله بن اسحاق قال سمعت سالم بن عبدالله يقول إياكم وإدامة اللحم فان له ضراوة كضراوة الشراب
حدثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا احمد بن سعيد ثنا ابن وهب حدثني حنظلة قال رأيت سالم بن عبدالله يخرج إلى السوق فيشتري حوائج نفسه
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا ابن ناجية قال ثنا محمد بن عباد بن موسى قال ثنا أبي عن غياث بن ابراهيم قال ثنا أشعب بن أم حميد قال أتيت سالم ابن عبدالله وهو يقسم صدقة عمر فسألته فأشرف على من خوخه فقال ويحك يا أشعب لا تسأل
حدثنا محمد بن عبدالعزيز [ ثنا ] محمد بن عبدالله بن مكحول 2 قال ثنا عثمان بن خرزاذ قال ثنا ابراهيم بن عرعرة قال ثنا أبو عاصم قال ثنا جويرية بن أسماء قال حدثني أشعب قال قال لي سالم بن عبدالله لا تسأل أحدا غير الله
حدثت عن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز قال ثنا شريح بن يونس قال ثنا اسحاق بن سليمان قال ثنا حنظلة بن أبي سفيان قال كتب عمر بن عبدالعزيز إلى سالم بن عبدالله أن أكتب إلي بشيء من رسائل عمر بن الخطاب فكتب أن يا عمر اذكر الملوك الذين تفقأت أعينهم الذين كانت لا تنقضي لذتهم وانفقأت بطونهم التي كانوا لا يشبعون بها وصاروا جيفا في الأرض وتحت أكنافها 3 إن لو كانت إلى جنب مسكين لتأذى بريحهم
حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا احمد بن يحيى الحلواني قال ثنا

احمد بن يونس قال ثنا زهير بن معاوية قال ثنا موسى بن عقبة أنه رأى سالم ابن عبدالله بن عمر لا يمر بقبر بليل ولا نهار إلا سلم عليه يقول السلام عليكم فقلت له في ذلك فأخبرني عن أبيه أنه كان يقول ذلك أسند سالم مالا يعد كثرة عن أبيه وعن جلة الصحابة
فمن حديثه ما حدثناه أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا عثمان بن عمر بن فارس قال ثنا يونس بن يزيد الزهري عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا حسد إلا في رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار 1 كذا قال عثما ن يتصدق به هذا حديث صحيح رواه عن عثمان بن عمر الإمام احمد بن حنبل وحدث به عن الزهري شعيب والناس
حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا جعفر الفرغاني وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسين بن سفيان 2 وحدثنا ابراهيم بن محمد بن يحيى في جماعة قالوا ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث بن عقيل عن الزهري عن سالم بن عبدالله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما وحدث به عن قتيبة الأئمة أحمد بن حنبل وأبي بكر بن أبي شيبة وغيرهما
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أحمد بن عصام قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت سالم بن عبدالله يقول سمعت عبدالله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لئن يكون

جوف المؤمن مملوءا قيحا خير له من أن يكون مملوءا شعرا هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث حنظلة عن سالم حدث به الكبار عن حنظلة منهم الوليد بن مسلم واسحاق بن سليمان وعبيد الله بن موسى
حدثنا سهل بن اسماعيل الفقيه الواسطي قال ثنا عبدالله بن سعد الرقي حدثتني والدتي مروة بنت مروان قالت حدثتني والدتي عاتكة بنت بكار عن أبيها قال سمعت الزهري يحدث عن سالم بن عبدالله عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما ترك عبد شيئا لله لا يتركه إلا له إلا عوضه الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه هذا حديث غريب من حديث الزهري لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا محمد بن علي بن حبيب الرقي قال ثنا محمد ابن عبدالله يعني ابن حماد قال ثنا عبدالرحمن بن مغراء قال ثنا أزهر بن عبدالله عن محمد بن عجلان عن سالم بن عبدالله عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما ربما شهدت وغبنا وربما غبت وشهدنا فهل عندك علم بالرجل يحدث بالحديث إذا نسيه استذكره فقال علي رضي الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت عنه فأضاء وبينما الرجل يحدث إذ علته سحابة فنسي إذ تجلت عنه فذكره هذا حديث غريب من حديث محمد بن عجلان عن سالم تفرد به عبدالرحمن بن مغراء عن أزهر
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو خليفة قال ثنا عباس بن الفرج قال ثنا سهل بن صالح قال ثنا الوليد بن مسلم عن أبي سلمة عن سالم عن أبيه وأخبرنا خيثمة بن سليمان في كتابه وحدثني عنه عثمان بن محمد العثماني قال ثنا احمد بن هاشم الانطاكي قال ثنا عبدالسلام بن صالح أبو الصلت قال ثنا الوليد ابن مسلم قال ثنا ثابت بن سرح أبو سلمة عن سالم عن ابن عمر قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم ارزقني عينين هطالتين

تشفيان القلب يذرف الدمع من خشيتك قبل أن يكون الدمع دما والأضراس جمرا وقال خيثمة تشفيان بذروف الدموع من خشيتك رواه دحيم عن الوليد ولم يجاوز به سالما
حدثنا ابو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا أبو خالد يزيد بن صالح اليشكري قال ثنا خارجة بن مصعب عن عمرو بن دينار أبي يحيى عن سالم عن أبيه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ مر عليه رجل فقال رجل يا رسول الله إني لأحب هذا في الله عز و جل فقال له النبي صلى الله عليه و سلم هل تدري ما اسمه قال لا فقال النبي صلى الله عليه و سلم فاسأله عن اسمه فسأله وأعلمه ذلك فقال له الرجل أحبك الله الذي أحببتني فيه فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره بالذي قال له والذي رد عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم وجبت هذا حديث غريب من حديث عمرو بن دينار عن سالم تفرد به خارجة رواه من القدماء عن خارجة المعافى بن عمران الموصلي
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا علي بن عبدالعزيز قال ثنا عبيد بن يعيش قال ثنا أبو بكر بن عياش عن مبشر عن الزهري عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من شرار الناس المجاهرين قالوا يا رسول الله وما المجاهرون قال الذي يذنب الذنب بالليل فيستره الله عليه فيصبح فيحدث به الناس فيقول فعلت البارحة كذا وكذا فيهتك سستر الله عنه هذا حديث صحيح رواه عن الزهري ابن أخيه وغيره ومبشر هو السعدي كوفي غزير الحديث يجمع حديثه تفرد به عنه أبو بكر بن عياش
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا أبو عبدالرحمن المقري قال ثنا حيوة عن أبي صخر عن عبدالله بن عبدالرحمن عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليلة أسري به مر بي جبريل على إبراهيم الخليل عليه السلام

فقال ابراهيم يا جبريل من معك قال جبريل هذا محمد قال ابراهيم يا محمد مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن أرضها واسعة وترابها طيب قال محمد لإبراهيم عليهما السلام وما غراس الجنة قال ابراهيم لا حول ولا قوة إلا بالله هذا حديث غريب من حديث سالم ومن حديث عبدالله بن عبدالرحمن وهو أبو طوالة الأنصاري مدني يجمع حديثه لم نكتبه إلا من حديث حيوة عن أبي صخر حدث به الأئمة عن أبي عبدالرحمن المقرىء والله أعلم 179
مطرف بن عبدالله
ومنهم المتعبد الشكير مطرف بن عبدالله بن الشخير كان لنفسه مذلا ولذكر الله عزو جل مجلا وقد قيل إن التصوف إدمان الإذلال والأعمال وإيثار الإقلال والإجمال
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا خلف بن عبيد الضبي قال ثنا نصر ابن علي قال ثنا الأصمعي قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال قال مطرف بن عبدالله لابن أبي مسلم ما مدحني أحد قط إلا تصاغرت على نفسي
حدثنا محمد بن عبدالله المفتولي المقرىء قال ثنا حاجب بن أبي بكر قال ثنا حماد بن الحسن قال ثنا يسار قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا ثابت قال قال مطرف إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبر القرآن وأعرض عملي على عمل أهل الجنة فإذا أعمالهم شديدة كانوا قليلا من الليل ما يهجعون يبيتون لربهم سجدا وقياما أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما فلا أراني فيهم فأعرض نفسي على هذه الآية ما سلككم في سقر فأرى القوم مكذبين وأمر بهذه الآية وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا اخوتاه منهم

حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا عبدالرحمن مهدي عن غيلان بن جرير عن مطرف قال لو سألنا الله أن يميتنا من خشيته كنا أحق بذلك ولقد علمت أن ربي تعالى ليرضى منا بدون ذلك
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا زيد بن الحباب عن مهدي بن ميمون قال ثنا غيلان بن ميمون قال سمعت مطرفا يقول لو أتاني آت من ربي تعالى فخيرني أفي الجنة أو في النار أو أصير ترابا اخترت أن أصير ترابا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا ثابت أن مطرف بن عبدالله قال لو كان لي نفسان لقدمت أحدهما قبل الأخرى فإن هجمت على خير أتبعتها الأخرى وإلا أمسكتها ولكن إنما لي نفس واحدة ما أدري على ما تهجم خير أو شر
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق السراج قال ثنا الحسين ابن منصور ابو علوية الصوفي قال ثنا الحجاج بن محمد عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال قال مطرف صلاح القلب بصلاح العمل وصلاح العمل بصحة النية
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا الحسن بن علي بن المتوكل قال ثنا ابو الحسن المدائني قال قال ابو محمد الباهلي سمعت زهير الباني يقول مات ابن لمطرف بن عبدالله بن الشخير فخرج على الحي قد رجل جمته ولبس حلته فقيل له ما نرضى منك بهذا وقد مات ابنك فقال أتأمروني أن أستكين للمصيبة 1 فوالله لو أن الدنيا وما فيها لي فأخذها الله مني ووعدني عليها شربة ماء غدا ما رأيتها لتلك الشربة أهلا فكيف بالصلوات والهدى والرحمة
حدثنا أبو بكر بن عبدالله بن محمد بن عطاء قال ثنا أبو عبدالله بن شيرزاد

قال ثنا عبدالله بن محمد بن ابراهيم العبسي قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن مطرفا قال لو كانت الدنيا لي فأخذها الله مني بشربة ماء ليسقيني بها يوم القيامة كان قد أعطاني بها ثمنا
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا روح بن عباده عن سعيد عن قتادة قال كان مطرف بن عبدالله يقول إن من أحب عباد الله إلى الله الصبار الشكور الذي إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر
حدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا اسحاق بن أبي حسان 1 قال ثنا احمد ابن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان الداراني يقول لبس مطرف بن عبدالله الصوف وجلس مع المساكين فقيل له [ في ذلك ] فقال إن أبي كان جبارا فأحب أن أتواضع لربي عز و جل ولعله يخفف عن أبي تجبره
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال قال كان مطرف بن عبدالله يقول نظرت ما خبر لا شر فيه ولا آفة ولكل شيء آفة فما وجدته إلا أن يعافى عبد فيشكر
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد ابن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا أبو عوانة عن قتادة قال قال مطرف بن عبدالله لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا الفضل بن سهل قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا أبو الاشهب عن رجل قال قال مطرف لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا عبدالله بن أبي السراج زياد قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا ثابت عن مطرف قال لئن يسألني ربي عز و جل يوم القيامة يا مطرف ألا فعلت أحب إلي من أن يقول يا مطرف

حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن الفضل قال ثنا سليمان بن الحسن قال ثنا عبدالواحد بن غياث قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرف قال لو حلفت لرجوت أن أبر إنه ليس أحد من الناس إلا وهو مقصر فيما بينه وبين ربه عز و جل
حدثنا احمد بن جعفر بن معبد قال ثنا احمد بن مهدي قال ثنا أبو يعلى محمد بن الصلت قال ثنا ابن عيينة عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف [ في قوله تعالى ] فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال رآهم وجماجمهم تغلى وقد غيرت النار حبره وسبره 1
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني نصر بن علي قال ثنا روح بن المسيب قال ثنا ثابت البناني قال قال مطرف الإنسان بمنزلة الحجر إن جعل الله فيه خيرا كان فيه وقرأ قول الله سبحانه ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور وقال مطرف إن ها هنا قوما يزعمون أنهم إن شاؤوا دخلوا الجنة وأن شاؤوا دخلوا النار ثم حلف مطرف بالله ثلاثة أيمان مجتهد أن لا يدخل الجنة عبد ابدا إلا عبد شاء أن يدخله اياها عمدا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال ثنا جرير بن حازم قال ثنا حميد بن هلال قال قال مطرف بن عبدالله إني وجدت العبد ملقى بين ربه سبحانه وبين الشيطان فان استشلاه 2 ربه أو استنقذه نجا وإن تركه والشيطان ذهب به
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد ابن حنبل حدثني محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا ثابت قال قال مطرف لو أخرج قلبي فجعل في يدي هذه اليسار وجيء بالخير فجعل في هذه اليمنى ما استطعت أن أولج قلبي منه شيئا حتى يكون الله تعالى يضعه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا احمد بن علي الخزاعي قال ثنا حماد

عن داود بن أبي هند عن مطرف بن عبدالله أنه قال ليس لأحد أن يصعد فيلقي نفسه من فوق البئر ويقول قدر لي ولكن يحذر ويجتهد ويتقي فان أصابه شيء علم أنه لم يصبه إلا ما كتب الله له
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا اسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة وبديل العقيلي عن مطرف بن عبدالله قال إن الله عز و جل لم يكل الناس إلى القدر وإليه يعودون وقال بديل في حديثه وإليه يصيرون حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدالله بن يعقوب قال ثنا حنبل بن اسحاق قال قال خلف بن الوليد الجوهري قال أنشأ أبو بكر النهشلي يحدثنا قال قال مطرف كفى بالنفس إطراء على رؤوس الملأ كأنك أردت به زينها وذلك عند الله عز و جل شينها
حدثنا محمد بن عبدالله المفتولي 1 قال ثنا حاجب بن أبي بكر قال ثنا حماد بن الحسن قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا المعلا بن زياد قال كان إخوان مطرف عنده فخاضوا في ذكر الجنة فقال مطرف لا أدري ما تقولون حال ذكر النار بيني وبين الجنة
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا زيد بن الحباب عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال سمعت مطرفا يقول كأن القلوب ليست منا وكأن الحديث يعني به غيرنا
حدثنا عبدالله بن محمد العبسي 2 قال ثنا عفان قال ثنا حماد عن ثابت أن مطرفا كان يقول لو أن رجلا رأى صيدا والصيد لا يراه يختله أليس يوشك أن يأخذه قالوا بلى قال فإن الشيطان هو يرانا ونحن لا نراه فيصيب منا

حدثنا عبدالله بن شعيب قال ثنا عبدالله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا عبدالله بن محمد العبسي قال ثنا وهيب قال ثنا الحريري عن أبي العلاء عن مطرف أنه قال ما أوتي عبد بعد الايمان أفضل من العقل
حدثنا محمد بن محمد بن اسحاق الشلاثائي قال ثنا زكريا الساجي قال ثنا محمد بن خالد بن حرملة قال ثنا مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير عن مطرف قال عقول الناس على قدر زمانهم 1
حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمر بن محمد بن الحسن قال ثنا أبي قال ثنا مهدي عن غيلان أن مطرفا كان يقول هم الناس وهم النسناس وأرى ناسا غمسوا في ماء الناس
حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا عبيد الله قال سعيد أبو قدامة قال ثنا عبدالرحمن عن شعبة عن خالد الحذاء عن غيلان جرير بن مطرف قال لا تقل إن الله يقول ولكن قل قال الله وقال إن الرجل يكذب مرتين يقال له ما هذا فيقول لاشيء لا شيء أليس بشيء 2
حدثنا عن محمد بن عبد رسته قال ثنا محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا حماد بن يزيد قال ثنا اسحاق بن سويد عن مطرف قال لا يقولن أحدكم نعم الله بك عينا فإن الله لا ينعم عينه بأحد وليقل أنعم الله بك عينا حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال ثنا الحسين بن محمد قال ثنا شيبان عن قتادة إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور قال كان مطرف يقول هذه آية القراء حدثنا عبدالله بن محمد بن عطاء قال ثنا أبو عبد الله بن شيرزاد قال ثنا عبد الله بن محمد العبسي قال ثنا غندر قال ثنا شعبة عن يزيد الدشك عن مطرف إن الذين يتلون كتاب الله الآية قال هذا آية القراء 3

حدثنا عبدالرحمن بن العباس قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال ثنا ابو كريب قال ثنا اسحاق بن سليمان عن أبي جعفر الرازي عن قتادة عن مطرف قال إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيما لا موت فيه
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان قال ثنا همام قال سمعت قتادة قال ثنا مطرف قال كنا نأتي زيد بن صوحان وكان يقول يا عباد الله اكرموا واجملوا فانما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين الخوف والطمع فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتابا فنسقوا كلاما من هذا النحو إن الله ربنا ومحمد نبينا والقرآن إمامنا ومن كان معنا كنا وكنا [ له ] ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا قال فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا فيقولون أقررت يا فلان حتى انتهوا إلى فقالوا أقررت يا غلام قلت لا قال لا تعجلوا على الغلام ما تقول يا غلام قال قلت إن الله قد أخذ علي عهدا في كتابه فلن أحدث عهدا سوى العهد الذي أخذه الله عز و جل علي قال فرجع القوم من عند آخرهم ما أقر به أحد منهم قال قلت لمطرف كم كنتم قال زهاء ثلاثين رجلا قال قتادة وكان مطرف إذا كانت الفتنة نهى عنها وهرب وكان الحسن ينهى عنها ولا يبرح وقال مطرف ما أشبه الحسن إلا برجل يحذر الناس السيل ويقوم لسببه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سفيان قال قال مطرف إن الفتنة ليست تأتي تهدي الناس ولكن إنما تأتي تقارع 1 المؤمن عن دينه ولأن يقول الله لم لا قتلت فلانا أحب إلى من أن يقول لم قتلت فلانا
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن سهل قال ثنا حميد بن مسعدة قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا ثابت عن مطرف أن الفتنة لا تجيء تهدي الناس ولكن تجيء تقارع المؤمن عن دينه
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدالرحمن بن محمد قال ثنا هناد بن

السرى قال ثنا وكيع عن أبي العلاء الضحاك بن يسار عن يزيد بن عبدالله ابن الشخير عن أخيه مطرف قال إن العبد إذا استوت سريرته وعلانيته قال الله عز و جل هذا عبدي حقا قال وقال مطرف ليخلصن الجبار بين الخلائق يوم القيامة حتى يؤخذ للجماء من القرناء بفضل قرنها
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا جعفر بن سليمان حدثه ابو التياح قال كان مطرف ابن عبدالله يبدو 1 فإذا كان ليلة الجمعة ادلج على فرسه فربما نور له سوطه قال فأدلج ليلة حتى إذا كان عند القبور هوم على فرسه قال فرأيت أهل القبور صاحب كل قبر جالسا على قبره فلما رأوني قالوا هذا مطرف يأتي الجمعة قال قلت أتعلمون عندكم يوم الجمعة قالوا نعم نعلم ما تقول الطير فيه قلت وما تقول الطير قالوا تقول سلام سلام من يوم صالح
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن قتادة قال كان مطرف بن عبدالله بن الشخير وصاحب له سريا في ليلة مظلمة فاذا طرف سوط أحدهما عنده ضوء فقال أما إنا لو حدثنا الناس بهذا لكذبونا فقال مطرف المكذب أكذب يقول المكذب بنعمة الله أكذب
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق حدثني الحسن بن منصور قال ثنا حجاج بن محمد عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال أقبل مطرف مع ابن أخ له من البادية وكان يبدو فبينا هو يسير سمع في طرف سوطه كالتسبيح فقال له ابن أخيه يا أبا عبد الله لو حدثنا الناس بهذا كذبونا فقال مطرف المكذب أكذب الناس
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا ابن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا حماد عن ثابت عن مطرف أنه أقبل من مبداه فجعل يسير بالليل فأضاء له سوطه
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا هاشم بن حمدان القاسم قال ثنا سليمان بن المغيرة قال كان

مطرف بن عبدالله إذا دخل بيته سبحت معه آنية بيته
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أحمد بن عبدالرحمن السقطي قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم عن حميد بن هلال قال كان بين مطرف وبين رجل من قومه شيء فقال له مطرف إن كنت كاذبا فأماتك الله أو تعجل الله بك قال فخر ميتا مكانه قال فاستعدى أهله زيادا وهو على البصرة فقال لهم زياد هل ضربه هل مسه فقالوا لا فقال زياد هي دعوة رجل صالح وافقت قدر الله
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا احمد بن ابراهيم قال ثنا ابو عامر القيسي قال ثنا بشر بن كثير الأسدي قال رأيت مطرف بن عبدالله إذا نزل بادية خط مسجدا وركز عصاه حيال وجهه وكان كلب أبيض يمر بين يديه وهو يصلي فلا ينصرف فقال اللهم احرمه صيده وقال بشر فلا أعلمه إلا كان يخالط الصيد فلا يصيد
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا ابو مسعود عبدان قال ثنا سلمة بن شبيب قال ثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا الحسن بن عمرو الفزاري عن ثابت اليماني ورجل آخر أنهما دخلا على مطرف وهو مغمى عليه قال فسطعت منه أنوار ثلاثة نور من رأسه ونور من وسطه ونور من رجليه وقدميه قال فهالنا ذلك فأفاق فقالا له كيف أنت يا أبا عبدالله فقال صالح فقالا لقد رأينا شيئا هالنا قال وماهو قلنا أنوار سطعت منك قال وقد رأيتم ذلك قالوا نعم قال تلك تنزيل السجدة وهي ثلاثون آية سطع أولها من رأسي ووسطها من وسطي وآخرها من قدمي وقد صورت تشفع لي فهذا ثوابها يحرسني
حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا خالد بن خداش قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا غيلان بن جرير قال حبس الحجاج مورقا العجلي في السجن فقال لي مطرف بن عبدالله تعال حتى ندعو وأمنوا فدعا مطرف وأمنا على دعائه فلما كان العشاء خرج

الحجاج ودخل الناس ودخل أبو مورق فيمن دخل فقال الحجاج لحرسي اذهب الى السجن فادفع ابن هذا الشيخ اليه قال خالد من غير أن يكلمه فيه أحد من الناس
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أبو الأحوص عن أبي غيلان قال كان مطرف بن الشخير يقول اللهم إني أعوذ بك من شر السلطان ومن شر ما تجري به أقلامهم وأعوذ بك أن أقول بحق أطلب به غير طاعتك وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك وأعوذ بك أن استعين بشيء من معاصيك على ضر نزل بي وأعوذ بك من أن تجعلني عبرة لأحد من خلقك وأعوذ بك أن تجعل أحدا أسعد بما علمته مني اللهم لا تخزني فإنك بي عالم اللهم لا تعذبني فإنك علي قادر رواه أحمد بن سلمة عن عبدالله بن العيزار عن مطرف نحو ورواه ابن عيينة عن عمرو بن عامر عن مطرف نحوه
حدثنا منصور بن احمد قال ثنا عبدالرحمن ابن محمد بن عبد الله المقري قال ثنا جدي ويحيى بن الربيع قالا ثنا سفيان ابن عيينة عن عمرو بن عامر قال كان مطرف بن عبدالله يدعو فذكر مثله
حدثنا احمد بن محمد بن أبان قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال ثنا محمد بن قدامة قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كان دعاء مطرف بن عبدالله اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أوف به وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك فخالط قلبي فيه ما قد علمت
حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن أبان قال ثنا عبدالله بن محمد بن عبيد قال ثنا عمر بن أبي الحارث بن شيخ من بني عقيل حدثهم قال ثنا حيان بن يسار قال ثنا محمد بن واسع قال كان مطرف عبدالله يقول اللهم ارض عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا فإن المولى قد يعفو عن عبده وهو عنه غير راض
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو عبدالله بن شيرزاد قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت قال كان مطرف يقول اللهم تقبل مني صلاة اللهم تقبل مني صياما اللهم

اكتب لي حسنة ثم قال إنما يتقبل الله من المتقي
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا سوار بن عبدالله بن سوار قال ثنا أبي عن حماد بن سلمة عن ثابت قال قال مطرف نظرت في بدء هذا الأمر ممن هو فإذا هو من الله تعالى قال قلت فعلى من تمامه فإذا هو على الله تعالى ونظرت ما ملاكه فإذا ملاكه الدعاء
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدالرحمن بن محمد قال ثنا هناد بن السرى المنقري قال ثنا ابن المبارك عن شكير بن عبدالعزيز عن أبيه عن مطرف قال إذا دخلتم على المريض فإن استطعتم أن يدعو لكم فإنه قد حرك
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سفيان قال قال مطرف لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لوجدا سواء لا يزيد أحدهما على صاحبه
حدثنا محمد بن علي قال ثنا الحسن بن محمد بن حماد ثنا سلمة بن شبيب أخبرنا عبدالرزاق قال ثنا معمر عن قتادة قال قال مطرف وجدنا أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة ووجدنا أغش العباد لعباد الله الشياطين
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا محمد ابن الصباح قال ثنا سفيان قال قال مطرف إن أقبح ما طلبت به الدنيا عمل الآخرة
حدثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا قرة بن خالد قال ثنا يزيد بن عبدالله قال قال مطرف قلت لعمران بن حصين أنا أفقر إلى الجماعة من عجوز أرملة لأنها إذا كانت جماعة عرفت قبلتي ووجهي وإذا كانت الفرقة التبس على أمري قال له إن الله عز و جل سيكفيك من ذلك ما تحاذر
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا الحسين بن منصور قال ثنا الحجاج بن مهدي عن غيلان عن مطرف قال ما أرملة جالسة على ذيلها بأحوج إلى الجماعة مني
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمر بن محمد

ابن الحسن قال ثنا أبي قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال قال مطرف ليعظم جلال الله أن تذكروه عند الحمار والكلب فيقول أحدكم لكلبه أو لشاته أخزاك الله وفعل الله بك
حدثنا أبو حامد محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا أحمد بن موسى بن العباس العدوي قال ثنا اسماعيل بن سعيد الكسائي قال ثنا ابو علية عن اسحاق بن سويد قال تعبد عبدالله بن مطرف فقال له أبوه أي عبدالله العلم أفضل من العمل والسيئة بين الحسنتين وشر الشيئين الحقحقة قال الشيخ رحمه الله كذا السيئة بين الحسنتين وقد قيل الحسنة بين السيئتين يعني بترك الغلو والتقصير
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا أحمد بن موسى بن العباس قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا الثوري عن أبيه قال ثنا أبو التياح عن مطرف ابن عبدالله قال أتى على الناس زمان فأفضلهم في أنفسهم المسارع وأما اليوم فأفضلهم في أنفسهم المتأني
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا أحمد بن موسى قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا ابن علية عن أيوب السختياني قال نبئت أن مطارفا كان يقول إذا كان ديني يضيق على حتى أقوم إلى رجل معه مائة الف سيف فانبذ إليه بكلمة يقتلني عليها إن ديني إذا أضيق
حدثنا اسحاق بن حسان قال ثنا احمد بن أبي الحواري حدثني عبدالعزيز أو غيره قال غاب ابن لمطرف فلبس جبة وأخذ عصا أو قصبة في يده وقال أتمسكن لربي لعله يرحمني فيرد علي ولدي
حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبدالله بن أبي زياد عن يسار قال ثنا جعفر قال ثنا ثابت قال قال مطرف بن عبدالله والله لئن كان مجلسنا هذا مما سبق لنا في كتاب الله السابق لنعم ما سبق لنا ولئن كان الله أعطاناه فيما يقسم لنعم ما قسم لنا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا الحسين بن منصور قال ثنا حجاج بن

محمد عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال قال مطرف بن عبدالله لو حمدت نفسي لقليت الناس حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا عمر بن محمد بن الحسن قال ثنا أبي قال ثنا مهدي عن غيلان عن مطرف أنه كان يقول احترسوا من الناس بسوء الظن حدثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا قرة عن خالد قال ثنا يزيد بن عبدالله قال قال مطرف إن الله عز و جل ليرحم برحمته العصفور قال فأصاب حمرة فقال لأتصدقن اليوم بك على فراخك فأرسلها
حدثنا محمد بن الفتح الحنبلي قال ثنا أبو بكر الأزرق قال ثنا الحسن ابن عرفة قال ثنا أبو بكر السهمي حدثني شيخ لنا يكنى أبا بكر أن مطرف ابن عبدالله بن الشخير قال لبعض إخوانه يا أبا فلان إذا كانت لك إلي حاجة فلا تكلمني فيها ولكن اكتبها الي في رقعة ثم ارفعها إلي فإني أكره أن أرى في وجهك ذل السؤال وقد قال الشاعر ... لا تحسين الموت موت البلى ... وإنما الموت سؤال الرجال ... كلاهما موت ولكن ذا ... أشد من ذاك لذل السؤال ... وقال الشاعر أيضا ... ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله ... عوضا وإن نال الغنى بسؤال ... وإذا السؤال مع النوال وزنته ... رجح السؤال وخف كل نوال ... فإذا ابتليت ببذل وجهك سائلا ... فابذله للمتكرم المفضال ...
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو بكر بن مكرم قال ثنا مشرف بن سعيد الواسطي قال ثنا الحارث بن منصور قال ثنا أيوب بن شعيب عن الأعمش قال قال لي مطرف بن عبدالله وجدت الغفلة التي ألقاها الله عز و جل في قلوب الصديقين من خلقه رحمة رحمهم بها ولو ألقى في قلوبهم الخوف على قدر معرفتهم ما هنأهم العيش قال الشيخ رحمه الله أسند مطرف عن غير واحد من الصحابة

فمما روى عن أبيه عبدالله بن الشخير ما حدثناه عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق وحدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قالا ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ورواه عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمة مثله ورواه السري بن يحيى عن عبدالكريم بن رشيد عن مطرف مثله
حدثنا الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان قال ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا أبان بن يزيد قال ثنا قتادة عن مطرف ابن عبدالله بن الشخير عن أبيه قال دفعت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يقرأ هذه السورة ألهاكم التكاثر يقول ابن آدم مالي مالي ومالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت وتصدقت فأمضيت ولبست فأبليت رواه عن قتادة سليمان التيمي وشعبة وهشام وهمام
حدثنا محمد بن معمر قال ثنا أبو شعيب الجراني قال ثنا يحيى بن عبدالله حدثني أبي 1 قال ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه و سلم رجلا يصوم الدهر فقال لا صام ولا أفطر رواه عن قتادة شعبة والحجاج بن الحجاج وهشام وهمام وسعيد وأبان
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي والحسين بن اسحاق قالا ثنا أبو هريرة محمد قال ثنا مسلم بن قتيبة قال ثنا عمران القطان عن قتادة عن مطرف عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل ابن آدم وإلى جنبه تسعة وتسعون منية إن أخطأته المنايا وقع في الهرم حتى يموت تفرد به عن قتادة عمران
حدثنا محمد بن اسحاق بن إبراهيم القاضي قال ثنا أ0حمد بن عمرو البزاز قال ثنا عباد بن يعقوب قال ثنا عبدالله بن عبدالقدوس عن الأعمش عن

مطرف بن عبدالله عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع لم يروه متصلا عن الأعمش إلا عبدالله بن عبد القدوس ورواه جرير بن عبدالحميد عن الأعمش عن مطرف عن النبي صلى الله عليه و سلم من دون حذيفة ورواه قتادة وحميد بن هلال عن مطرف من قوله 180
يزيد بن عبد الله
ومنهم أبو العلاء يزيد بن عبدالله بن الشخير أخو مطرف له في العبادة ذكر مشهور وكلامه إن قل مذكور فمما حفظ عنه قيل له ألا نسقف مسجدنا قال اصلحوا قلوبكم يكفكم مسجدكم وكان يقول إن صاحب النار الذي لا تمنعه مخافة الله من شيء خفي له
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا ابراهيم بن شريك قال ثنا شهاب بن عباد قال ثنا حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة قال كان مطرف يقول لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن ابتلى فأصبر وكان أخوه أبو العلاء يقول اللهم أي ذلك كان خيرا فعجل لي
حدثنا محمد بن حيان قال ثنا أبو بكر بن مكرم قال ثنا مشرف الواسطي قال ثنا عمرو بن السكن قال كنت عند سفيان بن عيينة فقام إليه رجل من أهل بغداد فقال يا أبا محمد أخبرني عن قول مطرف لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر أهو أحب إليك أم قول أخيه أبي العلاء اللهم رضيت لنفسي ما رضيت لي قال فسكت سكتة ثم قال قول مطرف أحب إلي فقال الرجل كيف وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له قال سفيان إني قرأت القرآن فوجدت صفة سليمان مع العافية التي كان فيها نعم العبد إنه أواب ووجدت صفة أيوب مع البلاء الذي كان فيه نعم العبد إنه أواب فاستوت الصفتان وهذا معافى وهذا مبتلى

فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحب إلي من البلاء مع الصبر
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا علي يعني ابن اسحاق أخبرنا عبدالله يعني ابن المبارك قال ثنا سلام بن أبي مطيع عن ثابت قال كان الحسن في مجلس فقيل لأبي العلاء يزيد بن عبدالله بن الشخير تكلم فقال أوهناك أنا ثم ذكر الكلام ومؤنته وتبعته قال ثابت فأعجبني ومما أسبد
ما حدثناه الحسن بن حمويه الخثعمي وإبراهيم بن أبي حصين الوادعي قالا ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال ثنا العباس بن الفضل البصري قال ثنا نصر بن حماد البلخي قال ثنا مالك بن عبدالله الأزدي قال ثنا يزيد بن عبدالله ابن الشخير العنبري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ قل هو الله أحد في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره وأمن من ضغطة القبر وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من الصراط إلى الجنة
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البزار قال ثنا أزهر ابن جميل قال ثنا سعيد بن راشد الجريري عن أبي العلاء يزيد بن عبدالله بن الشخير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى ليبتلي العبد بالرزق لينظر كيف يعمل فإن رضي بورك له وإن لم يرض لم يبارك له قال أحمد بن عمرو البزار لم نسمع هذا الحديث إلا من أزهر بهذ الأسناد والله سبحانه وتعالى أعلم 181
صفوان بن محرز
ومنهم المتعبد البكاء المتوحد الدعاء صفوان بن محرز المازني

حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة املاء قال أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا سعيد بن سليمان عن ابن شهاب عن هشام عن الحسن أن صفوان بن محرز قال إذا رجعت إلى أهلي وقدموا إلي رغيفا فطرد عن الجوع فجزى الله الدنيا عن أهلها شرا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا أبو يعلى الموصلي قال ثنا الحسن ابن أبي حماد قال ثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن عبدالله بن رباح قال كان صفوان بن محرز المازني إذا قرأ هذه الآية وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون بكى حتى أقول اندق قصيص زوره 1
حدينا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو عبدالله بن شيرزاد قال ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت المعلى بن زياد يقول كان لصفوان بن محرز سرب يبكي فيه وكان يقول قد أرى مكان الشهادة لو شايعتني نفسي
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو عبدالله بن شيرزاد قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا مهدي بن ميمون قال ثنا غيلان بن جرير عن صفوان قال كانوا يجتمعون هو واخوانه فيتحدثون فلا يرون تلك الرقة قال فيقولون يا صفوان حدث أصحابك قال فيقول الحمد لله قال فيرق القوم وتسيل الدموع من أعينهم وكأنها أفواه المزادة
حدثنا عن عبدالله بن احمد بن عقبة قال ثنا حماد بن الحسن قال ثنا سيار قال ثنا جعفر عن ثابت قال أخذ عبيد الله بن زياد ابن أخي صفوان ابن محرز المازني فتحمل عليه بالناس فلم يبق أحد إلا كلمه فيه فلم ير لحاجته انجاحا فبات ليلة في مصلاه وهو يصلي فرقد في مصلاه فلما رقد أتاه آت في منامه فقال يا صفوان قم فاطلب حاجتك من قبل وجهها قال أفعل فقام وتوضأ فصلى ودعا قال فتنبه ابن زياد لحاجة صفوان في بعض الليل فقال علي ابن أخي صفوان قال فجاء الحرس والشرط والنيران ففتحت أبواب السجن

حتى استخرج ابن أخي صفوان فجيء به إلى ابن زياد فقال له أنت ابن أخي صفوان قال نعم قال فأرسله فما شعر صفوان حتى ضرب عليه الباب فقال من هذا قال أنا فلان تنبه الأمير في بعض الليل فجاء الحرس والشرط وجيء بالنيران وفتحت أبواب السجون فجيء بي فخل عني بغير كفالة
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدالرحمن بن سالم قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا ابن أبو أسامة عن أبي هلال حدثني ثابت عن صفوان بن محرز قال كان لداود نبي الله عليه السلام يوم يتأوه فيه يقول أوه من عذاب الله أوه من عذاب الله أوه من عذاب الله قبل لا أوه قال فذكرها صفوان ذات يوم وهو في مجلسه فبكى حتى غلبه البكاء فقام
حدثنا احمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أبو بكر بن النعمان قال ثنا محمد بن سعيد بن سابق قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن صفوان بن محرز قال كنت عنده فدخل عليه شاب من أصحاب الاهواء فذكر له شيئا فقال له أيها الفتى ألا أدلك على خاصة الله تعالى التي خص بها أولياءه يقول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم الآية
حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا احمد بن يحيى الحلواني قال ثنا احمد ابن ابي يونس قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا محمد بن واسع قال رأيت صفوان ابن محرز وأناسا في المسجد قريبا منه وأصحابه يتجادلون فقام ونفض ثوبه وقال إنما أنتم جرب
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا عبدالله به محمد العبسي قال ثنا عفان قال ثنا حماد عن ثابت أن صفوان بن محرز كان له خص فيه جذع فانكسر الجذع فقيل له ألا تصلحه فقال دعوه إنما أموت غدا وأسند صفوان عن عدة من الصحابة منهم عبدالله بن عمر بن الخطاب وأبو موسى الأشعري وعمران بن حصين وحكيم بن حزام رضي الله تعالى عنهم

حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا محمد بن احمد بن أبي العوام قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء الخفاف قال ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن صفوان بن محرز قال بينما عبدالله بن عمر يطوف بالبيت إذ عارضه رجل فقال يا أبا عبدالرحمن كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في النجوى فقال له سمعته يقول يدنو المؤمن من ربه عز و جل يوم القيامة كأنه بذج 1 فيضع عليه كنفه فيقروه فيقول أي رب أعرف فيقول انا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ويعطى صحيفة حسناته وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين قال سعيد وقتادة فلم تجد أحدا خفى خزيه على أحد من الخلائق هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث قتادة رواه عنه عامة أصحابه منهم أبو عوانة وهمام أبان وغيرهم
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان ابن محرز عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقبلوا البشرى يا بني تميم قال فقالوا قد بشرتنا فاعطنا قال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن قال قلنا قد قبلنا فأخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان قال كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء قال وأتاني آت فقال يا عمران انحلت ناقتك من عقالها قال فخرجت فإذا السراب ينقطع بيني وبينها فخرجت في أثرها فلا أدري ما كان بعدي هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث جامع عن صفوان رواه عن الأعمش عامة أصحابه حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث حدثني أبي قال ثنا داود بن

أبي هند قال ثنا عاصم الأحول عن صفوان بن محرز قال قال أبو موسى الأشعري إني بريء مما برىء الله منه ورسوله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم برىء ممن خلق وسلق وخرق هذا حديث صحيح على رسم مسلم أخرجه في صحيحه تفرد به عن داود بن أبي هند عبدالواحد بن سعيد التنوري
حدثنا أبو مسعود عبدالله بن محمد بن أحمد الزهري قال ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي قال ثنا محمد بن يزيد قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء قال ثنا سعيد عن قتادة عن صفوان بن محرز عن حكيم بن حزام قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم في أصحابه إذ قال لهم تسمعون ما أسمع فقالوا ما نسمع من شيء قال إني لأسمع أطيط السماء ولا تلام أن تئط وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم هذا حديث غريب من حديث صفوان بن محرز عن حكيم تفرد به عن قتادة سعيد بن أبي عروبة 182
أبو العالية
ومنهم ذو الأحوال السامية والأعمال الخافية رفيع أبو العالية كانت وصاياه في لزوم الاتباع وعهود في مجانبة الاحداث والابتداع وقد قيل إن التصوف الرضا بالقسمة والسخاء بالنعمة
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا حاجب بن أبي كثير قال ثنا محمد بن اسماعيل الأحمسي قال ثنا زيد بن الحباب حدثني خالد بن دينار عن أبي العالية قال تعلمت الكتاب والقرآن فما شعر بي أهلي ولا روئي في ثوبي مداد قط أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم فيما أذن لي قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا أبو خالدة قال سمعت أبا العالية يقول إن خير الصدقة أن تعطي بيمينك وتخفيها من شمالك قال وسمعت أبا العالية يقول زارني عبدالكريم أبو أمية وعليه ثياب صوف فقلت هذا زي الرهبان إن المسلمين إذا تزاوروا تجملوا
حدثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا عبدالجبار بن

العلاء قال ثنا سفيان بن عيينة حدثني نعيم عن عاصم قال كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أبو بكر بن النعمان قال ثنا محمد بن سعيد بن سابق قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أنس عن أبي العالية قال اعمل بالطاعة وأحب عليها من عمل بها واجتنب المعصية وعاد عليها من عمل بها فان شاء الله عذب أهل معصيته وإن شاء غفر لهم
حدثنا عبدالله بن علي بن جعفر قال ثنا عبدالله بن محمد بن سوار قال ثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال ثنا حفص بن غياث عن عاصم عن أبي العالية قال ما أدري أي النعمتين أفضل أن هداني الله للإسلام أو عافاني من هذه الأهواء
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا ابراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر وحدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا أبو همام قال ثنا عبدالله بن المبارك قال عن عاصم الأحول عن أبي العالية قال تعلموا الإسلام فاذا علمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام ولا تحرفوا الصراط يمينا وشمالا وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه و سلم وأصحابه قبل أن يقتلوا صاحبهم وقبل أن يفعلوا الذي فعلوه بخمس عشرة سنة وإياكم وهذه الأهواء المتفرقة فإنها تورث بينكم العداوة والبغضاء زاد ابن المبارك في حديثه قال عاصم فحدثت به الحسن فقال صدق أبو العالية ونصح قال ابن المبارك فذكر للربيع بن أنس قال أخبرني أبو العالية أنه قرأه بعد النبي صلى الله عليه و سلم بعشر سنين
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موس قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان بن عيينة قال سمعت عاصما الأحول يحدث عن أبي العالية قال تعلموا القرآن فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وإياكم وهذه الأهواء فإنها توقع بينكم العداوة والبغضاء وعليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يتفرقوا فإنا قد قرأنا القرآن قبل أن يقتل صاحبهم يعني عثمان بخمسة عشرة سنة قال عاصم فحدثت به الحسن فقال قد نصحك والله وصدقك

حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا الجوهري قال ثنا أبو نعيم قال ثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال ما مسست ذكري بيميني منذ ستين سنة أو سبعين سنة
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا سوار بن عبدالله العنبري قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال لما كان قتال علي ومعاوية كنت رجلا شابا فتهيأت ولبست سلاحي ثم أتيت القوم فإذا صفان لا يرى طرفاهما قال فتلوت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها قال فرجعت وتركتهم
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن علي الخزاعي قال ثنا محمد بن كثير قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن أبا العالية قال إني لأرجو أن لا يهلك عبد بين نعميين نعمة يحمد الله عليها وذنب يستغفر الله منه
حدثنا عبدالله بن جعفر بن اسحاق الموصلي قال ثنا محمد بن أحمد بن المثنى قال ثنا جعفر بن عوف قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين قال الجن عالم والإنس عالم وسوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم من الملائكة على الأرض والأرض لها أربع زوايا كل زاوية أربعة آلاف عالم وخمسمائة عالم خلقهم الله لعبادته
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو يحيى الرازي قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي العالية قال كنا نحدث منذ خمسين سنة أن الرجل إذا مرض قال الله تعالى اكتبوا لعبدي ما كان يعمل في صحته حتى أقبضه أو أخلي سبيله وكنا نحدث منذ خمسين سنة أن الأعمال تعرض على الله فما كان له قال هذا لي وأنا أجزي به وما كان لغيره قال اطلبوا ثواب هذا ممن علمتموه له رواه حماد بن سلمة عن عاصم مثله
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا يحيى بن مطرف قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا أبو خلدة قال سمعت أبا العالية يقول تعلموا القرآن خمس آيات

فإنه أحفظ لكم فإن جبريل عليه السلام كان ينزل به خمس آيات خمس آيات
حدثنا محمد بن علي وجماعة قالوا قال ثنا عبدالله بن محمد قال ثنا علي بن الجعد قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس وأخبرنا محمد بن أبي أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا محمد بن عبدالله بن جعفر قال ثنا أبي عن أبيه عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى ولا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا قال لا تأخذ على ما علمت أجرا فإنما أجر العلماء والحكماء والحلماء على الله عز و جل وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة يا ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا لفظ محمد بن أيوب ولفظ علي بن الجعد قال مكتوب في الكتاب الأول ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا أحمد بن موسى بن العباس قال ثنا إسماعيل بن سعيد قال ثنا قراد بن نوح عن أبي جعفر الرازي عن الربيع ابن أنس عن أبي العالية قال أرحل إلى الرجل مسيرة أيام فأول ما أتفقد من أمره صلاته فإن وجدته يقيمها ويتمها أقمت وسمعت منه وإن وجدته يضيعها رجعت ولم أسمع منه وقلت هو لغير الصلاة أضيع
حدثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أبو عبداللله القاضي قال ثنا يوسف ابن موسى قال ثنا جرير أخبرني من سمع أبا العالية يقول لا يتعلم مستحي ولا متكبر
حدثنا عبدالله بن محزر ! قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أبو معاوية عن ليث عن عثمان عن أبي العالية قال قال لي أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم لا تعمل لغير الله فيكلك الله إلى من عملت له
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا يحيى بن سعيد عن التيمي عن رجل عن أبي العالية أنه كان إذا أراد أن يختم القرآن من آخر النهار أخره إلى أن يمسي وإذا أراد أن يختمه من آخر الليل أخره إلى أن يصبح
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد

قال ثنا جرير عن مغيرة قال أول من أذن وراء النهر 1 أبو العالية الرحى
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا علي بن أنس العسكري قل ثنا أبو عبيدة الحداد عن سعيد بن زيد أخي حماد قال مهاجر أبو خالد مولى ثقيف كان أبو العالية جاري وكان يقول لي سلني واكتب عني قبل أن تلتمس العلم عند غيري فلا تجده
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا روح قال ثنا أبو خلدة قال كان أبو العالية إذا دخل عليه أصحابه يرحب بهم ثم يقرأ وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة الآية
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن عاصم عن أبي العالية قال كان يقول ابتدروا بين الكلام بلا إله إلا الله
حدثنا أحمد بن الحسين قال ثنا الحسين بن محمد الهيثمي قال ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال ثنا علي بن بكار عن أبي خلدة عن أبي العالية قال قال موسى عليه السلام لقومه قدسوا الله عز و جل بأصوات حسنة فإنه أسمع لها
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر عن أبي العالية قال ما ترك عيسى ابن مريم عليهما السلام حين رفع إلا مدرعة صوف وخفي راع وقذافة يقذف بها الطير
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن سعيد بن الوليد قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلام قال ثنا محمد بن مصعب عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال إن الله تعالى قضى على نفسه أن من آمن به هداه وتصديق ذلك في كتاب الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ومن توكل عليه كفاه وتصديق ذلك في كتاب الله ومن يتوكل على الله فهو

حسبه ومن أقرضه جازاه وتصديق ذلك في كتاب الله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ومن استجار من عذابه أجاره وتصديق ذلك في كتاب الله واعتصموا بحبل الله جميعا والاعتصام الثقة بالله ومن دعاه أجابه وتصديق ذلك في كتاب الله وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الربيع بن بدر عن سيار أبي المنهال قال رأيت أبا العالية يتوضأ فقلت إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فقال ليس المتطهرون من الماء ولكن المتطهرون من الذنوب روى أبو العالية عن أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وسهل بن حنظلة [ وأبي بن كعب ] 1 وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا حكام بن مسلم وهارون بن المغيرة قالا ثنا عنبسة بن سعيد عن عثمان الطويل عن رفيع أبي العالية الرياحي قال خطبنا أبو بكر الصديق فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للظاعن ركعتان وللمقيم أربع مولدي مكة ومهاجري المدينة فإذا خرجت مصعدا من ذي الحليفة صليت ركعتين حتى أرجع هذا حديث غريب تفرد به عنبسة بن سعيد من حديث رفيع عن أبي العالية الرياحي عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى أكفرتم بعد إيمانكم أي بعد الإقرار الأول من صلب آدم عليه السلام 2
حدثنا محمد بن معمر قال ثنا محمد بن أحمد بن داود المؤدب ابن صبح قال ثنا أبو صفوان القاسم بن يزيد العامري قال ثنا يحيى بن كثير أبو النضر قال ثنا عاصم الأحول وداود بن أبي هند عن أبي العالية عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن رهطا ثلاثة انطلقوا فأصابتهم صماء

فلجؤا إلى غار فبينما هم إذا انقلبت عليهم صخرة فذكر حديث الغار بطوله هذا حديث غريب من حديث أبي داود بن أبي هند تفرد به داهر بن نوح مرفوعا
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا هودة بن خليفة قال ثنا عوف الأعرابي عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن ابن عباس قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم غداة العقبة وهو على راحلته هات القط لي فلقطت له حصيات من حصى الخزف فلما وضعتهن في يده قال نعم هؤلاء بأمثال هؤلاء ثلاث مرات وإياكم والغلو فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا ادريس بن جعفر العطار قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا سعيد بن أبي عروبة وحدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس ابن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا هشام قال ثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعو عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا رب العالمين رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم لفظ سعيد عن قتادة ورواه حماد بن سلمة عن يوسف بن عبدالله بن الحارث عن أبي العالية نحوه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحسن بن موسى الأشيب وعفان بن مسلم قالا ثنا حماد بن سلمة قالا ثنا داود ابن أبي هند عن أبي العالية عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم أنى على وادي الأزرق قال فما هذا الوادي قيل وادي الأزرق فقال كأني أنظر إلى موسى عليه السلام وله جؤار إلى ربه تعالى بالتلبية ثم مر على ثنية فقال ما هذه الثنية فقالوا ثنية كذا وكذا قال كأني أنظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة جذة حمراء خطامها من ليف وعليه جبة من صوف حديث زياد ابن حصين عن أبي العالية تفرد به عنه عوف وهو من جياد خيار حديث أبي العالية وعيونه وحديث قتادة عن أبي العالية من صحاح أحاديثه رواه عامة

أصحاب قتادة عنه وحديث داود بن أبي هند عن أبي العالية رواه عنه القدماء ورواه عن عفان والأشيب أحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خثيمة والأئمة انتهى 183
بكر بن عبدالله المزني
قال الشيخ رحمه الله ومنهم الناصح الزكي الواثق الغني بكر بن عبدالله المزني
حدثنا أبو بكر بن محمد بن حسين الآجري قال ثنا جعفر بن محمد الفريابي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا معاوية بن عبد الكريم وكان من ثقيف ولقبه الضال قال سمعت بكر بن عبدالله المزني يقول يوم الجمعة وأهل المسجد أحفل ما كانوا قط لو قيل لي خذ بيد خير أهل المسجد لقلت دلوني على أنصحهم لعامتهم فإذا قيل هذا أخذت بيده ولو قيل لي خذ بيد شرهم لقلت دلوني على أغشهم لعامتهم ولو أن مناديا ينادي من السماء أنه لا يدخل الجنة منكم إلا رجل واحد لكان ينبغي لكل إنسان أن يلتمس أن يكون ذلك الواحد ولو أن مناديا ينادي من السماء أنه لا يدخل النار منكم إلا رجل واحد لكان ينبغي لكل إنسان أن يفرق أن يكون هو ذلك الواحد رواه معمر قريبا لكان
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا معاوية بن عمرو قال ثنا أبو اسحاق الفراوي عن اسماعيل عن معمر عن أبي بكر المزني قال لو انتهيت إلى المسجد يوم الجمعة وهو ملآن يغص بالرجال فقال لي قائل أي هؤلاء شر لقلت لقائلي أيهم أغش لجماعتهم فإذا قال هذا قلت هو شرهم وما كنت لأشهد على خيرهم أنه مؤمن مستكمل الايمان إذا لشهدت أنه من أهل الجنة وما كنت لأشهد على شرهم أنه منافق برئ من الإيمان إذا لشهدت أنه من أهل النار ولكني أخشى على محسنهم وأرجو لمسيئهم فما ظنكم بمسيئهم إذا خشيت على محسنهم وما ظنكم بمحسنهم إذا رجوت لمسيئهم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني ابي

قال ثنا عبدالله بن ادريس قال ثنا حصين بن بكر بن عبدالله قال قال بكر ابن عبدالله لا يكون الرجل تقيا حتى يكون بطئ الطمع بطئ الغضب 1
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عمر بن حفص السدوسي قال ثنا عاصم ابن علي قال ثنا عبدالله بن بكر بن عبدالله المزني أخبرتني أم عبدالله بنت بكر ابن عبدالله قالت كان أبوك قد جعل على نفسه ألا يسمع رجلين يتنازعان في القدر إلا قام فصلى ركعتين
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا عمر بن غيلان قال ثنا داود بن عمرو قال ثنا فضيل بن عياض عن أسلم بن عبد الملك عن أبي حرة قال دخلنا على بكر بن عبدالله المزني نعوده في مرضه الذي مات فيه فرفع رأسه فقال رحم الله عبدا رزقه الله قوة فأعمل نفسه في طاعة الله عز و جل أو قصر به ضعف فلم يعملها في معاصي الله قال داود قال لي رجل تريد أسلم قلت نعم فقمت إلى أسلم فسألته فحدثني به عن أبي حرة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني هارون بن عبدالله وعلي بن مسلم قالا ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا كهمس قال سمعت بكر بن عبدالله يقول يكفيك من دنياك ما قنعت به ولو كفا من تمر وشربة من ماء وظل خباء وكل ما يفتح عليك من الدنيا شئ ازدادت نفسك لها مقتا
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا هاشم بن القاسم قال ثنا المبارك بن فضالة قال سمعت بكر ابن عبدالله المزني يدعو بهذا الدعاء لا يدعه اللهم افتح لنا من خزائن رحمتك رحمة لا تعذبنا بعدها أبدا في الدنيا والآخرة ومن فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا لا تفقرنا بعده إلى أحد سواك أبدا تزيدنا لك بهما شكرا وإليك فاقة وفقرا وبك عمن سواك غنى وتعففا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي

حدثني حسين بن محمد قال ثنا سهل بن أسلم قال كان بكر بن عبدالله إذا رأى شيخا قال هذا خير منى عبدالله قبلي وإذا رأى شابا قال هذا خير منى ارتكبت من الذنوب أكثر مما ارتكب وكان يقول عليكم بأمر إن أصبتم أجرتم وإن أخطأتم لم تأثموا وإياكم وكل أمر إن أصبتم لم تؤجروا وإن أخطأتم أثمتم قيل ما هو قال سوء الظن بالناس فانكم لو أصبتم لم تؤجروا وإن أخطأتم أثمتم
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن محمد بن زكريا قال ثنا اسحاق بن الفيض قال ثنا تميم بن شريح عن كنانة عن سهل قال قال بكر بن عبدالله المزني إن عرض لك إبليس بأن لك فضلا على أحد من أهل الإسلام فانظر فإن كان أكبر منك فقل قد سبقني هذا بالايمان والعمل الصالح فهو خير مني وإن كان أصغر منك فقل قد سبقت هذا بالمعاصي والذنوب واستوجبت العقوبة فهو خير مني فانك لا ترى أحدا من أهل الاسلام إلا أكبر منك أو أصغر منك قال وإن رأيت إخوانك المسلمين من يكرمونك ويعظمونك ويصلونك فقل أنت هذا فضل أخذوا به وإن رأيت منهم جفاء وانقباضا فقل هذا ذنب أحدثته
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن حكيم قال ثنا أبو حاتم قال ثنا محمد بن يحيى حدثني محمد بن الحسين قال ثنا فهد بن حيان قال ثنا أبو سلمة الثقفي عن بكر بن عبدالله المزني قال تذلل المرء لاخوانه تعظيم له في أنفسهم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن جعفر بن زياد الأحمر قال ثنا زيد العكلي [ عن معاوية ] بن عبد الكريم عن بكر بن عبدالله المزني قال كان الرجل من بني اسرائيل إذا بلغ المبلغ فمشى في الناس تظله غمامة قال فمر رجل قد أظلته غمامة على رجل فأعظمه ذلك لما رأى مما آتاه الله عز و جل قال فاحتقره صاحب الغمامة أو قال كلمة نحوها قال فأمرت أن تحول من رأسه إلى رأس الذي عظم أمر الله تعالى

حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الوارث بن ابراهيم السكري قال ثنا عبد الملك بن مروان الحذاء قال ثنا يزيد بن زريع عن حميد الطويل قال قومت كسوة بكر بن عبدالله أربعة آلاف
حدثنا عثمان بن محمد العثمان قال ثنا خالد بن النصر القرشي قال ثنا عمرو بن علي قال سمعت معمرا يقول قال ثنا حميد قال كانت قيمة ثياب بكر بن عبدالله أربعة آلاف وكان يجالس الفقراء والمساكين يحدثهم ويقول إنه يعجبهم ذلك
حدثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا عمرو بن أبي وهب قال ثنا بكر بن عبدالله المزني قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين يلبسون لا يطعنون على الذين لا يلبسون والذين لا يلبسون لا يطعنون على الذين يلبسون
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثت عن سعيد بن سليمان عن مبارك بن فضالة عن بكر بن عبدالله قال أعيش عيش الأغنياء وأموت موت الفقراء قال فمات وإن عليه لشيئا من دين
حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب قال ثنا محمد بن القاسم عن مساور قال ثنا عفان وحدثنا أحمد بن أبو إسحاق قال ثنا ابراهيم بن نائلة قال ثنا شيبان قالا ثنا أبو هلال قال دخلنا على بكر بن عبدالله في مرضه نعوده وهو مريض فجعلوا يدخلون ويخرجون فجعل ذلك يعجبه فقال إن المريض يعاد ولا يزار وقال عفان إن المريض يعاد والصحيح يزار
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا هدية ابن خالد قال ثنا يعني ابن سلمة عن ثابت وحميد عن حنبل عن بكر بن عبدالله قال كان فيمن قبلكم ملك وكان متمردا على ربه عز و جل فغزاه المسلمون فأخذوه سليما فقالوا بأي شىء نقتله فأجمع رأيهم على أن يجعلوا له قمقما عظيما وأن يحشوا تحته النار ولا يقتلوه حتى يذيقوه طعم العذاب قال ففعلوا ذلك به فجعل يدعو آلهته واحدا بعد واحد يا فلان بما كنت أعبدك وأصلي لك وأمسح وجهك فأنقذني مما أنا فيه فلما رآهم لا يغنون عنه شيئا رفع

رأسه إلى السماء فقال لا إله إلا الله ودعا الله عز و جل مخلصا فصب الله عز و جل مثغبا 1 من السماء فأطفأت تلك النار وجاءت ريح فاحتملت ذلك القمقم فجعل يدور بين السماء والأرض وهو يقول لا إله إلا الله فقذفه الله عز و جل إلى قوم لا يعبدون الله وهو يقول لا إله إلا الله فاستخرجوه فقالوا له ويحك مالك قال أنا ملك بني فلان فقص عليهم القصة وقال كان من أمري وكان من أمري فآمنوا
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا عبيد الله بن محمد قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبدالله قال إن الله ليجرع عبده المؤمن من المرارة لما يريد به من صلاح عاقبة أمره قال بكر أما رأيتم المرأة تؤجر ولدها الصبر أو قال الحضض 2 تريد به عافيته
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن حمزة قال ثنا علي بن سهل قال ثنا عفان قال ثنا حماد سلمة عن حميد عن بكر بن عبدالله قال كان فيمن كان قبلكم ملك وكان له حاجب يقربه ويدنيه وكان هذا الحاجب يقول أيها الملك أحسن إلى المحسن ودع المسيء تكفك إساءته قال فحسده رجل على قربه من الملك فسعى به فقال أيها الملك إن هذا الحاجب هو ذا يخبر الناس أنك أبخر قال وكيف لي بأن أعلم ذلك قال إذا دخل عليك تدنيه لتكلمه فإنه يقبض على أنفه قال فذهب الساعي فدعا الحاجب إلى دعوته واتخذ مرقة وأكثر فيها الثوم فلما أن كان من الغذ دخل الحاجب فأدناه الملك ليكلمه بشيء فقبض على فيه فقال [ الملك ] تنح فدعا بالدواة وكتب له كتابا وختمه وقال اذهب بهذا إلى فلان وكانت جائزته مائة ألف فلما أن خرج استقبله الساعي فقال أي شيء هذا قال قد دفعه إلي الملك فاستوهبه فوهبه له فأخذ الكتاب ومر به إلى فلان فلما أن فتحوا الكتاب دعوا بالذباحين فقال اتقوا الله يا قوم فإن هذا غلط وقع علوعاودوا الملك فقالوا لا يتهيأ لنا معاودة الملك وكان في الكتاب إذا أتاكم حامل كتابي هذا فاذبحوه

واسلخوه واحشوه التبن ووجهوه الي فذبحوه وسلخوا جلده و وجهوا به إليه فلما ان رأى الملك ذلك تعجب فقال للحاجب تعال وحدثني وأصدقني لما أدنيتك لماذا قبضت على أنفك قال أيها الملك إن هذا دعاني إلى دعوته واتخذ مرقة وأكثر فيها الثوم فأطعمني فلما أن أدناني الملك قلت يتأذى الملك بريح الثوم فقال ارجع إلى مكانك وقل ما كنت تقوله ووصله بمال عظيم أو كما ذكره
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال وجدت في كتاب أبي قال ثنا معاوية الغلابي قال ثنا عبيد الله بن عبدالرحمن عن أبي حرة قال دخلنا على بكر بن عبدالله نعوده فوافقنا وقد خرج لحاجته قال فجلسنا في البيت فأقبل الينا يهادى بين رجلين فسلم ثم نظر في وجوهنا فقال رحم الله عبدا أعطي قوة فعمل بها في طاعة الله عز و جل أو قصر به ضعف فكف عن محارم الله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا عبيد الله ابن عمر القواريري قال ثنا المنهال بن عيسى العبدي قال ثنا الغالب القطان عن بكر بن عبدالمزني قال من يأتي الخطيئة وهو يضحك دخل النار وهو يبكي
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا عبيد الله بن عمر قال ثنا سيار قال ثنا جعفر عن ابراهيم بن عيسى وحدثنا اسحاق بن احمد قال ثنا ابراهيم بن يوسف قال ثنا احمد بن أبي الحواري قال ثنا اسحاق ابن يحيى الرقي قال ثنا سيار عن ابراهيم اليشكري قالا حدثنا بكر بن عبدالله المزني أنه قال من مثلك يا ابن آدم خلي بينك وبين المحراب تدخل منه اذا شئت على ربك وليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان وإنما طيب المؤمنين هذا الماء المالح 1
حدثنا أبو أحمد الجرجاني قال ثنا أبو خليفة قال ثنا أبو عمر الحوضي

قال ثنا يزيد بن يزيد قال ثنا حبيب أبو محمد عن بكر بن عبدالله قال نفقة الرجل على أهله في كفة الميزان اليمنى وكفة اليمنى الجنة
حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا أبو يزيد خالد بن النضر قال ثنا النضر قال ثنا عمرو بن علي قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد قال كان بكر مجاب الدعوة
حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن أبان قال ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني الحسن بن الصباح قال ثنا زيد بن الحباب قال ثنا محمد بن نشيط الهلالي قال ثنا بكر بن عبدالله المزني ان قصابا أولع بجارية لبعض جيرانه فأرسلها مولاها إلى حاجة لهم في قرية أخرى فتبعها فراودها عن نفسها فقالت لا تفعل لأنا أشد حبا لك منك ولكني أخاف الله قال فأنت تخافينه وأنا لا أخافه فرجع تائبا فأصابه العطش حتى كاد ينقطع عنقه فإذا هو برسول لبعض أنبياء بني اسرائيل فسأله فقال مالك قال العطش قال تعال حتى ندعو حتى تظلنا سحابة حتى ندخل القرية قال ما لي من عمل فأدعو قال فأنا ادعو وأمن أنت قال فدعا الرسول وأمن هو فأظلتهما سحابة حتى انتهيا إلى القرية فأخذ القصاب إلى مكانه ومالت السحابة معه فقال له زعمت ان ليس لك عمل وأنا الذي دعوت وأنت الذي أمنت فأظلتنا سحابة ثم تبعتك لتخبرني بأمرك فأخبره فقال له الرسول إن التائب من الله بمكان ليس أحد من الناس بمكانه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني هارون العجلي عن يونس بن عبيد قال سمعت بكر عبدالله المزني يقول أنتم تكثرون من الذنوب فاستكثروا من الاستغفار فإن الرجل إذا وجد في صحيفته بين كل سطرين استغفار سره مكان ذلك
ومن مسانيد حديث بكر بن عبدالله سمع أنس بن مالك وابن عمر وجابرا وعبدالله بن معقل بن يسار رضي الله تعالى عنهم
حدثنا احمد بن جعفر بن معبد قال ثنا يحيي بن مطرف قال ثنا مسلم ابن ابراهيم قال ثنا عبدالرحمن بن فضالة قال ثنا بكر بن عبدالله المزني عن

أنس بن مالك أن امرأة دخلت على عائشة رضي الله تعالى عنها ومعها صبيان لها فأعطتها عائشة ثلاث تمرات فأعطت كل صبي منهما تمرة فأكل الصبيان تمرتيهما ثم نظرا إلى أمهما فأخذت التمرة فشقتها نصفين فأعطت ذا نصفا وذا نصفا فدخل النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته عائشة رضي الله عنها فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم ما أعجبك من ذلك فإن الله قد رحمها برحمتها صبييها هذا حديث غريب من حديث بكر ومن حديث عبدالرحمن تفرد به عنه مسلم بن ابراهيم وعبدالرحمن هو أخو مبارك يجمع حديثه
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني عمرو ابن أبي عاصم قال ثنا أبي قال ثنا كثير بن فائد قال ثنا سعيد بن عبيد السماك قال سمعت بكر بن عبدالله يقول ثنا أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله تعالى قال يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم لو أتيت بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة هذا حديث غريب تفرد به عنه سعيد بن عبيد
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا همام عن قتادة عن بكر بن عبدالله وبشر بن عائذ الهلالي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما يلبس الحرير من لا خلاق له هذا حديث غريب من حديث بكر وحديث بشر لم يجمعهما إلا قتادة
حدثنا محمد بن ابن اسحاق بن إبراهيم قال ثنا أحمد بن الحسن المقري قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عيسى بن ميمون عن بكر بن عبدالله عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا المقدام بن داود قال ثنا أسد بن موسى قال ثنا المبارك بن فضالة عن بكر بن عبدالله عن جابر قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الموجبتين فقال من لقي الله لا يشرك به شيئا

وجبت له الجنة ومن لقي الله يشرك به شيئا وجبت له النار 1 184
خليد بن عبدالله العصري
ومنهم الذاكر الفكري خليد بن عبدالله العصري كان لمحبوبه ذاكرا وإلى مشاهدته ساهرا 2
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا أبو العباس بن ماهان قال ثنا محمد بن داود الغفاري قال ثنا عفان قال ثنا عمر بن نبهان عن قتادة قال سمعت خليدا العصري في مسجد الجامع يقول ألا إن كل حبيب يحب أن يلقى حبيبه ألا فأحبوا ربكم وسيروا إليه سيرا جميلا رواه جعفر بن سليمان عن عمر مثله
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا سفيان قال ثنا سيار قال ثنا جعفر بن عمر بن شهاب عن قتادة أن خليدا العصري جاء يوم الجمعة فأخذ بعضادتي الباب فقال يا أخوتاه هل منكم من أحد إلا يحب أن يلقى حبيبه ألا فأحبوا ربكم وسيروا إليه سيرا جميلا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا همام عن قتادة عن خالد بن عبدالله العصري قال المؤمن لا تلقاه إلا في ثلاث خلال في مسجد يعمره أو بيت يستره أو حاجة من أمر دنيا لا بأس بها
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا محمد ابن عبيد بن حساب قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا ثابت البناني عن خليد العصري أنه كان يأمر ببيته فيقم ثم يأمر بوسادتين ثم يغلق بابه ثم يقعد على فراشه فيقول مرحبا بملائكة ربي أما والله لأشهدنكم اليوم خيرا خدوا باسم الله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر عامة يومه رواه سيار عن جعفر مثله قال وزاد ولا يزال كذلك حتى تغلبه عينه أو يخرج إلى الصلاة

حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن عقيل قال ثنا عبيد الله بن محمد بن عبيد قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا أبو عمر الضرير قال ثنا محمد بن مهزم عن محمد ابن واسع قال كان خليد العصري يصوم الدهر
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عن خليد العصري قال تلقى المؤمن عفيفا سؤلا وتلقاه ذليلا عزيزا أحسن الناس معونة وأهون الناس مؤونة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا يونس قال ثنا شيبان عن قتادة قال وجدت خليد بن عبدالله العصري قال تلقى المؤمن عفيفا سؤلا وتلقاه غنيا فقيرا قال تلقاه عفيفا عن الناس سؤلا لربه عز و جل ذليلا لربه عزيزا في نفسه غنيا عن الناس فقيرا إلى ربه قال قتادة تلك أخلاق المؤمن هو أحسن معونة وأيسر الناس مؤونة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا يونس قال ثنا شيبان قال سلام بن مسكين حدثني شيخ من بني عصر يكنى أبا سليمان قال كان خليد بن عبدالله العصري يقول لكل بيت زينة وزينة المساجد رجال يتعاونون على ذكر الله
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني محمد بن الفرج قال ثنا يوسف بن الفرق قال ثنا سلام بن مسكين عن عقبة بن ابي بييت عن خليد العصري قال إن لكل شيء زينة وإن زينة المساجد المتعاونون على ذكر الله ومما أسند خليد العصري
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسين قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا وهب بن جرير وحدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا هشام عن قتادة عن خليد العصري عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما طلعت شمس قط الا بعث الله بجنبتيها ملكين يناديان يسمعان الخلائق كلها إلا الثقلين اللهم عجل لمنفق خلفا واعط ممسكا تلفا ولا غربت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكين يناديان يسمعان الخلائق

كلها إلا الثقلين ما قل وكفى خير مما كثر وألهى رواه عن قتادة سليمان التيمي وأبو عوانة وشيبان وسلام بن مسكين وعباد بن راشد والحكم ابن عبدالله
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا عثمان النشطي قال ثنا عبيد الله بن عبدالمجيد الحنفي قال ثنا عمران القطان عن قتادة وأبان بن أبي عياش كلاهما عن خليد بن عبدالله العصري عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وصام رمضان وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه وأدى الأمانة قيل يا أبا الدرداء وما الأمانة قال الغسل من الجنابة إن الله عز و جل لم يأمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها رواه النعمان عن عبدالسلام عن عمران القطان عن قتادة مثله ولم يذكر أبان بن أبي عياش
حدثنا عبدالله ابن محمد قال ثنا ابراهيم بن نائلة قال ثنا محمد بن المغيرة قال ثنا النعمان بن عبدالسلام قال ثنا عمران مثله 185
مورق العجلي
ومنهم المستسلم المتسلي مورق بن مشمرخ العجلي كان بالحق عن الخلق ساليا وبالشهود عن الصدود ساهيا
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا سعيد بن سليمان عن يوسف بن عطية قال ثنا المعلى بن زياد قال قال مورق العجلي ما من أمر يبلغني أحب إلي من موت أهلي إلي
حدثنا أبو بكر ابن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا عباد بن عباد عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين قالت كان مورق العجلي يأتينا فسألته عن أهله وولده فقال هم والله متوافرون فقالت قلت رحمك الله لم هذا قال إني والله أخشى أن يحبسوني على هلكة وكان يقول ما في

الأرض نفس لي في موتها أجر إلا وددت أنها قد ماتت
حدثنا عبدالله بن محمد قال محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا همام عن قتادة قال قال مورق ما وجدت لمؤمن في الدنيا مثلا إلا مثل رجل على خشبة في البحر وهو يقول يا رب يا رب لعل الله أن ينجيه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أبو كامل وحدثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد وأخوه سعيد بن زيد كلهم عن أبي التياح عن مورق العجلي قال المتمسك بطاعة الله إذا جبن الناس عنها كالكار بعد الفار
حدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا الحسن بن ابراهيم بن بشار قال ثنا أبو أيوب قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا يزيد الشنىء قال قال مورق العجلي إني لقليل الغضب ولقلما غضبت فأقول في غضبي شيئا ندمت عليه إذا رضيت فقال رجل إني أشكو إليك قسوة قلبي لا أستطيع الصوم ولا أصلي فقال له مورق إن ضعفت عن الخير فاضعف عن الشر فإني أفرح بالنومة أنامها
حدثنا ابراهيم بن محمد بن حمزة قال حدثني احمد بن يحيى قال ثنا سعيد بن سليمان عن يوسف بن عطية قال المعلى بن زياد قال قال مورق العجلي تعلمت الصمت في عشر سنين وما قلت شيئا قط إذا غضبت أندم عليه إذا ذهب عني الغضب
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أبو عبيدة عن هشام عن مورق قال ما تكلمت بشيء في الغضب ندمت عليه في الرضا
حدثنا ابراهيم بن محمد بن حمزة قال ثنا احمد بن يحيى قال ثنا سعيد بن سليمان عن يوسف بن عطية قال المعلى بن زياد قال قال مورق العجلى لقد سألت الله حاجة كذا وكذا منذ عشرين سنة فما أعطيتها ولا أيست منها قال فسأله بعض أهله ما هي قال أن لا أقول ما لا يعنيني رواه جعفر بن سليمان عن المعلى نحوه

حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا روح قال ثنا أبو الأشهب قال ذكروا عن مورق أنه قال ما أدرك عندي مال زكاة قط
حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا عبدالله بن محمد العبسي قال ثنا عفان ثنا جعفر قال ثنا بعض أصحابنا قال كان مورق يتجر فيصيب المال فلا تأتي عليه جمعة وعنده منه شيء يلقى الأخ فيعطيه أربعمائة خمسمائة ثلاثمائة فيقول ضعها عندك حتى نحتاج أليها ثم يلقاه بعد ذلك فيقول شأنك بها فيقول الأخ لا حاجة لي فيها فيقول إنا والله ما نحن بآخذيها أبدا فشأنك بها رواه حماد بن زيد عن جميل عن مورق مثله وقال كره أن يعطيهم على وجه الصدقة
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال أخبرت عن سيار قال ثنا جعفر عن سعيد الجريري قال قال مورق العجلي لو كان الناس يرون فينا ما يرى قومنا لما قعدوا إلينا
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو العباس الطهراني قال ثنا اسماعيل ابن أبي الحارث قال ثنا الأخنس قال ثنا ابن مهدي قال ثنا حماد بن يزيد عن عاصم أن مورقا العجلي كان يجد نفقته تحت رأسه قال الشيخ رحمه الله أرسل مورق العجلي غير حديث عن عدة من الصحابة منهم أبو ذر وسلمان رضي الله تعالى عنهما
حدثنا ابو بكر الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وحدثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا علي بن محمد الكوفي قال ثنا عبيد الله بن موسى قال ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورق عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني أرى مالا ترون وأسمع ما لا تسمعون إن السماء أطت وحق لها أن تئط ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله عز و جل لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرشات ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى والله لوددت أني كنت شجرة في الجنة

تعضد لفظ أبي بكر بن أبي شيبة وقال علي بن محمد قال أبو ذر والله لوددت أني كنت شجرة تعضد
حدثنا أبي قال ثنا زكريا بن يحيى الساجي قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا حماد بن سلمة عن حبيب عن الحسن وحميد عن مورق العجلي أن سلمان لما حضرته الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك فقال عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب قال فلما مات نظروا في بيته فلم يجدوا إلا إكافا ووطاء ومتاع قوم نحوا من عشرين درهما
حدثنا فاروق الخطابي وسليمان بن احمد قالا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا داود بن شبيب قال ثنا همام بن يحيى عن قتادة عن مورق العجلي عن أبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال فضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمسة وعشرون درجة 186
صلة بن أشيم العدوي
ومنهم أبو الصهباء صلة بن أشيم العدوي المنتصح بكتاب الله والمتحبب إلى عباد ا لله كان عند النوازل محتسبا صابرا وفي الحنادس منتصبا ذاكرا وقد قيل إن التصوف شدة الانتصاب والاكتساب برؤية الاحتساب والارتقاب
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا عبدالصمد قال رزيك صاحب الطعام قال حدثني أبو السليل قال أتيت صلة العدوي فقلت له علمني مما علمك الله عز و جل قال أنت اليوم مثلي أو نحوي حيث أتيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أتعلم منهم فقلت لهم علموني مما علمكم الله فقالوا انتصح للقرآن وانصح للمسلمين وأكثر من دعاء الله ما استطعت ولا تكونن قتيل العصا قتيل عمية 1

يا آل فلان فاني لا أبالي أبرجله مدت أم برجل خنزير وإياك وقوما يقولون نحن المؤمنون وليسوا من الإيمان على شيء هم الحرورية هم الحرورية
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا ثابت إن صلة بن اشيم وأصحابه مر بهم فتى يجر ثوبه فهم أصحاب صلة أن يأخذوه بألسنتهم أخذا شديدا فقال صلة دعوني أكفكم أمره فقال يابن أخي إن لي إليك حاجة قال وما حاجتك قال أحب أن ترفع إزارك قال نعم ونعمى عين فرفع إزاره فقال صلة لاصحابه هذا كان أمثل مما أردتم لو شتمتموه وآذيتموه لشتمكم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبدالرحمن عن حماد بن سلمة عن ثابت عن معادة قالت كان أصحاب صلة إذا التقوا عانق بعضهم بعضا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا الحسن بن هارون بن سليمان قال ثنا هارون بن عبدالله قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا ثابت البناني قال كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبانة فيتعبد فيها فكان يمر على شباب يلهون ويلعبون فيقول لهم أخبروني عن قوم أرادوا سفرا فحادوا النهار عن الطريق وناموا بالليل متى يقطعون سفرهم قال فكان كذلك يمر بهم ويعظهم فمر بهم ذات يوم فقال لهم هذه المقالة فانتبه شاب منهم فقال يا قوم إنه لا يعني بهذا غيرنا نحن بالنهار نلهو وبالليل ننام ثم اتبع صلة فلم يزل يختلف معه إلى الجبانة فيتعبد معه حتى مات
حدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن يحيى بن مندة قال ثنا حميد بن مسعدة قال ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني قال جاء رجل إلى صلة بن أشيم وهو يأكل فقال إن فلانا قتل أو مات يعني أخاه فقال له إذن فكل فقد نعى إلي أخي منذ حين قال الله عز و جل إنك ميت وإنهم ميتون
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا أبي قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت أن أخا لصلة

ابن أشيم مات فجاءه رجل وهو يطعم فقال يا أبا الصهباء إن أخاك مات فقال هلم فكل فقد نعي لنا أدن فكل هيهات قد نعي فقال والله ما سبقني إليك أحد فمن نعاه قال يقول الله تعالى إنك ميت وإنهم ميتون
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت البناني قال إن صلة بن أشيم كان في مغزى له ومعه ابن له فقال أي بني تقدم فقاتل حتى أحتسبك فحمل فقاتل حتى قتل فاجتمعت النساء عند امرأته معاذة العدوية فقالت مرحبا إن كنتن جئتن لتهنئنني فمرحبا بكن وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن رواه سيار عن جعفر عن حميد بن دينار عن صلة نحوه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين ابن الحسن المروزي قال ثنا عبدالله بن المبارك قال أخبرنا جرير بن حازم قال ثنا حميد بن هلال عن صلة بن أشيم العدوي قال خرجنا في بعض قرى نهر تيري أسير على دابتي في زمن فيوض الماء فأنا أسير على مسناة 1 فسرت يوما لا أجد شيئا آكله فاشتد جوعي فلقيني علج يحمل على عاتقه شيئا فقلت ضعه فوضعه فإذا هو خبز فقلت أطعمنى منه فقال نعم إن شئت ولكن فيه شحم خنزير فلما قال ذلك تركته ومضيت ثم لقيني آخر يحمل على عاتقه طعاما فقلت له اطعمني منه فقال تزودت هذا لكذا وكذا من يوم فإن أخذت منه شيئا أضررت بي وأجعتني فتركته ثم مضيت فوالله إني لأسير إذ سمعت خلفي وجبة كوجبة الطير يعني صوت طيرانه فالتفت فإذا بشيء ملفوف في سب أبيض أي خمار فنزلت إليه فإذا هو دوخلة 2 من رطب في زمان ليس في الأرض رطبة فأكلت منه ولم آكل قط رطبا أطيب منه وشربت من الماء ثم لففت ما بقي منه وركبت الفرس وحملت معى نواهن قال جرير بن حازم فحدثني أوفى بن دلهم قال رأيت ذلك السب مع امرأته

ملفوفا فيه مصحف ثم فقد بعد ذلك قال فلا يدرون أسرق أم ذهب أم ما صنع به
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين ابن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال ثنا المسلم بن سعيد الواسطي قال أخبرنا حماد بن جعفر بن زيد قال إن أباه أخبره قال خرجنا في غزاة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم قال فترك الناس عند العتمة فقلت لأرمقن عمله فأنظر ما يذكر الناس من عبادته فصلى أراه العتمة ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس حتى إذا قلت هدأت العيون وثب فدخل غيضه قريبا منا فدخلت في أثره فتوضأثم قام يصلي فافتتح الصلاة قال وجاء أسد حتى دنا منه قال فصعدت إلى شجرة قال أفتراه التفت إليه أو عذبه 1 حتى سجد فقلت الآن يفترسه فلا شيء فجلس ثم سلم فقال أيها السبع أطلب الرزق من مكان آخر فولى وإن له لزئيرا أقول تصدعت منه الجبال فما زال كذلك يصلي حتى لما كان عندالصبح جلس فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله ثم قال اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار أو مثلي يجترىء أن يسألك الجنة ثم رجع فأصبح كأنه بات على الحشايا وقد أصبحت وبي من الفترة شيء الله تعالى به عليم
حدثنا ابو محمد بن حيان قال حدثت عن عبدالله بن خيبق أخبرني نجدة بن المبارك قال حدثني مالك بن مغول قال كان بالبصرة ثلاثة متعبدون صلة ابن أشيم وكلثوم بن الأسود ورجل آخر فكان صلة إذا كان الليل خرج إلى أجمة يعبد الله تعالى فيها ففطن له رجل فقام له في الأكمة لينظر إلى عبادته فأتى سبع فبصر به صلة فأتاه فقال قم أيها السبع فابتغ الرزق فتمطى السبع وذهب ثم قام لعبادته فلما كان في السحر قال اللهم إن صلة ليس بأهل أن يسألك الجنة ولكن سترا من النار
حدثنا أبي بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي

قال ثنا الأسود وروح قالا ثنا حماد بن زيد عن ثابت أن صلة بن أشيم كان يقول ما أدري بأي يومي أنا أشد فرحا يوما باكرت فيه ذكر الله عز و جل أو يوما غدوت فيه لبعض حاجتي فيعرض لي ذكر الله تعالى
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن عبدالله بن رسته قال ثنا شيبان قال ثنا أبو هلال عن الحسن قال قال أبو الصهباء طلبت المال من وجهه فأعياني إلا رزق يوم بيوم فعرفت أنه قد خير لي قال الحسن وأيم الله ما رزق رجل يوما بيوم فلم يعلم أنه خير له إلا غبي الرأي أو عاجز
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا اسماعيل قال ثنا يونس عن الحسن قال قال أبو الصهباء صلة بن أشيم طلبت الدنيا من مظان حلالها فجعلت لا أصيب منها إلا قوتا أما أنا فلا أعي فيه واما هو فلا يجاوزني فلما رأيت ذلك قلت أي نفسي جعل رزقك كفافا فاربعي فربعت ولم تكد
حدثنا محمد بن احمد بن محمد قال ثنا محمد بن سهل بن الصباح قال ثنا حميد ابن مسعدة قال ثنا جعفر بن سليمان عن هشام عن الحسن قال مات أخ لنا فصلينا عليه فلما وضع في قبره ومد عليه الثوب جاء صلة بن أشيم وأخذ بناحية الثوب ثم نادى يا فلان بن فلان ... فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا أخالك ناجيا ... قال فبكى وأبكى الناس
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين ابن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يكون في أمتي رجل يقال له صلة يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا
حدثنا محمد بن عمر بن مسلم قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن المغيرة قال ثنا محمد بن خالد بن خداش فقال ثنا أبي عن حماد بن زيد عن ابن عون قال قال رجل لصلة بن أشيم ادع الله لي فقال رغبك الله فيما يبقى وزهدك فيما يفنى

ووهب لك اليقين الذي لا يسكن إلا إليه ولا يعول في الدين إلا عليه قال الشيخ رحمه الله لقي صلة عدة من الصحابة وتعلم منهم واقتبس وأسند عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم
حدثناه محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا محمد بن احمد بن النضر قال ثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة عن منصور عن الحكم عن يحيى الجزار عن أبي الصهباء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال أقبلت على حمار ومعي رديف من بني عبدالمطلب ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي في أرض خلاء فنزلنا ثم جئنا حتى دخلنا في الصلاة وتركت الحمار قدامهم فما بالى ذلك وأقبلت جاريتان من بني عبدالمطلب تشتدان تتبع إحداهما الأخرى حتى انتهيتا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد يصلي ففرقت بينهما فما بالى ذلك قال الشيخ رحمه الله اختلف في أبي الصهباء هذا فقيل إنه صلة وقيل بل هو صهيب ومما دل على أنه صلة ما حدثناه أبو أحمد الغطريفي قال ثنا عبدالله ابن شيرويه قال ثنا اسحاق بن راهويه قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن الحكم عن يحيى الجرار عن رجل من قرى البصرة عن ابن عباس بنحو من ذلك 187
العلاء بن زياد
ومنهم المبشر المحرون المستتر المخزون تجرد من النلاد وتشمر للمهاد وقدم العتاد للمعاد واعتزل عن العباد العلاء بن زياد وقد قيل إن التصوف الارتياد والاجتهاد لذل الانقياد في عز الاعتماد
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال أخبرت عن المبارك بن فضلة عن حميد بن هلال قال دخلت مع الحسن على العلاء بن زياد العدوي وقد سله الحزن وكانت له أخت تندف عليه القطن غدوة وعشية فقال له الحسن كيف أنت يا علاء فقال واحزناه على

الحزن قال الحسن قوموا فالى هذا والله انتهى استقلال الحزن
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا روح قال ثنا سعيد عن قتادة قال ثنا العلاء بن زياد أن رجلا كان يرائي بعمله فجعل يشمر ثيابه ويرفع صوته حتى إذا ما قرأ فجعل لا يأتي على أحد إلا سبه ولعنه ثم رزقه الله تعالى يقينا بعد ذلك فخفض من صوته وجعل صلاته فيما بينه وبين ربه تعالى فجعل لا يأتي بعد ذلك على أحد إلا دعا له بخير وشمت عليه
حدثنا أبي قال ثنا احمد بن أبان قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال حدثت عن عبدالسلام بن مطهر قال ثنا جعفر بن سليمان عن هشام بن حسان عن أوفى ابن دلهم قال كان للعلاء بن زياد مال ورقيق فأعتق بعضهم ووصل بعضهم وباع بعضهم وأمسك غلاما أو اثنين يأكل غلتهما فتعبد فكان يأكل كل يوم رغيفين وترك مجالسة الناس فلم يكن يجالس أحدا يصلي في الجماعة ثم يرجع إلى اهله ويجمع ثم يرجع إلى أهله ويشيع الجنازة ثم يرجع إلى أهله ويعود المريض ثم يرجع إلى أهله فضعف فبلغ ذلك إخوانه فاجتمعوا فأتاه أنس بن مالك والحسن والناس وقالوا رحمك الله أهلكت نفسك لا يسعك هذا فكلموه وهو ساكت حتى إذا فرغوا من كلامهم قال إنما أتذلل لله تعالى لعله يرحمني
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا الهيثم بن جميل قال ثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان أن العلاء بن زياد كان قوت نفسه رغيفا كل يوم وكان يصوم حتى نحضر ويصلي حتى يسقط فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقال إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله فقال إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئا إلا جئته به
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا أبي قال سمعت حميد بن هلال يحدث عن العلاء بن زياد قال رأيت الناس في النوم يتبعون شيئا فتبعته فإذا عجوز كبيرة هتماء

عوراء عليها من كل حلية وزينة فقلت ما أنت قالت أنا الدنيا قلت أسأل الله تعالى أن يبغضك إلي قالت نعم إن أبغضت الدراهم
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا هارون بن عبدالله قال ثنا سير قال ثنا الحارث بن نبهان قال ثنا هارون بن رياب 1 الأسدي عن العلاء ابن زياد العدوي قال رأيت في منامي امرأة قبيحة عليها من كل زينة قلت من أنت يا عدوة الله من أنت أعوذ بالله منك فقالت أنا الدنيا إن أردت أن يعيذك الله مني فابغض الدراهم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا معتمر عن اسحاق بن سويد قال قال العلاء بن زياد لا تتبع بصرك رداء المرأة فان النظر يجعل في القلب شهوة
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا هشام بن زياد أخو العلاء ابن زياد قال كان العلاء بن زياد يحيي كل ليلة جمعة فوجد ليلة فترة فقال لامرأته يا أسماء إني أجد فترة فإذا مضى كذا وكذا فأيقظيني قالت نعم فأتاه آت في منامه فأخذ بناصيته فقال يا ابن زياد قم فاذكر الله يذكرك قال فقام فما زالت تلك الشعرات التي أخذها منه قائمة حتى مات رحمه الله
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله قال ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهرى قال ثنا زكريا بن يحيى قال ثنا الاصمعي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال كان العلاء بن زياد العدوي يقول لينزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت فاستقال ربه تعالى نفسه فأقاله فليعمل بطاعة الله عز و جل
حدثنا عمر بن احمد بن شاهين قال ثنا عبدالله بن سليمان قال ثنا علي ابن صدقة الجبلاني قال سمعت مخلد بن حسين عن هشام بن حسان قال كنت أمشي خلف العلاء بن زياد العدوي فكنت أتوقى الطين قال فدفعه أنسان فوقعت رجله في الطين فخاضه فلما وصل إلى الباب وقف فقال رأيت

يا هشام قلت نعم قال كذلك المرء المسلم يتوقى الذنوب فإذا وقع فيها خاضها
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا يحيى بن مصعب قال سمعت مخلد بن الحسين ذكر أن العلاء بن زياد قال له رجل رأيت كأنك في الجنة فقال له ويحك أما وجد الشيطان أحدا يسخر به غيري وغيرك
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عبدالصمد قال ثنا همام قال ثنا قتادة عن العلاء بن زياد أنه قال إنما نحن قوم وضعنا أنفسنا في النار إن شاء الله أن يخرجنا منها أخرجنا
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عبدالصمد قال ثنا جرير بن عبيد العدوي عن أبيه قال قلت للعلاء بن زياد إذا صليت وحدي لم أعقل صلاتي قال أبشر فإن هذا علم الخير أما رأيت اللصوص إذا مروا بالبيت الخرب لم يلووا عليه وإذا مروا بالبيت الذي رأوا فيه المتاع زاولوه حتى يصيبوا منه شيئا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبدالله بن أبي زياد العدوي قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت مالك بن دينار يسأل هشام ابن زياد العدوي عن هذا الحديث فحدثنا به يومئذ فقال تجهز رجل من أهل الشام وهو يريد الحج فأتاه آت في منامه فقال ائت العراق ثم ائت البصرة ثم ائت بني عدي فائت بها العلاء بن زياد فإنه رجل أقصم الثنية بسام فبشره بالجنة قال فقال رؤيا ليست بشيء حتى إذا كانت الليلة الثانية رقد فأتاه آت فقال ألا تأتي العراق فذكر مثل ذلك حتى إذا كانت الليلة الثالثة جاءه بوعيد فقال ألا تأتي العراق ثم تأتي البصرة ثم تأتي بني عدي فتلقى العلاء بن زياد رجل ربعة أقصم الثنية بسام فبشره بالجنة قال فأصبح واخذ جهازه إلى العراق فلما خرج من البيوت إذا الذي أتاه في منامه يسير بين يديه ما سار فإذا نزل فقده فلم يزل يراه حتى دخل الكوفة ففقده قال فتجهز من الكوفة فخرج فرآه يسير بين يديه ما سار حتى قدم البصرة فأتى بني عدي

فدخل دار العلاء بن زياد فوقف الرجل على باب العلاء فسلم قال هشام فخرجت اليه فقال لي انت العلاء بن زياد قلت لا وقلت أنزل رحمك الله فضع رجلك وضع متاعك فقال لا أين العلاء بن زياد قلت هو في المسجد قال وكان العلاء يجلس في المسجد ويدعو بدعوات ويحدث قال هشام فأتيت العلاء فخفف من حديثه وصلى ركعتين ثم جاء فلما رآه العلاء تبسم فبدت ثنيته فقال هذا والله صاحبي قال فقال العلاء هلا حططت رحل الرجل هلا أنزلته قال قد قلت له فأبى قال فقال العلاء أنزل رحمك الله قال فقال الرجل أخلني قال فدخل العلاء منزله وقال يا أسماء تحولي إلى البيت الآخر قال فتحولت ودخل الرجل وبشره برؤياه ثم خرج فركب قال وقام العلاء فأغلق بابه وبكى ثلاثة أيام أو قال سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا ولا يفتح بابه قال هشام فسمعته يقول في خلال بكائه أنا أنا قال فكنا نهابه أن نفتح بابه وخشيت أن يموت فأتيت الحسن فذكرت له ذلك وقلت لا أراه إلا ميتا لا يأكل ولا يشرب باكيا قال فجاء الحسن حتى ضرب عليه بابه وقال افتح يا أخي فلما سمع كلام الحسن قام ففتح بابه وبه من الضر شيء الله به عليم فكلمه الحسن ثم قال رحمك الله ومن أهل الجنة إن شاء الله أفقاتل نفسك أنت قال هشام حدثنا العلاء لي وللحسن بالرؤيا وقال لا تحدثوا بها ما كنت حيا
حدثنا أبو مسلم محمد بن معمر وسليمان بن احمد قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا يحيى بن عبدالله قال ثنا الاوزاعي قال ثنا أسيد بن عبدالرحمن الفلسطيني عن العلاء بن زياد قال إنكم في زمان أقلكم الذي ذهب عشر دينه وسيأتي عليكم زمان أقلكم الذي يبقى عليه عشر دينه
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان قال ثنا همام قال ثنا قتادة عن العلاء بن زياد قال ما يضرك شهدت على مسلم بكفر أو قتلته قال الشيخ رحمه الله أسند العلاء بن زياد عن جماعة من الصحابة

عن عمران بن حصين وأبي هريرة وأرسل عن معاذ بن جبل وأبي ذر وعبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنهم
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ثنا العلاء بن زياد عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة الشاذة والقاصية والناحية فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة رواه يزيد بن زريع وعنبسة بن عبدالواحد عن سعيد مثله وقال يعني شعاب الأهواء
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن حيان بن بكر قال ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال ثنا أبو داود عن عمران القطان عن قتادة عن العلاء بن زياد عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من دعوة أحب إلى الله تعالى أن يدعو بها أحد أن يقول أسأل الله العفو والمعافاة والعافية في الدنيا والآخرة لم يتابع أحد من أصحاب قتادة عمران القطان عليه عن معاذ بن جبل ورواه همام وغيره عن قتادة عن العلاء مرسلا ورواه وكيع عن هشام عن قتادة عن العلاء مرسلا [ ورواه وكيع عن هشام عن قتادة عن العلاء ] 1 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا على بن عبد العزيز قال ثنا خلف بن موسى بن الخلف العمي قال ثنا أبي عن قتادة عن الحسن أو العلاء بن زياد عن عمران بن حصين عن عبد الله بن مسعود قال تحدثنا ذات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أكربنا 2 الحديث فلما أصبحنا غدونا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صلى الله عليه و سلم عرضت علي الأنبياء عليهم السلام باتباعها من أممها فإذا النبي معه الثلاثة من قومه وإذا النبي ليس معه أحد وقد أنبأكم الله تعالى عن قوم لوط فقال أليس منكم رجل

رشيد قال حتى مر موسى بن عمران عليه السلام ومن معه من بني إسرائيل قلت يا رب فأين أمتي قال انظر عن يمينك فإذا الظراب ظراب مكة قد سد من وجوه الرجال قال أرضيت يا محمد قلت رضيت يا رب قال انظر عن يسارك فنظرت فإذا الأفق قد سد من وجوه الرجال قال أرضيت يا محمد قلت رضيت يا رب قال فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فأتى عكاشة بن محصن الأسدي فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم قام رجل آخر وقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة ثم قال لهم النبي صلى الله عليه و سلم إن استطعتم بأبي أنتم وأمي أن تكونوا من السبعين فكونوا فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الظراب فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الأفق فإني قد رأيت أناسا يتهاوشون كثيرا ثم قال إني لأرجو أن يكون من يتبعني من أمتي ربع أهل الجنة فكبر القوم ثم قال إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة فكبر القوم ثم تلا هذه الآية ثلة من الأولين وقليل من الآخرين فتذاكروا بينهم من هؤلاء السبعون الألف فقال بعضهم قوم ولدوا في الإسلام فماتوا عليه حتى رفع الحديث غلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون رواه ابن أبي عدى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنهما مثله ورواه أمية الحبطي عن قتادة عن العلاء بن زياد من دون الحسن ورواه معمر وهشام عن قتادة عن الحسن من دون العلاء ولم يسق هذا السياق عن قتادة إلا موسى بن خلف العمي
حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن في جماعة قالوا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا عمرو بن مرزوق قال ثنا عمران القطان عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة رواه ابراهيم بن طهمان عن مطر الوراق عن العلاء مثله ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مثله وزاد ترابها الزعفران وطينها

المسك
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن المنهال قال ثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن العلاء بن زياد العدوي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وترابها الزعفران وطينها المسك ورواه معمر عن قتادة عن العلاء عن أبي هريرة موقوفا وزاد درجها الياقوت واللؤلؤ ورضراض أنهارها اللؤلؤ وترابها الزعفران
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا أبو الربيع الحسين بن الهيثم المهري قال ثنا هشام بن خالد قال ثنا أبو خليد عتبة بن حماد ولم يكن بدمشق أحفظ لكتاب الله تعالى منه عن سعيد يعني ابن بشير عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الجهاد أفضل قال أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله عز و جل كذا رواه قتادة وتفرد به عن سعيد بن بشير وخالف سويد بن حجير قتادة فقال عن العلاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص
حدثناه محمد بن طاهر بن يحيى بن قبيصة الفلقي قال حدثني أبي قال ثنا احمد بن حفص قال ثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن سويد بن حجير عن العلاء بن زياد أنه قال سأل رجل عبدالله بن عمرو بن العاص أي المجاهدين أفضل قال من جاهد نفسه في ذات الله عز و جل قال أنت قلت يا عبدالله بن عمرو أم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بل رسول الله صلى الله عليه و سلم قاله لم نكتبه من حديث الحجاج إلا من رواية ابراهيم بن طهمان عنه ولا [ روى ] عنه إلا حفص بن عبدالله النيسابوري 188
أبو السوار العدوي
ومنهم أبو السوار العدوي بالقلب زوار وفي الوجه خوار وبالوصل فخار وبالنفس ضرار

وقد قيل إن التصوف الهيمان في الوجد والهيجان في الود
حدثنا عبدالله بن احمد قال ثنا جعفر بن محمد الفرياني قال ثنا عبيد الله ابن معاذ قال ثنا أبي قال ثنا بسطام بن مسلم عن أبي التياح قال سمعت أبا السوار العدوي يقول وقرأ هذه الآية وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه قال هما نشرتان وطية أما ما حييت يا ابن آدم فصحيفتك منشورة فأمل فيها ما شئت فإذا مت طويت ثم إذا بعثت نشرت إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثنا ابو جعفر محمد بن الفرج قال ثنا علي بن عاصم عن بسطام بن مسلم عن الحسن قال دعا بعض متربي 1 هذه الأمة أبا السوار العدوي فسأله عن شيء من أمر دينه فأجابه بما يعلم فقال له وإلا فأنت بريء من الإسلام قال فضربه أربعين سوطا فقال الحسن والله لا تذهب أسواطه قال أبو جعفر لما نزل بأحمد بن حنبل من الضرب والحبس ما نزل دخلت على من ذلك مصيبة فأتيت في منامي فقيل لي أما ترضى أن يكون عند الله عز و جل بمنزلة أبي السوار العدوي فأتيت أبا عبدالله فأخبرته فاسترجع
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن مصعب قال سمعت مخلد بن الحسين يقول إن أبا السوار العدوي أقبل عليه رجل بالأذى فسكت حتى إذا بلغ منزله أو دخل قال حسبك إن شئت
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني محمد بن المثنى قال ثنا سالم بن نوح قال مر عوف يوم جمعة فسأله يونس كيف حالك كيف أنت وقال عوف قيل لأبي السوار العدوي أكل حالك صالح قال ليت عشره يصلح

حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا عمرو ابن علي قال ثنا أبو داود قال ثنا أبو خلدة قال سمعت أبا السوار العدوي يقول لمعاذة العدوية في مسجد بن عدي تجيء إحداكن المسجد فتضع رأسها وترفع إستها فقالت ولم تنظر اجعل في عينيك ترابا ولا تنظر قال إني والله ما أستطيع إلا أن أنظر ثم اعتذرت فقالت يا أبا السوار إذا كنت في البيت شغلني الصبيان وإذا كنت في المسجد كان أنشط لي قال النشاط أخاف عليك قال الشيخ رحمه الله أسند أبا السوار غير حديث عن عمران بن حصين وغيره من الصحابة فمما أسند ما
حدثناه أبو عبدالله محمد بن احمد بن علي قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا أبو نعامة العدوي قال سمعت أبا السوار العدوي يحدث عن عمران بن حصين قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول الحياء خير كله حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب قال ثنا ابراهيم ابن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا خالد بن رباح القيسي قال ثنا أبو السوار العدوي عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحياء خير كله حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن قتادة عن أبي السوار العدوي عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الحياء لا يأتي إلا بخير
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا الحسين بن علي العمري قال ثنا محمد بن بكار العبسي قال ثنا محمد بن سوار عن شعبة عن قتادة عن أبي السوار العدوي عن عمران بن حصين قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياء من جارية في خدرها وكان إذا كره شيئا عرف في وجهه 189
حميد بن هلال العدوي
ومنهم حميد بن هلال العدوي تفقه واعتزل وعلم واشتغل له في العلم

الحظ الجزيل وفي التحقيق السمت الجميل
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا عبيد الله ابن سعيد قال ثنا الحسن بن موسى قال ثنا أبو هلال عن قتادة قال كان حميد بن هلال من العلماء الفقهاء لم يكن يذاكر ولا يسأل إنما كان يعتزل في مكان
حدثنا احمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة قال ثنا موسى بن اسماعيل قال سمعت أبا هلال يقول سمعت قتادة يقول ما كان بالمصرين أعلم من حميد ما استثنى الحسن ولا محمد 1
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا أبو هلال خالد بن أيوب عن حميد بن هلال قال مثل ذاكر الله في السوق كمثل شجرة خضراء وسط شجر ميت
حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان البصري قال ثنا عبدالله بن احمد بن ابراهيم الدورقي قال ثنا محمد بن اسماعيل قال ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال ذكر لنا أن الرجل إذا دخل الجنة فصور صورة أهل الجنة وألبس لباسهم وحلي حلاهم ورأى أزواجه وخدمه ومساكنه في الجنة يأخذه سوار فرح 2 الشراب في الرأس حكاه في النهاية تفسيرا لهذا الخبر فلو كان ينبغي أن يموت لمات فرحا فيقال له أرأيت سوار فرحتك هذه فإنها قائمة لك أبدا
أخبرنا أبو احمد محمد بن احمد بن ابراهيم في كتابه قال ثنا موسى بن اسحاق قال ثنا محمد بن بكار قال ثنا اسماعيل بن ابراهيم عن ايوب عن حميد ابن هلال قال قال رجل رحم الله رجلا أتى على هذه الآية ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فسأله بذلك الوجه الباقي الكريم
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا أبو عبدالرحمن المقري قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال قال قال

كعب رضي الله تعالى عنه ثلاث أجدهن 1 في كتاب الله تعالى من حافظ عليهن فهو عبدي حقا ومن ضيعهن فهو عدوي حقاالصلاة والصوم والغسل من الجنابة
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا أبو عبدالرحمن المقري قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال قال راح قوم مع كعب فساروا عشيتهم وليلتهم حتى غوروا المقيل فشكوا إلى كعب شدة مسيرهم فقال كعب ما أدركتم مقعد رجل من أهل النار
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن سفيان عن يونس عن حميد بن هلال قال حدثت أن في جهنم تنانير ضيقها كضيق زج أحدكم في الأرض تضيق على قوم بأعمالهم أسند حميد عن عدة من الصحابة منهم عبدالله بن مغفل وأنس بن مالك وهشام بن عامر وأبو رفاعة العدوي رضي الله تعالى عنهم
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن ابي أسامة قال ثنا أبو النضر ومنصور بن سلمة والعباس بن الفضل وحدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا أبو الوليد الطيالسي
وحدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عمرو بن حفص السدوسي قال ثنا عاصم بن علي قالوا ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال عن عبدالله بن مغفل قال أدلى لي جراب من شحم يوم خيبر فأتيته فالتزمته فقلت لا أعطي من هذ أحدا اليوم شيئا فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يتبسم إلي فاستحييت منه رواه يحيى بن سعيد القطان عن سليمان بن المغيرة وقال قال لي سفيان الثوري ليس لأهل البصرة حديث اشرف من هذا ورواه يحيى بن آدم عن سليمان بن المغيرة وقال قال سليمان سألت حميدا عن طعام العدو في الغزو إذا أكل منه وأطعم فحدثني بهذا الحديث ورواه شعبة عن حميد بن هلال
حدثنا أبو احمد محمد ابن احمد الجرجاني قال ثنا عبدالله بن شيرويه قال ثنا اسحاق بن راهويه قال ثنا

النضر بن شميل قال ثنا شعبة عن حميد بن هلال العدوي قال سمعت عبدالله ابن مغفل يقول مثله سواء وزاد فاستحييت
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا اسماعيل بن عبدالله وحدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك قال نعى النبي صلى الله عليه و سلم جعفرا وزيد بن حارثة [ وابن رواحة ] نعاهم قبل أن يجيء خبرهم وعيناه تذرفقان
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا أبو عبدالرحمن المقري قال ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من الدجال رواه أيوب السختياني عن حميد مثله ورواه حميد عن أبي قتادة وأبي الدهماء عن هشام 190
الاسود بن كلثوم
ومنهم المستشهد الملثوم الأسود بن كلثوم خلت دعوته فعجلت كرامته
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا اسماعيل بن إبراهيم بن عليه قال أخبرني سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال كان منا رجل يقال له الأسود بن كلثوم وكان إذا مشى لا يجاوز بصره قدميه فكان يمر بالنسوة وفي الجدر يومئذ قصر ولعل احداهن أن تكون واسعة ثوبها أو خمارها فإذا رأينه راعهن ثم يقلن كلا إنه الاسود بن كلثوم فلما قدم 1 غازيا قال اللهم إن نفسي هذه تزعم في الرخاء أنها تحب لقاءك فإن كانت صادقة فارزقها ذلك وإن كانت كاذبة فاحملها عليه وأن كرهت فاطعم لحمي سباعا وطيرا فانطلق في خيل فدخلوا حائطا فنذر بهم العدو فجاؤوا فأخذوا بثلمة في الحائط فنزل الأسود عن فرسه

فضربها حتى غارت فخرج فأتى الماء فتوضأ ثم صلى قال يقول العجم هكذا استسلام العرب إذا استسلموا ثم تقدم فقاتل حتى قتل قال فمر عظم الجيش بعد ذلك بذلك الحائط فقيل لأخيه لو دخلت فنظرت ما بقي من عظام أخيك ولحمه قال لا دعا أخي بدعوات فاستجيبت له فلست أعرض في شيء من ذلك 191
شويس بن حيان ومن مشيخة بني عدي شويس بن حيان
1 - أبوالرقاد ولد عام الهجرة فأدرك عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأخذ العطاء من عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني نصر بن علي قال حدثني أبي عن أبي خلدة قال قال لي أبو العلية من بقي من شيوخ بني عدي قلت أبوالسوار قال ذاك من الفتيان قلت إنه أبيض الرأس واللحية قال فذاك من الفتيان إنما سألتك عن الشيوخ قال قلت شويس العدوي قال نعم هو ممن أخذ الدرهمين على عهد عمر رضي الله تعالى عنه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر وعبيد الله يعقوب قالا ثنا اسحاق ابن ابراهيم قال ثنا محمد بن عمرو بن العباس قال ثنا سعيد عامر قال ثنا جسر أبو جعفر عن أبي مسعود الجريري عن شويس العدوي وكان من أصحاب الدرهمين قال إن صاحب اليمين أمين أو قال أمير على صاحب الشمال فإذا عمل ابن آدم سيئة وأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين لا تعجل لعله يعمل حسنة فإن عمل حسنة ألقى واحدة بواحدة وكتب له تسع حسنات فيقول الشيطان يا ويله من يدرك تضعيف ابن آدم
حدثنا عمرو بن محمد بن حاتم 2 قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن

مرزوق قال ثنا عفان قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال أدركت رجالا من بني عدي إن كان أحدهم ليصلي حتى ما يأتي فراشه إلا حبوا أسند شويس عن عتبة بن غزوان المازني رضي الله تعالى عنه
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إدريس بن جعفر قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابو نعامة العدوي عن خالد بن عمير وشويس قالا خطبنا عتبة ابن غزوان رضي الله تعالى عنه فقال ألا إن الدنيا قد أذنت بصرم وولت حذاء 1 ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وإنكم في دار تنتقلون عنها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لنا طعام نأكله إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا الحديث 192
عبد الله بن غالب
ومنهم العابد الرائب المتشمر الناحب المتشوق الطالب أبو فراس عبدالله بن غالب وقيل إن التصوف الحذر من الدنيا والهرب والرغب في العقبى والطلب
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس الثققي قال ثنا عبدالله ابن أبي زياد قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا مالك بن دينار قال كان لعبد الله بن غالب بيتان بيت يتعبد فيه وبيت لعياله وكان له وردان ورد بالنهار وورد بالليل
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا نصر بن علي قال ثنا نوح بن قيس قال ثنا عون بن أبي شداد أن عبدالله ابن غالب كان يصلي الضحى مائة ركعة ويقول لهذا خلقنا وبهذا أمرنا ويوشك أولياء الله أن يكفوا ويحمدوا
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني ابو عمر

الأزدي قال ثنا نوح بن قيس عن أخيه خالد بن قيس عن قتادة أن عبدالله ابن غالب كان يقص في المسجد الجامع فمر عليه الحسن فقال يا عبدالله لقد شققت على أصحابك فقال ما أرى عيونهم انفقأت ولا أرى ظهورهم اندقت والله يأمرنا بأحسن أن نذكره كثيرا وأنت تأمرنا أن نذكر قليلا كلا لا تطعه واسجد واقترب ثم سجد قال الحسن والله ما رأيت كاليوم ما أدري أسجد أم لا
حدثنا احمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا محمد بن اسحاق السراج قال ثنا عبدالله بن أبي زياد ومحمد بن الحارث قالا ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت عبدالله بن غالب يقول في دعائه اللهم إنا نشكو اليك سفه أحلامنا ونقص عملنا 1 واقتراب آجالنا وذهاب الصالحين منا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا ابو عمرو الأزدي قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا نوح بن قيس قال حدثني نصر بن علي قال كان عبدالله بن غالب إذا أصبح يقول لقد رزقني الله البارحة خيرا قرأت كذا وصليت كذا وذكرت كذا وفعلت كذا فيقال له يا أبا فراس إن مثلك لا يقول مثل هذا فيقول إن الله تعالى يقول وأما بنعمة ربك فحدث وأنتم تقولون لا تحدث بنعمة ربك
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبد الصمد قال ثنا غسان قال ثنا سعيد بن يزيد قال سجد عبدالله بن غالب ومضى رجل إلى الجسر يشتري علفا فاشترى حاجته من الجسر ورجع وهو ساجد
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا عبدالله بن أبي زياد ومحمد بن الحارث قالا ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول لما كان يوم الزاوية قال عبدالله بن غالب إني لأرى أمرا مالي عليه صبر روحوا بنا إلى الجنة قال فكسر جفن سيفه ثم تقدم فقاتل حتى قتل

قال فكان يوجد من قبره ريح المسك
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله ابن احمد قال ثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا أبو عيسى قال لما كان يوم الزاوية رأيت عبدالله بن غالب دعا بماء فصبه على رأسه وكان صائما وكان يوما حارا وحوله أصحابه ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم قال لأصحابه روحوا بنا إلى الجنة قال فنادى عبد الملك بن المهلب أبا فراس أنت آمن أنت آمن قال فلم يلتفت اليه ثم مضى فضرب بسيفه حتى قتل قال فلما قتل دفن فكان الناس يأخذون من تراب قبره كأنه مسك يصرونه في ثيابهم أسند عبدالله بن غالب عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه
حدثنا عبدالعزيز بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود وحدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن غالب قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا صدقة بن موسى قال ثنا مالك بن دينار عن عبدالله بن غالب الحداني عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق 193
زرارة بن أوفى
ومنهم الخائف المخفى زرارة بن أوفى رن 1 فأوحى ورد إلى الملأ الأعلى وقيل ان التصوف عويل حتى الرحيل وحويل إلى المقيل
حدثنا ابو بكر بن مالك قال قنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا هدبة ابن خالد قال أبو خباب القصاب 2 واسمه عون بن ذكوان قال صلى بنا زرارة بن أوفى صلاة الصبح فقرأ يا أيها المدثر حتى بلغ فإذا نقر في الناقور خر ميتا وكنت فيمن حمله إلى داره
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله ابن احمد قال ثنا روح بن عبدالمؤمن قال ثنا غياث بن المثنى القشيري قال ثنا بهز بن حكيم قال صلى بن زرارة بن أوفى مسجد بن قشير فقرأ فإذا

نقر في الناقور فخر ميتا فحمل إلى داره قال وكان يقص في داره وقدم الحجاج البصرة وهو يقص في داره أسند زرارة بن أوفى عن عدة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم
حدثنا أبو عبدالله محمد بن احمد بن مخلد قال ثنا الحارث بن أبي اسامة وحدثنا محمد بن احمد بن محمد قال ثنا احمد بن عبدالرحمن قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أو تكلم هذا حديث صحيح ثابت رواه عن قتادة عدة منهم شعبة وهمام وهشام وأبان وشيبان وأبو عوانة وحماد بن سلمة والمسعودي وعمران بن خالد والقاسم بن الوليد ومجاعة بن الزبير واختلف عن المسعودي فيه عن قتادة فرواه يزيد بن هارون عن المسعودي فيه عن قتادة عن زرارة عن عمران عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله وروى عبدالله ابن داود الخريبي عن مسعود عن قتادة عن زرارة عن سعيد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها ورواه المسيب بن واضح عن سفيان بن عيينة عن مسعر عن قتادة فخالف أصحاب قتادة في اللفظ حدثنا أبي قال ثنا احمد بن محمد بن الحسن البغدادي قال ثنا المسيب قال ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الهوى مغفور لصاحبه مالم يعمل به أو يتكلم
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق قال ثنا عبيد الله عن قتادة 1 عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تهجر امرأة فراش زوجها إلا لعنتها ملائكة الله هذا حديث ثابت ورواه عن قتادة شعبة وسعيد ومسعر
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا ابو داود

قال ثنا هشام عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم ينذرون ولا يوفون ويخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون ويفشو فيهم السمن هذا حديث صحيح ثابت رواه القدماء والأعلام عن أبي داود عن هشام
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة وهشام عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الذي يقرأالقرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأالقرآن قال هشام وهو عليه شاق فله أجران رواه عن قتادة جماعة منهم روح بن القاسم وسعيد بن أبي عروبة وأبو عوانة والحديث صحيح متفق عليه
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا ابراهميم بن أبي سويد الزارع قال ثنا صالح المري عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال سأل رجل النبي صلى الله عليه و سلم فقال أي العمل أحب إلى الله تعالى قال الحال المرتحل قال يا رسول الله ما الحال المرتحل قال صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره وفي آخره حتى يبلغ أوله هذا حديث غريب من حديث زرارة لم يروه عنه إلا قتادة ورواه عن صالح المري زيد بن الحباب ويعقوب بن اسحاق الخضرمي
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن جرير قال ثنا سعيد ابن ! عثمان التنوخي قال ثنا ابن أبي السري قال ثنا عبدة بن سليمان عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هاجروا من الدنيا وما فيها كذا رواه التنوخي عن ابن أبي السرى فإن كان محفوظا فهو غريب وصوابه مارواه سليمان التيمي وأبو عوانة عن قتادة وبإسناده ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها

عقبة بن عبدالغافر
ومنهم الداعي الشاكر عقبة بن عبد الغافر كان في الضراء ذاكرا وفي السراء شاكرا
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال قرأت على أبي ثنا عفان قال ثنا حماد قال أخبرنا ثابت عن عقبة بن عبدالغافر قال دعوة في السر أفضل من سبعين في العلانية وإذا عمل العبد في العلانية عملا حسنا وعمل في السر مثله قال الله لملائكته هذا عبد حقا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عفان قال أخبرنا حماد قال حميد عن ثابت عن عقبة بن عبدالغافر قال صلاة العشاء في جماعة كحجة وصلاة الفجر في جماعة كعمرة
حدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم 1 قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال ثنا وائل بن داود قال سمعت عقبة بن عبدالغافر قال ما طلعت الشمس إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين يقولان أيها الناس هلموا إلى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا غربت إلا وبجنبتيها ملكان ينادينان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين اللهم اعقب منفقا خلفا واعقب ممسكا تلفا أسند عقبة عن أبي سعيد الخدري وسمع منه
حدثنا أبو الحسن سهل بن عبدالله التستري قال ثنا الحسين بن إسحاق التستري قال ثنا عبيد الله بن معاذ قال ثنا أبي قال ثنا شعبة وحدثنا أبو احمد محمد بن احمد قال ثنا الحسن بن سفيان وعمران بن موسى قالا ثنا عبيد الله بن معاذ قال ثنا المعتمر بن سليمان التيمي قال ثنا أبي واللفظ له قال ثنا قتادة سمع عقبة بن عبد الغافر يقول سمعت أبا سعيد الخدري يحدث

عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه ذكر رجلا فيمن سلف أو قال فيمن كان قبلكم راشه 1 الله عز و جل مالا وولدا وقال أبو عوانة رغسه الله مالا فلما حضره الموت قال لبنيه أي أب كنت لكم فقالوا خير أب قال فإنه لم يبتئر إلي عند الله خير قال فسرها قتادة لم يدخر عندالله خير قط وإن يقدر الله علي يعذبني فإذا مت فاحرقوني حتى إذا صرت حمما فاسحقوني ثم إذا كان يوم ريح عاصف فأذروني فيها قال نبي الله عليه السلام فأخذ مواثيقهم على ذلك ففعلوا به وروى لما مات قال الله كن فإذا هو رجل قائم فقال ما حملك على ما فعلت قال يارب مخافتك أو قال فرق منك فما تلافاه أن رحمه قال فحدث به أبان عثمان فقال سمعت هذا من سلمان غير أنه زاد فيها ثم اذروني في البحر او كما حدث صحيح ثابت متفق عليه
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا احمد بن عبدالجبار قال ثنا إبراهيم بن عرعرة قال ثنا معلى بن أسد قال ثنا سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن عقبة ابن عبدالغافر عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يرويه عن ربه عز و جل قال الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر غريب من حديث قتادة لم يروه عنه إلا سلام
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن المعلى الدمشقي قال ثنا هشام بن عمار قال ثنا منبه به عثمان قال ثنا خليد بن دعلج عن قتادة عن عقبة بن عبدالغافر عن أبي سعيد الخدري انه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن شعيرة ويخرج من النار من قال لا أله إلا الله وكان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان وليس الله تعالى يترك في النار أحدا فيه خير إلا أخرجه منها هذا حديث غريب من حديث قتادة عن عقبة لم يروه عنه إلا خليد بن دعلج

ابن سيرين
ومنهم ذو العقل الرصين والورع المنين المطعم للاخوان والزائرين ومعظم الرجاء للمذببين والموحدين أبو بكر محمد بن سيرين كان ذا ورع وأمانة وحيطة وصيانة كان بالليل بكاء نائحا وبالنهار بساما سائحا يصوم يوما ويفطر يوما وقد قيل إن التصوف البذل والاطعام والطول والانعام
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا أزهر بن سعد عن ابن عون
قال قيل لمحمد بن سيرين يا أبا بكر إن رجلا قد اغتابك فتحله قال ما كنت لأحل شيئا حرمه الله
حدثنا احمد بن اسحاق قال قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا أبو عمير قال ثنا ضمرة قال قال السرى بن يحيى أو غيره لابن سيرين إني قد اغتبتك فاجعلني في حل قال إني أكره أن أحل ما حرم الله تعالى
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني ابي قال قال ثنا عبيد الله بن محمد قال سمعت شيخا يذكر عن محمد قال وسئل مرة عن فتيا فأحسن الاجابة فيها فقال له رجل والله يا أبا بكر لأحسنت الفتيا فيها أو القول فيها قال وعرض كأنه يقول ما كانت الصحابة لتحسن أكثر من هذا فقال محمد لو أردنا فقههم لما أدركته عقولنا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا روح قال ثنا هشام عن محمد بن سيرين قال كان مما يقول للرجل إذا أراد أن يسافر في التجارة اتق الله تعالى واطلب ما قدر لك في الحلال فإنك إن تطلبه من غير ذلك لم تصب أكثر ما قدر لك
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا روح قال ثنا ابن عون قال سمعت محمدا يقول في شيء راجعته فيه إني لم أقل لك ليس به بأس وإنما قلت لك لا أعلم به بأسا

حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عباس بن الفضل الاسقاطي 1 قال ثنا سليمان ابن حرب قال ثنا حصن بن أبي بكر الباهلي وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عثمان بن عمر الضبي قال ثنا القاسم بن أمية الحذاء قال ثنا الحكم بن سنان كلاهما عن يحيى بن عتيق قال قلت لمحمد بن سيرين الرجل يتبع الجنازة لا يتبعها حسبة يتبعها حياء من أهلها له في ذلك أجر قال أجر واحد بل له أجران أجر لصلاته على أخيه وأجر لصلته الحي
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أسود بن عامر قال ثنا عن حبيب عن ابن سيرين قال إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل له واعظا من قلبه يأمره وينهاه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن عبدالله الاأصاري قال ثنا الأشعث قال كان محمد بن سيرين إذا سئل عن شيء من الفقه الحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني ابي قال ثنا ابن علية عن أيوب قال كان محمد بن سيرين يقول لا تكرم أخاك بما يشق عليك 2
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني الحسن ابن عبدالعزيز قال كتب الينا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون قال بعث ابن هبيرة إلى ابن سيرين فقدم عليه فقال كيف تركت أهل مصرك قال تركتهم والظلم فيهم فاش قال ابن عون كان يرى إنها شهادة يسأل عنها فكره أن يكتمها
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا يعقوب بن اسحاق المخرمي قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا شبيب بن شيبة قال سمعت محمد بن سيرين يقول الكلام أوسع من أن يكذب [ فيه ] ظريف

حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال كلمت محمد بن سيرين في رجل وقلت يا أبا بكر إنه من أهل علم ثم رجعت إليه من الغد فقلت يا أبا بكر كيف رأيت صاحبنا قال بعيد مما قلت يرى أنه يعلم العلم ولا يقول لما لم يسمعه لم أسمعه
حدثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قالثنا أبو حرة قال كان محمد بن سيرين يكره أن يقول للمرأة طمثت ولكن كما قال الله تعالى حاضت
حدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن العباس قال ثنا زياد بن يحيى عن عمران 1 بن عبدالعزيز قال سمعت محمد بن سيرين وسئل عمن يسمع القرآن فيصعق قال ميعاد ما بينا وبينهم أن يجلسوا على حائط فيقرأ عليهم القرآن من أوله ألى آخره فإن سقطوا فهم كما يقولون
حدثنا ابو احمد محمد بن احمد ثنا ابو خليفة قال ثنا محمد بن سلام قال كان سلم بن قتيبة يأتي محمد بن سيرين على برذون ثم أتاه راجلا قال ما فعل برذونك قال بعته قال ولم قال لمؤونته قال أتراه خلف رزقه عندك
حدثنا ابو احمد محمد بن احمد قالثنا محمد بن جشم قال ثنا ابو سعيد الأشج قال ثنا عمر بن هارون عن قرة بن خالد عن ابن سيرين أنه كان يقول ... إنك إن كلفتني ما لم أطق ... ساءك ما سرك مني من خلق ...
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن يحيى ثعلب قال ثنا محمد بن سلام الجمحي قال ثنا الاصمعي قال لقيت ابن أبي عطارد وهو شيخ هرم فقلت له ما حفظت عن أبيك عن ابن سيرين قال حدثني أبي أن محمد ابن سيرين قال له انكح امرأة تنظر في يدك ولا تنكح امرأة تكون أنت تنظر في يدها

حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني الحسن بن عبدالعزيز قال كتب الينا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون قال لما حضرت الوفاة محمد بن سيرين قال لابنه يا بني اقض عني وتقض 1 عني إلا الوفاء قال يا أبت أعتق عنك قال إن الله تعالى لقادر أن يأجرني وإياك فيما صنعت من خير
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا ابراهيم بن نائلة قال ثنا شيبان قال ثنا ابو هلال عن غالب عن بكر بن عبدالله المزني قال من سره أن ينظر إلى أورع أهل زمانه فلينظر إلى محمد بن سيرين فوالله ما أدركنا من هو أورع منه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا على بن سهل قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول قال سمعت مورقا العجلي يقول ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد ابن سيرين
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا محمد بن عمرو الباهلي قال سمعت سفيان بن عيينة يقول لم يكن كوفي ولا بصري [ ورع ] مثل ورع محمد بن سيرين
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال ثنا احمد بن عبدالله بن يونس قال ثنا أبو شهاب عن هشام عن ابن سيرين انه اشترى بيعا فأشرف فيه على ثمانين الفا فعرض في قلبه منه شيء فتركه قال هشام ما هو بربا
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال ثن أبو إسحاق الطالقاني قال ثنا ضمرة عن السرى بن يحيى قال لقد ترك ابن سيرين ربح أربعين ألفا في شيء دخله قال السرى فسمعت سليمان التيمي يقول لقد تركه في شيء ما يختلف فيه أحد من العلماء
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا

موسى بن هلال قال سمعت هشام بن حسان يذكره قال كان ابن سيرين إذا دعي إلى وليمة أو إلى عرس يدخل منزله فيقول اسقوني شربة سويق فيقال له يا أبا بكر أنت تذهب إلى الوليمة أو إلى العرس تشرب سويقا قال إني أكره أن أحمل حر جوعي على طعام الناس
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني ابي قال ثنا ابراهيم بن حبيب بن الشهيد عن هشام قال اوصى أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن يغسله محمد بن سيرين فقيل له في ذلك وكان محبوسا فقال أنا محبوس قالوا قد استأذنا الأمير فأذن لك قال إن الأمير لم يحبسني إنما حبسني الذي له الحق فأذن له صاحب الحق فخرج فغسله
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن يحيى بن نصر قال ثنا عبيد الله ابن معاذ قال ثنا أبي قال ثنا ابن عون قال كان محمد لا يطعم عند كل أحد فكان إذا دعي إلى وليمة أجاب ولم يطعم وكان يخرج الزيوف 1 من ماله
حدثنا محمد بن علي قال ثنا احمد بن علي بن المثنى قال ثنا ابو الربيع قال ثنا حماد بن زيد عن هشام قال سمعت بن سيرين يقول المسلم المسلم عند الدرهم والدينار
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا أزهر عن ابن عون قال كان محمد يكره أن يشترى بهذه الدنانير والدراهم المحدثة التي عليها اسم الله يقول [ المسلم عبد الدرهم 2 ]
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا علي بن سهل قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال ذكر محمد بن سيرين عند أبي قلابة فقال وأينا يطيق محمد بن سيرين محمد يركب مثل حد السنان
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني ابو بكر قال ثنا سفيان بن عيينة عن عاصم قال لم يكن ابن سيرين يترك أحد يمشي معه
حدثنا محمد بن احمد ابو الجرجاني قال ثنا احمد بن موسى بن

العباس قال ثنا اسماعيل بن سعيد الكسائي قال ثنا النجم بن بشير عن اسماعيل ابن زكريا عن عاصم الأحول قال كنت عند ابن سيرين فدخل عليه رجل فقال يا أبا بكر ما تقول في كذا قال ما أحفظ فيها شيئا فقلنا له فقل فيها برأيك قال أقول فيها برأيي ثم أرجع عن ذلك الرأي لا والله
حدثنا محمد بن علي قال ثنا عبدالله بن الحسين بن معبد قال ثنا عبدالله بن سعيد الأشج قال ثنا المحاربي عن جعفر بن مرزوق قال بعث ابن هبيرة الى ابن سيرين والحسن والشعبي قال فدخلوا عليه فقال لابن سيرين يا أبا بكر ماذا رأيت منذ قربت من بابنا قال رأيت ظلما فاشيا قال فغمزه ابن أخيه بمنكبه فالتفت اليه ابن سيرين فقال انك لست تسأل إنما أنا اسأل فأرسل إلى الحسن بأربعة آلاف وإلى ابن سيرين بثلاثة آلاف وإلى الشعبي بألفين فأما ابن سيرين فلم يأخذها
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني الحسن بن عبدالعزيز الجروي قال كتب الينا ضمرة عن حازم بن رجاء بن أبي سلمة قال سمعت يونس بن عبيد يصف الحسن وابن سيرين فقال أما ابن سيرين فانه لم يعرض له أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أسود بن عامر قال ثنا جرير بن حازم قال سمعت محمد بن سيرين وقال لي رأيت ذلك الرجل الاسود ثم قال أستغفر الله ما أرانا إلا قد اغتبناه
حدثنا عبدالله بن احمد قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا جعفر بن عامر البزار قال ثنا احمد بن عبدالمجيد قال ثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال كان لابن سيرين منازل لا يكريها إلا من أهل الذمة فقيل له في ذلك قال إذا جاء رأس الشهر رعته وأكره أن أروع مسلما
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا أزهر بن سعيد قال ثنا ابن عون قال دخلت على محمد بن سيرين وبين يديه شهدة فقال هلم فكل فان الطعام أهون من أن يقسم عليه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال

ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن منصور قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا قرة بن خالد قال أكلت في بيت محمد سيرين طعاما فلما شبعت أخذت المنديل ورفعت يدي فقال لي محمد إن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال الطعام أهون من أن يقسم عليه
حدثنا سليمان بن احمد قال أبو مسلم الكشي قال ثنا بكار بن محمد السيريني قال ثنا ابن عون قال ما أتينا محمد بن سيرين في يوم قط إلا أطعمنا خبيصا أو فالوذجا
حدثنا احمد بن جعفر 1 بن معبد قال ثنا يحيى بن مطرف قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا أبو خلدة قال دخلت على محمد بن سيرين أنا وابن عون وسهم الفرائضي فقال ما أدري ما أتحفكم به كلكم في بيته خبز ولحم فقدم إلينا شهدة وجعل يقطع لنا بيده ونأكل
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا علي بن عبدالعزيز قال ثنا مسلم ابن إبراهيم قال ثنا أبو خلدة قال دخلنا على محمد بن سيرين فقال ماأدري ما أتحفكم به كلكم في بيته خبز ولحم يا جارية هات تلك الشهدة فجاءت بها فجعل يقطع ويأكل ويطعمنا
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا عبدالله بن وهب الغزي قال ثنا محمد بن أبي السرى قال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون قال كان في أهل ابن سيرين فرح فأتاهم فرقد السبخي يهنئهم فأتوه بخبيص فأبى أن يأكله فأتوه بسمن وعسل وخبز نقي فجعل يأكل فقال ابن سيرين وهل الذي تركت إلا هذا الذي تأكله
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا ابراهيم بن حبيب بن الشهيد عن أبيه قال دخلت على بن سيرين في يوم حار فرأى في وجهي اللغب 2 فقال جارية هات لحبيب غذاء هات هات حتى قال ذلك مرارا قلت لا أريده قال هات فلما جاءت به قلت لا أريده قال كل لقمة وأنت بالخيار فلما أكلت لقمة نشطت فأكلت حتى شبعت
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا

ابراهيم بن حبيب عن هشام قال كان آل ابن سيرين يدخل عليهم داخل إلا قربوا له طعاما حتى إذا كان آخرا وخفت حالهم كانوا يشترون من ذلك البسر المطبوخ أو المغلي فإذا دخل داخل قدموا اليه من ذلك البسر
حدثنا عثمان بن محمد العثماني قال ثنا أبو روق قال ثنا عبدالله بن الفضل قال ثنا الأصمعي عن ابن عون عن محمد بن سيرين أنه حين ركبه الدين خفف مطعمه حتى كنت آوي له وكان أكثر ما يأتدم به السمك الصغار
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن يحيى ثعلب قال ثنا محمد بن سلام قال ثنا الأصمعي قال ثنا أبو هلال الراسي قال دعانا محمد بن سيرين إلى الغداء وكان أدمه هذا السمك الصغار فما قام منا إلا أبو عطارد
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمرو بن زرارة وحدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا ابراهيم بن الحسن قال ثنا يعقوب الدورقي قالا ثنا ابن علية قال ثنا ابن عون قال ما رأيت أحدا أعظم رجاء للموحدين من محمد بن سيرين كان يتلو هذه الآيات إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويتلو ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين الآية ويتلو لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى لفظ يعقوب
حدثنا محمد بن علي قال ثنا احمد بن علي بن المثنى قال ثنا عبدالصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول قال الحسن إنما هي طاعة الله أو النار وقال ابن سيرين إنما هي رحمة الله أو النار
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا أزهر بن سعد قال ثنا ابن عون عن محمد قال كانوا يرجون في الموقوف حتى الحمل في بطن أمه
حدثنا محمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن يحيى بن نصر قال ثنا عبيد الله بن معاذ قال ثنا أبي قال ابن عون قال قرأرجل عند محمد بن سيرين لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض الآية فقال محمد لا نعلم شيئا أرجى للمنافقين من هذه الآية ما علمناه أغرى بهم حتى مات صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني قال ثنا النعمان بن احمد قال ثنا

محمد بن عبد الملك قال ثنا الهيثم بن عبيد قال ثنا سهيل اخو حزم القطعي لا أعلم إلا أنه هو ذكره قال سمع ابن سيرين رجلا يسب الحجاج فأقبل عليه فقال مه أيها الرجل فإنك لو قد وافيت الآخرة كان أصغر ذنب عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج واعلم أن الله تعالى حكم عدل إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه فسوف يأخذ للحاج ! ممن ظلمه فلا تشغلن نفسك بسب أحد
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا ابراهيم بن حسن الباهلي قال ثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد بن سيرين أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال إني لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا عمر بن بحر الأسدي قال سمعت احمد بن أبي الحواري يخبر عن عبدالله بن السرى قال قال ابن سيرين إني لأعرف الذنب الذي حمل علي به الدين ما هو قلت لرجل من أربعين سنة يا مفلس
فحدث به أبا سليمان الداراني فقال قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون وكثرت ذنوبهم وذنوبك فليس ندري من أين نؤتى
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن محمد بن أبي نصر التمار قال ثنا جدي قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال قال لي محمد بن سيرين يا أبا محمد لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة فلم يزل بي البلاء حتى أقمت على المصطبة فقيل هذا محمد بن سيرين أكل أموال الناس وكان عليه دين كثير
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني احمد بن ابراهيم قال ثنا أبو عبدالله قال حدثني عبدالملك بن قريب قال سمعت بعض من يحدث عن ابن عون قال لما ركب ابن سيرين الدين خفف مطعمه حتى أويت له وكان أكثر أدمه هذا السمك الصغار
حدثنا مخلد بن جعفر قال ثنا جعفر الفريابي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين قال كان لمحمد بن سيرين سبعة

أوراد يقرؤها بالليل فإذا فاته منها شيء قرأه من النهار
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو يعلى الموصلي قال ثنا محمد بن الحسن البرجلاني قال حدثني أزهر عن ابن عون قال أنبأني يوسف عن عبدالله بن الحارث أن محمدا نام عن العشاء حتى تفرطت ثم قام فصلاها ثم أحيا بقية ليله
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا الحسن بن عبدالعزيز قال حدثني ضمرة عن ابن شوذب قال كان ابن سيرين يصوم يوما ويفطر يوما وكان الذي يفطر فيه يتغدى فلا يتعشى ثم يتسحر ويصبح صائما
حدثنا احمد بن جعفر قال حدثناه عبدالله بن احمد قال حدثني نصر بن علي قال ثنا بشر بن عمر قال حدثتني ! أم عباد امرأة هشام بن حسان قالت كنا نزولا مع محمد بن سيرين في داره فكنا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق ثنا خليفة بن خياط قال ثنا سيدان 1 قال ثنا يزيد بن زريع قال سمعت أبا عوانة قال رأيت محمد بن سيرين في السوق فما رآه أحد إلا ذكر الله تعالى
حدثنا أبو بكر ابن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني نصر بن علي قال حدثني موسى ابن المغيرة قال رأيت محمد بن سيرين يدخل السوق نصف النهار يكبر ويسبح ويذكر الله تعالى فقال له رجل يا أبا بكر في هذه الساعة قال إنها ساعة غفلة
حدثنا أبو علي محمد بن احمد قال ثنا بشر موسى قال ثنا الحميدي وحدثنا عبدالرحمن بن العباس قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال ثنا اسحاق ابن اسماعيل ومحمد بن عباد قالا ثنا سفيان بن عيينة قال حدثني زهير الأقطع قال كان محمد بن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو منه على حدته
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا يحيى بن اسحاق قال ثنا مهدي بن ميمون قال أخبرنا الجريري قال

كنا عند محمد بن سيرين فلما أردنا القيام قلنا دعوة يا أبا بكر قال اللهم تقبل منا أحسن ما نعمل وتجاوز عنا في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو يعلى قال ثنا شيبان قال ثنا سلام ابن مسكين قال سمعت محمد بن سيرين يقول إذا اتقى الله العبد في اليقظة لا يضره ما ريء له في النوم
حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا محمد بن يزيد قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا أبي قال كان الرجل إذا سأل ابن سيرين عن الرؤيا قال له اتق الله في اليقظة لا يضرك ما رأيت في المنام
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أحمد بن الحسن بن هارون قال ثنا عبدالله بن محمد العكي قال حدثني جعفر بن عبدالله بن كردوس 1 قال حدثني أبي قال قال لي محمد بن سيرين رأيت جليسا لي في المنام فإذا ساقاه من ذهب فقلت له ماصنع الله بك فقال غفر لي وأدخلني الجنة وأبدلني بدل ساقي ساقين من ذهب أسرح بهما في الجنة حيث شئت قلت بماذا قال بعزل الأذى عن الطريق
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا علي بن الحسن القطان قال ثنا محمد بن زياد الزيادي قال ثنا حماد بن زياد عن هشام بن حسام قال حدثني بعض آل سيرين قال ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا اسماعيل عن ابن عون قال دخل رجل على محمد وهو عند أمه فقال ما شأن محمد أيشتكي شيئا قالوا لا ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا أزهر بن سعيد قال ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال كانت شجرة في البرية تعبد من دون الله فأخذ رجل فأسا فخرج اليها فقطعها فغفر له

حدثنا محمد بن ابراهيم قال ثنا احمد بن الحسن بن عبدالجبار قال ثنا شجاع بن مخلد قال ثنا أزهر عن ابن عون عن ابن سيرين قال كانوا يرون حسن الخلق عونا على الدين
حدثنا ابو احمد محمد بن احمد الجرجاني ثنا زكريا الساحي قال ثنا عباس الباكسائي قال ثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان الثوري عن هشام عن محمد بن سيرين قال كانوا يعشقون من غير ريبة
حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا احمد بن القاسم بن مشاور قال ثنا خالد بن خداش قال ثنا مهدي بن ميمون قال كان محمد بن سيرين يتمثل الشعر ويذكر الشيء ويضحك حتى إذا جاء الحديث من السنة كلح وانضم بعضه إلى بعض
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني الحسن بن عبدالعزيز عن ضمرة عن السرى بن يحيى وابن شوذب قالا كان ابن سيرين ربما ضحك حتى يستلقي ويمد رجليه
حدثنا عثمان بن محمد العثماني قال ثنا الحسين بن احمد بن بسطام قال ثنا المقوم يعني يحيى بن حكيم قال ثنا قريش بن أنس قال ثنا حبيب بن الشهيد قال ابن سيرين لا يئن على بلاء وربما ضحك حتى تدمع عيناه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمرو بن رسته قال ثنا يوسف بن عطية أبو سهل قال رأيت محمد بن سيرين وكان كثير المزاح كثير الضحك
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم قال ثنا احمد بن علي الأبار قال ثنا ابن حيان قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال كان ابن سيرين يمازح أصحابه ويقول مرحبا بالمدرفشين يعني أنكم تشهدون الجنائز وتحملون الموتى
حدثنا ابو احمد محمد بن احمد قال ثنا علي بن محمد بن حاتم قال ثنا حامد ابن محمد قال ثنا محمد بن عباد قال ثنا الحسن بن اسحاق بصرى عن سعيد ابن أبي عروبة عن محمد بن سيرين أنه قال الرمان بين الفاكهة كجبريل بين الملائكة
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا خلف بن عبيد الله الضبي قال ثنا نصر

ابن علي قال ثنا الأصمعي قال ثنا جويرية قال قلت لمحمد بن سيرين إني اشتريت جارية عظيمة الشفة فقال ذاك أوثر لقبلتها
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا علي بن سعيد الرازي قال ثنا الحسن بن علي الحلواني قال ثنا أبو عاصم عن قرة بن خالد قال قلت لمحمد بن سيرين هل كانوا يتمازحون فقال ما كانوا إلا كالناس كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر ويقول ... يحب الخمر من كيس الندامى ... ويكره أن تفارقه الفلوس ...
حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أحمد بن حماد بن سفيان قال حدثني عبدالقدوس بن محمد بن شعيب بن الحبحاب قال حدثني عمي صالح بن عبدالكبير قال حدثني عمي أبو بكر بن شعيب قال كنت عند محمد بن سيرين فجاءه إنسان فسأله عن شيء من الشعر وذاك قبل صلاةالعصر فأنشد هذه الأبيات ... كأن المدامة والزنجبيل ... وريح الخزامى وذوب العسل ... يعدل 1 برد أنيابها ... إذا النجم وسط السماء اعتدل ... ثم دخل في الصلاة
حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا احمد بن حماد قال ثنا ابراهيم الجوهري قال حدثني يحيى بن خليف بن عقبة عن أبيه قال سئل محمد ابن سيرين أينشد الرجل الشعر وهو على وضوء فقال ... نبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول ... أسنانها مائة أو زدن واحدة ... وسائر الخلق منها بعد ممطول 2 ... ثم قال الله أكبر
حدثنا احمد بن السندي قال ثنا محمد بن العباس المؤدب قال ثنا خالد بن خداش قال ثنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال مثل الذي يجلس ولا يخلع نعليه مثل دابة يوضع عنها الحمل ولا يوضع عنها الاكاف أخبرنا جعفر بن محمد بن نصر 3 في كتابه وحدثني عنه أبو عمرو العثماني

قال ثنا أبو العباس بن مسروق قال ثنا محمد بن سنان قال ثنا عمر بن حبيب عن ابن عون قال سمعت محمد بن سيرين يقول ثلاثة ليس معهم غربة حسن الأدب وكف الأذى ومجانبة الريب
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا الحسن 1 بن السميدع قال ثنا موسى ابن أيوب قال ثنا علي بن بكار قال ثنا الحسن بن دينار عن محمد بن سيرين أن رجلين اختصما في تخوم أرض فأوحى الله عز و جل اليها كلميهما فقالت يا مسكينان أو يا شقيان تختصمان في ولقد ملكني ألف أعور سوى الأصحاء
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا هشام عن محمد قال لم تر هذه الحمرةالتي في آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما ولم تفقد الخيل البلق في المغازي حتى قتل عثمان رضي الله تعالى عنه
حدثنا ابو بكر بن خلاد ثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا احمد بن القاسم بن مشاور قال ثنا احمد بن محمد الصفار قال ثنا مرحوم بن عبدالعزيز قال سمعت أبي يقول لما كانت فتنة يزيد بن الملهب انطلقت أنا ورجل إلى ابن سيرين فقلنا ما ترى فقال أنظروا إلى أسعد الناس حين قتل عثمان فاقتدوا به قلنا هذا ابن عمر كف يده [ غرائب أخباره في تعبير الرؤيا ]
حدثنا احمد بن جعفر بن سلم قال ثنا احمد بن علي الأبار قال ثنا عبدالله بن عون قال ثنا أبو يحيى الحماني قال ثنا قطبة بن عبدالعزيز عن يوسف الصباغ عن ابن سيرين قال من رأى به تعالى في المنام دخل الجنة
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا مروان بن سالم قال ثنا مسعدة بن اليسع عن خالد بن دينار قال كنت عند ابن سيرين فأتاه رجل فقال يا أبا بكر رأيت في المنا كأني أشرب

من بلبلة لها مثقبان 1 فوجدت أحدهما عذبا والآخر ملحا قال ابن سيرين اتق الله لك امرأة وأنت تخالف إلى أختها
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد ووهيب قالا ثنا أيوب عن أبي قلابة أن رجلا قال لأبي بكر رأيت كأني أبول دما قال تأتي امرأتك وهي حائض قال نعم قال اتق الله ولا تعد
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا مروان بن سالم قال ثنا مسعدة عن أبي جعفر عن ابن سيرين أن رجلا رأى في المنام كأن في حجره صبيا يصيح فقص رؤياه على ابن سيرين فقال اتق الله ولا تضرب العود
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا مروان قال ثنا مسعدة عن سليمان عن حبيب أن امرأة رأت في المنام أنها تحلب حية فقصت على ابن سيرين فقال ابن سيرين اللبن فطرة والحية عدو وليست من الفطرة في شيء هذه امرأة يدخل عليها أهل الأهواء
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن عمرو بن الضحاك قال ثنا أبو هشام الرفاعي قال ثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا مغيرة بن حفص قال رأى الحجاج بن يوسف في منامه رؤيا كأن حوراوين 2 أتتاه فأخذ إحداهما وفاتته الاخرى فكتب بذلك إلى عبدالملك فكتب اليه عبدالملك هنيئا يا أبا محمد فبلغ ذلك ابن سيرين فقال أخطأت أسته الحفرة هذه فتنتان يدرك إحداهما وتفوته الاخرى قال فأدرك الجماجم وفاتته الأخرى
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن عمرو قال ثنا أبو هشام قال ثنا أبو بكر قال ثنا مغيرة قال قال رأى ابن سيرين كأن الجوزاء تقدمت الثريا فأخذ في وصيته قال يموت الحسن وأموت بعده هو أشرف مني

حدثنا أحمد بن بندار قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا محمد بن يزيد قال ثنا يحيى بن يمان قال ثنا الحارث بن مشقف 1 قال قال رجل لابن سيرين إني رأيت كأني ألعق عسلا من جام من جوهر فقال اتق الله وعاود القرآن فإنك رجل قرأت القرآن ثم نسيته قال وقال رجل لابن سيرين رأيت كأني أحرث أرضا لا تنبت قال أنت رجل تعزل عن امرأتك
حدثنا احمد بن بندار قال ثنا أبو بكر بن ابي عاصم قال ثنا محمد بن يزيد قال ثنا يحيى بن اليمان قال ثنا مبارك بن يزيد البصري قال قال رجل لابن سيرين رأيت في المنام كأني أغسل ثوبي وهو لا ينقى قال أنت رجل مصارم لأخيك قال وقال رجل لابن سيرين رأيت كأني أطير بين السماء والأرض قال أنت رجل تكثر المنى
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا هشام بن حسان قال جاء رجل إلى ابن سيرين وأنا عنده فقال إني رأيت كأني على رأسي تاجا من ذهب فقال له ابن سيرين اتق الله فإن أباك في أرض غربة وقد ذهب بصره وهو يريد ان تأتيه قال فما راده الرجل الكلام حتى أدخل يده في حجزته فأخرج كتابا من أبيه يذكر فيه ذهاب بصره وأنه في أرض غربة ويأمر بالاتيان إليه
جدثنا محمد بن احمد بن علي قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء قال ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال إن هذاالعلم دين فانظروا عمن تأخدونه
حدثنا عبدالله بن جعفر بن اسحاق الموصلي قال ثنا محمد بن احمد بن المثنى قال ثنا اسماعيل بن زكريا عن عاصم الاحول عن محمد بن سيرين قال كانوا لا يسألون عن الاسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فننظر إلى أهل السنة فنأخذ حديثهم وإلى أهل البدعة فلا نأخذ حديثهم أسند محمد بن سيرين عن عدة من الصحابة منهم أبو هريرة وأبو سعيد

الخدري وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس وعمران بن حصين وأبو بكرة وأنس بن مالك وجماعة
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا هودة بن خليفة قال ثنا عوف عن محمد وخلاس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا صام أحدكم يوما فنسي فأكل وشرب فليتم صومه فانما أطعمه الله وسقاه
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا هشام بن حسان عن محمد سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نسي وهو صائم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه هذا حديث صحيح متفق عله من حديث محمد رواه عن محمد من التابعين جماعة منهم قتادة وأيوب السختياني وخالد الحذاء وحبيب بن الشهيد وغيرهم
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا سعيد بن عامر قال ثنا هشام وثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا اسماعيل بن عبدالله قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا ابن عون قالا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله تعالى فيها خيرا إلا أعطاه إياه قال ويقللها لفظ هشام ورواه عن ابن عون شعبة
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن في جماعة قالوا ثنا عبدالله ابن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا حجاج بن محمد قال ثنا شعبة قال أخبرني عبدالله بن عون عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه حديث شعبة تفرد به عنه حجاج وعنه احمد بن حنبل ورواه عن محمد أيوب وسلمة بن علقمة ويزيد بن ابراهيم وهو حديث صحيح متفق عليه
حدثنا القاضي أبو احمد محمد بن احمد بن ابراهيم قال ثناابراهيم بن زهير قال ثنا مكي بن ابراهيم قال ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سليمان عليه السلام أطوف الليلة على مائة امرأة فتلد كل امرأة غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله

ولم يستثن فطاف على مائة امرأة فلم تلد إلا امرأة ولدت نصف انسان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كان استثنى لولدت كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله عز و جل رواه وهيب بن خالد وجماعة عن أيوب عن محمد نحوه وهو صحيح ثابت متفق على صحته
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن وفاروق الخطابي في جماعة قالوا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا بكار السيريني 1 قال ثنا عبدالله بن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على بلال وعنده صبر من تمر فقال ما هذا يا بلال فقال تمر أدخره فقال ويحك يا بلال أما تخاف أن تكون له بخار في النار أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا هذا حديث غريب من حديث ابن عون عن محمد ورواه هشام بن حسان عن محمد بن سيرين تفرد به عنه حرب بن ميمون
حدثنا محمد بن عمرو بن أسلم الحافظ قال ثنا جعفر بن محمد الفريابي قال ثنا بشر بن سيحان قال ثنا حرب ابن ميمون عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا
حدثنا القاضي محمد بن اسحاق بن ابراهيم الاهوازي قال ثنا محمد بن نعيم قال ثنا أبو عاصم قال ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته قال أبو عاصم ما تجد لأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فضيلة مثل هذه لأن طينتهما من طينة رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا حديث غريب من حديث ابن عون عن محمد لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل عنه وهو أحد الثقات الأعلام من أهل البصرة
حدثنا محمد بن عمرو بن أسلم الحافظ قال ثنا محمد بن بكر قال ثنا محمد

ابن جامع قال ثنا معلى بن ميمون عن حجاج الأسود عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال إن جازاه هذا حديث غريب من حديث محمد لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال ثنا محمد بن خلف وكيع قال حدثني محمد بن إبراهيم مريع ! قال ثنا سعيد بن أسد بن موسى قال ثنا أبو العوام القطان عن قتادة عن مطر الوراق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الإيمان يمان إلى لخم وجذام صلوات الله على جذام يقاتلون الكفار على رؤوس السعف لينصروا الله ورسوله هذا حديث غريب من حديث محمد بن سيرين رواه تابعي عن تابعي لأن قتادة من التابعين ومطرا من التابعين ومحمد بن سيرين من التابعين تفرد به أبو العوام وهو عمران بن داود القطان
حدثنا محمد بن محمد بن مكي قال ثنا محمد بن عمرو بن هشام قال ثنا احمد بن يوسف قال ثنا عمر بن عبدالله بن رزين عن محمد يعني ابن الفضل عن التيمي عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع لا يشبعن من أربع أرض من مطر وأنثى من ذكر وعين من نظر وعالم من علم غريب من حديث محمد ومن حديث التيمي وهو سليمان بن طرخان التيمي تفرد به عنه محمد بن الفضل وهو محمد بن عطية ولم نكتبه إلا من حديث عمر بن عبدالله بن رزين قاضي نيسابور ثبت ثقة
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا احمد بن علي الخزاز قال ثنا سعيد بن سليمان عن سلام الطويل عن زيد العمي عن منصور بن زاذان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال زيد يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال إن لله عز و جل ملائكة في السماء أبصر بعمل بني آدم من بني آدم بنجوم السماء فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم فسموه وقالوا أفلح

الليلة فلان فاز الليلة فلان وإذا رأوا رجلا يعمل بمعصية الله تعالى قالوا خسر الليلة فلان هلك فلان هذا حديث غريب من حديث محمد تفرد به عنه منصور بن زاذان وهو تابعي من قرى واسط وعنه زيد العمي حدث به الأئمة والأعلام عن أبي النضر عن سلام
حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب قال ثنا أيوب قال ثنا إبراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا أبو حرة قال ثنا محمد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري أنه خرج في سرية فأصابتهم مجاعة فأتوا على حي فأتتهم جارية فقالت إن رجالنا خلوف وإن سيد الحي سليم فهل فيكم من راق فذهبت وفرأت عليه بأم القرآن حتى برأ قال فأعطونا شاة وأطعمونا طعاما قال فأكلنا من الطعام وهبنا الشاة فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرناه فقال من أين علمت أنها رقية قال لا والله إلا أني افتعلتها قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم خذوها واضربوا لي فيها بسهم رواه عن محمد من التابعين أيوب السختياني وعبدالله بن عون ولم أكتبه عاليا من حديث أبي حرة إلا من حديث بكر بن بكار
حدثنا علي بن حميد الواسطي قال ثنا بن بشر بن موسى قال ثنا محمد بن مقاتل قال ثنا محمد بن الفضل عن زيد العمي عن محمد بن سيرين عن عمران ابن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى يحب المؤمن إذا كان فقيرا متعففا غريب من حديث محمد بن سيرين لم نكتبه إلا من حديث زيد ومحمد بن الفضل بن عطية 196
عبد الله بن زيد الجرمي
ومنهم اللبيب الناصح والخطيب الفاصح كثر اشفاقه فكثر انفاقه ابو قلابة عبدالله بن زيد الجرمي وقيل إن التصوف النصح في الاشفاق والفسح في الاخلاق
حدثنا محمد بن احمد بن علي قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا

سعيد بن عامر عن صالح بن رستم قال قال ابو قلابة يا أيوب إذا أحدث الله تعالى لك علما فأحدث له عبادة ولا يكن همك ما تحدث به الناس
حدثنا احمد بن جعفر بن سالم قال ثنا احمد بن علي الأبار قال ثنا القاسم بن عيسى قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال قيل للقمان أي الناس أعلم قال الذي يزداد من علم الناس إلى علمه
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني ابي قال ثنا عبدالوهاب قال ثنا أيوب عن أبي قلابة قال ما من أحد يريد خيرا أو شرا إلا وجد في قلبه آمرا وزاجرا آمرا يأمر بالخير وزاجرا ينهى عن الشر
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن سهل قال ثنا عبدالله بن عمر قال ثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد قال ثنا أيوب عن كتاب 1 قال مثل العلماء كمثل النجوم التي يهتدى بها والأعلام التي يقتدى بها فإذا تغيبت تحيروا وإذا تركوها ضلوا
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا أبي قال ثنا عبدالوهاب قال ثنا أيوب عن كتاب 1 أبي قلابة قال العلماء ثلاثة فعالم عاش بعلمه وعاش الناس بعلمه وعالم عاش بعلمه ولم يعش الناس بعلمه و عالم لم يعش بعلمه ولم يعش الناس بعلمه
حدثنا علي بن هارون قال ثنا جعفر بن محمد الفريابي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد قال ثنا أيوب عن كيسان عن أبي قلابة قال مثل الناس والإمام كمثل الفسطاط لا يقوم الفسطاط إلا بعمود ولا يقوم العمود إلا بالأوتاد وكلما نزع وتد ازداد العمود وهنا
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا أبو الربيع قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا أيوب عن أبي قلابة قال أي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عياله صغارا فيعفهم وينفعهم الله تعالى ويغنيهم به

حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن ابي سهل قال ثنا ابو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عبدالوهاب قال ثنا أيوب عن أبي قلابة قال إن الله تعالى لما لعن إبليس سأله النظرة فأنظره إلى يوم الدين فقال وعزتك لا أخرج من جوف أو من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح قال وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما دام فيه الروح
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عبدالوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة أنه قال في صلواته اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي وإذا أردت لعبادك قتنة أن توفاني غير مفتون
حدثنا أبو احمد محمد بن احمد قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عبيد الله ابن معاذ قال ثنا أبي قال ثنا ابن عون قال ثنا أبو رجاء مولى أبي قلابة عن أبي قلابة قال كنت جالسا عند عمر بن عبدالعزيز فذكروا القسامة فحدثته عن أنس بقصة العرنيين فقال عمر لن تزالوا بخير يا أهل الشام ما دام فيكم هذا أو مثل هذا
حدثنا أبو اسحاق بن حمزة قال ثنا ابراهيم بن هاشم قال ثنا احمد بن حنبل قال ثنا اسماعيل بن ابراهيم قال حدثني الحجاج بن أبي عثمان قال أخبرني أبو رجاء مولى أبي قلابة عن أبي قلابة أن عنبسة بن سعيد قال لأبي قلابة لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظهركم
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا عارم قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال كان أبو قلابة والله من الفقهاء ذوي الألباب فقال أيوب قال مسلم بن يسار لو كان أبو قلابة من العجم كان موبذ موبذان قال عارم يعني قاضي القضاة
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا حاتم قال ثنا عارم قال ثنا ثابت بن يزيد قال ثنا عاصم الأحول عن أبي قلابة قال إذا كان الانسان أعلم بنفسه من الناس فذاك قمن أن ينجو وإذا كان الناس أعلم به من نفسه فذاك قمن أن يهلك

حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني عبدالله بن عمر قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا أيوب قال كنت مع أبي قلابة في جنازة فسمعنا صوت قاص قد ارتفع صوته وصوت أصحابه فقال أبو قلابة إن كانوا ليعظمون الموت بالسكينة
حدثنا أبو بكر بن مالك 1 قال حدثني حميد الطويل عن أبي قلابة قال إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك فان لم تجد له عذرا فقل في نفسك لعل لأخي عذرا لا أعلمه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن عبدالله بن رسته قال ثنا محمد بن عبيد قال ثنا حماد بن زيد قال أيوب عن أبي قلابة قال قال الله تبارك وتعالى اثنتان يا ابن آدم أعطيتكهما لم تكن لك واحدة منهما أما أنت بخلت 2 بما ملكت حتى إذا أخذت بكظمك وصار لغيرك جعلت لك فيه نصيبا أو قال فريضة أزكيك بها وأطهرك وأما الأخرى فصلاة عبادي عليك بعد ما انقطع عملك فلم يكن لك عمل
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمرو بن زرارة قال اسماعيل بن علية عن أيوب قال لما توفي عبدالرحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى الشام
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن عبدالله بن رسته قال ثنا ابن حسان قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال وجدت أعلم الناس بالقضاء أشدهم فرارا منه وما أدركت بهذا المصر أعلم بالقضاء من أبي قلابة
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا حاتم قال ثنا عفان قال ثنا وهيب عن ايوب عن غيلان بن جرير قال استأذنت على أبي قلابة فقال ادخل إن لم تكن حروريا
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا أبي

قال ثنا أبو عبدالله عن عمر بن نبهان عن يزيد الرشك عن أبي قلابة قال ينادي مناد يوم القيامة من قبل العرش ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال فلا يبقى أحد إلا رفع رأسه فيقول الذين آمنوا وكانوا يتقون فلا يبقى منافق إلا نكس رأسه
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبدالوهاب الثقفي عن ايوب عن أبي قلابة قال لا تحدث الحديث من لا يعرفه فإن من لا يعرفه يضره ولا ينفعه
حدثنا عبداله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا يعمر عن ابن المبارك عن معمر عن ايوب عن أبي قلابة قال خير الأمور أوساطها
حدثنا محمد بن أحمد بن علي قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا سعيد ابن عامر عن صالح بن رستم قال قال أبو قلابة يا أيوب الزم سوقك فإن الغنى من العافية
حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا هشام بن علي السيرافي قال ثنا سهل ابن بكر قال ثنا وهيب عن أيوب قال قال أبو قلابة لن تضرك دنيا شكرتها لله عز و جل
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو يحيى الرازي قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا أبو أسامة عن الحارث بن عمير عن أيوب عن أبي قلابة قال إن الله تعالى قد أوسع عليكم فليس بضائركم دنيا إذا شكرتموها لله عز و جل
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا عبدالرحمن بن الحسن قال ثنا رجاء بن الجارود قال ثنا زكريا بن يحيى عن المبارك عن صهيب عن خالد الحذاء قال قلت لأبو قلابة ما هذا يعني رفع اليدين في الصلاة قال تعظيم
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا ابن علية عن أيوب قال رآني أبو قلابة وأنا أشتري تمرا رديئا فقال قد كنت أظن أن الله تعالى قد نفعك بمجالسنا أما علمت أن الله تعالى قد نزع من كل رديء بركته
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا ابراهيم بن شريك الأسدي قال ثنا شهاب

ابن عباد قال ثنا حماد عن خالد الحذاء أن أبا قلابة قال إياكم وأصحاب الأكسية
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي قال ثنا عفان قال ثنا بشر بن المفضل عن خالد الحذاء قال كنا نأتي أبا قلابة فإذا حدثنا بثلاثة أحاديث قال قد أكثرت
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم قال ثنا أبو يزيد يعني الخزاز قال ثنا ابن علية قال ثنا أيوب عن أبي قلابة قال ليس شيء أطيب من الروح ما انتزع من شيء إلا أنتن
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن ابراهيم بن بطال قال ثنا زياد بن حيي قال ثنا حاتم بن وردان قال ثنا أيوب عن أبي قلابة قال ما أمات العلم إلا القصاص يجالس الرجل الرجل القاص سنة فلا يتعلق منه بشيء ويجلس إلى العلم فلا يقوم حتى يتعلق منه بشيء
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن جنبل قال حدثني أبي قال ثنا أسود بن عامر قال أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عمرو بن ميمون قال قدم أبو قلابة على عمر بن عبدالعزيز فقال له حدث يا أبا قلابة قال والله إني لأكره كثيرا من الحديث وكثيرا من السكوت
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا شريح بن النعمان قال ثنا مصعب بن حيان عن أخيه مقاتل بن حيان عن أبو قلابة قال ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا سليمان ابن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال قال أبو قلابة لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تحادثوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا أحمد بن موسى بن العباس قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة قال مثل أهل الأهواء مثل المنافقين فإن الله تعالى ذكر المنافقين بقول مختلف وعمل مختلف وجماع ذلك الضلال وإن أهل الأهواء اختلفوا

في الأهواء واجتمعوا على السيف قال الشيخ رحمه الله أسند أبو قلابة عن عدة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ما لا يحصى فمن مشاهير حديثه ما
حدثنا عبدالله بن الحسن بن بندار قال ثنا محمد ابن اسماعيل الصائغ قال ثنا يعلى بن عبيد قال ثنا محمد بن اسحاق عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن أنس مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للبكر سبع وللثيب ثلاث رواه عن أيوب الثوري وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة وابن علية في آخرين ورواه خالد الحذاء وقتادة عن أبي قلابة نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبدالوهاب قال ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان أن يحب المرء لا يحبه إلا لله عز و جل وأن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يوقد له نار فيقذف فيها رواه عبدالله بن عمرو وعباد بن منصور ووهيب بن خالد عن أيوب مثله وهو حديث صحيح متفق عليه والذي تقدمه كمثله
حدثنا محمد بن المظفر قال ثنا أبو رافع اسامة بن علي بن سعيد قال ثنا عبدالرحمن بن خالد بن نجيح قال ثنا علي بن الحسن قال ثنا سفيان الثورى عن أيوب بن أبي تميمة عن أبي قلابة وسفيان عن حميد وعاصم الاحول عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم زينوا العيدين بالتهليل والتقديس والتحميد والتكبير غريب من حديث الثوري وأبي قلابة وأيوب لم نكتبه إلا من حذيث علي بن الحسن وهو الشامي نزيل مصر تفرد به وبغيره عن الثوري
حدثنا محمد بن محمد بن احمد أبو جعفر البغدادي قال ثنا محمد بن

عبدالله الحضرمي قال ثنا عبد الرحمن بن سلام قال ثنا ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن عطية أنه سمع ربيعة الجرشي 1 يقول أتى نبي الله صلى الله عليه و سلم فقيل له لتنم عيناك ولتسمع أذناك وليعقل قلبك فنامت عيناي وسمعت أذناي وعقل قلبي فقيل إن سيدا بنى دارا ووضع مأدبة وأرسل داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار واكل من المأدبة ورضي عنه السيد ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يطعم من المأدبة وسخط عليه السيد فالله السيد ومحمد الداعي والدار الإسلام والمأدبة الجنة حديث غريب من حديث أيوب وأبي قلابة لم نكتبه إلا من حديث ريحان ابن سعيد عن عباد بن منصور عنه
حدثنا فاروق بن عبد الكبير الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها وأعطيت كنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي عز و جل لأمتي أن لا يهلكهم بسنة عامة ولا يسلط عليهم عدوا من سواهم فيستبيح بيضتهم وأن ربي عز و جل قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يسبى بعضا ويملك بعضا وحتى يكون بعضهم يفنى بعضا وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبيهم وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله هذا حديث ثابت من حديث أيوب عن أبي قلابة فيه ألفاظ تفرد بها عن النبي صلى الله عليه و سلم من بين الصحابة ثوبان ولم يسقها عن ثوبان هذا السياق إلا أبو أسماء الرحبي ولا عنه إلا أبو قلابة

مسلم بن يسار
ومنهم المشاهد المبصار المجاهد المحضار أبو عبدالله مسلم بن يسار وقيل إن التصوف التمتع بالحضور والتتبع للخطور
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال ثنا جعفر بن حيان قال ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في صلاته فقال وما يدريكم أين قلبي
حدثنا أحمد بن جعفر ابن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني حوثرة بن أشرف قال ثنا حماد ابن سلمة عن حبيب بن الشهيد أن مسلم بن يسار كان قائما يصلي فوقع حريق إلى جنبه فما شعر به حتى طفئت النار
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا معتمر قال سمعت كهمسا يحدث عن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه أنه كان يصلي ذات يوم فدخل رجل من أهل الشام ففزعوا واجتمع له أهل الدار فلما انصرفوا قالت له أم عبدالله دخل هذا الشامي ففزع أهل الدار فلم تنصرف اليهم أو كما قالت قال ما شعرت قال معتمر وبلغني أن مسلما كان يقول لأهله إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا أصلي
حدثنا محمد بن علي قال ثنا محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن أبي السرى قال ثنا معتمر قال ثنا كهمس عن عبدالله ابن مسلم بن يسار عن أبيه قال ما رأيته يصلي قط إلا ظننت أنه مريض
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني هارون ابن معروف قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته في بيته تحدثوا فلست أسمع حديثكم
حدثنا أبو احمد محمد بن احمد الجرجاني قال ثنا [ بياض ] عون بن موسى قال سقط حائط المسجد ومسلم بن يسار قائم يصلي فما علم به
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا احمد ابن يحيى بن نصر الغسال قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا ابن المبارك قال ثنا مبارك ابن فضالة قال حدثني ميمون بن حيان قال ما رأيت مسلم بن

يسار ملتفتا في صلاته قط خفيفة ولا طويلة ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدمه وإنه لفي المسجد في الصلاة فما التفت حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا احمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي وحدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال أخبرنا زيد بن الحباب قال أخبرني عبدالحميد بن عبدالله ابن مسلم بن يسار عن أبيه قال كان مسلم بن يسار إذا دخل المنزل سكت أهل البيت فلا يسمع لهم كلام وإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا
حدثنا محمد ابن عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله قال ثنا عفان قال ثنا سليمان بن المغيرة عن غيلان بن جرير قال كان مسلم بن يسار إذا رؤي وهو يصلي كأنه ثوب ملقى
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد ابن حنبل قال ثنا أبو موسى العنزي قال ثنا ابن أبي عدي عن ابن عون قال كان مسلم بن يسار إذا كان في غير صلاة كأنه في صلاة
حدثنا عبدالله بن احمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا حسين بن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال سفيان عن رجل عن مسلم ابن يسار أنه سجد سجدة فوقعت ثنيتاه فدخل عليه أبو أياس فأخذ يعزيه ويهون عليه فذكر مسلم من تعظيم الله عز و جل
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن خالد بن أبي يزيد عن معاوية بن قرة قال دخلت على مسلم فقال دخلت علي وانا أدفن بعض جسدي قال معاوية وكان يطيل السجود أراه قال فوقع الدم في ثنيتيه فسقطتا فدفنهما
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني ابي قال ثنا معاذ بن معاذ قال ثنا ابن عون قال رأيت مسلم بن يسار يصلي كأنه وتد لا يميل على قدم مرة ولا على قدم مرة ولا يتحرك له ثوب وقال معاذ مرة لا يتروح على رجل مرة أو قال لا يعتمد
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا أبو موسى

العنزي قال ثنا موسى بن اسماعيل قال ثنا عبد الحميد بن عبدالله بن مسلم بن يسار قال حدثني أبي قال رأيت مسلما وهو ساجد وهو يقول في سجوده متى ألقاك وأنت عني راض ويذهب في الدعاء ثم يقول متى ألقاك وأنت عني راض
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله قال ثنا شيبان بن أبي شيبة قال ثنا أبو هلال قال ثنا قتادة قال قال مسلم بن يسار اعمل عمل رجل لا ينجيه الا عمله وتوكل توكل رجل لا يصيبه الا ما كتبه الله عز و جل له
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال ثنا سفيان عن رجل عن مسلم بن يسار أنه قال من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شئ هرب منه وما أدري ما حسب رجاء امرئ عرض له بلاء لم يصبر عليه لما يرجو وما أدري ما حسب خوف امرئ عرضت له شهوة لم يدعها لما يخشى
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا أحمد بن موسى قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا عفان والأسود بن عامر قالا ثنا حماد عن ثابت عن مسلم بن يسار قال ما أدري ما حسب إيمان عبد لا يترك شيئا يكرهه الله عز و جل
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن خالد ابي يزيد عن معاوية بن قرة قال دخلت على مسلم بن يسار فقلت ما عندي كبير عمل إلا أني أرجو الله وأخاف منه قال ما شاء الله من خاف من شئ جذر منه ومن رجا شيئا طلبه وما أدري ما حسب خوف عبد عرضت له شهوة فلم يدعها لما يخاف أو ابتلي ببلاء فلم يصبر عليه لما يرجو قال معاوية فاذا أنا قد زكيت نفسي وأنا لا أعلم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبو موسى قال ثنا ابن أبي عدي عن ابن عون قال قال مسلم إذا حدثت عن الله فأمسك فاعلم ما قبله وما بعده
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن علي بن 1 جبلة

قال قال ابن أبي ادريس عائذ الله لأبيه يا أبت أما يعجبك طول صمت أبي عبدالله يعني مسلم بن يسار فقال أي بني تكلم بالحق خير من سكوت عنه فقال مسلم سكوت عن الباطل خير من تكلم به
حدثنا عمر بن محمد حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيدالله قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا ثابت قال قال مسلم بن يسار ما شئ من عملي إلا وأنا أخاف أن يكون قد دخله ما أفسده علي ليس الحب في الله عز و جل فاني لا أجدني أحب إلا في الله
أخبرنا محمد بن أحمد بن ابراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا عمرو بن مرزوق قال ثنا عمران عن قتادة عن مسلم ابن يسار قال مرضت مرضة لي فلم يكن في عملي شئ أوثق في نفسي من قوم كنت أحبهم في الله عز و جل
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن عبدالله بن رستة قال ثنا شيبان قال ثنا مبارك بن فضالة قال ثنا عبدالله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال ما ينبغي للصديق أن يكون لعانا ولو لعنت شيئا ما تركته في بيتي
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبو موسى العنزي قال ثنا أبو داود قال ثنا مبارك عن عبدالله بن مسلم بن يسار أن أباه كان يكره أن يمس ذكره بيمينه ويقول إني لأرجو أن آخذ كتابي بيميني
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا أبو كريب الهمداني قال ثنا أبو بكر بن عياش وذكر مسلم بن يسار وقال حدثني العذري عنه قال حج مسلم فوالله أنه قاعد في بيته يعالج شيئا يعني من طعامه إذ جاءته امرأة فقالت له شيئا فتناول شيئا فأعطاها فقالت ليس هذا طلبت إنما طلبت ما تطلب المرأة من زوجها فقال بكل شيء في يده فطرحه ثم خرج يشتد فلما خرج قال يا رب ليس لهذا جئت أنا ها هنا
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا هاشم بن القاسم قال ثنا المبارك بن فضالة عن عبدالله بن مسلم بن يسار عن

أبيه قال إذا لبست ثوبا فظننت أنك في ذلك الثوب 1 أفضل مما في غيره فبئس الثوب هو لك
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا ابو يحيى الرازي قال ثنا هناد ابن السرى قال ثنا ابو اسامة عن الربيع بن صبيح قال قال مكحول رأيت سيدا من ساداتكم يا أهل البصرة دخل الكعبة فصلى ركعتين بين العمودين المقدمين وهو ساجد فبكى حتى بل المرمر فسمعته يقول اغفر لي ذنوبي وما قدمته يداي قال فاذا هو مسلم بن يسار قال فيرون أنه ذكر ذلك المشهد الذي شهده يوم دير الجماجم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا شيبان قال ثنا عون بن موسى الليثي أبو روح عن عبدالله بن مسلم بن يسار قال كان لأبي غلام لا يصلي وكان لا يضربه فأقول ألم تنهه يقول لا أدري ما أصنع به قد غلبني
حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال حدثني الحسين بن الكميت قال ثنا معلى بن مهدي قال ثنا حماد بن زيد عن محمد بن ولع ! قال كان مسلم بن يسار يقول إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم وبها يبتغي الشيطان زلته
حدثنا أبي قال ثنا أبو الحسن بن أبان قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال ثنا محمد بن ادريس قال ثنا محمد بن الحواري عن عمر بن أبي سلمة قال قال مسلم بن يسار ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز و جل
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا ثابت عن مسلم بن يسار قال كان أحدهم إذا برىء قيل ليهنك الطهر 2 حدثنا فهد بن ابراهيم بن فهد قال ثنا محمد بن زكريا الغلابي قال حدثتني ! ولادة بنت ابراهيم الأزدية قالت حدثتني امي قالت قال مالك بن دينار رأيت مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة

فسلمت عليه فلم يرد علي السلام فقلت لم لا ترد علي السلام قال أنا ميت فكيف أرد السلام فقلت ماذا لقيت يوم الموت قال قد لقيت أهوالا وزلازل عظاما شدادا قلت وماذا كان بعد ذلك قال وما تراه يكون من الكريم قبل منا الحسنات وعفى لنا عن السيئات وضمن عنا التبعات قالت فكان مالك يحدث بهذا وهو يبكي ويشهق ثم يغشى عليه فلبث بعد ذلك أياما مريضا ثم مات في مرضه فكنا نرى أن قلبه الصدع
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني احمد بن ابراهيم قال ثنا ابراهيم بن حبيب بن الشهيد قال ثنا عبدالحميد بن عبدالله بن مسلم بن يسار عن اسحاق بن سويد قال صحبت مسلم بن يسار عاما إلى مكة فلم أسمعه تكلم بكلمة حتى بلغنا ذات عرق قال ثم حدثنا فقال بلغني أنه يؤتى بالعبد يوم القيامة ويوقف بين يدي الله عز و جل فيقول انظروا في حسناته فينظر في حسناته فلا توجد له حسنة فيقول انظروا في سيئاته فتوجد له سيئات كثيرة فيؤمر به إلى النار فيذهب به وهو يلتفت فيقول ردوه إلى ما تلتفت فيقول أي رب لم يكن هذا ظني أو رجائي فيك شك ابراهيم فيقول صدقت فيؤمر به إلى الجنة
حدثنا ابو عمرو عثمان بن محمد العثماني قال ثنا ابن مكرم قال ثنا منصور بن أبي مزاحم قال ثنا عثمان بن عبدالحميد بن لاحق البصري عن أبيه عن مسلم بن يسار أنه قال قدمت البحرين واليمامة على تجارة فإذا أنا بالناس مقبلين ومدبرين نحو منزل فقصدت أليه فاذا أنا بامرأة جالسة في مصلاها عليها ثياب غليظة وإذا هي كئيبة محزونة قليلة الكلام وإذا كل من رأيت ولدها وخولها وعبيدها والناس مشغولون بالبياعات والتجارات فقضيت حاجتي ثم أتيتها وودعتها فقالت حاجتنا اليك أن تأتينا إذا جئت إلينا بحاجة فتنزل بنا قال فانصرفت فلبثت حينا ثم إني توجهت إلى بلدها في حاجة فلما قدمتها لم أرد دون منزلها شيئا مما كنت رأيت فأتيت منزلها فلم أر أحدا فأتيت الباب فاستفتحت فإذا أنا بضحك امرأة وكلامها ففتح لي فدخلت فإذا أنا بها جالسة

في بيت وإذا عليها ثياب حسنة رقيقة وإذا الضحك الذي سمعت كلامها وضحكها وإذا امرأة ليس معها في بيتها شيء قط فاستنكرت وقلت قد رأيتك على حالين فيهما عجب حالك في قدمتي الأولى وحالك هذه قالت لا تعجب فإن الذي قد رأيت من حالتي الأولى إني كنت فيما رأيت من الخير والسعة وكنت لا أصاب بمصيبة في ولد ولا خول ولا مال ولا أوجه في تجارة إلا سلمت ولا يبتاع لي شيء إلا ربحت فيه وتخوفت أن لا يكون لي عند الله خير فكنت مكتئبة لذلك و قلت لو كان لي عند الله خير لابتلاني فتوالت علي المصائب في ولدي الذي رأيت وخولي ومالي وما بقي لي منه شيء فرجوت أن يكون الله قد أراد بي خيرا فابتلاني وذكرني ففرحت لذلك وطابت نفسي 1 فانصرفت فلقيت عبدالله بن عمر فأخبرته بخبرها فقال رحم الله هذه ما فاتها أيوب النبي عليه السلام إلا بقليل لكنى تخرق مطر في هذا أو كلمة نحوها فوجهت به يصلح فعمل لي على غير ما كنت أريد فأحزنني ذلك ومن مسانيد حديثه لقي من الصحابة عدة وروى عنهم مرسلا ومتصلا حدث عنه من التابعين أبو قلابة ومحمد بن سيرين وقتادة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء قال ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مسلم بن يسار عن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا إلا حرم على النار لا إله إلا الله رواه يزيد بن زريع عن سعيد مطولا ذكر فيه كلاما من لقاء أبي بكر عثمان وتسليمه عليه فلم يرد عليه لحديثه نفسه واهتمامه بالكلمة الناجية هذا حديث ثابت صحيح أخرجه مسلم في صحيحه من حديث شعبة وبشر بن المفضل وابن علية عن خالد

الحذاء عن الوليد بن مسلم عن حمران
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن المنهال وعياش بن الوليد قالا ثنا يزيد بن زريع قال ثنا سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن حمران قال سمعت عثمان ودعا بماء فغسل كفيه ومضمض واستنشق وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ومسح برأسه وظهر قدميه ثم ضحك فقال ألا تسألوني ما أضحكني فقلنا ما أضحكك يا أمير المؤمنين قال أضحكني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا بماء في هذا المكان فتوضأ نحوا مما توضأت ثم ضحك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا تسألوني ما أضحكني فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أضحكني أن العبد إذا غسل وجهه حط الله تعالى عنه كل خطيئة أصابها بوجهه فإذا غسل ذراعيه كذلك وإذا مسح برأسه كذلك وإذا طهر قدميه كذلك هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث حمران رواه عنه من لا يحصون كثرة ورواه سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن مسلم عن حمران
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا الحسن بن جرير الصوري ومحمد بن هارون بن بكار قالا ثنا العباس بن الوليد الخلال قال ثنا مروان بن محمد قال ثنا سعيد ابن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن مسلم بن يسار عن حمران عن عثمان فذكر مثله نحوه تفرد به سعيد بن بشير بإدخال أبي قلابة بين قتادة ومسلم بن يسار وهذا حديث رواه أعلام التابعين عن التابعين فإن قتادة تابعي ومسلم ابن يسار تابعي وحمران تابعي
حدثنا محمد بن معمر قال ثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال ثنا سليمان ابن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار فجاء أبو الأشعث الصنعاني فأوسع له القوم فقالوا أبو الأشعث أبو الأشعث فقلت يا أبا الأشعث حدث أخاك حديث عبادة بن الصامت فقال كنا مع معاوية في غزاة فغنمنا غنائم كثيرة فكان فيها آنية من فضة فأمر معاوية رجلا ببيعها من الناس في أعطياتهم فبلغ ذلك عبادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صحيح السيرة النبوية ت الشيخ الالباني

صحيح السيرة النبوية ت الشيخ الالباني